تحالف القيم المشتركة: حركة الخدمة مستمرة بعد رحيل فتح الله كولن
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – نعى تحالف القيم المشتركة ومقره نيويورك، والتابع لحركة الخدمة، مؤسس الحركة فتح الله كولن، الذي توفي يوم الأحد، معلنين أن تكريم كولن سيكون من خلال مواصلة العمل الذي كرس حياته له، مع التأكيد على استمرار نشاط حركة الخدمة.
وأصدر تحالف القيم المشتركة (AfSV)، بيانًا جاء فيه: “نشعر بحزن عميق لوفاة السيد كولن، الذي كان شخصية بارزة في الإيمان والحكمة والقيادة الفكرية والروحية للمشاركين في الخدمة وعدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم.
هذا وقت حداد وتأمل وصلاة لمجتمع حركة الخدمة، إن إرث السيد كولن يتجاوز ظروف حياته، إنه يبرز كمفكر ديني وفكري بارز سيظل تأثيره ملموسًا لأجيال. قال ذات مرة ”قيمنا لا تعتمد على شخص واحد. ولا يعتمد وجودها على وجود أي فرد. هذه القيم كافية للحفاظ على تماسك الناس دون أن تتفكك غدًا. وما دامت روح خدمة الناس في سبيل الله مستمرة، فإن الله لن يسمح لهذه الحركة بالتفكك. نحن نثق به ونتوكل عليه وحده.
سيتم الحفاظ على التوجيه الروحي لحركة الخدمة من قبل مجموعة من الأصدقاء المقربين الذين قدموا الحكمة والإلهام لسنوات عديدة، وعلى الرغم من أن السيد كولن لم يلعب دورًا نشطًا في السنوات الأخيرة، إلا أنه كان يشجع باستمرار التشاور واتخاذ القرارات المشتركة؛ ومن شأن هذه الممارسة أن تضمن استمرار عمل الحركة في مجالات التعليم والحوار والمساعدات الإنسانية.
ومن المهم أن نلاحظ أن الخدمة تتطور في البلدان الديمقراطية وسوف تستمر في النمو، ولن يكون هناك “بديل” للسيد كولن لأنه لم يشغل منصباً رسمياً في الحركة. ومع ذلك، فإن إرثه سيظل مصدرا قويا للإلهام، سيستمر المشاركون في الخدمة في النظر إلى كلماته وأفعاله للحصول على الإرشاد بينما يواصلون مهمتهم في خدمة الله من خلال خدمة الناس.
دعونا نكرم حياته من خلال مواصلة العمل الذي كرس له: تعزيز التعليم والحوار والتفاهم المتبادل والاحترام والسلام في العالم.
ونشاركهم تعازينا الحارة لعائلته وأحبائه. من فضلكم صلوا معنا من أجل سلامته كما نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
مع احترامنا الشديد…”.
Tags: تحالف القيم المشتركةتركياجولنحركة الخدمةغولنكولننيويورك
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: تركيا جولن حركة الخدمة غولن كولن نيويورك
إقرأ أيضاً:
وقفات مع شهر رمضان المحرم
(اللهم سلِّمنا لرمضان وسلِّم رمضان لنا وتسلَّمه منا متقبلا) وهلَّ علينا شهر الخير والبركات والمشاعر الجميلة، ليس منا من أحد، إلا وهذا الشهر الفضيل، يسكن فؤاده بذكرياته، وطاعاته، وطقوسه، التي ألفتها بيوت المسلمين في جميع أنحاء العالم، لكنني هنا سأتوقف عند البيوت السعودية، وكيف كانت تستقبل رمضان شوقاً، وتعيشه سروراً، وحين يرحل، تبكيه حباً، وتمنّي ألا يرحل!! رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، وهو من الأشهر المعظَّمة الحُرم، قال عنه الله عزَّ وجلَّ: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). شهر عظَّمه الله، وأنزل فيه القرآن على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وخصَّه الله بليلة مباركة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر، ما قامها عبد مسلم إيماناً واحتساباً، إلا واستجاب الله دعاءه، وأعطاه ما يتمنَّى لدينه ودنياه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحلت بركتها عليه، وقيل سميت بليلة القدر، لأن الآجال والأرزاق تُقدر فيها، وقيل أيضاً أنها سميت بذلك، لأن الملائكة تتنزّل فيها بالرحمة والمغفرة والبركة، هي ليلة ضمن عشر ليال، وفي الوتر منها، فهل يخسر أحد تحرِّيها، والاجتهاد في عشر ليال لنيلها، قال أحدهم: (لو كانت ليلة القدر بالسنة ليلة واحدة، لقمت السنة كاملة حتى أدركها )، لكنها من كرم الله وفسحته لنا، أنها في عشر ليال فقط ، علماً بأن رمضان شهر ذو نسمات لطيفة، وساعات خفيفة، وليالٍ مشرقة أنيسة، يخسر كثيراً من تهاون فيه، وجعل أيامه ولياليه تمرّ دون عناية واهتمام، ودون أن يبذل قصارى جهده في العبادة بلا كلل أو ملل.
