“منتدى الاتحاد” يكرم شرطة أبوظبي لتوظيفها تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوعية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
كرم مركز الإتحاد للأخبار التابع لشركة أبوظبي للإعلام القيادة العامة لشرطة أبوظبي على تميزها في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشروع الروبوتات المرورية الذكية في مديرية المرور والدوريات الأمنية.
وسلم معالي الشيخ عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام درع التكريم وشهادة تقديرية لسعادة اللواء أحمد سيف بن زيتون المهيري مدير قطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي وذلك على هامش الدورة التاسعة عشرة من «منتدى الإتحاد السنوي» لعام 2024 والذي نظمته بعنوان «الذكاء الاصطناعي: قاطرة التنمية المستدامة»، تزامناً مع الذكرى ال 55 لصدور صحيفة الإتحاد.
وأشاد مدير قطاع العمليات المركزية في شرطة أبوظبي بالتعاون والشراكة مع المكتب الوطني للإعلام و شركة أبوظبي للإعلام مؤكداً دور الإعلام الرئيسي في تعزيز التوعية الشرطية والأمنية وتعريف المجتمع بأهداف استراتيجية الشرطة والتي تسعى من خلالها إلى تعزيز أمن الطرق وإسعاد المجتمع.
وأوضح أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي يتواكب مع حرص القيادة العامة لشرطة أبوظبي على استشراف المستقبل برؤى حكيمة تخطط للإستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل مستدام حيث عززت الجهود واختصرت الوقت وقدمت نتائج مثمرة في العمل الشرطي والأمني وانعكست على رفاه وسعادة المجتمع من خلال الاستباقية في تقديم خدمات تواكب أحدث التطورات العالمية وتسريع تبني هذه التطبيقات التكنولوجية المتقدمة في التوعية والتثقيف المروري الرقمي من خلال عرض الفيديوهات المرورية الرقمية.
وثمن الدكتور حمد الكعبي الرئيس التنفيذي لمركز الإتحاد للأخبار مواكبة شرطة أبوظبي لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات التوعية ما يعكس أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع وتحسين جودة الحياة.
وأوضح خلال المنتدى إن الذكاء اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ أصبح ﻣﺣور ﺗﻣﯾز ﻓﻲ ﻣﺳﯾرة اﻹﻣﺎرات اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ وﯾﻧﺳﺟم ﻣﻊ أھداف ﻣﺋوﯾﺔ اﻹﻣﺎرات 2071 لافتاً إلى أن اﻟذﻛﺎء اﻻﺻطﻧﺎﻋﻲ ﯾﻌﻧﻲ طﻔرة ﻛﺑرى ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻟرﻗﻣﻲ، وزخماً في إﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﺗوى ﻓﻲ أﻗﺻر وﻗت ﻣﻣﻛن وﺑﺟودة ﻋﺎﻟﯾﺔ، وﯾﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب واسعاً ﻟﺗطوﯾر وﺗﺳرﯾﻊ اﻟﺗﺣول اﻟرﻗﻣﻲ، ويسهم ﺑﻘوة ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻘﻖ ﻣن دﻗﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺿﻣﺎن أﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭور”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
بعد أن جرى استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل جزئي فـي مسلسلات رمضان الماضي كمشاهد الحرب والديكورات الفخمة والمؤثرات السمعية والبصرية، هل سيتغلغل الذكاء الاصطناعي أكثر، ويوسّع دائرته، ليصبح عنصرا أكثر فاعلية فـي الدراما؟
الإجابة واضحة، ومتوقّعة، فاستعانة مخرج مسلسل (الحشّاشين) بيتر ميمي، بالذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة الإنتاجية، لقيت قبولا من الجمهور، فالتطورات سريعة، والطوفان الذي انطلق قبل سنوات لا يمكن إيقافه، فضلا عن أنّ مواكبة التطوّرات مطلوبة، كما أنّ توظيف التكنولوجيا الحديثة فـي الدراما صارت واقعا.
المشكلة أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يكتب، ويخرج ويمثّل ويصمم ويلحن ويغني «ويفعل ما يشاء، هو لا مخيّر ولا مسير، هو لا يؤمن إلّا بقدرته وأقداره» كما يقول الباحث السوداني يوسف عايدابي.
وخلال حضوري المؤتمر الفكري المصاحب لفعاليات مهرجان المسرح العربي، شاهدت تجربة مسرحية سورية، عُرضت بواسطة الفـيديو، ونفّذت بطريقة الذكاء الاصطناعي حملت عنوان (كونتراست) للمخرج أدهم سفر وقد بلغت مدة عرضها (17) دقيقة كانت مزيجا من الرقص التعبيري والباليه، وقد حضر الإبهار لكن غاب الإحساس، والمسرح الذي ألفناه، وتربينا عليه، وعلى عناصره التي يمكن إجمالها، بالحوار والسرد والبناء الدرامي، والرسالة، فقد حضرت التكنولوجيا بقوّة، لتزيح بعضا من تلك العناصر، عبر التركيز على الأداء الجماعي، والمشاهد البصرية، والأمر نفسه بالنسبة للدراما التلفزيونية، خصوصا أنّ المخرج محمد عبدالعزيز خاض قبل عامين تجربة من هذا النوع فـي مسلسله (البوابات السبع) فقدّم صناعة درامية كاملة لأعمال من الذكاء الاصطناعي، وبكلّ ثقة قال: «فـي المستقبل القريب لن نكون بشرا لوحدنا، بل سنندمج مع الذكاء الاصطناعي ونصبح طرفا واحدا، نحن هنا على مشارف نهاية هذا الإنسان والبدء برحلة جديدة للإنسان المندمج مع التطبيقات الذكية».
وإذا كان الممثل الأمريكي توم هانكس يتوقّع أنّه سيستمر بالتمثيل حتى بعد رحيله عن هذا العالم بفضل الذكاء الاصطناعي، فهذا الأمر حصل بالفعل مع الممثل المصري طارق عبدالعزيز الذي وافته المنية قبل استكمال تصوير مشاهده فـي مسلسل (بقينا اثنين)، فلجأ المخرج إلى تقنية الذكاء الاصطناعي ليستكمل تصوير مشاهده المتبقية، وبذلك قلّلت، هذه التقنية، من مخاوف المخرجين من رحيل أحد الممثلين قبل استكمال تصوير مشاهده، كما حصل مع الفنان رشدي أباظة عندما توفّي عام 1982 أثناء تصوير فـيلمه الأخير (الأقوياء)، فجاء المخرج أشرف فهمي ببديل هو صلاح نظمي، وكانت معظم المشاهد التي صوّرها للممثل البديل جانبية لإيهام الجمهور أنّ الذي يقف أمام عدسة الكاميرا هو رشدي أباظة، وهذه (الخدعة) لم تنطلِ على الجمهور، وغاب الفعل الدرامي، فكان نقطة ضعف فـي الفـيلم.
ومع هذه المحاسن، سيواجه هذا النوع من الدراما معارضة فـي بادئ الأمر، من قبل المشتغلين بصناعة الدراما والسينما، لأن الذكاء الاصطناعي سيجعل المنتجين يستغنون عن خدمات الكثير من العاملين فـي هذا القطاع، وهو ما جعل العاملين فـي استوديوهات هوليوود يضربون عن العمل مطالبين نقابة الممثلين بتوفـير حماية لهم من هذا الخطر الذي هدّدهم برزقهم! أما بالنسبة للجمهور فسيتقبلها تدريجيا، ويعتاد عليها مثلما تقبل مشاهدة اللقطات التي جرى تصويرها رقميا فـي أعماق البحر بفـيلم (تيتانك)، للمخرج جيمس كاميرون (إنتاج 1997)، وأظهر السفـينة بحجمها الكامل فـي تجربة رائدة فـي التصوير الرقمي، سينمائيا، وزاد ذلك فـي رفع وتيرة المؤثرات، والإبهار وأضاف، رقميا، الكثير من الماء والدخان، فنجح الفـيلم نجاحا كبيرا، وكان الإبهار الذي صنعه التصوير الرقمي من عوامل النجاح، تبعا لهذا، يمكننا تقبّل دخول الذكاء الاصطناعي فـي حقل الدراما إذا لعب الذكاء الاصطناعي دورا تكميليّا، كما قال د. خليفة الهاجري خلال حديثه عن التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعي، فهو «ليس بديلًا للمصمّم البشري، بل أداة تكميليّة يمكن أن تعزّز الإبداع، والابتكار فقط» وعلينا أن نضع فـي الاعتبار احتمالية الاستغناء عن الكومبارس والإبقاء على الممثلين الرئيسيين لأسباب تسويقية، والمخيف حتّى هؤلاء سيطالهم الاستغناء، وينسحبون تدريجيا ليصيروا ضيوف شرف على مائدة دراميّة تعدّ بالكامل فـي مطبخ الذكاء الاصطناعي !!