المملكة تحذر من استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
Estimated reading time: 9 minute(s)
“الأحساء اليوم” – الأحساء
حذرت المملكة من محاولات تسطيح الإسلام واستغلال الدين لتحقيق إهداف سياسية مؤكدة أهمية العمل لنشر قيم العدل والوسطية والاعتدال والتصدي لخطابات العنف والتطرف. جاء ذلك في كلمة المملكة التى ألقاها وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في مؤتمر «التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم» تحت شعار (تواصل وتكامل) الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بمشاركة 150 عالمًا ومفتيًا من رؤساء المراكز الإسلامية والجمعيات الإسلامية من 85 دولة حول العالم وذلك برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين.
تحذير من خطاب العنف
وأضاف آل الشيخ إن هذا المنهج يجمع بين الاصالة والمعاصرة والحفاظ على الثوابت والأخذ بالمتغيرات فيما يحقق المصلحة الدينية والدنيوية، وتحت القيادة الرشيدة تشهد مملكتنا الغالية نهضة عالمية وتقدما في كافة المجالات حتى غدت محط انظار العالم أجمع، وهي مع هذا الرقي والتقدم متمسكة بدينها معتزة بقيمها تدعو العالم اجمع لهذا المنهج الذي يحمل الخير والرحمة والدعوة والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف والانحلال والإلحاد.
وأكد الحاجة إلى الاجتماع والتشاور والتعاون على البر والتقوى الذي يخدم منهج الاسلام الوسطي المعتدل بسبب تصاعد حدة خطابات العنف والتطرف وتقلد جماعات من اهل الاهواء مناهج فاسدة اساءت لسماحة الإسلام وعدله.
و بيّن «آل الشيخ» أن التوظيف السياسي لدى بعض الجماعات الحزبية للعمل الإسلامي جعل الدين سلمًا لتحقيق اهدافهم الحزبية، ولو على حساب الدين الذي جعلوه ستارًا لباطلهم، ودعا «آل الشيخ» إلى تكثيف الجهود لمعالجة دعاوى توظيف الدين في السياسة وتخليص الأمة من هذا الداء العظال، لافتاً إلى أن الحاجة اليوم للاجتماع تعظم في ظل نشوء البدع والمحدثات في الدين ومحاولة تسطيح فهم الاسلام وقصره على بعض الشعائر المخترعة ليكون أهله أبعد الناس عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بمنهج واضح يجمع بين متطلبات الروح والجسد وبين العمل للدنيا وعمارتها بالخير والبناء الحضاري والتقدم مع الحفاظ على الطاعة والعبادة وعمارة الاخرة. آل الشيخ: نعمل لنشر العدل والوسطية ألقى سماحة مفتي جمهورية كازاخستان الشيخ نوريز باي حاج تاغانولي اوتبينوف كلمة أعرب في بدايتها عن وافر شكره وتقديره لقيادة المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد على تنظيم هذا المؤتمر. وشدد سماحته على أنه في الأيام الأخيرة، وفي عدد من الدول الأوروبية، تتكرر حوادث حرق القرآن الكريم داعياً إلى إصدار بيان مشترك لإدانة هذه الأحداث الدنيّئة. أثر ذلك القى رئيس الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والاوقاف بدولة الامارات العربية المتحدة الدكتور محمد مطر الكعبي كلمةً أكد فيها على أن المشاركة في هذا المؤتمر التواصلي ضرورة للاتفاق على أهم الاستراتيجيات التي تخدم الإسلام والمسلمين، ونوه الكعبي بأن هذا المؤتمر يأتي في خضم تحديات كبيرة ونوعية تعصف بمنظومة القيم الإنسانية التي دعت إليها الرسالات السماوية الخالدة، وأشار «الكعبي» خلال كلمته إلى تعرض قيم الاعتدال والتسامح لتحديات فكرية وسلوكية تقوم بها تيارات الإسلام السياسي التي تخطف المفاهيم الإسلامية الراقية وتفسّر النصوص الدينية بتفسيرات متطرفة .
وأشاد المفتي العام وإمام الجامع الكبير بالجمهورية الإسلامية الموريتانية الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي بجهود المملكة العربية في مختلف مجالات العمل الإسلامي في سائر أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر يلامس حاجة ماسة للأمة الإسلامية جمعاء.
وألقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه كلمةً في الحفل قال فيها إن مؤتمر «تواصل وتكامل» يأتي في ظل تحديات جمّة تواجهها الأمة الإسلامية من تطورات سياسية وتحديات فكرية ونزعات عدوانية لتشويه صورة الإسلام.
المصدر: الأحساء اليوم
كلمات دلالية: آل الشيخ المملكة تواصل وتكامل هذا المؤتمر آل الشیخ
إقرأ أيضاً:
موقع أميركي: مناقشة دور الدين في سياستنا أصبحت ضرورة
قال موقع كاونتربانتش إن الانتقادات الموجهة للديمقراطيين في الانتخابات الأميركية مستحقة، ولكن عوامل أخرى أثرت على نتيجة هذه الانتخابات.
