يمانيون:
2024-10-22@11:24:50 GMT

السنوار.. (بطل هذا الزمان)

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

السنوار.. (بطل هذا الزمان)

السنوار بطل هذا الزمان، أرعب المحتل وأصبح الأخير يبحث عن مكان آمن ولو في مجاري الصرف الصحي، الكيان الصلف وذبابه الإلكتروني نسج خزعبلات عنه لا تمت للواقع بصلة بهدف تشويه سمعته.
فالشهيد البطل يحيى السنوار قاتل المحتل وأرعبه منذ نعومة أظافره، فبث في قلبه الرعب، وجعله يهرع إلى الملاجئ والمجاري..
تنقل السنوار بين سجون الاحتلال فوق الأرض وتحت الأرض، وعاش معه في السجون لأكثر من عقدين من الزمن، ولم يهدأ بال مهندس طوفان الأقصى حيث خطط ونفذ أشرس وأشرف المعارك البطولية كان أخرها طوفان الأقصى.


عاش بعد خروجه من السجن الذي قضى فيه أكثر من عقدين من الزمن، متنقلا بين جحافل جيش الاحتلال فوق الأرض وتحتها، وكيان الاحتلال بكل أجهزة مخابراته وجواسيسه وطائراته يبحثون عن الرجل الذي حول حياتهم لجحيم، وقد كان يحمل جعبته وسلاحه الذي لم يفارقه في الليل أو النهار، وأصبح في نظر المحتل الأسطورة والزئبق مثار قلق الأجهزة الاستخباراتية الصهيو_امريكية التي أصبحت تطارد خياله بحثا عن ذلك الحر العزيز المدافع عن الحق الفلسطيني الذي استطاع تثبيت هويته.. تدرج في المناصب حتى انتخب رئيسا لحركة المقاومة الإسلامية حماس بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
لم يهنأ الجزار النتن ياهو بما كان يعتقده بالنصر المزيف بالاغتيالات التي طالت قوافل الشهداء من قيادة حماس، فاختفت رياح النشوة وتحطمت تحت وطأة الضربات (السنوارية) التي حولت القتلة الصهاينة إلى مجرد دمى مرعوبة ينتابهم الرعب والخوف والقلق، فلجأ جيش الاحتلال إلى المذابح والمجازر للمدنيين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها من نساء وأطفال وشيوخ ومارس التصفيات والتطهير العرقي والتهجير القسري بجنون لم يسبق له مثيل في التاريخ القديم والحديث.. وأيقن الكيان أن لا حل فيما وضعه من مخططات (الجنرالات) الفاشلة الخارجة عن كافة المواثيق والأعراف الدولية.. فتساقطت الأوهام والأحلام للذباب الإلكتروني، لأنه وبمحض الصدفة ترجّل الفارس ومعه اثنان من رفاقه في احد المنازل في رفح يقاتلون المحتل ببسالة وشجاعة حتى ارتقى السنوار شهيداً للأقصى، دون أن يتراجع أو يكل أو يمل حتى الرمق الأخير وهو قريب من جيش الاحتلال، فكان ظهوره مفاجئاً بالنسبة لهم حتى أصبح وجوده هماً كسر عظم وشوكة الاحتلال.
لم يستطع جيش الاحتلال وكبار جنرالاته الإفصاح عن حقيقة وكيفية استشهاده نتيجة للأساطير الصهيونية التي نسجتها مخابرات الكيان ومعها الغرب، فكان قهرهم على يد السنوار الذي اظهر عجز الجيش والأمن المنكسرين أمام هذه الأسطورة أو بطل هذا الزمان.
رحل الجسم النحيل والرأس المدبر وقلب الأسد كبطل اسطوري شهيدا كما كان يتمنى حيث وبفضله أصبحت المقاومة اقوى عودا وصلابه من سياسة الاغتيالات الفاشلة..
احترمه الصديق والعدو لمواقفه في ما شهد له ألدّ أعدائه من داخل الكيان المحتل، وفشلت الفكرة الصهيونية وئدت في مكانها واصبح الكيان الغاصب يبحث من نقطة الصفر عن مخرج لعودة المهجرين(المستوطنين) إلى شمال القطاع، بل اصبح مصير الأسرى الصهاينة يمثل قلقا وهاجسا لليمين المتطرف الذي عانى ومازال الأمرين، ليتلقى الضربة الأخيرة (رئيس وزراء الكيان) في عقر داره (بيساريا- تل أبيب) وأصبحت خطة الجنرالات من التهجير إلى القتل والتجويع والحصار في خبر كان بفضل قصف حزب الله بمئات الصواريخ التي دكت تل أبيب، واصبح لواء ما يُسمى الجولاني، جيش وجنرالات، ممزقا يبحث عن المنقذ.
في ظل القوة التي تمتلكها المقاومة مدعومة بجبهات الإسناد التي تخوض أشرس المعارك كما وعد شهيد المقاومة وسيدها حسن نصر الله أما أن يوقفوا حرب الإبادة الجماعية ويرفعوا أيديهم عن غزة وعن قوات اليونيفيل والأونروا والمشافي ويوقفوا كافة الخطوط الحمر التي اخترقوها والقرصنة البحرية وإلا فإن النهاية المحتومة لكيان الاحتلال وجيشها قد قربت نهايتها، كما أشعلت صافرات الإنذار في كافة الأراضي المحتلة ولم يتبق لهم شيء سوى رفع أيديهم عن محاصرة المسجد الأقصى.. كما لم يتبق لديهم مكان آمن سوى قنوات الصرف الصحي- حسب نصيحة القناة العبرية الثانية عشرة!!!

بقلم/ علي محمد الاشموري

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

السنوار الذي خرج عن السطر

وصف يحيى السنوار مقاتلي غزة بـ«مجانين غزة»، وهذا اللقب لم يأتِ من فراغ؛ فهؤلاء الذين وهبهم الله قوة البأس والشكيمة، الرجال الأشاوس، تظل جذوة نضالهم ومقاومتهم مشتعلة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله كما ورد في الحديث الشريف. وفي قصيدة للشاعر نزار قباني يصف أبناء غزة بـ«مجانين غزة» عندما يقول:

يا مجانين غزة

ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا..

إنّ عصر العقل السياسي ولىّ من زمان..

فعلمونا الجنون.

في مساء الخميس الماضي 17 من أكتوبر 2024م وقد بدأت ساعات المساء تتمدد، بدأ معها خبر بسيط ظهر على شاشات الفضائيات عن احتمالية استشهاد السنوار وبدأ في التداول، كانت الصدمة كبيرة على الكثير من المشاهدين. في هذه الساعات رفعت فيها الدعوات ولهجت الحناجر تضرعًا ودعاء لله ألا يكون ذلك الخبر صحيحًا. لكن السنوار أبى إلا أن ينجز مهمته الأخيرة ويرتقي شهيدًا كما تمنى.

عندما رأيت الشهيد يحيى السنوار ملثمًا جالسًا على الأريكة، ويلقي بعمود خشبي على الطائرة (الدرون) وهو على مشارف الاستشهاد وكأنه يلقيها في عيون أعدائه الصهاينة ومن لفّ لفهم. مشهد مترع وباذخ بالسوريالية والرمزية، خُيّل لي بأن الرجل وبتلك العصا الأيقونة وكأنه متسابق وصل إلى آخر نقطة يقطعها العداء في سباق التتابع، ويستعد ليسلم عصا التتابع للمتسابق القادم ليواصل الركض، وهكذا عندما يرحل مجاهد يستلم الراية غيره ليواصل المسيرة في سباق الجهاد الذي لا ينقطع، ويظل يتوالى ويتناسل إلى أن يصل إلى النهاية والتحرير. في مشهد رمزي يذكرنا بالقادة المسلمين العظام الذين لم تسقط رايتهم فظلت تلك الراية خفاقة عالية في وجوه الأعداء فمن زيد إلى جعفر ومنه إلى عبدالله بن رواحة إلى أن أخذها خالد بن الوليد. لم تكن في الحقيقة إلا راية يلقيها ليتلقفها أشبال فلسطين ومقاوموها لتظل جذوة المقاومة مشتعلة إلى أن يقيض الله لها من يفتح بها فلسطين وبيت المقدس.

السنوار الذي قال في مقابلة له مع صحيفة إيطالية: «أنا مش عاوز حصار ولا طالب حرب بس هاد مش معناته أني مش راح أقاتل، بس تمشي وقت الغروب على البحر بتشوف الشباب والصبايا قاعدين يتحدثوا بتساءلوا كيف شكل العالم وراء هالبحر أنا بدي أحررهم».

يحيى السنوار الرجل الذي تصفه إسرائيل (بالحي الميت) اعتقادًا منها بأنه ميت لا محالة وستقضي عليه مهما طال الوقت لذلك تعرض منزله للقصف مرتين في عام 1998 و2004م.

يقول السنوار في مقابلة مع إحدى القنوات: «أقول لك ولأمتنا أن مجانين غزة لديهم من المخزون الثوري ما سيوقف كل المؤامرات، وسيوقف كل المتآمرين ولدينا من الاستعداد والتضحية ما لا يمكن لأحد تصوره».

عندما نستقرئ سيرة الرجل يتبدّى الكثير من الغموض لنا ويتبين أن الخروج عن السطر كان يعني الكثير في حياة المناضل. كان لشهر أكتوبر معنى في حياته، ولد في 29 أكتوبر 1962م في مخيم خان يونس، وأفرج عنه في أكتوبر 2011م وأطلق طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023م واستشهد في 16 من أكتوبر 2024م. محكوم عليه بأربعة مؤبدات بالإضافة إلى 25 عاما أخرى.

خرج عن السطر وهو الرجل والقائد السياسي والعسكري ورئيس حركة حماس وبحكم منصبه كان الأولى له أن يقود المعركة، كما يفعل غيره من السياسيين والعسكريين من قمرة القيادة في غرفة عمليات محصنة تحرسها جيوش جرارة، لكن الرجل خرج عن السطر فتواجد في الميدان يقاتل في قلب المعركة حتى آخر رمق من حياته. الرجل قضى فترة اعتقاله في السجون الإسرائيلية التي زادت عن (24) سنة فخرج عن السطر بتعلمه اللغة العبرية ومتابعة الدراسات والتقارير المكتوبة بالعبرية عن الوضع الإسرائيلي بالداخل وتعلم ثقافتهم وقرأ كثيرًا عن تركيبة الجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية والمخابراتية»، كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية» كما يصف ذلك مسؤول كبير في السجن. السنوار فهم العقلية الإسرائيلية حتى آمن له الإسرائيليون، يذكر أحد سجانيه قوله: «لقد قرأ كتبًا عن شخصيات إسرائيلية مثل فلاديمير جابوتنسكي، ومناحيم بيجن، وإسحاق رابين، لقد قام بدراستنا من الأسفل إلى الأعلى».

خرج عن السطر إذ استثمر وجوده في السجن عندما استطاع أن يدرس رفاقه النحو والصرف. مثل خروجه عن السطر فلم يستكن في السجن إذ قاد إضرابات ومفاوضات مع الإسرائيليين ربح فيها وخسر أيضًا. خرج عن السطر فلم يكن سجينًا عاديًا عندما عمل على الترجمة والتأليف فترجم كتاب (الشاباك بين الأشلاء) لكرامي جيلون، وكتاب (الأحزاب الإسرائيلية) عام ١٩٩٢. ألف كتاب (المجد) يرصد فيه عمل جهاز الشاباك. وكتاب (حماس التجربة والخطأ) يتناول تجربة حماس وتطورها، وفي عام 2004 أصدر رواية (الشوك والقرنفل) تحكي تجربة النضال الفلسطيني منذ عام 1967.

خرج عن السطر عندما كان المفاوض الأول في السجون قيّض الله له أعداءه الإسرائيليين وخوفًا على حياته تسارعوا لعلاجه من وضع صحي صعب ألمّ به عندما حطت مروحية في مهبط السجن لتنقله إلى المستشفى للعلاج، كاد أن يفقد حياته قبل أن ينقذه أعداؤه.

خرج عن السطر بصفاته الاستثنائية، فالرجل براجماتي صاحب قرار، لا يتكلم كثيرًا ولا يظهر إلا نادرًا يملك مهارات قيادية عالية، وله تأثير على من حوله، لكنه كان حاد الطباع، وشديدا وقاسيا في الجوانب الأمنية والتنظيمية، وحذرا جدا. منتصب القامة كان يمشي مرفوع الهامة. أسس جهاز (مجد) المعني بتتبع العملاء ثم تحول الجهاز إلى تتبع ضباط المخابرات والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وشارك في تأسيس الجناح العسكري لحماس.

يقول عنه سجّانوه هو دائم النشاط والحركة لا تراه جالسًا في السجن رياضي، يفكر دائمًا ومشغول. وتقول عنه جريدة فاينانشيال تايمز: «إن القراءة الخاطئة لشخصية السنوار شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل، مشيرة إلى أن زعيم حماس أصبح شخصية أسطورية داخل قطاع غزة». التقى في سجن (هداريم) الإسرائيلي مع المناضل أحمد سعدات والقائد المناضل مروان البرغوثي فعملوا معًا على تقريب وجهات النظر والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

خرج عن السطر؛ لأنه حاول مرتين الهروب من السجن، مرة حين كان معتقلا في سجن المجدل بعسقلان والثانية في سجن الرملة، في سجن المجدل تمكن من حفر ثقب في جدار زنزانته بواسطة سلك ومنشار حديدي صغير، وعندما لم يتبق سوى القشرة الخارجية للجدار انهارت وكشف أمره فعوقب بالسجن الانفرادي، وفي الثانية في سجن الرملة استطاع أن يقص القضبان الحديدية من الشباك ويجهز حبلًا طويلًا، لكنه كشف أمره وفشلت المحاولة.

خرج عن السطر في استشهاده، وكذّب الأساطير الإسرائيلية التي تنسج حوله، وكذب بذلك الصهاينة وآلتهم الخبيثة إذ لم يكن كما روجوا له مختبئا في نفق ولا متواريًا بعيدًا ولم يحط نفسه بالأسرى الإسرائيليين، ولم يكن في أحد الفنادق يدير المعركة من بعيد، كان الرجل فوق الأرض يتحرك بكل حرية. تمنى أن يقدم له هدية أن يغتاله، وأن يفضي إلى الله شهيدًا، يُفضل أن يستشهد بطائرة (إف 16) على أن يموت بكورونا أو جلطة أو بحادث طريق أو بطريقة أخرى مما يموت به الناس. هو إذن كما أراد وتمنى يغادر مرتديًا بدلته العسكرية حاملًا بندقيته، مشتبكًا مع العدو.

خرج عن السطر لشكل مقتنياته الخاصة التي وجدت معه؛ فهي بحق تليق بقائد مناضل وهي لا تتعدى أذكارًا نبوية يومية ومسبحة وساعة يد وحلوى بسيطة يسد بها رمقه، وشريط لاصق ومبلغ بسيط جدًا. إضافة إلى سلاحه كلاشينكوف ومخزني رصاص وجعبة عسكرية وأدوات عسكرية.

يرحل مهندس طوفان الأقصى، ويخط السطر الأخير في صفحة من كتاب النضال، ويرحل كما رحل قادة مناضلون عظام قبله تاركًا وراءه جذوة مشتعلة لا تهدأ ولا تخفت. رحيله لم يزد (مجانين غزة) إلا قوة وثباتا وإقداما.

مقالات مشابهة

  • هذا ما قاله الطبيب الذي شرح جثمان الشهيد السنوار
  • أسقط طائرة للعدو نوع هرمز 900 حزب الله يواصل ضرباته الصاروخية في عمق الكيان المحتل
  • السنوار الذي خرج عن السطر
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان؟
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي بلبنان؟
  • بن حبتور: المقاومة هي الضامن الوحيد الذي سيقتلع الكيان الصهيوني ويفشل مشروعه
  • مالك المنزل الذي استشهد فيه السنوار يعلق على الحادثة.. "بيتنا زاد شرفا"
  • بعد فاجعة اغتيال السنوار.. الغزيين:الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمان»
  • السنوار وصناعة الرمز