"فندق فورم" يفوز بجائزتين مرموقتين ضمن حفل "جوائز الفنادق العالمية الفاخرة"
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
دبي- الرؤية
أعلن فندق فورم، العضو في مجموعة فنادق ديزاين هوتيلز وماريوت بونفوي، عن فوزه في حفل توزيع جوائز الفنادق العالمية الفاخرة 2024 للعام الثالث على التوالي؛ إذ تم تكريمه بجائزتين متميزتين كفندق بوتيك فاخر، على مستوى دولة الإمارات، وفندق عصري فاخر، على مستوى الشرق الأوسط. يأتي هذا الإنجاز المذهل ليعزز مكانة فندق فورم في قطاع الضيافة الفاخرة العالمي.
وأقيم الاحتفال المرموق لهذا العام في منتجع جالجورم الفاخر في أيرلندا الشمالية؛ حيث اجتمع ممثلون من الفنادق الرائدة من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالتميز والابتكار والرفاهية في صناعة الضيافة. تم تكريم فندق فورم إلى جانب أفضل العقارات الفاخرة وحصل على امتياز فريد من نوعه كونه تكرم في فئات متعددة، وهذا الذي سلط الضوء على تميزه وضيافته الاستثنائية.
وتأتي جوائز عام 2024 لتكمل إرث فندق فورم من التميز والنجاح، بعد فوزه المميز في عامي 2022 و2023 كأفضل فندق بوتيك فني فاخر في حفل توزيع جوائز الفنادق الفاخرة العالمية. حيث يسلط هذا التقدير المستمر الضوء على تفاني الفندق لتوفير تجربة استثنائية لضيوفه من خلال الخدمات المميزة والتصميم العصري.
وأعرب حسام منصور المدير العام لفندق فورم، عن سعادته بهذا التكريم قائلا: "إن الفوز بهذه الجوائز المرموقة للسنة الثالثة على التوالي يشعرني بفخر كبير. ولا يعكس هذا التقدير نجاح فندقنا فحسب، بل يؤكد على تفاني وشغف فريقنا بأكمله. إذ يعمل كل فرد من موظفينا بجد لخلق تجارب استثنائية لضيوفنا، وهذا الإنجاز ينتمي إليهم بقدر ما ينتمي إلى الفندق. إنه تذكير بأن التزامنا بالتميز والاهتمام بالتفاصيل يثير اهتمام وتقدير ضيوفنا، وأنا ممتن للغاية لثقتهم ودعمهم المستمرين، وسنواصل السعي لتجاوز توقعاتهم في كل مرة".
وإضافة إلى جوائز الفنادق الفاخرة العالمية، حصل فندق فورم على سلسلة من الجوائز في السنوات الأخيرة، بما في ذلك أفضل فندق بوتيك فاخر لعام 2024 وأفضل فندق بوتيك لعام 2022 في حفل توزيع جوائز السفر الدولية، فضلاً عن جائزة اختيار المسافر من تريب أدفايزر في عامي 2022 و2023 وهذا الذي يعكس تفانيه لتقديم تجارب مميزة لضيوفه. تؤكد هذه الإنجازات على مكانة فندق فورم كوجهة أولى للمسافرين الفاخرين الذين يبحثون عن مزيج فريد من الفن والثقافة والراحة.
وتعد جوائز الفنادق العالمية الفاخرة، التي تأسست في عام 2006، شهادة تقدير مرموقة في قطاع الضيافة الفاخرة. فمع أكثر من 100 فئة، تكرم هذه الجائزة الفنادق على مستوى العالم من خلال عملية تصويت تنافسية من قبل أكثر من 300000 مسافر وضيف وخبير في هذا القطاع. فإن الفوز بهذه الجائزة المرموقة لا يرفع من سمعة الفندق العالمية فحسب، بل يؤكد أيضاً على تفانيه في تقديم تجارب استثنائية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بين ضفتين فندق الصمت
ثمة الكثير من الأسئلة التي تُطرح في قلب سؤال ترجمة الأدب الغربي، العام، إلى اللغة العربية، وهي إشكالية لا بدّ أن نصادفها. من هذه الأسئلة، نجد أن غالبية الترجمات إلى العربية تأتي من لغات معينة، ونادرا ما تأتي من لغات بعيدة. قد يكون لذلك مبرره، لعدم معرفتنا بالكثير من هذه اللغات، لكن أحيانا، ثمة ترجمات من لغات وسيطة، ومع ذلك، نجد أن الكثير من آداب العالم لم نعرفه بعد، وقد يستحق الأمر المحاولة، وإن عبر "خيانة" اللغة.
