أكد بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن موقف مصر واضح من مجموعة البريكس وهى تنظر إليه على أنه تجمع اقتصادى فى المقام الأول، مشددا على أنها ضد سياسة الاستقطاب، ونواجه تحديات خطيرة ووجودية على المستوى الإقليمي والدولي ولابد من التآزر والتشارك وأن يكون هناك توافق بين الدول الرئيسية، قائلا نحن نعول على هذا التجمع ليكون صوتًا مسموعًا للجنوب والدول النامية.

وقال عبد العاطي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، إن هناك مشاركة مصرية فعالة في جميع الاجتماعات التي تخص بريكس في روسيا منذ يناير الماضي، معتبرا أن بريكس هو الصوت المسموع للعالم النامي لإعادة رسم وتشكيل خريطة العالم المالي العالمي.

وشدد وزير الخارجية، على أن مصر دولة أساسية ورئيسية ومؤسسة لحركة عدم الانحياز ولسنا معنيين بأي استقطاب دولي، والبريكس ليس تكتلا سياسيا، ولكنه تكتل اقتصادي للدفع بمصالحنا وأجندتنا الاقتصادية.

وبسؤال حول احتمالية نشوب حرب إقليمية، قال عبد العاطي إن الدور المصري واضح تماما وهو محوري ورئيسي للدفع في اتجاه التهدئة وعدم التصعيد، ونحن نقول دائما إنه لايوجد أي حل عسكري لأي نزاعات ويخطئ من يتوهم أن القوى وغطرستها يمكن أن تحقق له الأمن والاستقرار، مشددا على أن الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بإعادة الحقوق المشروعة إلى أصحابها وسوف نستمر في مسعانا ونبني شراكات وتفاهمات مع القوى الرئيسية مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند والبرازيل ومع كل دول العالم والأشقاء العرب بهدف واحد وهو تجنب انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.

وأعرب بدر عبد العاطي عن استهجانه واستنكاره البالغ من عجز المجتمع الدولي في وقف العدوان وحصد الآلاف من المدنيين الأبرياء سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو لبنان، مؤكدا على ضرورة عمل وقفة واضحة للمجتمع الدولي حتى يتم إعلاء مبادئ القانون الدولي والتأكيد على وجود معيار واحد يطبق على جميع النزاعات وحتى لا تنظر دولة إلى نفسها على أنها فوق القانون وغير قابلة للمحاسبة والمساءلة حينما تخطئ.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيجري العديد من اللقاءات الثنائية مع عدد من الرؤساء لتعزيز صوت واحد يدفع في اتجاه منع التصعيد ووقف إطلاق النار والعدوان، مؤكدا أن مصر تسعى إلى تعظيم وتعزيز الوصول للهدف المشترك والأسمى وهو حماية أرواح المدنيين الأبرياء ووقف هذا العدوان الوحشي على غزة والضفة ولبنان.

كما جدد وزير الخارجية التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري لأي أزمة ولا سلام ولا استقرار في هذه المنطقة بدون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد عبد العاطي اعتزاز مصر بالانضمام إلى تجمع "البريكس" الذي ينظر إليه كتجمع اقتصادي مهم جدًا بالنسبة مصر، لفتح مجالات جديدة للتعاون والشركات الاقتصادية والتجارية، مشيرا إلى أن هذه أول قمة تشارك فيها مصر بعد انضمامها إلى البريكس يناير الماضي، لذلك هناك وفد رفيع المستوى، وعلى رأس الوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال وزير الخارجية نحن نعول على هذا التجمع ليكون صوتًا مسموعًا للجنوب والدول النامية، لدينا العديد من الشواغل فيما يتعلق بالنظام المالي العالمي وأهمية أن يتم إصلاح الهيكل للنظام المالي العالمي ليكون أكثر ديمقراطية واستجابة لطلبات الدول النامية ومن بينها مصر، مشددا على ضرورة وجود إتاحة أكثر للقروض الميسرة والتمويل الخاص بعملية التنمية وإتاحة أكثر للتمويل لعملية التحول الأخضر.

وأوضح أنه في cop27 بشرم الشيخ تم الاتفاق على التحول الأخضر العادل وأن يتحمل كل طرف مسؤولياته، مشيرا إلى أنه على الدول المتقدمة مسؤولية التمويل لكي يتمكن الجنوب والدول النامية من إتمام عملية التحول الأخضر بشكل سهل ويسير ودون التأثير على عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.

ولفت إلى أن هناك أيضا قضية المديونية الخارجية، التي تأتي على رأس أولويات الدول الإفريقية والنامية، موضحا أن هناك أطرا وآليات للتعامل مع قضية المديونية للدول منخفضة الدخل لكن لا توجد أي آليات للتعامل مع مديونيات الدول متوسطة الدخل وهي نقيصة كبيرة في النظام المالي العالمي، منوها بضرورة إضفاء قدر أكبر من الديمقراطية والإصلاح على المؤسسات العالمية وخاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وقال وزير الخارجية إن مصر مدعوة أيضا إلى قمة العشرين بمدينة ريو بالبرازيل في نوفمبر المقبل، وسنحاول الدفع بأجندة التنمية لدى الدول النامية لإعادة إصلاح النظام الاقتصادي والنظام المالي العالمي.

ونبه إلى أهمية التبادلات التجارية بين الأعضاء في مجموعة البريكس واستخدام العملات الوطنية كوسيلة للتبادل التجاري لمضاعفة التبادل التجاري بين دول البريكس وسيكون هناك توسع بين الأعضاء لاستخدام العملات الوطنية.

اقرأ أيضاًالخارجية: موقف مصر واضح.. ونعول على «البريكس» ليكون صوتًا مسموعًا للجنوب والدول النامية

وزير الخارجية: العلاقات بين مصر وقطر تشهد نقلة نوعية

«الخارجية الإيرانية» تحذر من استهداف المنشآت النووية: الرد سيكون قويا ويفوق تقديرات الاحتلال

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزير الخارجية المصري بريكس وزير الخارجية والهجرة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والدول النامیة المالی العالمی وزیر الخارجیة الدول النامیة عبد العاطی على أنه على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

من الرسوم الجمركية لإذاعة صوت أمريكا.. هذه أدوات ترامب لتفكيك السياسة الخارجية التقليدية

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مقالا، للمحلل والمؤرخ ياروسلاف كويز، والمؤرخة للأفكالا كارولينا ويغورا، قالا فيه إنّ: "المسرح العالمي يبدو مختلفا تماما عن بلد صغير. قد تُحرّك القوى العالمية الكبرى التحولات الجذرية في الجغرافيا السياسية، لكن اللاعبين الآخرين لطالما اضطروا لإيجاد طريقة للبقاء رغم الشروخ بينهم".

وأضاف المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "في غضون شهرين، هدّدت إدارة ترامب، حلفاءها، بالرسوم الجمركية والحروب التجارية، وألغت المساعدات الخارجية، وأسكتت إذاعة صوت أمريكا. وبّخ الرئيس ترامب رئيس أوكرانيا في المكتب البيضاوي، وحجب المساعدات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية".

وأوضح: "انضمت أمريكا إلى روسيا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا في معارضة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب روسيا بسحب قواتها، فورا، من أوكرانيا، وعامل ترامب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشريك موثوق للنقاش". 

واسترسل: "بدأت مبادئ السياسة الخارجية لترامب تتضح، على الأقل في خطوطها العريضة. تسعى أمريكا في عهد ترامب إلى قيادة عالم تستحوذ فيه القوى النووية العظمى على ما تستطيع. فهي تختار مناطق نفوذها، وحجم أراضيها، وشكل حدودها".

"قد يُفهم نهج ترامب، بالنسبة للقوى الكبرى الأخرى، على أنه تعاملي أو واقعي. لكن بالنسبة للعديد من الديمقراطيات الأصغر في أوروبا الشرقية وجنوب وشرق آسيا، التي ربطت مصيرها لعقود بأمريكا، ظنّت أنها ستمكنها من الاستمرار في الوجود قرب حدود روسيا أو الصين، فإن مبادئ ترامب تُمثل سياسة خارجية خائنة" بحسب المقال نفسه. 


وأردف: "منذ سقوط الشيوعية، تكيفت العديد من الدول الصغيرة والمتوسطة الحجم في أوروبا الشرقية، بما في ذلك دول البلطيق وجمهورية التشيك وبولندا والمجر، لتلبية المعايير الصارمة للديمقراطية الليبرالية. كتبت هذه الدول دساتيرها وعدّلتها، وأضفت طابعا ديمقراطيا على الحياة السياسية، وأنشأت اقتصادات السوق، ووقعت اتفاقيات تجارية".

وأبرز: "بعضها وافق على إنشاء قواعد عسكرية أمريكية أو سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية. انضمت جمهورية التشيك وبولندا والمجر إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1999، وتبعتها دول أخرى لاحقا. كان هذا التكيف ناقصا وغير متوازن -مثلا: "الديمقراطية غير الليبرالية" التي انتهجها رئيس الوزراء، فيكتور أوربان في المجر، وحكم حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي في بولندا لمدة ثماني سنوات، والذي لم ينتهِ إلا عام 2023-".

ومضى بالقول إنّ: "الاتجاه العام للمسار بدا واضحا دائما: ستتجه الديمقراطيات الصغيرة في أوروبا الشرقية نحو التحديث والتحول الديمقراطي، ومن خلال بناء أقوى الروابط الممكنة مع القوة العظمى الديمقراطية الأولى في العالم، ستصبح أكثر ثراء وأمنا. (مع مراعاة الاختلافات، يمكن قول الشيء نفسه تقريبا في آسيا عن كوريا الجنوبية وتايوان)".

وأكّد: "تطلب هذا الإيمان بفكرة الغرب قدرا من النسيان الدبلوماسي للخيانات السابقة. ردّ رئيس الوزراء البريطاني، نيفيل تشامبرلين، على ضم ألمانيا النازية لمنطقة السوديت في تشيكوسلوفاكيا عام 1983 بالقول إنه جزء من "صراع في بلد بعيد، بين أناس لا نعرف عنهم شيئا". 

وفي ثلاثينيات القرن الماضي، بدا من السهل على  تشامبرلين التغاضي عن أن دولة شمولية تستولي على أراض من دولة ديمقراطية، لكن تلك الدول لم تنسَ. تحمل العديد من الدول الصغيرة أيضا ندوب خيانة اجتماع يالطا عام 1945، إذ قرّر قادة القوى العظمى مصيرهم دون مشاورة، ومزقت الحدود المُعاد ترسيمها العائلات.


في السياق نفسه، أرسلت يالطا أوروبا الشرقية إلى عقود وحشية خلف الستار الحديدي. لكن في أوائل التسعينيات، وبعد سقوط الشيوعية، اختارت الديمقراطيات الناشئة أن تؤمن مجددا بأن الارتباط بالغرب -صورته المشرقة التي صُقلت حديثا- من شأنه أن يجلب الحرية والثروة والاستقرار.

وأبرز: "الآن، انقسمت فكرة الغرب إلى نصفين. ينتمي نصف إلى  ترامب وغيره من الشعبويين المفترسين. ويتألف النصف الآخر من أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بالديمقراطية الليبرالية واحترام الاتفاقيات الدولية وحق الأمم في تقرير المصير".

وأشار إلى أنه: "في الوقت الحالي، تجد الدول الصغيرة التي ألقت بثقلها إلى جانب أمريكا نفسها في فخ جيوسياسي. بالنسبة لأوكرانيا على وجه الخصوص، أثارت كلمات ترامب وأفعاله ما يشبه الذعر الوجودي. لكن بقية جيران روسيا المباشرين بحاجة إلى خطة جديدة أيضا: تحالفات القيم الديمقراطية".

وأفاد: "يبدو أن الاتحاد الأوروبي أساسي في هذا الجهد. بالنسبة للدول الأعضاء بالفعل، بما في ذلك بولندا وليتوانيا ولاتفيا ورومانيا وإستونيا، فإن مسألة كيفية المضي قدما أبسط. الاتحاد الأوروبي هذا أيضا طموحٌ للدول التي لم تنضم بعد، ولكنها مرشحة للانضمام". 

وأردف: "كما في التسعينيات، سيتطلب التكامل التكيف والتغيير -ربما في المقام الأول، في الإنفاق العسكري، حيث يشرع الاتحاد في خطة لإنفاق مئات المليارات لإعادة تسليح القارة. (وبولندا نموذجٌ يُحتذى به هنا)".


وختم بالقول: "لكن أوروبا ليست سوى جزء من الحل لسياسة الخيانة الخارجية التي ينتهجها ترامب. دولٌ مثل كندا وكوريا الجنوبية لا يمكنها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنها ستظل تسعى إلى تحالفات أمنية مع الدول التي لا تزال تشاركه قيمه الديمقراطية -كندا تقترب بالفعل، وهي تُجري محادثات للانضمام إلى التوسع العسكري للاتحاد".

واستدرك: "إنه نهاية فصل. ولكن في تحالفات الأمن والقيم، سيكون هناك فصلٌ آخر: قد يبدو الأمر غريبا، ولكن ربما لأول مرة في التاريخ يوجد غرب انقسم إلى غربين".

مقالات مشابهة

  • من الرسوم الجمركية لإذاعة صوت أمريكا.. هذه أدوات ترامب لتفكيك السياسة الخارجية التقليدية
  • وزير الخارجية يجتمع بقيادات وأعضاء قطاع الشئون العربية بالوزارة
  • الخارجية: نستنكر العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية وندعو إلى فتح تحقيق دولي حول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء
  • ترامب: هناك المزيد من الدول تريد الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم
  • جلالة السلطان يبعث رسالة إلى رئيس إريتريا نقلها وزير الخارجية
  • الإمارات ثانية أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • الإمارات ثاني أكثر دول العالم أماناً في 2025
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بضغط دولي لوقف الإبادة وفتح المعابر
  • أمير الكويت: قضية فلسطين ستظل تتصدر أولويات سياستنا الخارجية
  • الخارجية تؤكد التزامها بمبادئ الجامعة العربية