وأوضح الموقع أن من أبرز هذه العوامل الصحافة التي طبّعت مع سلوك المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ومؤسسات الأخبار المتحيزة، وخاصة فوكس نيوز التي اعترفت بالكذب على المشاهدين، ووسائل الإعلام الرقمية غير المنظمة التي تلاعبت ونشرت جبالا من المعلومات المضللة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غارديان: لاجئون سودانيون يعيشون داخل غابة بإثيوبيا فرارا من القتلlist 2 of 2ميديا بارت: آلاف الإسرائيليين يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيلend of listغير أن أحد العوامل الحاسمة التي غالبا ما تفلت من الملاحظة -كما يوضح تقرير بوب توبر للموقع- هو الدور الذي يلعبه الدين في السياسة الحديثة، وهو دور لا يمكن تجاهله، ويحتاج تقدير تأثيره إلى النظر إلى الانقسام السياسي بالولايات المتحدة باعتباره صراعا بين الفكر الوضعي والمعتقد المسيحي الواسع الانتشار.
ويذكر الكاتب بتعليق المؤلف ويليام بيرنشتاين في كتابه "أوهام الحشود"، قائلا إنه لا يمكن فهم الاستقطاب الحالي في المجتمع الأميركي دون معرفة عملية بسردية "نهاية العالم" التي تتنبأ بالمجيء الثاني للمسيح، خاصة أن 39% من البالغين الأميركيين يعتقدون أن البشرية تعيش في "نهاية العالم"، حسب مسح أجراه مركز بيو للأبحاث.
هستيريا جماعيةوقد يكون من الأفضل لفهم نتيجة هذه الانتخابات، النظر إليها كحالة من الهستيريا الجماعية -حسب الكاتب- إذ لا توجد طريقة لمعرفة مدى تأثير نظرية التدبير الإلهي على هذه الانتخابات، لكن الهستيريا، التي تحركها مخاوف "نهاية العالم" تجيب عن السؤال الأكثر إيلاما، وهو لماذا انتخب الشعب الأميركي رئيسا له بكل الأوصاف التي يكيلها له خصومه.
ويرى الأصوليون الأميركيون العالم -حسب الكاتب- كمعركة بين الخير والشر، بين الله والشيطان، بين بر الإيمان المسيحي وشرور الليبرالية العقلانية، ولذلك لعبت خطابات حملة ترامب على المخاوف التي تصف الديمقراطيين بالشيطان والشر في الداخل، حيث تتضاءل العيوب في شخصية ترامب إلى حد التفاهة في هذه الدراما، لأن الرجل أداة في يد الرب، حسب رؤيتهم.
سيطرة الأصوليينويقول الموقع إنه في 1994، أبدى الجمهوري المحافظ باري غولدووتر قلقه من استيلاء الأصوليين المسيحيين على حزبه، قائلا "صدقوني، إذا سيطر هؤلاء الوعاظ على الحزب الجمهوري، وهم يحاولون ذلك بكل تأكيد، سوف تكون هذه مشكلة رهيبة للغاية. بصراحة هؤلاء الناس يخيفونني. تتطلب السياسة والحكم التسويات لكن هؤلاء المسيحيين يعتقدون أنهم يتصرفون باسم الله، لذا فهم لا يستطيعون ولن يتنازلوا. أعلم ذلك، لقد حاولت التعامل معهم".
وقبل 25 عاما أصبح الوعاظ الإنجيليون نشطين في الحزب الجمهوري، وهاجموا الإجهاض والعلاقات المثلية، غير أن الجمهوريين التقليديين لم يتبنوا خطاب الإنجيليين ولكنهم رحبوا بدعمهم، واليوم طغى اليمين المسيحي على الحزب، فلم تعد القيم المحافظة التي تبناها غولدووتر، والقيم الأميركية الأساسية المتمثلة في الحرية والمساواة والديمقراطية، تشكل أهمية بالنسبة لهوية الحزب ورسالته.
وهكذا -يقول الكاتب- تحققت مخاوف غولدووتر بالكامل، وأصبح حزبه حزبا مسيحيا ثيوقراطيا متنكرا في هيئة الحزب الجمهوري.
انتقاد المعتقداتويضيف تقرير كاونتر بانش أن احترام الفصل بين الكنيسة والدولة واحترام الخصوصيات أمر واقع، لكن انتقاد المعتقدات الدينية أصبح أمرا محظورا.
والآن وبعد أن تحول أحد الفصائل الدينية إلى حزب سياسي، لم يعد من المقبول التكيّف مع هذا الأمر، وخاصة عندما تتعارض معتقداته مع القيم الأساسية، الحرية والمساواة والديمقراطية، يوضح الموقع.
وذكر الكاتب أن كل أميركي ملزم بحماية الدستور والدفاع عنه وعن القيم التي يضمنها، وعندما يهاجم دين ما قلب المبادئ التأسيسية للأمة، فلا يجوز أن يكون الانتقاد محظورا، وكما يرفض الأميركيون "الشريعة"، فعليهم أن يرفضوا أي نسخة دينية أخرى تحل محل النظام القانوني، وعندما تجعل المعتقدات الدينية الديمقراطية التمثيلية عاجزة عن الحكم، فلا بد من المقاومة.
ومع أنه لا يمكن الاستخفاف بنحو 39% من المواطنين الأميركيين الذين يعتقدون أننا نعيش في نهاية العالم -يوضح الكاتب- فعليهم أن يدركوا أن نهاية العالم هذه أسطورة قد يحترمها المسيحيون الصالحون، ولكن يجب عليهم أن يقبلوا أنها خيال، تماما كما تقبلوا حقيقة أن الأرض تدور حول الشمس وليس العكس.