صدر حديثًا عن روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة، ثلاث روايات جديدة هي: رواية "أحفاد الباشا" لزياد طارق إبراهيم، ورواية "ذات عام من الغرابة" لمحمد عبد العزيز الشافعي، ورواية "الشاذب" لعادل صلاح يوسف.


رواية أحفاد الباشا لزياد طارق إبراهيم


تدور أحداث رواية "أحفاد الباشا" تأليف زياد طارق إبراهيم حول ثلاث محاور رئيسية.

الأول في فرنسا، حيث نتعرف على أنطوان الصحفي ومصطفى فاضل باشا، الأخ الأصغر للخديوي إسماعيل. من خلالهما، نكتشف العلاقة المتوترة بين الأخوين والصراع على حكم مصر، إضافة إلى ماضي أنطوان وما ارتكبه من جرائم جعلت حياته جحيمًا.


المحور الثاني يتمحور حول مصر، حيث يُسلط الضوء على حكم الخديوي إسماعيل وأحلامه في تطوير البلاد، وكذلك المقاومة التي يقودها شباب من مختلف الطبقات لإزاحته من الحكم، بالتحالف مع بعض موظفي الدائرة السنية وضباط الجيش. لكن محاولاتهم تفشل، بينما يلعب عبدالحفيظ طوماطر وعائلته دور الجواسيس في كشف المؤامرات ضده، مما يوقعه في مأزق بسبب خيانته لبعض الشباب وقتل أبنائه.

المحور الثالث يتناول قصة ألمظ، المغنية الشهيرة، وكيف بدأت حياتها الفنية وصعودها لتصبح "صوت مصر الأول"، بالإضافة إلى علاقتها بالمطرب عبده الحامولي وتداخلها مع عائلة طوماطر والمقاومة.

تنتهي الرواية بنهاية حكم الخديوي إسماعيل، الذي يفشل في تحقيق أحلامه، ليجد نفسه وخاله في خسارة بلادهم، حيث ينتهي كلاهما بعيدًا عن وطنهما بعد فقدان العرش.


أما عن المؤلف، زياد طارق إبراهيم، فهو طبيب بيطري تخرج في كلية الطب البيطري عام 2022، متخصص في جودة ومراقبة الأغذية، سبق له أن نشر رواية "صندوق شفق هانم" ومجموعة قصصية بعنوان "من زاوية أخرى" عن دار المعارف للنشر والتوزيع.


رواية ذات عام من الغرابة لمحمد عبد العزيز الشافعي


تدور أحداث رواية "ذات عام من الغرابة" لمحمد عبد الشافعي في أجواء من الواقعية السحرية والفانتازيا عن لعبة يكون أبطالها عدد من الشخوص الذين يمرون بتجربة مختلفة جدا، إذا تتسبب قراءة طلسم خاطئ في تبادل عدة أشخاص لحيواتهم مع بعضهم البعض، وهنا يكون لزامًا على كل واحد منهم العيش في حياة غيره وجسد غير جسده، وذلك لمدة عام كامل.


يتبادل يوسف حياته مع جوزيف، وتجد مشاعل نفسها في ثوب زوجة مشعل، أما أسماء فتسقط في عمق قرنين من الزمان وتحل جدتها سمية مكانها.


ولكن ربما يكون أصعب ما في هذا التبادل هو العودة منه، لأنها مرهونة برضا الطرف الآخر على استرداد حياته، فكيف سيكون اختيار كل نقيض وقد عاش ما عاش في الجسد الآخر طول عام كامل.. وما الذي يفعله الآخر وقد حل جسده في جسد غيره، وكيف يواجه تلك التناقضات ويكمل حياة الآخر على أنها جزء من حياته، أسئلة كثيرة جدا تطرحها الرواية التي يمتد زمنها لعام كامل، عام واحد فقط ملئ بالأحداث.. عام كامل من الغرابة.


