"الموروثات الاجتماعية والثقافية حول التفاؤل والتشاؤم" في لقاء للشباب والمغتربين بكنيسة الكاثوليك بأسوان
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبلت كنيسة الكاثوليك بأسوان مساء أمس في اجتماع تحت عنوان “القديس البابا يوحنا بولس الثاني” وكان ذلك في اجتماع للشباب والمغتربين تحت رعاية الأب لوقا عايد، راعي كنيسة القديس يوسف في دراو - أسوان، برفقة شباب من رعيته.
ودار اللقاء حول موضوع "الموروثات الاجتماعية والثقافية حول التفاؤل والتشاؤم" وتمت معالجته من منظور كتابي وتعاليم الكنيسة.
وكان اللقاء غنيًا بالنقاشات والمشاركة الفعالة من الجميع، حيث قدم الأب لوقا تأملات عميقة حول كيفية فهم وتجاوز هذه الموروثات في ضوء الإيمان المسيحي.
في بداية الاجتماع، رحب الأب أمجد عزت، الراعي المساعد، بالأب لوقا والشباب الضيوف، وقدم تهنئته للأب لوقا بمناسبة عيد ميلاده، كما ذكّر الحضور بأن اجتماع الشباب يُعقد كل يوم اثنين في تمام الساعة ٦:٣٠ مساءً.
وأكد أن الاجتماع القادم سيكون أكثر تشويقًا ودعا الجميع للحضور والمشاركة.
وفي ختام الاجتماع، اجتمع المشاركون للاحتفال بعيد ميلاد الأب لوقا، وكان الأب أمجد على رأس المحتفلين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
النور الخفي
عندما تعصف بك رياح الحياة من كل جهة وترمي بك في مهالك، لم تكن في الحسبان تنتزع منك لحظات الفرح ولا يبق منك إلا رمق بسيط تستنشق منه الهواء فلا تقف ملتحفا بخوفك وإحباطك حائما في دائرة القلق والتوتر مطرقا ببصرك للأسفل، ترى بصيص النور يرمقك من بعيد لكنك تحاول إغماض عينيك خوفا من أشعته الجميلة وخيوطه المضيئة التي ما خُلقت إلا لترسم حاجزا بين الفرد ومخاوفه، إنما افتح نافذتك واترك النور يدخل بكل بطء لتستمتع بخيوطه المنبعثة وهي تنتشل عتمتك من بينك وترمي بها في العالم الذي تستحقه في بئر يوسف.
من الجميل أن يكون للإنسان شأن في حياته يستيقظ صباحا ونصب عينيه هدف جميل بات يخطط له في ليلته ليستيقظ ونور الأمل يسترق منه أوقاته ولحظاته وهو يفكر كيف سيصبح هدفي واقعا، هكذا الإنسان يزرع في نفسه الفكرة الحقيقية من خلقه ووجوده فوق الأرض ويستشعر حقيقة كونه خليفة الله في الأرض، خُلق ليعمرها ليصنع من ذاته ووجوده كيانا حقيقيا يُرى عطاؤه ويترك أثرا جميلا يُقتدى به ويخلد ذكره زمنا، يبني رغم الانهيارات في نفسه، ويعدّل رغم الاعوجاج في طريقه، ويبتسم رغم العناء الذي يحتضن نفسه، مرددا وموقنا في قرارة نفسه أن وراء الخطوات الحثيثة عالما جميلا سيعيد للروح بهجتها، وللعقل يقينه، بهذا يقدّر الإنسان ذاته ويحكّمها على المآسي والمخاوف ويباري بها التحديات ويكوّن من نفسه فردا قادرا على البذل والعطاء، مثمنا نعمة الحياة التي رُزق إياها، وهذه رسالة الإنسان في الكون التي أعلن عنها الدستور الحكيم (القرآن الكريم) منذ أربعة عشر قرنا.
ولن يتأتى لك ذلك إلا إذا بذرت التفاؤل في طريقك وسقيته بروح العزم والمثابرة وتخلصت من المحبطين السلبيين حولك، ولم تجعل عقلك محاصر في رؤية شبحية وطاقة معطلة، استمع لمن حولك واعرف مرادهم منك، وكن حريصا فيمن ترتضيهم أخوة وقدوة لك في مشوار حياتك، فالبشر نوعان، من يحاول الأخذ بيدك لتنجح ويكفكف دموع الحزن عنك ليخلق منك إنسانا سويا، وهناك من يكتفي بتتبع أخطائك وسماع شكواك ليرمي بروحك الفياضة في الهاوية، من يأخذ يدك ليكسرها فتصبح كالطائر الذي فقد جناحه فحُرم متعة التحليق والسير في سرب الجماعة؛ هكذا أمرنا في الحياة نتعثر ثم نقوم نتكئ أحيانا على عصا الأمل لنخوض الحياة من جديد فلا تيأس ولا يراودك يوما مجرد فكرة أن الفشل سيميت ما بقي في روحك من رمق بل اجعل من العثرات والفشل سُلّم تصعد به إلى أعالي القمم لترى بعد ذلك وبكل وضوح ومن جميع الزوايا إنجازك وعطاءك ماثلا أمام الأنظار وهذا دأب كل شخصية منجزة بقي أثرها نموذجا يُحتذى به وبقيت صورتها وإن لم نرها محط تخيّل نحذو حذوها ونستمد من طاقتها وعمق حكمتها الدروس والعبر، فكم من شخصية تاريخية أو تربوية أو علمية كانت أيادي العون لنا في مسيرة الحياة، ويكفينا قدوة ومثالا في التفاؤل والعطاء نبينا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- فشعوره بالتفاؤل رغم كل ما اعترض طريقه من تحديات نابع من إيمانه القوي بأن الله معه وسينصره في القريب العاجل وأن الخير موجود رغم كل الظروف والعثرات، فهذه الطاقة الإيجابية تدفع الإنسان دائما للمضي قُدما بثقة وتمنحه قدرة كبيرة لتخطي المصاعب، فكن أيها الإنسان مؤمنا بفكرة أن التفاؤل وحسن الظن بالله طريق منجاتك من براثن اليأس والفشل فليس بعد الضيق إلا الفرج وأيقن أن خلف كل ألم أمل يُولد هو بانتظار عطائنا.