يمانيون/ تقارير أحدث استشهادُ القائد الكبير يحيى السنوار -رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- جرحاً غائراً في قلوب أحرار العالم، ووجعاً كَبيراً في صدور كُـلّ المجاهدين.

لم يكن مشهد الشهادة هوليوديًّا خياليًّا، بل هو مشهدٌ حقيقي رسم خلاله الشهيد السنوار سيناريو “طوفان الأقصى”، وبداية لمعركة الحرية، وطرد المحتلّ الصهيوني من أرض فلسطين، وطوفان أقصاها الذي يختم بنهاية كيان العدوّ الإسرائيلي.

تداعياتُ استشهاد السنوار التي كان يتوقعها هو قبل غيره، ستكون كبيرة على الصهاينة من جهة، ومن جهةٍ أخرى على الفلسطينيين، والجبهات المساندة لغزة في اليمن والعراق ولبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية.

 بالنسبة للجبهة اليمنية، كان واضحًا من خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن سيمضي وبإصرار على مواصلة الدرب لنصرة فلسطين حتى النصر، حَيثُ أعاد السيد القائد الجملة التي ألقاها في أول خطاب له بعد (طُـوفَان الأقصى) “لستم وحدكم، فالله معكم، والشعب اليمني يقف إلى جانبكم”.

ويؤكّـد السيد القائد أن “تقديم العدوّ “الإسرائيلي” لجرائمه في قتل القادة المجاهدين كإنجاز هو تصوُّرٌ خيالي وتجاهل للحقائق الماثلة في الواقع”، منوِّهًا إلى أنه “مهما كانت مكائدُ الأعداء وعملياتُ القصف والعدوان الأمريكي على بلدنا فلن نتخلّى أبدًا عن نصرة الشعب الفلسطيني، ونقول كما قلنا منذ البداية لإخوتنا المجاهدين في فلسطين: لستم وحدكم”.

وخلال خطابه كان لافتاً تطرق السيد القائد إلى الاستمرار في تصاعد العمليات العسكرية في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، موجهاً رسالة للعدو الإسرائيلي بقوله: “إذا تصور العدوّ الإسرائيلي أن استشهاد القائد السنوار سيؤدي إلى انهيار جبهة الجهاد الكبرى فهو واهم”.

السنوارُ الأُسطورة:

وبعد ساعات من استشهاد القائد السنوار، قال المسؤولون الصهاينة إنهم طووا صفحة “السنوار” إلى الأبد، في حالة انتشاء وتَشَفٍّ لا مثيل لها في تاريخ الحروب، رافقتهم في ذلك تصريحات متتالية من واشنطن لمسؤولي البيت الأبيض، بدءًا من بايدن، وهاريس، ووزير الحرب، وحتى قيادة المنطقة العسكرية.

واعتقد الصهاينة من خلال نشرهم لمقاطع فيديو لاستشهاد القائد السنوار أنهم سيوصلون رسالةً إلى جمهور المقاومة والأحرار في العالم، تدُلُّ على مدى ضعفه وانهزامه أمام جيش الاحتلال، لكن المشاهد تحولت إلى أيقونة لأحرار العالم، وتحوّل الشهيد السنوار إلى قائد أُسطوري، شبيهاً بجيفارا، والقادة الذين تحملوا الأعباءَ على كاهلهم في مقارعة المتكبرين.

ويقول القيادي في حركة المجاهدين الدكتور سالم عطاء: إن “الشهيد السنوار قدّم أنموذجاً يحتذى به للتضحية والبطولة لقائد عظيم”.

ويشير في مداخلة له على قناة “المسيرة” إلى أن “الخسارة كبيرة لفقدان الشهيد المغوار يحيى السنوار، لكن لا يظن العدوّ أن ما حدث سيمر مرور الكرام”، مؤكّـداً أن “طريق التضحية والمقاومة والشهادة هو هدف هذا المجاهد، الذي تمنى أن ينهي حياته وهو يقاتل ويجاهد ضد هذا الكيان الغاصب، وفضل خلال أكثر من تصريح له أن يموت ويستشهد بـ إف 16 أَو خلال معركة حامية مع العدوّ الإسرائيلي، لا أن يموتَ “فطيسة” أي بمرض عادي، أَو بالكورونا، أن حلم القائد السنوار تحقّق، ونال ما تمناه وتحدث عنه، وكأنه كان يعرف النهاية التي تليقُ برجل أمضى حياته، وهو كابوسٌ على الاحتلال الصهيوني، وكاشفٌ لجواسيس الموساد الإسرائيلي، مقدماً أنموذجاً للتضحية والشهادة لنا جميعاً، بأن الشهادة رافعة لمن يسير على دربه”.

وأكّـد أن كُـلّ المجاهدين والشعب الفلسطيني سيمضي على طريق الجهاد، وطريق القائد السنوار، مهما عظمت التضحيات وكَبُرَت المصائب، حتى تحقيق الاستقلال وطرد الاحتلال وتطهير أرضنا، أَو الشهادة في سبيل تحقيق ذلك، كما فعل الأولون منا وآخرهم الشهيد القائد يحيى السنوار.

وعلى الرغم من فداحة الخسارة على فراق القائد الشهيد يحيى السنوار، وما تمتع به من شخصية جهادية جسورة، إلا أن المقاومة الفلسطينية لم تستكن، ولم تضعف، والدليل هو اشتعال المعارك بوتيرة أعلى في الميدان، والصمود الأُسطوري للشعب وللمقاومة في جباليا، وهي رسالة تدل على أن استشهاد السنوار لن يضعف المقاومة بل سيقويها، وسيجر الويلات على العدوّ الإسرائيلي.

 ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني فتحي صباح، أن “استشهاد السنوار لن يؤثر كَثيراً على البنية أَو الهيكل التنظيمي لحركة حماس قياساً بالتجربة الطويلة للحركة مع مقتل قادتها التاريخيين بَدءًا بمؤسّسها الشيخ أحمد ياسين، مُرورًا بكَمٍّ كبير من القادة السياسيين والعسكريين، ومن أبرزهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي كان يعتبر القائد الأقوى في التنظيم، ويليه في القوة والسيطرة يحيى السنوار”.

ويشير إلى أنه ولأكثر من عام تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” بعمليات عسكرية نوعية تكبده الكثير من الخسائر في العتاد والأرواح.

 المقاومة اللبنانية.. مرحلة جديدة:

 وَإذَا كانت شرارة الثورة لم تنطفئ في فلسطين باستشهاد القائد السنوار، فَــإنَّ المقاومة الإسلامية في لبنان، أوصلت عدة رسائلَ بعد استشهاده تدل على مدى التعاظم في القوة والثبات، حَيثُ كان لافتاً الإعلان عن دخول مرحلة جديدة لإيلام العدوّ.

وفي أول خطوة غير معلنة، أقدمت المقاومة الإسلامية اللبنانية “حزب الله” على تنفيذ عملية نوعية، تمثلت في استهداف المنزل الرئيس للمجرم نتنياهو في قيسارية في حيفا، وهو منزل يأوي إليه لقضاءِ إجازة السبت.

وجرت عملية الاستهداف عبر طائرة مسيّرة لم تكتشفها الدفاعات الجوية الصهيونية، في مؤشر يدل على أن المقاومة قد اتخذت قراراً بملاحقة نتنياهو، وأنه لن يفلت من العقاب جراء جرائمه المتوحشة في لبنان وغزة.

واعتبر محللون إسرائيليون أن استهداف منزل نتنياهو نقطة تحول في مسار المعركة، وأن تداعياته على المسؤولين الصهاينة ستكون كبيرة، وأن الاستهداف سيطالهم، ولن يقف عند هذا الحد.

وترى معلقة الشؤون السياسية بصحيفة “هآرتس” كارولينا نسمان، أنه “كلما طالت الحرب وخَاصَّة بعد استشهاد القائد السنوار أصبحت “إسرائيل” في حالة من التيه، بشكل أكبر، ولا تعرف ما تريد، وإلى أين سينتهي الأمر”.

لا تفهم “إسرائيل” أن المقاومَةَ هي من تفرز القيادات وليس العكس، كما أن المقاومة لن تنتهي إلَّا بانتهاء مبرّر وجودها واستمرارها، وهو نهاية الاحتلال، وانتهاء العدوّ الإسرائيلي على أرض فلسطين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: استشهاد القائد السنوار یحیى السنوار السید القائد

إقرأ أيضاً:

الدكتور بن حبتور يُقدَم واجب العزاء في استشهاد القائد يحيى السنوار

الثورة نت|

قدّم عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، خلال زيارته اليوم لمكتب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” واجب العزاء في استشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة القائد والمجاهد الكبير يحيى السنوار.

وعبر الدكتور بن حبتور أثناء الزيارة ومعه أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري ونائب رئيس الوزراء السابق محمود الجنيد ووزراء في الحكومة السابقة ومحافظين وشخصيات قبلية عن أحر التعازي والتهاني لممثل حركة حماس لدى اليمن معاذ أبو شماله ومن خلاله إلى أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق كافة قادة فصائل المقاومة والمجاهدين باستشهاد القائد المجاهد السنوار على ذلك النحو البطولي المشرف للأمة وأحرارها.