أما عن محمد عبد العزيز الشافعي فهو روائي ومهندس مصري، صدرت له العديد من الأعمال الأدبية منها رواية "على ضفاف نهر التسعين" وهي الرواية التي فازت في مسابقة دار كتوبيا للنشر والتوزيع، ورواية "وادي"، ورواية "ابن العم- كمان الأشمونين" وفازت ايضًا في مسابقة دار كليوباترا، وتعتبر "ذات عام من الغرابة" هي أولى أعماله المنشورة مع روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة.

رواية "الشاذب" لعادل صلاح يوسف 


تدور أحداث رواية "الشاذب" للمؤلف عادل صلاح يوسف، في عالم موسيقي حول عازف كمان محترف يرفض أن يعيش وحيدا وبعيدا وغريبا ويفضل أن يرجع لبلده ويعيش فيها ليفاجئ بالكثير من الأحداث التي تؤثر عليه وتصنع منه كائنا جديدا.


وقال عادل صلاح يوسف في تصدير الرواية:" ماذا إن خُيرت في وقت تراجيدي قليل ما بين أن تحقق حلمك في البقاء وحيدًا في مخاطرة مجهولة ومناخ عام يفاخر بالعدوانية والارتياب أو أن تفضل الرحيل إلى مجهول آخر والبحث عن أحلامًا جديدة برفقة أولئك المستخفين بأحلامك؟ هل نحن مهيؤون لنتحمل أي مجهول أو مخاطرة من أجل أحلامنا؟ أو أننا يمكن أن نفضل الشياطين التي نعرفها على الملائكة التي لا نعرفها. 


ويضيف:" إنها رواية عن القرارات الجنونية التي نتخذها من حين لآخر، عن تقلبات أفكارنا وتصرفاتنا ومشاعرنا التي ننجرف ورائها بعناد صارم. في قصة استثنائية ابداعية مشوقة يسرد الكاتب قصة شاب عازف كمان خاف من الغربة فعاش في وطنه غريبًا حتى عن نفسه.


أما عن المؤلف عادل صلاح يوسف فهو كاتب وروائي مصري صدرت له العديد من الاعمال الأدبية منها مجموعة قصصية بعنوان «أنا برج الحوت، وزوجتي برج الجوزاء»، ومجموعة قصصية أخرى بعنوان «الثالثة بعد منتصف الليل» عن دار الحلم. 
ووصلت روايته «عِزبَة النَخل» إلى القائمة الطويلة لجائزة خيري شلبي لعام 2024م.

45ededaa-e654-4508-8f17-5dcaa3a53153 e300f012-3a4e-45ac-b60b-2d4b7c576302 d89c2150-e58f-47c6-90c0-a29a5bc0935a

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روايات مصرية للجيب صلاح یوسف عام کامل

إقرأ أيضاً:

المنافقون.. الوجه الآخر للعدوان على الأمة الإسلامية

 

الاسرة/متابعات
النفاق كحالة اجتماعية ونفسية… وكيف يعطل مشروع الأمة.. النفاق ليس مجرد موقف عابر أو انحراف فكري مؤقت، بل هو حالة نفسية واجتماعية مركبة، تتسلل إلى وعي الإنسان وقيمه وسلوكياته، حتى يصبح جزءًا من تكوينه اليومي. المنافق لا يعيش أزمة إيمان فحسب، بل يعيش انفصامًا داخليًا، يجعل قلبه مع الباطل ولسانه مع الحق، وهو بذلك يُربك مسار الأمة، ويعطل مشاريعها، ويفسد بنيانها الداخلي من حيث لا يشعر الناس بخطورته.
يركز القرآن الكريم على وصف نفسيات المنافقين بدقة، فيقول: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء:142)، فهم لا يتحركون بدافع إيماني داخلي، بل يحرصون على الصورة والمظهر أمام الناس، ويخشون النقد أكثر من خشيتهم لله. كما يصفهم الله بقوله: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} (النساء:143)، أي أنهم مترددون، لا يحسمون مواقفهم، ولا يملكون شجاعة الانتماء إلى الحق.
هذه النفسية تُنتج جيلاً هشًا، لا يقوى على الثبات، ويصبح أداة سهلة في يد العدو، إما عبر التخويف أو عبر الإغراء. وهذا ما نراه اليوم في كثير من الشباب الذين وقعوا فريسةً لخطاب الهزيمة واللامبالاة، لأن البيئة من حولهم تشبعهم برسائل نفاق يومية: في الإعلام، في التعليم، في الحياة العامة، حتى لم تعد لديهم ثقة بأن النصر ممكن، أو أن للحق رجالًا يقفون دونه.
يشير السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى أن هذه النفسية المنافقة تُفرز خطابًا سلبيًا يعطل الحركة، ويثبّط الناس، ويجعلهم أسرى لتبريرات العجز والتراجع، كأن يقول أحدهم: “لن يصلح شيء، الأمور معقدة، لا طائل من الجهاد…”. في حين أن الله سبحانه وتعالى يطمئن عباده بقوله: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} (النساء:141)، أي أن النصر حتمي إذا توفر الإيمان والعمل، أما العجز فمصدره في الغالب تلبُّس الناس بالنفاق، وإن لم يصرّحوا به.
إن النفاق بهذه الصورة، لا يهدد عقيدة الفرد فحسب، بل يُصيب الأمة بالشلل، ويعطل قدرتها على المبادرة، ويجعلها تنتظر المعجزات بدل أن تتحرك بوعي وتخطيط وإيمان. ولذلك كانت المعركة ضد النفاق معركة مصيرية لا تقل خطورة عن المعركة مع الكفر نفسه، بل إنها أشد تأثيرًا لأنها تضرب من الداخل، وتُميت الروح وهي على قيد الحياة.
كيف نحصن الأمة من خطر المنافقين؟
في ظل هذا التغلغل العميق للنفاق في نسيج المجتمعات الإسلامية، يبرز السؤال الملح: كيف نخرج من هذه الدائرة؟ كيف نحصن أمتنا من اختراق المنافقين؟ وكيف نحرر وعينا من التضليل المنهجي الذي تمارسه دوائر الإعلام والفتاوى المسيسة والخطابات المزيفة؟ الجواب يبدأ من حيث أرشدنا القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} (الحديد:28).
يؤكد السيد حسين بدر الدين الحوثي أن أول خطوة للتحصين تبدأ من عزم داخلي على التسليم لله، والثقة به، والانطلاق في فهم القرآن على أساس الحركة والعمل، لا على أساس التبرك والجمود. يجب أن يكون القرآن مصدراً للوعي، لا أداة للتزيين، وأن نقرأه لنفهم دين الله وموقفه من القضايا، لا لنبحث فيه عن مبررات للسكوت والتخاذل. هذا النور القرآني هو الذي يكشف النفاق ولو لبس عمامة، ولو تحدث بلغة الشرع، لأنه – ببساطة – لا يخدم مشروع إقامة القسط، بل يعطله.
