ضرب البنية المالية لحزب الله.. لماذا استهدفت إسرائيل جمعية القرض الحسن بلبنان؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
في ظل تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وحزب الله، تسعى إسرائيل إلى تقويض البنية التحتية والاقتصادية في لبنان، عبر استهداف مؤسسات مالية حيوية. تأتي جمعية "القرض الحسن"، التي تعد أحد الأعمدة المالية الرئيسية لحزب الله، ضمن أهداف إسرائيل في هذا الصراع. وفي هذا السياق، تحدث المحلل السياسي اللبناني الدكتور عبدالله نعمة، موضحاً الأبعاد الاستراتيجية لهذا الاستهداف.
من جانبه، قال الدكتور عبدالله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن إسرائيل تسعى من خلال تصعيدها العسكري الحالي ضد حزب الله إلى تحويل جنوب لبنان إلى "غزة ثانية". ويأتي ذلك عبر تدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد اللبناني، ضمن استراتيجية تهدف إلى نشر الفزع بين المواطنين اللبنانيين. وتُعتبر جمعية "القرض الحسن"، التي تلعب دوراً مهماً في القطاع المالي اللبناني، أحد أبرز الأهداف لهذه الهجمات.
وأضاف نعمة في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمراكز "القرض الحسن" هو جزء من حربه الشاملة ضد حزب الله. وأوضح أن هذا الاستهداف ليس بجديد، فقد تم الحديث سابقاً عن وجود أموال وذهب تابعين للجمعية في المبنى الذي قُتل فيه حسن نصر الله. إلا أن حزب الله طمأن اللبنانيين مؤكداً أن أموال وذهب المودعين في الجمعية ما زالت آمنة.
وأشار نعمة إلى أن الهجمات الحالية على مراكز "القرض الحسن" تقتصر على تدمير المباني فقط، وهي في الغالب مبانٍ مملوكة لمواطنين لبنانيين قاموا بتأجيرها للجمعية. ويبدو أن الهدف الرئيسي من هذا التدمير هو بث الخوف بين المواطنين، كجزء من حرب إسرائيلية تدميرية شاملة تستهدف الشعب اللبناني بأكمله.
وأوضح أيضاً أن إسرائيل لا تستهدف حزب الله فقط، بل تسعى إلى خلق حالة من الفزع والترهيب لدى اللبنانيين. وتعتمد في ذلك على أساليب القمع والتدمير العشوائي، في إطار خطة أوسع لضرب الاقتصاد اللبناني وإرهاب المواطنين.
وشدد نعمة على أن هذه الهجمات تأتي ضمن محاولات إسرائيل المستمرة لزعزعة استقرار لبنان وإضعاف اقتصاده. ومع ذلك، أكد أن الشعب اللبناني لن يرضخ لهذه المحاولات وسيظل صامداً في مواجهة هذه الاعتداءات المتكررة، رغم ما يعانيه من ضغوط هائلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرض الحسن جمعية القرض الحسن حزب الله إسرائيل إسرائيل وحزب الله القرض الحسن حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله اللبناني يتحدث عن قضية حصر السلاح.. الدولة لديها فرصة
تحدث حزب الله اللبناني، الجمعة، عن قضية حصر السلاح بيد الدولة، مشيرا إلى أن الدول اللبنانية موجودة الآن على طول الحدود، ولديها فرصة لكي تمارس دورها وبيدها السلاح، ومعها لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، ومعها المجتمع الدولي أيضا.
وقال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله علي دعموش، خلال خطبة الجمعة، إنّه "لا يمكن حصر السلاح بيد الدولة طالما هناك احتلال"، مضيفا أنه "عندما يكون هناك احتلال وعدوان مستمر، فإنّ السلاح هو زينة الرجال، وعلى الجميع أن يتصدى لهذا الأمر بكل الوسائل".
وتابع دعموش قائلا: "هذا حق لا يمكن أن نتخلى عنه مهما كانت التضحيات"، متسائلا: "ماذا فعلت الدولة اللبنانية حتى الآن أمام الخروقات والاعتداءات اليومية الإسرائيلية؟ على الأقل أقنعونا بجدوى حصرية السلاح بيد الدولة".
وذكر أن ما يتعرض له لبنان من احتلال واعتداءات واستباحة لسيادته، يهدف إلى الضغط من أجل "استدراجه" نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مستدركا: "شعبنا يرفض التطبيع مع العدو، ولن يسمح بأن يذهب لبنان نحو التطبيع مع العدو الذي دمر البلد".
وشدد على أنّه "كما لم يتأثر شعبنا بالضغوط في المراحل السابقة، ولم تُسقطه الحروب والاعتداءات، لن يسقط تحت وطأة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية الجديدة".
ورأى أنه "من واجب الدولة حماية بلدنا من مخاطر التطبيع، ومن أطماع العدو الذي يحاول بتواطؤ أمريكي الدفع نحو مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وربط إعادة الإعمار والدعم المالي الخارجي بشروط سياسية تؤدي إلى تجريد لبنان من عناصر قوته".
وأردف قائلا: "لن نقبل أن يخضع موضوع الإعمار لأي شروط سياسية أو غير سياسية، وما نريد أن نؤكد عليه أنَّ مشروع إعادة الاعمار هو مسؤولية وطنية تقع على عاتق الدولة بالدرجة الأولى، ويجب أن تتحمل الدولة هذه المسؤولية بصورة جدية، وأن تمنع العدو من فرض شروط أو تعقيدات أو أمر واقع على الحدود الجنوبية لعرقلة هذا المشروع أو منع الأهالي من العودة إلى قراهم وممارسة حياتهم الطبيعية".
وأشار إلى أن "حزب الله مصمم على استكمال ما بدأه على صعيد إعادة الإعمار، ودفع التعويضات مهما كانت الصعوبات، لأنّ مشروع إعادة الإعمار هو جزءٌ من مقاومة الاحتلال، ولكن ما نقوم به لا يُعفي الدولة من مسؤولياتها".
وختم قائلا: "المقاومة اليوم تعطي الفرصة للدولة لتقوم بواجباتها تجاه شعبها ومواطنيها، وإشعارهم بأن هناك دولة تقف إلى جانبهم وتحميهم وتدافع عنهم وتمنع العدو من استباحة قراهم، وألّا تكتفي بمواقف رفع العتب، فإنَّ تقصيرها وتغافلها لا يترك للنّاس من خيار سوى القيام بكلّ ما يمكن للدّفاع عن حياتهم وأرزاقهم".