ونقل الدكتور بن حبتور، تعازي قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى وأعضاء المجلس إلى قادة الحركة وأبناء الشعب الفلسطيني ومجاهديه باستشهاد القائد السنوار.

وأوضح أن استشهاد أي قائد من قادة المقاومة هو خسارة إلا أن قضية تحرير القدس وفلسطين تستحق هذه الأثمان .. مشيراً إلى أن حالة استشهاد القائد السنوار، أثبتت للعالم أجمع أن هذا القائد والمجاهد الكبير قاتل من أجل قضية عزيزة هي قضية فلسطين.

وأكد أنه لا يوجد في القرن الـ 21 أنبل وأشرف قضية تحررية من الأقصى وفلسطين، لافتاً إلى أن استمرار تزايد اعداد الشهداء في غزة ولبنان حتى اللحظة، يؤكد النهج الإجرامي للعدو الصهيوني وقادته مجرمي الحرب.

وقال الدكتور بن حبتور “جئنا لنؤكد تضامننا ومؤازرتنا وفي ذات الوقت مهنئين ومباركين في استشهاد القائد يحيى السنوار باعتباره عنوان الانتصار الكبير الذي فجّر بفكره وموقفه أعظم إنجاز وهو السابع من أكتوبر الذي غير كل المعادلات والمفاهيم التي أراد المطبعون والمتساقطون والمرتعشون من الحكام العرب حتى الحكام المسلمين تمريرها على الأمة”.

وبين أن المجاهد السنوار استطاع أن يكون بمثابة أمة فهو يقود ويقاتل ويفكر ويجتهد صانعاً للأمة معجزة “طوفان الأقصى” ليؤكد أن هذا الكيان مؤقت وضعيف وهزيل و يحتاج فقط إلى إرادة الرجال.

وجددّ عضو السياسي الأعلى التأكيد على صنعاء وقيادتها تتضامن تضامناً مطلقاً مع الأشقاء في فلسطين، وغزة والضفة ومناطق 48 وفي الشتات ومع حركة حماس التي قدّمت خيرة شهدائها الواحد تلو الآخر وتمكنت من قيادة محور المقاومة الفلسطينية وتكون في الطليعة.

وتطرق إلى تضامن الشعب اليمني الأسبوعي في أكثر من 200 ساحة وموقع مع الأشقاء في فلسطين ومجاهديها ورموز المقاومة في فلسطين ودول محور المقاومة .. مؤكداً أن المقاومة هي الضامن الوحيد الذي سيقتلع الكيان الغاصب وسيفشل المشروع الصهيوني، الأمريكي الأطلسي في قادم الأيام.

بدوره أشار ممثل حركة حماس في اليمن أبو شمالة إلى أن الجميع يلتقي اليوم في ظل فقدان الأمة أحد عظمائها الذي كان استشهاده منارة لأحرار الأمة والعالم.

وأفاد بأن الشهيد السنوار، يكفيه فخراً أنه قاتل العدو الصهيوني سنة كاملة وحطم خلالها نظرية الأمن الصهيوني .. مؤكداً أن تحطيم هذه النظرية هو إنذار وبلاغ بأن نهاية العدو قد بدأت بمشيئة الله.

ولفت أبو شمالة إلى أن رجل عظيم كالسنوار لا يليق به إلا موتة عظيمة كهذه حيث كان استشهاده مقبلاً غير مدبر في الصف الأول .. سائلاً الله تعالى أن يكتبه في أعلى الدرجات في الجنة مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

وبين أن الأحداث الحالية أثبتت أن الأمة عظيمة ولم تمت بالرغم من مراحل الضعف التي تمر بها وأن طريق العزة والجهاد والمقاومة هو طريق الرفعة لها.

مقالات مشابهة

  • استشهاد السنوار.. درع القائد ودرس البطل
  • القائد السنوار.. الوهج المتجدد في روح المقاومة
  • الرهوي يقدم واجب العزاء في استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار
  • الدكتور بن حبتور يُقدَم واجب العزاء في استشهاد القائد يحيى السنوار
  • الرهوي: استشهاد السنوار هو بمثابة وقود إضافي للمضي قدما في المزيد من التصعيد ضد العدو الصهيوني
  • الرهوي يزور مكتب حماس لتقديم واجب العزاء في استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار
  • قيادي حمساوي: استشهاد السنوار أمر داخلي للحركة.. وحماس لن تنتهي (حوار)
  • الشهيد السنوار.. فكرة في ذهنية الأحرار
  • استشهاد "جيفارا العرب"