في ظل تصاعد التوترات وصراع متجدد في الشرق الأوسط، يعود وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة في جولة جديدة تُعتبر الحادية عشرة له منذ بداية النزاع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

وعلى الرغم من عدم تحقيق نتائج ملموسة في الجولات السابقة، فإن بلينكن يأمل أن يتمكن من نزع فتيل أزمة قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.

الانطلاق من إسرائيل

تبدأ جولة بلينكن من إسرائيل، حيث من المقرر أن يصل اليوم، قبل أن يتوجه غدًا إلى الأردن.

ومن المتوقع أن تركز المحادثات في عمان على سبل إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، التي تعاني من آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من عام. 

وكما أشار مسؤول يرافق بلينكن، فإن النقاشات ستشمل القضايا الحساسة مثل التهديدات الإيرانية، في مسعى لإقناع القادة الإسرائيليين بتجنب أي تصرفات قد تُزيد من تفاقم الصراع الإقليمي.

محادثات متعددة الجوانب

ستستمر جولة بلينكن حتى يوم الجمعة، حيث تشمل زيارات لعواصم عربية أخرى.

ومن المنتظر أن تتناول محادثاته أهمية إنهاء الحرب في غزة، وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى بلينكن إلى التوصل إلى حلول دبلوماسية للصراع القائم بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث يشهد الوضع على الحدود تصعيدًا ملحوظًا.

وفي إطار الجهود الأمريكية، سيتناول بلينكن أيضًا قضايا "اليوم التالي" للحرب في غزة، بما في ذلك إعادة الإعمار وحكم القطاع، وهي مهام متوقعة أن تكون معقدة.

وقد أكدت العديد من الدول العربية أنها لن تسهم في تمويل إعادة الإعمار ما لم يكن هناك أفق حقيقي لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل بشدة.

ضغط الانتخابات الأمريكية

تأتي جولة بلينكن في وقت حساس، إذ تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر، مما يزيد من الضغوط على الإدارة الأمريكية لتقديم حلول فعالة قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.

ومع استمرار الأعمال العدائية، يبقى الأمل معقودًا على إمكانية تحقيق تقدم في جهود وقف إطلاق النار خلال هذه الجولة الجديدة من المفاوضات.

أزمة متصاعدة

في ظل تواصل الصراع، يلتقي بلينكن في إسرائيل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين.

كما أن الزيارة تأتي في وقت تعاني فيه غزة من تصاعد النزاع، حيث أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 42 ألف شخص، مما جعل الأوضاع في المنطقة أكثر تعقيدًا.

فعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المتعددة، لا تزال الحرب في غزة مستمرة، ولم تُفضِ المفاوضات حتى الآن إلى أي نتائج ملموسة.

كما شهدت الحدود مع لبنان تصعيدًا، حيث أطلقت جماعة حزب الله صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية قرب تل أبيب، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

وتبقى الأنظار مركزة على نتائج جولة بلينكن الجديدة، في أمل أن تُثمر الجهود الدبلوماسية عن حلول فعلية للأزمة المستمرة في المنطقة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: 7 أكتوبر 2023 احلال السلام إسرائيل وحركة حماس الاردن الانسانية الانطلاق التهديدات التوترات الجولات الحرب في غزة الحدود مع لبنان الخارجية الأمريكى السلام في الشرق الاوسط الشرق الأوسط الفلسطيني المساعدات الإنساني المساعدات الانسانية المحادثات إلى قطاع غزة أنتوني بلينكن انتخابات أول محادثات تصاعد التوترات حرب إقليمية شاملة حركة حماس حزب الله في لبنان حرب إقليمية حماس في 7 أكتوبر

إقرأ أيضاً:

ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة

العريش (مصر) القاهرة "أ ف ب" "د ب أ": زار الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون اليوم مستشفى العريش بشمال شبه جزيرة سيناء المصرية، على بعد 50 كيلومتر من معبر رفح مع قطاع غزة، والتقى بعدد من المرضى والجرحى الفلسطينيين والطواقم الطبية والإغاثية.

وتوجه ماكرون إلى العريش في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى مصر التي ركز فيها على الحرب في غزة.

وقال ماكرون إنه سيدعو من العريش إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني المحاصر.

واستأنفت إسرائيل هجماتها في قطاع غزة في 18 مارس بعد شهرين من هدنة هشة تم خلالها تبادل عدد من الرهائن والمعتقلين لدى إسرائيل وحماس.

وتعتبر مدينة العريش المطلة على البحر المتوسط القاعدة الخلفية للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة والتي تمنع إسرائيل دخولها منذ بداية مارس.

وزار ماكرون فلسطينيين رفقة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي الذي حمل ورودا بيضاء للمرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى القريب من قطاع غزة. وكان ماكرون شكر السيسي في مؤتمر صحفي الاثنين "على استقبالكم لنا في العريش... في هذا الموقع المتقدم لدعم المدنيين في غزة".

وفي المستشفى زار الرئيسان عدة أجنحة، منها غرفة لألعاب للأطفال.

وقال الطبيب في مستشفى العريش محمود محمد الشاعر للصحفيين إنه منذ بدء الحرب استقبل المستشفى 1200 مريض فلسطيني، موضحا أن هناك عدة مستشفيات أخرى قريبة تستقبل أيضا مصابين فلسطينيين من غزة.

وأضاف الشاعر أن المستشفى استقبل الكثير من المصابين، بينهم إصابات في العين والمخ "والكثير من حالات البتر بين الأطفال".

وفي العريش زار ماكرون أيضا مخازن الهلال الأحمر المصري التي تضم مساعدات موجهة لقطاع غزة ووصف مدينة العريش بأنها "ترمز للدعم الإنساني للمدنيين في غزة".

وحذر مصدر إغاثي فرنسي من أن الدواء سينفذ من قطاع غزة خلال أسبوع، مشيرا إلى أن القطاع لم يدخله أي مساعدات منذ شهر.

وقال مصدر إغاثي فرنسي آخر لوكالة فرانس برس إن سعر المياه ارتفع كثيرا في القطاع، معتبرا أن إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية ورقة ضغط في المفاوضات مع حماس.

حماية طواقم الإغاثة

في 23 مارس، قتل 15 شخصا في هجوم إسرائيلي على طواقم إسعاف في مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، على بعد 50 كيلومتر من العريش، بحسب الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. وأثار الهجوم انتقادات دولية دفعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لطلب تحقيق "معمق" في الحادث.

وعقب قمة ثلاثية الاثنين أكد ماكرون والسيسي وملك الأردن عبد الله الثاني أن "حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".

وفي بيانهم المشترك دعا القادة الثلاثة إلى "عودة فورية لوقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل".

وخلال اجتماعهم في القاهرة، أجرى السيسي وعبد الله وماكرون مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشوا فيها التطورات في غزة، في اليوم ذاته الذي استقبل فيه الأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض.

ومن العريش، سيؤكد الرئيس الفرنسي كذلك "التزام فرنسا استكمال دعمها الإنساني لسكان غزة"، بحسب بيان لقصر الإليزيه.

وأكد ماكرون في مؤتمر صحفي مع السيسي الاثنين رفضه التهجير القسري لسكان غزة ودعمه للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني.

وحيّا ماكرون "الجهود الثابتة التي تبذلها مصر من أجل وقف إطلاق النار"، مجددا تأييده للخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي صاغتها مصر وتبنتها الجامعة العربية في مارس في مواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضخ استثمارات لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع إعادة توطين سكانه في دول الجوار مثل مصر والأردن.

وقال السيسي الاثنين "توافقنا على رفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم".

وشدد ماكرون كذلك على أنه لا ينبغي أن يكون لحركة حماس دور في حكم قطاع غزة "وألا تستمر الحركة في تشكيل تهديد لإسرائيل".

وجاء في البيان الثلاثي المشترك لماكرون والسيسي وعبد الله الثاني أن "الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن تكون بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة بدعم إقليمي ودولي قوي".

تثبيت وقف إطلاق النار

أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطى اليوم أهمية استعادة الهدوء وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.

جاء ذلك خلال لقاء جمع الوزير عبد العاطي اليوم مع نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورجان أورتاجس ، وتيم ليندركينج مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى بالإنابة، وذلك على هامش المشاركة في مؤتمر حوار الشرق الأوسط - أمريكا" المنعقد فى أبوظبي ، وفق المتحدث باسم الخارجية تميم خلاف.

وصرح المتحدث ، في بيان صحفي ، بأن اللقاء تناول الشراكة الاستراتيجية المصرية-الأمريكية التى تمتد لأكثر من أربعة عقود، وسبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة والارتقاء بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب.

وشهد اللقاء تبادلا للرؤى بشأن التطورات الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أكد الوزير عبد العاطى على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية والإيوائية إلى غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، مشددا على رفض مصر لتهجير الفلسطينين من أرضهم.

وتناول الوزير عبد العاطي خطة إعادة إعمار غزة التى تم اعتمادها عربيا واسلاميا وتحظى بدعم من الاتحاد الاوروبى واليابان وفاعلين دوليين آخرين، منوها فى هذا الخصوص إلي حرص مصر على عقد مؤتمر دولى لإعادة الاعمار فى غزة بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية بمشاركة الفاعلين الدوليين.

وشدد الوزير عبد العاطي على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى المشروعة، معربا عن تطلع مصر إلى تعزيز التنسيق مع الإدارة الأمريكية للعمل على تحقيق السلام العادل المنشود في الشرق الأوسط.

كما شدد الوزير عبد العاطى على ضرورة إيجاد أفق سياسي يؤدي إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

كما تطرق اللقاء الى تطورات الاوضاع فى الشرق الأوسط، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن التطورات فى لبنان وسوريا وليبيا والسودان واليمن، والتأكيد على ضرورة ضمان حرية الملاحة فى البحر الاحمر.

مقالات مشابهة

  • الصينيون يبتكرون طريقة جديدة للحرب ضد رسوم ترامب
  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • عبد العاطي يبحث مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط سبل تنفيذ خطة إعمار غزة
  • ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
  • إيران: العقبة الأخيرة في خطة إسرائيل للهيمنة على الشرق الأوسط
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: مباحثات مصرية فرنسية تتناول قضايا الشرق الأوسط
  • أسواق الشرق الأوسط تتهاوى تحت وطأة الرسوم الأمريكية وهبوط في أسعار النفط
  • بعد جولة السيسي وماكرون.. 10 معلومات عن «خان الخليلي» أقدم أسواق الشرق الأوسط
  • تحالف الأحزاب:زيارة ماكرون عكست الأمن والاستقرار بمصر وأكدت شعبية الرئيس.. ويؤكد: القمة الثلاثية مهمة لإحلال السلام
  • د. لبيب قمحاوي .. إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الصغير : مخاض التغيير