يقول الله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} (النساء:146)، ويقصد من تاب وأصلح واعتصم بالله وأخلص دينه لله. فطريق الخلاص من النفاق هو الالتزام العملي بقيم الإيمان: الإصلاح، الاعتصام، الإخلاص، والارتباط بالجبهة المؤمنة الفاعلة، واتباع أولياء الله وأعلام دينه الصادقين. هذه ليست مجرد رؤى نظرية، بل برنامج عمل، وموقف مصيري لابد منه لمواجهة حركة النفاق.
ولذلك فإن مواجهة النفاق لا تكون بردّات الفعل أو بالخطاب العاطفي، بل ببناء وعي جماهيري نقي، يميز بين الحق والباطل، ويكشف زيف المتسلقين على الدين، وينصر الله بالموقف والعمل، لا بالكلام فقط. إن مجرد كلمة واعية كـالهتاف بشعار “الموت لأمريكا” حين يرددها الناس بوعي وإيمان، قد تزعج العدو وتربك أدواته أكثر من ألف سلاح، لأنها تنزع الشرعية من مشروعه وتفضح نفاق المتواطئين معه.
في زمن التلبيس، يصبح التبيين فريضة، وفي زمن النفاق، يصبح الصدع بالحق جهادًا، وفي زمن التطبيع، تصبح المقاطعة موقفًا إيمانيًا. هكذا نحمي الأمة، وهكذا نطرد النفاق من واقعها. لأن النور لا يجتمع مع الظلمة، والإيمان لا يقبل نصف ولاء، والحقيقة لا تحتمل التمويه.
المنافقون في الدرك الأسفل، ومكانة المؤمنين في وعد الله
لا توجد في القرآن الكريم فئة توعّدها الله بهذا المستوى من العقاب كما توعّد المنافقين، إذ يقول تعالى:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء:145).
الدرك الأسفل – بحسب تفاسير المفسرين – هو أقسى مواقع العذاب في جهنم، وهو ما يدل على أن خطر النفاق لا يقف عند حدّ الكلمة أو الموقف، بل هو خطر يهدم الدين من داخله، ويخدع الناس بمظهره، ويخنق الحق تحت شعارات باطلة.
السيد حسين بدر الدين الحوثي أشار في محاضراته إلى أن المنافقين هم أعداء في لباس اسلامي، يعملون من داخل الصف، يثبّطون العزائم، يزيّفون الوعي، يخلخلون الصفوف، وينشرون الهزيمة النفسية التي تُسقط الأمم قبل أن تُسقطها المدافع. هؤلاء لا يعطّلون فقط مسار التصدي لليهود والنصارى ومحولاتهم للهيمنة على الأمة واستلاب حقوق ابنائها وتدمير مدنهم وتدنيس مقدساتهم وضرب الهوية الإسلامية حتى يكونوا كافرين بالله، بل يحوّلون المجتمع إلى كتلة خاملة من المتفرجين، المربكين، العاجزين عن اتخاذ موقف واضح، منتظرين الظروف المثالية، وكأن الجهاد مؤجل إلى يوم لا يوجد فيه عدو ولا عائق.
لكن بالمقابل، يرفع الله من مكانة المؤمنين الصادقين الذين يتمسكون بالحق ويتولون الله ورسوله والذين آمنوا، يقول تعالى:{وَسَوْفَ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء:146).
إنهم الفئة التي يطلب منهم الله تحمل المسؤولية بقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} (النساء:135)، أي قومة دائمة بالعدل، بالموقف، بالسلاح، بالكلمة، ضد الكافرين والمنافقين معًا. قومة تقتضي الصدع، وتحمّل العواقب، والتجرد من المصالح الشخصية، والولاء لله وحده.
في واقعنا، نرى أن المؤمنين الحقيقيين هم أول من يُستهدفون، يُعتقلون، يُشهر بهم، ويُمنعون من المنابر، لأنهم يشكلون تهديدًا للخطاب النفاقي. ومع ذلك، فهؤلاء هم من يحملون وعد الله بالنصر. يقول تعالى:{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (الحج:40)، وهذا وعد لا يُعطى للمنافق، ولا للمحايد، ولا للمتردد، بل لمن حمل الحق في قلبه، ونصره بلسانه وسيفه وموقفه.
وهكذا، فإن المعركة مع النفاق ليست مجرد معركة أخلاقية، بل معركة وجود، لأن النفاق هو الثقب الأسود الذي يبتلع الإيمان من داخله. ومواجهة المنافقين لا تعني فقط فضحهم، بل تعني في الأساس بناء مجتمع مؤمن، وواعٍ، ومحصّن بالقرآن، يعمل بنور الله، ويتحرك بوعي، ولا يضعف أمام الحرب النفسية والدينية والسياسية التي يقودها أهل النفاق بأوجههم الحديثة.
المنافقون، بين الأمس واليوم، من مردة المدينة إلى ذباب الشاشات
حين تحدّث القرآن عن المنافقين في عصر النبي محمد صلى الله عليه وآله، رسم لهم صورة مقلقة لفئة كادت أن تصبح من مردة الشر، لولا وحي الله ونور النبوة. كانوا يعيشون في قلب المدينة، في المسجد، في الدوائر القريبة، يتظاهرون بالإسلام وهم أشد خطرًا من اليهود والمشركين. قال الله تعالى:
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (المنافقون:4). وهم العدو الحقيقي، لأنهم لا يأتون من خارج الصف، بل من داخله، ويتقنون التمثيل والتلون والتخفي، حتى كادوا أن يفتنوا المؤمنين لولا توجيه القرآن وتحذير الله.
أما اليوم، فقد ورثهم منافقون من طراز جديد، أشد وقاحة، وأكثر جرأة، وأخطر تأثيرًا. لم يعودوا يختبئون، بل خرجوا إلى العلن، يتحدثون في الفضائيات، يتصدرون وسائل التواصل، يكتبون باسم الإسلام ليطعنوا في عقيدته، ويخدموا المشروع الأمريكي الصهيوني تحت لافتات “الإصلاح”، و“الحداثة”، و“السلام”. هم المرتزقة في اليمن، والأنظمة العربية التي هرولت إلى “التطبيع”، وجيوش الذباب الإلكتروني الذين يهاجمون المقاومين ويشيدون بقتلة الأطفال.
لقد أصبح للمنافق اليوم أدوات إعلامية هائلة، ومنصات ضخمة، وقنوات بث مباشر تُملي ما تريد واشنطن و”تل أبيب”. لم يعودوا يكتفون بالتحريض الصامت، بل يُصدرون فتاوى ضد المقاومة، ويحرضون على المجاهدين، ويحرفون القرآن عن مواضعه. إنهم أكثر وقاحة من أسلافهم، وأكثر خدمةً للعدو من جواسيس الاحتلال.
إن وصف القرآن لهذه الفئة لا يزال صالحًا: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}. المنافق لا يمكن أن يُؤتمن، ولا يمكن أن يكون محايدًا. هو العدو الأخطر، لأنه يُخدّر الأمة من الداخل، ويستنزف وعيها ومواقفها وإرادتها. ولذلك فإن مسؤولية كشف هؤلاء وتعريتهم والتصدي لهم لا تقل أهمية عن مقاتلة الجنود الصهاينة أو مواجهة البوارج الأمريكية.
و ما أبلغ ما قاله الشهيد القائد في محاضرة : (( أتعرفون؟ المنافقون المرجفون هم المرآة التي تعكس لك فاعلية عملك ضد اليهود والنصارى؛ لأن المنافقين هم إخوان اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ}(الحشر: من الآية11) فحتى تعرفوا أنتم، وتسمعوا أنتم أثر صرختكم ستسمعون المنافقين هنا وهناك عندما تغضبهم هذه الصرخة، يتساءلون لماذا؟ أو ينطلقون ليخوفوكم من أن ترددوها.))
إنهم في الماضي كانوا يوشكون أن يُفسدوا المجتمع النبوي، واليوم هم بالفعل يُخربون وعي الأمة، ويمهّدون للعدو طريق الانتصار، ما لم نقف لهم بالمرصاد. فهل آن أوان المواجهة الشاملة مع النفاق الحديث؟

مقالات مشابهة

  • حكم تاريخي في قضية إرث أحفاد السلطان “عبد الحميد الثاني”
  • المنافقون.. الوجه الآخر للعدوان على الأمة الإسلامية
  • حقائب ظهر..
  • أول عقد دولي لإدارة ميناء اللاذقية بسوريا .. تعرف على الشركة والدولة التي فازت بأول اتفاق استثماري بعد سقوط الأسد
  • لون الأسنان .. بين المفاهيم الخاطئة والتوجهات الحديثة
  • توتنهام.. «الوجه الآخر» في «يوروبا ليج»!
  • حجاج من ⁧إسبانيا⁩ يصلون إلى منفذ الحديثة على ظهور الخيل .. فيديو
  • تعرف على موعد عرض فيلم بنات الباشا بطولة زينة
  • الإصدارات الرياضية تجذب اهتمام زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة