قال د. إبراهيم الهدهد، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن هناك من يظن أن التمسك بظواهر النصوص إنما هو زيادة في التقوى والاتباع، ويرى خطأ من يخالفه، ويعتقد أنه صاحب بدعة، ويظن نفسه أكثر اتباعا للنبي، وحرصا على السنة ممن يخالفه، وهذا خطأ كبير، أدى إلى ظهور جماعات متطرفة متشددة، تكفر كل من يخالفها.

وأكد المستشار العلمي للمنظمة، أنه لا بد للمجتهد من معرفة العلة الباعثة على الحكم، وهذا يسلتزم ضرورة امتلاك أدوات العلم، للتمكن من الفهم الصحيح للدين، موضحاً أن أحد أسباب الترويج للمفاهيم الخاطئة، هو وجود من يفتقد إلى معرفة هذه العلوم، ويأخذ بظواهر النصوص، ويجعلها على غير مرداها، فأصبح هؤلاء يبدعون ويكفرون غيرهم، مدعين التمسك بالكتاب والسنة.

جاء ذلك خلال محاضرة: "تصحيح المفاهيم المغلوطة"، ضمن فعاليات دورة: "تفكيك الفكر المتطرف"، والتي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، لعدد من أئمة ودعاة الصومال.

واستعرض د.الهدهد خلال المحاضرة، أمثلة للفهم الخاطئ، وتفسير النصوص على غير مرادها وحقيقتها، نتيجة للجهل، والضيق في الفكر، وعدم التمكن من اللغة، وغيرها من الأسباب، موضحا، أن من يقف عند اللفظ دون الفهم والبحث في دلالات اللغة ومعانيها، فقد ضل وأخطأ، وهذا يؤدي إلى التشدد والفهم الخاطئ، فالتمكن من اللغة العربية أحد أدوات الفهم الصحيح.

وفي الختام، طالب المتدربين  أن يكونوا على حذر تام من هؤلاء المدعين، الذين يريدون نشر فكرهم الهدام، الذي يفسح المجال لنشر الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منظمة خريجي الأزهر

إقرأ أيضاً:

د. نزار قبيلات يكتب: «فوات الأوان».. توسّل النصوص وتفلّت الإجابات

منذ البداية لم يجعل الشاعر محمد أبو زيد عنوان كتابه هذا لغزاً مؤرّقاً للقرّاء، فأجاب بأن كل ما فهمناه كان بعد «فوات الأوان»، غير أن حالة الفهم هذه جاءت بعد عِراك مع أسئلة طرحها الشاعر في فصل من ديوانه عنوانه «بعد» فيقول: لا أفهم لماذا يكتب الشعراء قصائدهم.. بهذه الطريقة العروضية المتكلّفة، فالتفاصيل التي لا تتوقف عن اللجلجة لا يمكن سبكها في المقاطع العروضية ومحسناتها البديعية، لذلك جاءت كتابته مُنداحة لا تقف عند أي إطار تقييدي صلب بما في ذلك الأيديولوجيا، التي تكلّف الشاعر -أي شاعر- الكثير من أجل حراسة المبدأ بالشعر، فالتفاصيل شائكة، والحل عنده جاء في تَضخيمها بمِجهَر الشعر، فتجدها تطفو في كل الحيوات والطبقات، التي يشغلها فكر شاعر سؤاله الوجودي مازال متاحاً.
 يقول الشاعر: «فالنيزك سيضرب الأرض بعد قليل»، وهنا من الجنون أن نطلب من شاعر أن يبرهن ما يقوله، فهو قادر على منح حتى الملاعق والسكاكين والحشرات والحيوانات حيزاً للتحدّث في نصوصه عن البشر الذين لم يُطِق الشاعر الحديثَ معهم قبلاً، في هذا الديوان عودة لترميم العلاقة بين الشاعر وفضاء المقهى، فالشعراء يجدون في المقهى معبراً جديداً لمحاورة الإنسانية عبر اعتزال قيمتها المادية، لذا جاءت المواضيع غير تقليدية في الديوان، وهي مفارقات يجب ألّا يتألم القارئ لها: كالموت والحياة، وشأو الكتابة وجديتها، والحديث مع الجمادات حولنا، ومواجهة الحداثة غير المجدية.

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟ د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع

سوريالية المضمون الشعري هنا فَرضت شكلاً كتابياً عند أبي زيد، فمزجَه بالقليل من السخرية والكثير من الفلسفة الميتافيزيقية والعجيبة، كل ذلك جاء بشكل جَبري، فالشاعر يكشف بأنه لم يكن يحب الكلام كما أحبّ الصمت، لكن ثمة لجلجة قوية تحاصره بالكثير من الماورائيات المُتعِبة التي يمكن أن تكشف عنها في نصوص متعددة الأشكال لكنّها مؤرقة، فالنّص ذاته هائم بين أشكال القصيدة المعهودة وبين مضمونها غير المتعقل، يقول: «أستيقظ كل يوم على مجانين يمرون أمام السرير، على صاعقة تضرب رأسي لتضيء الطريق لأعدائي»، في الديوان تكثر الإشارات التي تحيل إلى خارج النص لكنها تلتقي مجدداً حين تعود لنقطة البدء في العنوان دون تشبيه أو مجاز تزويقي، لكن ما مصير الشعراء بعد فوات الأوان، كل هذا لا يقلق النصوص في هذا الديوان الشعري، إذ المقلق هو من سيجمع البَعثرة التي نظّمها هؤلاء الشعراء في فوضى العالم.
أبو زيد شاعر مسؤول، يحاول في هذا الديوان المتسع بالرؤى المديدة أن يُخيط دوائره بالمكاشفة تارةً وتارةً في اللّهاث مع الشهب التي تتقافز من حوله. يقول: «لأفهم نفسي، لأعرف ماذا تغيّر فيّ مع السنين التي ترتفع كجدران بئر حولي» هذه الحيرة ظلّت تحاصره حتى وصلت إلى نهاية غير متوقعة لهذا الديوان حين طغت الأسئلة في العناوين التي التهمت كل محاولات الإجابة في نص يعترف بأن الأوان فاته، وأن الأسئلة لم تنقذ الإجابات بعد، لأنها كما قال في قفلة ديوانه: «وأنا بلا يدين أمدهما إليك كي تنقذني».. هذا تحليق شاهق، يُنجزه أبو زيد ببصيرة مختلفة ولغة تجيد المناورة لكنها لا تخاف المصير.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

مقالات مشابهة

  • المشروع الفكري للسيد يسين
  • الرئيس السيسي: مصر تسير على الطريق الصحيح رغم التحديات
  • لخريجي الأزهر.. 180 فرصة لشغل وظيفة معيد بالجامعة | الشروط والأوراق المطلوبة
  • اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام.. دعوات للتسامح في مواجهة تصاعد الإسلاموفوبيا
  • شركة بايدو الصينية تطلق نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي مع احتدام المنافسة في الصناعة
  • نائب سابق:حكومة البارزاني ما زالت لم تقدم العدد الصحيح لموظفيها بشأن الرواتب
  • د. نزار قبيلات يكتب: «فوات الأوان».. توسّل النصوص وتفلّت الإجابات
  • كيف اكتشف سيدنا إبراهيم أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير؟
  • مدير هيئة كبار العلماء: الأخذ بالأسباب دون الاعتماد على الله شرك
  • كبار العلماء: نهضة الأمة الإسلامية تقوم على التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب