هل يجوز الصلاة بعد الاستحمام دون وضوء؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تساءل أحد المتابعين عن جواز الصلاة بعد الاستحمام دون وضوء، وذلك عبر البث المباشر الذي تبثه دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ورد على هذا السؤال، أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الغسل الذي يتم بنية رفع الجنابة أو الطهارة الكبرى يغني عن الوضوء، إذ إن الغسل يعتبر أشمل وأكبر من الوضوء ما دام قد شمل جميع الجسد وتم بنية الطهارة.
وقال وسام إنه لا داعي للوضوء بعد الغسل لمن نوى الطهارة، ويمكن الصلاة مباشرة بعده دون الحاجة لإعادة الوضوء.
حكم نسيان نية الوضوء أثناء الاغتسال
من جانبه، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، أنه في حالة نسيان نية الوضوء أثناء الغسل، فلا تجوز الصلاة في هذه الحالة إلا بعد الوضوء، مبينًا أن الغسل بنية التبرد أو النظافة لا يغني عن الوضوء، بينما يغني الغسل بنية رفع الحدث الأكبر عن الوضوء، حتى وإن لم تكن النية حاضرة للوضوء تحديدًا.
متى يعتبر الغسل بديلا عن الوضوء
من جهة أخرى، تحدث الدكتور أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن متى يمكن اعتبار الغسل بديلاً للوضوء، حيث أكد أن تعميم الماء على الجسم بنية رفع الجنابة يكفي للصلاة، ولا يشترط إعادة الوضوء بعده، مشيرًا إلى أن الوضوء قبل الغسل هو سنة وليس فرضًا.
حكم الخروج من المنزل وانا على جنابة
في سياق مرتبط بالجنابة، أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية عن سؤال يتعلق بحكم خروج الشخص من منزله وهو جنب لقضاء حوائج غير ضرورية.
وأوضحت اللجنة أن الخروج في هذه الحالة جائز، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى تأخير الصلاة عن وقتها، كما يستحب المبادرة إلى الغسل فوراً بعد الجماع أو قبل الخروج.
حكم الوضوء وانا عاريا بالحمام
وفي فتوى أخرى تتعلق بالوضوء، تحدث الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن مسألة الوضوء بدون ستر العورة في الحمام.
وأكد أنه لا حرج في أن يتوضأ الشخص وهو عارٍ، حيث إن ستر العورة ليس شرطًا لصحة الوضوء، موضحًا أن كشف العورة أثناء الوضوء لا ينقض الطهارة.
كما أوضح عثمان أنه يجوز الصلاة بعد هذا الوضوء دون الحاجة للبس الملابس، مستشهداً بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل هو وزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها من إناء واحد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الوضوء أمین الفتوى عن الوضوء
إقرأ أيضاً:
هل يجوز للشخص المزكي إخراج أموال زكاته على من ينفق عليهم؟.. الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم إخراج الشخص لزكاته على من ينفق عليهم، حيث يقول سائله " تُوفِّي رجلٌ ولهُ أولادٌ، وليس لهم مالٌ يكفيهم، فهل يجوز لعَمِّهم أن يُخرِج زكاة ماله لأولاد أخيه الصغار؟".
وأكدت دار الإفتاء أنه إذا كان عم الأولاد الصغار تلزمه النفقة على أولاد أخيه الصغار لعدم وجود مَن ينفق عليهم من أب أو جد أو نحو ذلك من الأصول أو الفروع أو العصبات، أو يوجد لكن ألزمه القاضي بالنفقة، فلا يجوز للعمّ أن ينفق عليهم من أموال الزكاة؛ فنفعها عائدٌ إليه، فكأنَّه أخْرَجَهَا على نفسه.
وتابعت الإفتاء "أما إن كان لا يلزمه نفقتهم فيجوز شرعًا الإنفاقُ عليهم مِن أموال الزكاة ما داموا فقراء لا يملكون نفقتهم، وللعم في ذلك أجران: أجر الزكاة، وأجر الصِّلة والمودة".
هل تجب الزكاة في نباتات الزينة؟ دار الإفتاء تجيب
هل تأخير إخراج الزكاة يبطل ثواب صيام رمضان؟.. الإفتاء تجيب
ما الفرق بين زكاة الفطر وزكاة المال والصدقة؟.. مجمع البحوث الإسلامية يجيب
ماذا يفعل من نسي زكاة الفطر؟.. علي جمعة: بـ3 أعمال تكفر هذا الإثم
قالت دار الإفتاء المصرية إنه يجوز إعطاء الزكاة لغير المسلمين من المواطنين المحتاجين إلى العلاج أو الوقاية من عدوى كورونا وغيرها من الأمراض وكذلك في كفايتهم وأقواتهم وسد احتياجاتهم، أخذًا بظاهر آية الزكاة الكريمة التي لم تفرق بين مسلم وغير مسلم، وعملاً بمذهب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إجرائه أموال الزكاة لسد حاجة غير المسلمين من مواطني الدولة آنذاك، وهو مذهب جماعة من السلف الصالح وبعض فقهاء المذاهب المعتبرين.
وأوضحت الإفتاء، في فتاواها، أن جماعة من الفقهاء أجازوا دفع الزكاة لغير المسلم إذا كان من مستحقيها؛ استدلالًا بعموم آية مصارف الزكاة التي لم تفرق بين المسلمين وغيرهم؛ حتى أن الإمام الرازي في "تفسيره" وضح أن عموم قول الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ يشمل المسلم وغير المسلم.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الرأي هو المشهور من مذهب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومحمد بن سيرين، والزهري، وجابر بن زيد، وعكرمة، وابن شبرمة، من التابعين، وهو قول الإمام زُفَر صاحب الإمام أبي حنيفة رحمهم الله تعالى.
وقالت الدار في فتواها: "فإذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه أعطى غير المسلمين من أهل الذمة من الزكاة سدًّا لحاجتهم وجبرًا لخلتهم، فإنه يجوز ذلك للمواطنين من باب أولى وأحرى؛ خصوصًا في أزمنة الكرب والأوبئة والمجاعة التي تستوجب من المسلم الوقوف مع إخوانه وجيرانه المواطنين من أهل بلده؛ فإن المواطنة تفرض على المسلم حقوقًا لمواطنيه؛ منها التناصر والتآزر والتعاون والمواساة ورد التحية والنصيحة وحسن الخلق والمعاملة بالمعروف، والدفاع عنه وعن حرماته وأمواله، ورعاية المرضى، وعيادتهم، وتشييع الجنائز والبر والرحمة والتخفيف عن أهل المتوفى في مصابهم، وذلك من حقوق الإنسان على أخيه الإنسان".
وأضافت أنه لا يخفى أن القضاء على الأمراض والأوبئة الفتاكة من أهم مقومات حياة الإنسان ومعيشته، وفيه تحقيق لأعظم المقاصد الكلية العليا للشريعة الغراء وهو حفظ النفس؛ لذلك يُشرع لهم حق من أموال الزكاة والصدقات، ويتعيَّن ذلك على الأغنياء إذا لم يندفع بزكاة بيت المال.
واستدلت الدار بما روي عن أبي بكر العبسي قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يميز إبل الصدقة ذات يوم، فلما فرغ انصرف فمر برجل من أهل الكتاب مطروح على باب، فقال له عمر: "مالك؟"، فقال: استكدَوْني وأخذوا مني الجزية حتى كُفَّ بصري، فليس أحد يعود على بشيء! فقال عمر: "ما أنصفنا إذن"، فأمر له بقوته وما يصلحه، ثم قال: "هذا من الذين قال الله: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ﴾، الفقراء: هم زمنى أهل الكتاب"، ثم أمر له برزق يجري عليه. أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" مطوَّلًا، وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف" مختصرًا.