من بين أجمل الآداب الإسكندنافية التي لا تزال مجهولة لدى القارئ العربي، أجد الآداب الأيسلندية (وربما الاسكندنافية بشكل عام). قد يكون الأمر خسارة حقيقية، لأن هذا الأدب ليس سوى أدب صاف، أقصد بأنه واحد من أكثر الآداب تفردا في الشمال الأوروبي الثلجي. ربما يجيء تفرده من كونه الأقل تأثرا بالتيّارات الأوروبية المركزية، أي الفرنسية، الانكليزية، والاسبانية الخ... وهذا ما لا نجده عند أشقائه الشماليين الآخرين، الذين نحوا في كتاباتهم، إلى اللحاق بهذه التيّارات، وحيث أفردوا لها مكانة واسعة في تجاربهم المعاصرة.
أدب يبدو أقرب إلى البحر، إلى الأزقة البحرية، إلى المستنقعات المائية، إلى النجد الصخري، أي بمعنى آخر هو أدب يحاول أن يكون أكثر إخلاصاً لهذا المعنى القديم للإنسان في مواجهته مصيره، والذي يحدد جيدا هذه "الساغا" الشمالية (حكاية تاريخية أو ميثولوجية في الأدب الإسكندنافي). هو أيضا، أدب، يريد أن يبدو الأقرب إلى واقع الإنسان والحيوان والأشياء. من هنا تجيء كتاباته المتعددة صافية وقاسية مثل هذه الكتل الجليدية التي تنتصب في عزّ فصل الشتاء، بكلّ ما تعكسه من اختراقات ضوئية، وما تحمله معها من تكسرات لونية، جديرة بأن تحيل هذه العاديات التي تشاهدها العين، إلى نُصب خرافية. نُصب، قد تندهش العين أمامها، إلا أنه من الصعب أن تعيد الكلمات تشييدها.
بالتأكيد ثمة عملية تثاقف، لا بدّ أن تكون ظاهرة وواضحة في هذا الأدب. وبالتأكيد أيضا، ثمة جمالية مرهفة عرفت كيف تستفيد من كلّ النظريات الخاصة بهذه الفلسفة الاستيتيقية؛ وثمة، من جانب آخر، أبحاث "شكلانية"، كما نجد ذلك الحضور الانسيابي للتيارات الميتافيزيقية، إلا أن ذلك كلّه يترك مكانه وبشكل طبيعي بعيدا عن أيّ تصنع إلى اندفاعات الغريزة الأرضية، إلى حرارة الدم، إلى مشهد الشمس. كأن ذلك ليس سوى اتفاق، أو لنقل إنه تواطؤ دائم يمنع عنه الأشكال التجريدية والتشريحية. أدب يذهب رأساً إلى هدفه المباشر، حين يتعرف إلى نفسه في اكتماله. قد يحدث أحيانا من دون ثقل، لكنه يحمل دوماً هذا الحس الأسمى للحقيقة الإنسانية والطبيعية. "ثمة جوقة برية تتردد أصواتها في قلب هذه الكتابة"، (إذا ما استعدنا عبارة شهيرة للكاتب كنوت هامسون)، جوقة تجمع بين الشعراء على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية الداخلية أو الفكرية. قوة هذه النداوة، قوة هذه الحرارة النافرة التي تأتي من دون تصنع وتكلف. من هنا قد يبدو كلامي هنا دعوة مباشرة إلى اكتشاف هذا الأدب الذي يستحق أن يقرأ، وبخاصة أننا نكتشف فيه شيئا آخر، غير تلك الشكلانية التي بدأت ترهقنا.
من الاكتشافات الأخيرة التي لفتتني فعلا، أعمال الكاتبة أودور آفا أولافسدوتير، عبر ترجمتين صدرتا لها عن "دار الآداب" في بيروت وهما "الكلمة الأجمل" (ترجمة محمد آيت حنّا) و"فندق الصمت" (ترجمة حسام موصللي) اللتين تأخذان بنا في رحلة إلى قلب تلك "القارة" (فيما لو جاز القول).
***
عندما يتبعك حظك السيئ في الحياة، عندما تتخلّى عنك زوجتك، وترحل ابنتك بعد أن تكتشف بأنك لست والدها البيولوجي، بينما تفقد والدتك عقلها في دار المسنين في المرحلة الأخيرة من حياتها، وحين يوقظك جارك في منتصف الليل، قد تقول لنفسك أن فائدتك على الأرض قد انخفضت إلى لا شيء، لذا تقرر الانسحاب من الحياة، لتغادر مكانك، بحثا عن شيء... لا تعرفه في الواقع. هذا ما يفعله يوناس إبنيسر، (الشخصية الرئيسية في "فندق الصمت") حين كان يقترب من الخمسين من عمره، لكن المشكلة تكمن في أنه لا يعرف كيفية القيام بذلك، إذ يريد أن يجنب ابنته محنة العثور عليه ميتًا. لذا قرر، وبعد أن منح نفسه أسبوعا للتفكير في أفضل طريقة لإنهائها، الذهاب إلى إحدى أخطر بلدان العالم (ربما إلى الشرق) حيث انتهت هناك حرب لتوها. هكذا، وبكلّ دقة، يفرغ شقته، ويبيع شركته، ويترك هاتفه المحمول على طاولته بجانب سريره، ويأخذ دفاتر يوميات مراهقته، وزوجا من الجوارب، وصندوق أدواته (من يدري ماذا قد يحدث في حالة الطوارئ في هذه الرحلة الطويلة ذات الاتجاه الواحد!)، إذ كان يحب العبث وإصلاح جميع أنواع الأعطال المادية؛ ولكن هل سيكون قادرًا على إصلاح حياته؟
قد تبدو قصة حزينة من حيث الشكل، أليس كذلك؟ ربما، لكن أعتقد أنه يجب أن لا نفكر بها، لأننا أمام رواية عميقة ومضحكة في الوقت عينه، ومن الصعب التوقف عن متابعتها بعد قراءة السطور القليلة الأولى.
من خلال صورة هذه الشخصية "الغريبة"، تقدم لنا الكاتبة نظرة عامة على عالمنا الحالي، "الحيوانات" والنباتات مجتمعة؛ ومن خلال تغيير المعايير، تحاول ربما أن تخدعنا مثلما يخدعنا يوناس. إذ بما أنه لا يملك خطة محددة، فإنه، بُعَيد وصوله إلى ذاك البلد، بدأ يتجول في محيط ضيق منزوع الألغام، ليقابل العديد من المُعوقين والوجوه المغلقة. كان وجود شخص أجنبي هناك، في مثل هذا الوقت، أمرا مشبوها! هل أنه جاء لينهب الأعمال الفنية الرديئة التي لم تُدمر؟ لكن شيئا فشيئا، وبفضل صندوق أدواته، جعل نفسه مفيدا حتى أصبح (تقريبا) شخصا لا غنى عنه، إذ كان هناك نقص في الأيدي العاملة في هذه القرية المُشوهة بسبب الحرب. وسرعان ما أدرك أن جروحه الشخصية لا تمثل شيئا مقارنة بتلك التي عانى منها الناجون من صراع الحروب. لذلك أيضا بدت قراءة مذكراته القديمة، (التي كانت على شكل أجزاء صغيرة)، وكأن لا معنى لها لتمحو تدريجيا المواضيع التي اهتم لها في شبابه، ليهتم بالآخرين، ويجد نوعا من التهدئة والتأمل الذاتي.
إن تصوير أودور آفا أولافسدوتير للحياة العادية للناس العاديين مؤثر في بساطته، ودقيق في تعبيره الفكاهي، وعازم في إيمانه على تغيير وجهة نظر المرء تجاه نفسه. من دون إخفاء الخوف، والحزن، والدموع، وتقلبات الزمن. إنه العكس تمامًا من الكتاب الكئيب واليائس. وهنا بلا شك يكمن سحر هذا الكتاب، الذي يكمل قصته باقتباسات قليلة من مؤلفين عظماء، وكأنها تقدم على الطريق نحو صحة أفضل. بمعنى أن الخلفية الخيالية الغنيّة والشكل البسيط، تتكون من فقرات صغيرة، معظم عناوينها عبارة عن اقتباسات، تتخللها أبيات من تأليف س. شتاينر، وهنتر تومسون، وليونارد كوهين، و ف. ج. لوركا...
"فندق الصمت" هي رواية ترنيمة للحياة، نعمة تجلب الصمت إلى ضجيج العالم، وإعجاز في حياتنا الصاخبة.