غزة - صفا حذّر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، يوم الاثنين، من انهيار كامل لمستشفيات شمالي قطاع غزّة، وخروجها عن الخدمة خلال أشدّ أوقات الطوارئ صعوبةً وأقساها مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي وتكثيفه لليوم السابع عشر على التوالي في المحافظة، متهماً قوات الاحتلال بتعمد قصف الطوابق العليا لمستشفيات العودة والإندونيسي واستهدافها ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيها قبل يومين في الوقت الذي صعدت عمليات قصفها ووتيرة استهدافها للأحياء السكنية ومنازل المدنيين فوق رؤوس ساكنيها.

ونبّه المركز في بيان إلى تكرار الاستهداف المتعمد للمستشفيات في قطاع غزّة، وقصفها وقتل من فيها من مرضى وطواقم طبية ونازحين وحصارها وإخلائها بالقوة، على الرغم من محاولات إعادة التأهيل الجزئية لبعض تلك المستشفيات، إلا أنّ قوات الاحتلال تُصرّ على استهدافها المرة تلو الأخرى، وترك المدنيين بلا مستشفيات تعالجهم وهو ما يشكل جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتفرض قوات الاحتلال حصاراً صارماً تحرم فيه السكان المدنيين في شمال قطاع غزة من أي إمدادات أساسية تنقذ حياتهم، وتؤكد عبر أوامر الإخلاء القسري سعيها لإفراغ ما تبقى منهم باستخدام الجوع والحرمان من العلاج سلاحاً لتحقيق أهدافها العسكرية، ما يعكس إمعانها واستمرارها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وفق المركز الحقوقي الفلسطيني. وأشار المركز إلى أنه بعد مضي أكثر من أسبوعين على الهجوم العسكري المكثف، ورفض السكان مغادرة بعض الأحياء السكنية المحاصرة في مدينة جباليا ومخيمها وباقي مناطق محافظة شمال قطاع غزة التي باتت معزولة تماماً عن مدينة غزة، وأصبح عشرات الآلاف من المدنيين عالقين في منازلهم بين الموت والجوع، بدون أبسط مقومات الحياة الأساسية، بعد تقييد وصولهم إلى الغذاء والمياه، وقطع الاتصالات والإنترنت عنهم، واستهداف وتهديد المستشفيات بالإخلاء قسراً ووقف خدماتها العلاجية رغم تدفق أعداد كبيرة من الإصابات الحرجة إليها، وتكدس عشرات الجثث للقتلى المدنيين فيها. وبسبب الحصار المطبق واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية يخشى من خروج المستشفيات الثلاثة، كمال عدوان، والعودة، والإندونيسي، عن العمل وتعرضها لظروف تشابه إخلاءها في نوفمبر وديسمبر2023، فهي الآن تعمل بأقل من الحد الأدنى من قدراتها، وبإمكانيات منهكة، جراء الاستهداف سابقاً، والنقص الحاد في الأطقم الطبية، وإمدادات الوقود، والأدوية، والغذاء، وهو ما يهدد حياة جرحى العدوان وما يزيد عن 285 مريضاً يرقدون في هذه المستشفيات، بينهم ثمانية أطفال حديثي الولادة وخمسة بالغين في أقسام العناية المركزة، ونحو 161 مريضاً موجودون في أقسام الطوارئ، الكثير منهم في حاجة عاجلة إلى إجراء عمليات جراحية متقدمة، من قبيل جراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وجراحة العيون والطب التجميلي، وهي خدمات غير متوفرة في هذه المستشفيات، وفق مجموعة الصحة في فلسطين. ومع تصاعد عمليات القصف في اليومين الماضيين وإعلان قوات الاحتلال توسيع عمليتها العسكرية، تتأثر خدمات صحية مهمة في أقسام الولادة التي ما تزال تقدم خدماتها في مستشفيي كمال عدوان والعودة ضمن أسوأ حالات الطوارئ، ما يجعل حياة المواليد الجدد في الحاضنات والنساء اللواتي يعانين مضاعفات الحمل على المحك، مع الخشية الكبيرة على حياة أكثر من 9 آلاف سيدة حامل في المناطق المحاصرة وذلك مع توقف العمل في مراكز الرعاية الصحية الأولية البالغ عددها 25 مركزاً في محافظة شمال غزة. وشدد المركز على أنّ ترك المنظومة الصحية في مناطق شمال قطاع غزة تواجه خطر الانهيار الكامل، وحصار منشآتها واستهدافها من قبل القوات المحتلة يعتبر بمثابة حكم بالإعدام على آلاف الجرحى والمرضى، يخالف القوانين الدولية والإنسانية، داعياً المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، إلى إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى الامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية، وإرغامها على وقف هجومها العسكري، واتخاذ التدابير الواجبة لحماية المدنيين والمدنيات والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك التوقف عن استهداف المنشآت الطبية بشكل فوري. وأكّد ضرورة الضغط على قوات الاحتلال من أجل فتح مسارات متعددة لإخلاء المرضى والجرحى من ذوي الحالات الحرجة وإدخال الإمدادات بالغة الأهمية إلى سكان محافظة شمال قطاع غزة، وتأمين الاستجابة الإنسانية الآمنة لهم. وطالب المنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية بالتحلي بمسؤولياتها والضغط من أجل حماية المستشفيات واستمرار عملها في تقديم الخدمات الصحية في مناطق شمال قطاع غزة، وتقديم المساعدة والدعم الكامل لها.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة شمال قطاع غزة حصار قوات الاحتلال شمال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

شهيدان في قطاع غزة وأطباء بلا حدود تدين منع دخول المساعدات

أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد فلسطينيين اثنين في قطاع غزة، بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع  لليوم الـ11 على التوالي.

وتشير التفاصيل إلى أن الشهيد الأول استشهد متأثرا بإصابته بنيران قوات الاحتلال في بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، بينما استشهد الثاني متأثرا أيضا بإصابته في رفح.

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و515 شهيدا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقالت الوزارة في تقريرها الدوري: وصل مستشفيات قطاع غزة 12 شهيدا بينهم 5 انتشلت جثامينهم من تحت الأنقاض و7 شهداء جدد و14 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية.

وأشارت إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لنقص الآليات والمعدات.

ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة  المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في 19 يناير/كانون الثاني 2025، فإن إسرائيل تواصل استهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي والقصف عبر طائرتها المسيرة.

وفي وقت سابق، قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تطلق النار في المناطق الجنوبية والشرقية لمدينة رفح.

إعلان

من جانبها، قالت مصادر فلسطينية إن آليات الاحتلال أطلقت النار شرق منطقة عبسان الكبيرة وحي الفراحين شرقي خان يونس.

إغلاق وإدانة

إنسانيا، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم. وقال مراسل الجزيرة إن إغلاق المعبر التجاري الوحيد في قطاع غزة منع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والوقود للقطاع.

وقد أدانت "منظمة أطباء بلا حدود" منع السلطات الإسرائيلية دخول جميع المساعدات وإمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة

وطالبت المنظمة إسرائيل بعدم استخدام المساعدات كورقة مساومة في مفاوضات وقف إطلاق النار، مؤكدة أن استخدام إسرائيل الاحتياجات الإنسانية كورقة مساومة يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر في الثاني من مارس/آذار الجاري بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، وذلك تزامنا مع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.

ويأتي قرار نتنياهو بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

كارثة وتحذير

من جهته، حذر اتحاد بلديات قطاع غزة، الأربعاء، من كوارث صحية وبيئية خطيرة جراء استمرار إسرائيل بمنع وصول إمدادات الكهرباء والمياه إلى القطاع، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري.

وقال الاتحاد -في بيان- في ظل استمرار الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 16 شهرا، نؤكد الحاجة الملحة لإمدادات دائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية بسبب قطع الاحتلال للكهرباء.

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل -بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025- إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إصابة مستوطن صهيوني بعملية اطلاق نار شمال الضفة المحتلة وانسحاب المنفذ
  • شهيدان في قطاع غزة وأطباء بلا حدود تدين منع دخول المساعدات
  • صحة غزة: وصول 12 شهيدا إلى مستشفيات القطاع آخر 24 ساعة
  • مع قرب المهلة التي منحها السيد القائد.. حماس: العدو يواصل إغلاق معابر غزة بشكل كامل
  • استشهاد مواطنة برصاص الاحتلال في مدينة رفح
  • يهدمون البيوت ويخربون الممتلكات.. قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون يعيثون فسادًا في الضفة الغربية
  • فلسطينيو شمال غزة يصومون على وقع التهديدات ويفطرون فوق الركام
  • 50 يوما على عدوان الاحتلال شمال الضفة.. واعتقالات تطال نائبا بالخليل
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تفجر منزلاً في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة مناطق شمال رام الله