اللهم وفقنا وأبنائنا وبناتنا والمسلمين أجمعين لحسن قيامه وصيامه، قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن رمضان: ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم).
ومنذ عرفت نفسي، ورمضان شهر تميزه البيوت السعودية بلمّاتها العائلية، فإن لم يكونوا يجتمعون في سائر الأيام إلا رمضان تلتقي فيه العائلة على مائدة الإفطار، ويتبادل الجيران أنواع الطعام، وتتزَّين الحارات بالإضاءات، وبسفرة الإفطار في الطرقات لأهلها وللمارين وعابري السبيل، ويشارك الصغار في توزيع بعض المشروبات والأطعمة الرمضانية، وتضجّ المساجد بالمصلين، ومن أجمل الصور في تلك الأيام (المسحراتي)، والذي كان بصوت مميّز، وقرع على الطبل لازال في مسامعي، وهو ينادي للسحور، لأنه في تلك الأيام كان أقصى وقت للسهر لا يتعدى العاشرة مساءً، وكان الناس بحاجة لمن يوقظهم للسحور قبل موعد الفجر. ولم تكن تخلو البيوت من أمهات أو عمات أو سيدات البيت مسؤولات عن تجهيز السحور، والقيام بمهمة إيقاظ أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، أتذكر في بيتنا كانت الجلسة على سفرة السحور من أمتع الجلسات مع الوالد والوالدة رحمهما الله وإخوتي وأخواتي حفظ الله الأحياء ورحم من مات، أتذكر صوت أمي وهي تنادي للسحور، أتذكر كيف كنا في رمضان نداوم حين كنا ندرس وحين لحقنا العمل لم يكن العمل أو الدراسة في رمضان صعبة عند الناس كما هي اليوم، ذلك لأن برنامج الناس كل الناس مع السهر، يكاد يكون معدوماً، إلا في مناسبات موسمية، كما المغريات التي تستنزف الأوقات معدومة، في رمضان كان الناس يتبادلون التهاني بحيوية، وكانت أجهزة الهاتف الأرضي، لاتقف بسماع صوت الأهل والأحباب والجيران، تهاني كلها حياة. اليوم للأسف معظم الناس لا وقت لديهم لاتصالات، أو رسائل بعبارات يكتبونها، أو صوتيات يسجلونها، لجأوا للملصقات وللنسخ واللصق، أجد ذلك لا يجدي مع المقربين لأنهم يستحقون أكثر فهي مناسبات محدودة .
مّا يثلج الصدر -ولله الحمد-، أن الناس بدأت تتغير نظرتهم للتعامل مع الشهر الكريم، فصار الغالبية يستغلونه للعبادة، ويبذلون جهداً لنيل بركته، والحرص على قيمته الدينية الكبيرة، وينهون كل احتياجاتهم قبل رمضان، ليتفرغوا للعبادة، لكن ومع هذا، لا زلنا بحاجة لوعي أكثر، يقضي على التزاحم الشديد، واللا معقول، في الأسواق ليلة رمضان، من أجل (مقاضي رمضان)، وكأن البيوت تخلو من كل شيء، وكأن الأسواق ستغلق أبوابها! مع أن رمضان شهر عبادات، وليس للموائد والولائم.
تقبلوا تهنئتي لكم أن يجعله رمضاناً متقبلاً مباركاً سعيداً على السعودية وقيادتها وأهلها، وعلى جميع المسلمين. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).