مستشفى زاوية الناعورة بالمنوفية ينقذ طفلة عبر إجراء جراحة عاجلة
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تمكن الفريق الطبي في مستشفى زاوية الناعورة المركزي بمحافظة المنوفية ، من إجراء جراحة دقيقة وعاجلة لفتاة تبلغ من العمر ثلاثة أيام، كانت تعاني من انسداد معوي حاد ونزيف بالبراز غير معروف السبب، مما ساهم في إنقاذ حياتها.
جاء هذا الإنجاز تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، واللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، في إطار سعي الدولة المصرية لتطوير المنظومة الصحية وتقديم أفضل الخدمات الطبية للمواطنين.
كما أوضح الدكتور محمد فوزي، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، أن هذا التدخل يأتي في إطار الجهود المستمرة للارتقاء بالخدمات الصحية بالمحافظة.
وفي تصريح للدكتور أحمد السباعي، نائب مدير المستشفى، أوضح أن الطفلة وصلت إلى المستشفى ليلاً تعاني من انسداد معوي حاد، وبعد إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة، تم اتخاذ قرار بإجراء جراحة عاجلة لاستكشاف الحالة ومعالجة الانسداد. وأضاف الدكتور مجدي لولح، أستاذ جراحة الأطفال بجامعة المنوفية، أن الطفلة كانت تعاني من تضخم خلقي بالقولون "داء هيرشسبُرونج"، وهو مرض نادر يصيب طفلًا واحدًا من بين كل خمسة آلاف مولود.
ونجحت العملية في إزالة الانسداد وإجراء فتحة للتبرز، مما أدى إلى استقرار حالة الطفلة، التي وُضعت تحت المراقبة في حضانة المستشفى.
وشارك في الجراحة فريق طبي متخصص تحت إشراف الدكتور مجدي لولح، والدكتور علاء شاهين، أخصائي جراحة الأطفال، والدكتور أحمد بدر، أخصائي التخدير، إلى جانب طاقم التمريض بإشراف مس إنتصار الشيخ.
وتقدم الدكتور إيهاب طاحون، مدير المستشفى، والدكتور أحمد السباعي، نائب المدير، بخالص الشكر والتقدير للفريق الطبي والتمريضي على جهودهم الكبيرة التي ساهمت في إنقاذ حياة الطفلة، داعين الله أن يمنّ عليها بالشفاء العاجل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخدمات الطبية الدولة المصرية الفحوصات الطبية اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية المنظومة الصحية
إقرأ أيضاً:
هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني
يمانيون../
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة العام، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسٍ وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لآلاف الأسر.
بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام إدارة الهيئة، تبدأ يومياً قصص عشرات الفقراء القادمين من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصة لإنقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.
ورغم الأعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وإدارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الإنساني، لا تُغلق الأبواب أمام الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.
الإنسانية أولا:
في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية الصعبة وعدم توفر أي إمكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد إدارة المستشفى والأطباء في مساعدتها وبذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.
لم تكن قصة أم محمد الوحيدة، فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جراء حادثة سقوط وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.
وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غيّر كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي بإجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن إنقاذ حياة الطفل.
في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.
نجاح من بين الركام:
لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات العدوان على البلاد.
في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان الذي جعل المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تعج بالمرضى والمصابين.
ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع قلة الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الإنساني وتحمل المسؤولية بجدارة.
بداية التحول:
في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكّل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بالأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل بأحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة.
وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها، وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وإدخال خدمات جديدة، وإجراء عمليات جراحية معقدة بأيدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.
كانت الإدارة تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.
رسالة حياة:
اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من إنجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفى، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل.
وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية إنسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، إنها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية أكبر قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.
سبأ – جميل القشم