الشيخ عمر المختار.. قائد مُلهم لقادة المقاومة والكفاح الوطني في فلسطين والعالم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
في صفحات تاريخ الكفاح الشعبيّ، يبرز الشيخ المجاهد عمر المختار (رحمه الله) قائدًا مُلهِمًا، ورمزًا خالدًا في ضمير الشعوب الساعية لنيل الحرية والتخلص من قيود الظلمِ والاستعمارِ. ولم يكنْ عمر المختار قائدًا عسكريًا وحسب، بل كان شعلةً مضيئةً، ونموذجًا يُحتذى لكلِّ من واجه الظلم، واستُبيحتْ أرضُه، ولكلّ من اقتفى أثر القادةِ الربانيينَ والمجاهدينَ الصادقينَ، سواءً في ليبيا أو فلسطين أو في أيّ بقعةٍ من بقاع الأرض.
وإنَّ ما ارتكبه المستعمر الإيطاليّ في ليبيا من اغتيالاتٍ لرموزِ الجهادِ والمقاومةِ، وبناءِ سجونٍ جماعيةٍ، وتهجيرِ القبائلِ والعائلاتِ الليبية، نراهُ يتكرر اليوم في فلسطين على يد مستعمرٍ اِستيطانيٍّ آخر. ولا تزالُ قوى الاحتلال الغاصب تمارس الأعمال الوحشيةَ ذاتَها، لتفتيتِ وحدة الشعوب، وإضعاف عزيمتِها. ولكنْ كما كانَ المختار منارةً للمقاومةِ، يظلُّ إرثه الحيُّ يُذكّرنا بأنّ الشعوب التي تستلهمُ من قادتها العظماء لا تُهزم، وأنّ النضال مستمر ما دام الحقُّ في جانبها.
ـ حوار المقاوِم والمحتل.. بين القائد عمر المختار والجنرال الإيطالي غراسياني
عندما سَأل قائد الجيش الإيطالي في ليبيا الجنرال رودولفو غراسياني (Rodolfo Graziani) الشيخ المجاهد عمر المختار (رحمه الله) أثناء التحقيق معه بعد الأسر، لماذا حاربتَ الحكومة الفاشية بشدة متواصلة؟ قال المختار: لأن ربي يأمرني بذلك.
فسأله الجنرال غرسياني: هل كنت تأمل في يوم من الأيام أن تطردنا من برقة، وإمكانياتك الضئيلة، وعددك القليل؟
فأجاب المختار: لا هذا كان مستحيلاً.
غرسياني: إذن ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه؟
المختار: طردكم من بلادي لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا، وما النصر إلا من عند الله.
فرد عليه غرسياني: لكن كتابك (القرآن)، يقول: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ".
رد عليه عمر المختار: نعم.. ولكن كما قلتُ لك من أجل وطني وديني!
فرد غرسياني: أنت تحارب من أجل المنظمة السنوسية؛ وتلك المنظمة التي كانت السبب في تدمير الشعب والبلاد على السواء، وفي الوقت نفسه كانت تشغل أموال الناس بدون حق، وهذا الحافز الذي جعلك تحاربنا، لا الدين والوطن كما قلت..
إنَّ ما ارتكبه المستعمر الإيطاليّ في ليبيا من اغتيالاتٍ لرموزِ الجهادِ والمقاومةِ، وبناءِ سجونٍ جماعيةٍ، وتهجيرِ القبائلِ والعائلاتِ الليبية، نراهُ يتكرر اليوم في فلسطين على يد مستعمرٍ اِستيطانيٍّ آخر.هنا نظر عمر المختار نظرة حادة إلى غرسياني، وقال: لست على حق فيما تقول ولك أن تظن كما ظننت، ولكن الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها أنني أحاربكم من أجل ديني ووطني لا كما قلت...
وبعد حوار طويل، أجاب عمر المختار بقوله تعالى: "قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا".
اتبّع السفاح الإيطالي غراسياني سياسة العقاب الجماعي، والإجرام الممنهج، ردًا على صمود عمر المختار ورجال المقاومة الليبية، واستمرار المقاومة بعد استشهاده. وحينذاك، واجه الشعب الليبي المحتل الإيطالي بكل صلابة وقوة وإباء، مؤمنين بالنصر والتحرير، متيقنين أن مقارعة الظالمين، وردّ المعتدين هي استجابة لأمر الله، وأن الخلاص من الاحتلال الغاشم هو حق مشروع لكل الشعوب المظلومة على أرضها. والمشهد يتكرر اليوم في غــ.زة هاشم، حيث يواجه الشعب الفلسطيني المقاوم مُحتلاً غاصبًا، متمسكًا بحقه التاريخي في أرضه حتى تحريرها.
ـ سياسة المستعمر الإيطالي تجاه الحاضنة الشعبية للمقاومة الليبية
بدأ جزار برقة، غراسياني، بتنفيذ سياسة قمعية، تستهدف عزل المجتمع الليبي "الحاضنة الشعبية" عن المقاومة الليبية الصامدة، حيث جمع الأتباع السنوسيين من شيوخ الزوايا، وأئمة المساجد، ومعلمي القرآن الكريم، مع ذويهم وكل من يرتبط بهم بصلة قرابة أو علاقة. كما شمل الأمر مشايخ وأعيان القبائل، وكل من تربطه أي صلة بالمجاهدين أو المهاجرين. حيث تم اقتياد هذه المجموعات إلى مراكز التعذيب، ومن ثم إلى السجون، دون أن يشفع لهم كبر السن أو براءة الطفولة أو العجز الجسدي.
وقد اعتمد الطليان، بقيادة غراسياني، على إنشاء وتوسيع معتقلات جديدة في مناطق مثل بنينة والرجمة وبرج توبليك في برقة. وكما خصص غراسياني مواقع مثل العقيلة والبريقة والمقرون وسلوق لتكون مراكز للاعتقال والنفي والتعذيب الجماعي لسكان منطقتي الجبل الأخضر والبطنان، حيث تم نقل نحو 80 ألفاً من القبائل إلى هذه المعتقلات. ولم تكن هذه المعتقلات سوى مقابر حية، حيث دُفن فيها الأحياء مع الأموات، فخُصص معتقل العقيلة والبريقة لقبائل العبيدات والمنفا والقطعان والشواعر والمسامير، وبعض عائلات الإخوان السنوسيين وسكان الجغبوب، وبعض من سكان بنغازي ودرنة. وكما أُسندت إدارة هذه المعتقلات إلى جنرالات إيطاليين اشتهروا بالظلم والوحشية، مثل كسوني وباريلا.
وبذلك، سعى غراتسياني إلى الانتقام من القبائل التي دعمت المقاومة الليبية، فجمع القبائل المنتشرة في الجبل الأخضر داخل معتقلات محاطة بالأسلاك الشائكة، حيث شهدت هذه الأماكن أهوالًا لا يتصورها عقل. اشتدت المحنة، واعتدى الطليان على الأبدان والأموال والأعراض، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي عاشها الشعب الليبي تحت وطأة الاحتلال (عمر المختار، نشأته وجهاده، البربار، ص113 إلى 149).
وصف مراسل جريدة ألمانية، بعد زيارته لمعسكرات الموت التي احتجز فيها غراتسياني أكثر من 80 ألف مدني ليبي، مشاهدًا مأساوية فقال: "إن الحالة في تلك المعتقلات تفوق كل تصور، حيث يبلغ معدل الوفيات بين الأطفال 90%، وأمراض العيون منتشرة بكثرة، وتنتهي في معظمها بالعمى، ويكاد لا ينجو أحد من الأمراض. وأما الغذاء، فلا يجدر بنا التحدث عنه؛ فالوضع مأساوي إلى حد لا يوصف. والأكثر إيلامًا هو معاناتهم تحت الأسلاك الشائكة، رمز الأسر. ورغم التلاصق الشديد للخيام، وضيق المساحة، فإن إحاطتها بالأسلاك الشائكة هو تناقض لا يمكن للعقل أن يستوعبه" (عمر المختار، علي محمد الصلابي، ص55).
سعى غراتسياني إلى الانتقام من القبائل التي دعمت المقاومة الليبية، فجمع القبائل المنتشرة في الجبل الأخضر داخل معتقلات محاطة بالأسلاك الشائكة، حيث شهدت هذه الأماكن أهوالًا لا يتصورها عقل. اشتدت المحنة، واعتدى الطليان على الأبدان والأموال والأعراض، وكانت هذه المرحلة من أصعب المراحل التي عاشها الشعب الليبي تحت وطأة الاحتلالوعندما خرج عدد كبير من قادة ورموز المقاومة الليبية إلى منفاهم في مصر، قرر غراسياني مدّ الأسلاك الشائكة على الحدود الليبية المصرية التي رسمها الاستعمار، حيث امتدت لأكثر من 300 كيلومتر من البحر المتوسط إلى ما بعد الجغبوب. وتكبدت إيطاليا تكلفة هذا المشروع بأكثر من عشرين مليون فرنك إيطالي. ورغم ما اِدّعاه غراتسياني من أن هذه الأسلاك ساعدت في القضاء على الثوار، وعمليات التهريب، ومنعت إمدادات السلاح والمؤن والمال للمقاومة الليبية من المهاجرين الليبيين في مصر (برقة الهادئة، غراسياني، ص229-233)، إلا أن النهاية جاءت مختلفة تمامًا؛ إذ خرجت إيطاليا من ليبيا، ونالت ليبيا حريتها واستقلالها، وبقي شعبها شامخًا.
عمر المختار قائد مُلهم.. بين كفاح الشعبين الليبي والفلسطيني
رغم أن سياسة تجميع القبائل والعائلات الليبية في المعتقلات الجماعية، بدأت في عهد عمر المختار، وأثّرت على تواصل المقاومة مع حاضنتها الشعبية، وقدرتها على الحصول على الإمدادات، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار الكفاح الليبي ضد المستعمرين الغاصبين. فقد تطورت خطط المجاهدين والأحرار في ليبيا، حيث اعتمد المختار على أساليب جديدة تتماشى مع المرحلة، مركّزاً على عنصر المباغتة، ومفاجأة القوات الإيطالية، بعد استطلاع تحركاتها ومواقعها. وهذا النهج البطولي، هو ما اتبعه المقاومون في فلسطين، حين حاول العدو المحتل الضغط على قواعدهم الشعبية الصامدة. ورغم المعاناة والحصار، والمجازر، بقيت المقاومة وفية لعهدها، وألحقت بالعدو خسائر فادحة، وتذيقه مرارة الحرب، كما فعل المختار ورجاله بالإيطاليين.
حتى غراسياني نفسه لم يستطع إلا أن يشيد بحكمة، وإقدام الشيخ عمر المختار والمقاومة الليبية، حيث اعترف في مذكراته، قائلاً: "عمر المختار، قبل كل شيء، لم يستسلم أبداً؛ لأن أسلوبه في القتال يختلف عن غيره من القادة. فقد كان بطلاً في إفساد الخطط وسرعة التنقل، مما جعل من الصعب تحديد موقعه لتوجيه الضربات له ولجنوده... بينما كان غيره من القادة يهربون بسرعة البرق عند الخطر، متجهين إلى مصر، تاركين جنودهم لمصير مجهول. وأما عمر المختار، فقد كان مختلفاً؛ يكافح حتى آخر لحظة، ثم يغيّر خطته ويسعى دائماً لتحقيق أي تقدم، مهما كان ضئيلاً، لرفع الروح المعنوية والمادية للمقاتلين. وعندما تنفد الخيارات، يسلم أمره لله، كمسلم مخلص لدينه، مؤمناً بقضاء الله وقدره" (برقة الهادئة، غراسياني، ص119ـ 227).
ولا شك أن الشيخ عمر المختار كان القائد المحوري الذي دارت حوله رحى المقاومة الليبية، حيث التف المجاهدون حوله كما يلتف السوار بالمعصم. وقد استمر الكفاح تحت قيادته الرشيدة، وبمساندة رفاقه المخلصين مثل يوسف بورحيل، والفضيل بوعمر، وعثمان الشامي، وعوض العبيدي، وعيسى الوكواك العرفي، وعبد الله بوسلوم، وعبد الحميد العبار. وأظهرت مواقف عمر المختار براعته القيادية في أحلك الظروف، وهو يقاتل الطليان بثبات وإقدام. وهذا الالتفاف حول القيادة، يعكس ما نراه في فلسطين اليوم، حيث تتناقل المقاومة راية النضال والجهــ.اد من قائد إلى آخر، كما لو أنها تعيش معركة مؤتة جديدة في الأرض المباركة "فلسطين".
ـ أين الجنرال غراسياني؟ وأين عمر المختار الآن!؟
طوى الزمن بقدرة الله تعالى سيرة الجزار غراسياني، الذي اعترف في نهاية مذكراته أنه لا يمكنه وصف ما ارتكبه من تنكيل وإجرام ضد الشعب الليبي، من سفك الدماء وهتك الأعراض، إلى التشريد والتجويع والقتل والنفي، حيث قال: "لقد أدى هذا الوضع إلى نزوح الكثير من الأهالي إلى مصر وتونس والسودان، تاركين خلفهم أهلهم وذويهم... لقد حاسبت نفسي وضميري، وكان ذلك يجعلني لا أنام هادئًا في كثير من الليالي" (عمر المختار، علي محمد الصلابي، ص55).
ظل اِسم الشيخ عمر المختار يبرز في صفحات التاريخ كرمز من رموز الكفاح الوطني، ومجاهد عظيم؛ مُلهمًا لكل القادة الأحرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية لتحرير أوطانهم من الغاصبين.ولكن، بينما رحل غراسياني بجرائمه، ظل اِسم الشيخ عمر المختار يبرز في صفحات التاريخ كرمز من رموز الكفاح الوطني، ومجاهد عظيم؛ مُلهمًا لكل القادة الأحرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية لتحرير أوطانهم من الغاصبين. كما هو الحال بين سفاحي الكيان المحتل في فلسطين؛ فسيرحل رئيس هذا الكيان كما رحل أسلافه من العتاة والمجرمين، بينما تبقى أسماء قادة الكفاح الفلسطيني والمقاومة الباسلة، منارات يهتدي بها الأجيال، وهم الذين ارتقوا دفاعاً عن أرضهم وعرضهم، سيظلون أحياء في الدنيا والآخرة (بإذن الله)، لأنهم من الشهداء، ولا نزكي على الله أحدًا.
وكأنني أرى الشوارع والمدارس والأخبار والأفلام العالمية، وأقلام الكتاب، وقرائح الشعراء، تتجسد فيها شخصيات فلسطين وقامتها العظيمة، كما الشخصيات التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، مثل عمر المختار في ليبيا، وعبد الكريم الخطابي في المغرب، والأمير عبد القادر الجزائري، والملا عمر في أفغانستان، وغيرهم كثير. فرحمة الله على شهدائنا من الأولين والآخرين، ألحقنا بهم على نهج سيد الأولين والآخرين.
وهكذا، علمتنا تجربة عمر المختار أن القائد المؤمن ليس من يمسك بزمام المعركة فحسب، بل من يُلهم الأجيال، ويزرع فيهم روح المقاومة والصمود، وعمق الإيمان بالله، وحمل رسالة الإسلام، والدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات. ولذلك، يبقى عمر المختار قائدًا خالدًا ورمزاً ملهماً لقادة المقاومة والكفاح الوطني في فلسطين والعالم، ويَربطنا جميعًا بقيم الحرية والحق والعدل والكرامة الإنسانية. فهو بثباته وبساله، يُذكّر القادة والشعوب، بأن النصر لا يُقاس بقوة السلاح فقط، بل بعزيمةٍ لا تلين، وإرادةٍ لا تنكسر.
المراجع:
ـ مذكرات "برقة الهادئة"، رودولفو غرسياني، دار مكتبة الأندلس، ليبيا، 2011م.
ـ عمر المختار، علي محمَّد الصَّلابي، الطبعة الأولى، دار ابن الجوزي، القاهرة، 2007م.
ـ عمر المختار؛ نشأته وجهاده، محمد البربار، دراسات في حركة الجهاد الليبي، ندوة علمية، مركز دراسات جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي.
*الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير ليبيا المقاومة الاستعمار إيطاليا ليبيا إيطاليا مقاومة رأي استعمار أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکفاح الوطنی الشعب اللیبی فی فلسطین فی لیبیا قائد ا
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»
حصاد 2024.. عام سيطرت عليه الدموية عاشه سكان فلسطين ولبنان، حيث استخدم الاحتلال الإسرائيلي أساليب متنافية مع القوانين الدولية والإنسانية واستباحة مقتل الأطفال والنساء العزل، وإعاقة دخول المساعدات الإغاثية والطبية، وشن غارات كثيفة على المستشفيات، واتساع رقعة الاحتلال لصالحهم في فلسطين.
وكان «حزب الله» يعمل كجبهة إسناد لـ«حماس» لتعزيز صفوف قوة المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي، مما ساهم في ضعف الموقف الإسرائيلي لوقت طويل، لذلك طالب الاحتلال من الولايات المتحدة إرسال أسلحة محرمة دوليًا وقوات خاصة تساعد في تحقيق أهداف ومصالح شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس لإعادة الرهائن كما تدعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
البرد في غزةوبالفعل استجابت الولايات المتحدة الأمريكية لطلب الكيان الإسرائيلي وأرسلت أسلحة محرمة دوليًا، ومنذ تلك اللحظة تغيرت أساليب الحرب من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية، واتجهت لاستخدام الأسلحة المحرمة في اغتيال أبرز القيادات الإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وهذا لم يقتصر فقط على القادة فقط، بل كانت له تبعات سلبية مما أثر على المنازل السكنية وقتل الكثير من المدنيين العزل، ونزوح الآخرين.
وأصبحت فلسطين ولبنان في الوقت الراهن «وجهان لعملة واحدة»، بالنسبة لأساليب المعاناة والإجراءات التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين اللبناني التي يعاني منها الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والأطفال.
ويستعرض موقع «الأسبوع» لكل متابعيه وقراؤه أهم وأبرز القادة الفلسطينيين واللبنانيين التي اغتالهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في 2024، وهم كالتالي:
اغتيال «إسماعيل هنية» في إيرانتوجه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشيكان، لكن في الصباح التالي أعلنت المقاومة الفلسطينية رسميًا اغتياله.
وكشفت «حماس» والحرس الثوري، يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2024، تفاصيل استشهاد إسماعيل هنية في طهران، قائلة: «الاحتلال الإسرائيلي استهدف مقر إقامة إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى استشهاده، واستشهاد أحد حراسه».
إسماعيل هنيةوبعد التأكد من استشهاد إسماعيل هنية، أصدرت «حماس» قرارًا بتعيين يحيى السنوار خلفًا له، لتعزيز القدرات الدفاعية لصفوف المقاومة لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلية، وفي الوقت ذاته تظاهر العديد من عائلات الأسرى وانقلبت إسرائيل رأسًا على عقب بعد مقتل 6 رهائن إسرائيليين كانوا موجودين بأحد الأنفاق في مدينة رفح الفلسطينية.
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس «يحيى السنوار»لم يمكث يحيى السنوار في منصب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إلا 3 أشهر فقط، إذ أكدت المقاومة الإسلامية يوم الخميس الموافق 17 أكتوبر 2024، اغتياله جراء اندلاع اشتباكات بين عناصر المقاومة مع عدد من جنود الاحتلال بمدينة رفح الفلسطينية، وتحديدًا في تل السلطان.
وكشفت تقارير إعلامية عبرية، عن وقوع اشتباك بين 3 عناصر من المقاومة وعدد من قوات الاحتلال تابعة لسلاح المدرعات بمدينة رفح الفلسطينية لساعات طويلة، وبعد القصف أسل الاحتلال مسيرة إلى أحد المباني للتعرف على وجهه يحيى السنوار، وبعد التأكد من تواجد أحد عناصر المقاومة جالس على كرسي وهو ينزف، قذفت الآلية العسكرية الإسرائيلية قذيفة لاغتياله.
يحيى السنواروأفادت التقارير العبرية، بأن قوات الاحتلال تعرفت على جثة السنوار بناء على صور أسنانه وإجراء تحليل الـ DNA للتوصل إلى النتيجة النهائية، وقالت: «هذه العملية كانت محل الصدفة دون تخطيط مسبق».
استشهاد «حسن نصرالله» بالضاحية الجنوبيةاستشهد حسن نصرالله، الأمين العام للمقاومة اللبنانية «حزب الله»، يوم السبت الموافق 28 سبتمبر 2024، جراء قصف إسرائيلي كثيف استهدف المقر المركزي للحزب في العاصمة «بيروت» وتحديدًا في الضاحية الجنوبية، وفقًا لما أكده حزب الله.
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن حسن نصرالله لم يكن وحده متواجد بمقر الحزب فقط، بل كان يعقد اجتماع حينها مع 20 قيادي أخر، وبعد رصدهم شن طيران الاحتلال الإسرائيلي نحو 140 غارة إسرائيلية كثيفة، يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، على مقر الحزب لاغتيالهم، وذلك من خلال استخدام قنابل محرمة دوليًا تزن حوالي 2000 طن.
حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبنانيوأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت أسفل المباني السكنية بمنطقة الضاحية الجنوبية، تم استهدافه من قبل طائرات سلاح الجو، ثم نفذت الغارة على قيادات الحزب داخل المقر.
تفاصيل اغتيال قائد الجبهة اللبنانية «علي كركي»كان علي كركي، قائد الجبهة اللبنانية ضمن قائمة الاغتيالات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في لبنان، حيث استهدف كركي، والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، و20 قيادي آخر في غارة إسرائيلية واحدة أثناء اجتماعهم بالمقر المركزي المتواجد بأسفل أحد المباني المكتظة بالسكان بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت.
ونفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي من طراز «F-35» الشبحية غارات كثيفة في ساعات مبكرة مساء يوم الجمعة الموافق 27 سبتمبر 2024، ملقيًا قنابل خارقة على المقر المركزي لـ«حزب الله» تزن نحو 2000 رطل، مما أدى حينها لتدمير 6 مباني سكنية واستشهاد حسن نصر الله، وعلي كركي، وباقي القيادات.
علي كركي بعد 20 ساعة بحث.. اغتيال «فؤاد شكر»ذكرت تقارير إعلامية عبرية، اغتيال أبرز قيادي عسكري بالمقاومة الإسلامية اللبنانية حزب الله «فؤاد شكر»، والمعروف باسم «الحاج محسن»، جراء قصف إسرائيلي عنيف استهدف مبنى بالضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.
وأفادت التقارير العبرية، بأن طيران سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات كثيفة يوم الثلاثاء الموافق 30 يوليو 2024، على محيط مجلس الشورى التابع لحزب الله، وكان المستهدف من تلك الغارات هو فؤاد شكر، وذلك بمثابة رد على الصواريخ التي أطلقت من لبنان على «مجدل شمس»، الذي أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين.
فؤاد شكر القائد العسكري الأول لحزب اللهوفور إعلان نبأ استشهاد فؤاد شكر، بدأت عناصر المقاومة اللبنانية بالتأكد من المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، وبعد نحو 20 ساعة من البحث عنه، أعلنت التقارير الإعلامية المحلية اللبنانية العثور على جثمان فؤاد شكر.
اغتيال «روحي مشتهي» و3 قيادات آخرين جراء غارات إسرائيلية مكثفةشن طيران الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على أحد الانفاق المتواجدة بمحيط المنطقة «الصناعية» غرب مدينة غزة، يوم الخميس الموافق 3 أكتوبر 2024، لاغتيال روحي مشتهي أحد أهم قيادات حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
أحد أبرز قيادات حماس روحي مشتهيوكشفت تقارير إعلامية عن تفاصيل استشهاد القيادي روحي مشتهي، وقالت إن «مشتهي» كان يختبئ بأحد انفاق غرب غزة وتم قصفه قبل ذلك ببداية العدوان الإسرائيلي 7 أكتوبر 2024، ولكن تضرره جراء في ذاك الوقت كانت جزئية، ثم هاجم الاحتلال الإسرائيلي هذا النفق مرة أخرى وهذه المرة هي الأخيرة التي استشهد بها قيادي حماس.
اقرأ أيضاًبيت عائلة «طه» يكتسب شهرة عالمية بعد استشهاد يحيى السنوار (تفاصيل)
مفكر استراتيجي: هؤلاء مرشحون لخلافة يحيى السنوار في قيادة حماس
نتنياهو يتحدث عن يحيى السنوار في أول ظهور بعد محاولة اغتياله بقيساريا (فيديو)