يحيي الاحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام مرور ثلاثين عاما على توقيع "اتفاق السلام" مع الأردن، وسط مخاوف من تحول الحدود المشتركة إلى ساحة جديدة للمواجهة مع تصاعد عمليات المقاومة من خلالها، مع تقديرات متزايدة بأن التصعيد الذي ينتهجه الاحتلال مع الفلسطينيين سيتم ترجمته إلى تصعيد مضاد عبر الحدود الأردنية، من خلال تنفيذ هجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية.



أفرايم سنيه، نائب وزير الحرب الأسبق، أكد أن "الهجوم المسلح الأخير عند البحر الميت الذي أصيب فيه جنديان يشكل آخر الإرهاصات التي تعني أن الحدود مع الأردن في طريقها لأن تصبح مصدرا لزعزعة الاستقرار الأمني المستمر منذ ثلاثة عقود، أي أنها ستصبح ساحة معركة أخرى ضد الاحتلال، لأنه عندما يتخذ كبار الوزراء إجراءات استفزازية تؤدي لتفاقم معاناة الفلسطينيين، فإن اشتعال الوضع مع الأردن يصبح مسألة وقت فقط".

وأضاف في مقال نشره موقع "والا" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "ما يخوضه الاحتلال من حرب متعددة الساحات، يستدعي منه ألا يتوهّم أن النجاح في ساحة أو اثنتين أن يقلّل من يقظته في الساحات الأخرى، والأردن أحد هذه الساحات الناشئة، لأن تحويل حدوده الطويلة إلى حدود معادية نشطة يعني تطورا خطيرا، مع العلم ان هذا النشاط المعادي يأتي بشكل رئيسي من جنوب سوريا، حيث يقوم الإيرانيون بتهريب الأسلحة للأردن، ويحاولون إنشاء خلايا مسلحة فيه".


وقدر أنه "إذا نجحت هذه الخلايا في مخططها، فإن ساحة صراع طويلة ستفتح أمام الاحتلال مع الأردن، وعواقب هذا الحريق في مثل هذه الساحة خطيرة من جميع النواحي، فمستوطنات وادي عربة، واتصال إيلات بوسط دولة الاحتلال، والسياحة في البحر الميت، لن تكون وحدها المتأثرة بشدة، بل إن الضفة الغربية ستكون مساحة مهيّأة لزيادة تهريب الأسلحة إليها من الأردن".

وزعم أن "هذه التطورات الخطيرة تتطلب اهتماما خاصا من قبل الاحتلال، على رأسه تعميق التعاون العسكري مع الأردن، ومنع أي عمل غير ضروري، في المسجد الأقصى لأنه قد يزيد من الاضطرابات الداخلية، وعدم الاستقرار في الأردن، واتخاذ كل خطوة إسرائيلية ممكنة لتعزيز اقتصاد المملكة، فضلا عن تعزيز الإجراءات الأمنية على طول الحدود، من التقاء الحدود في الشمال إلى حدود إيلات-العقبة في الجنوب".

وختم بالقول أنه "من أجل منع اشتعال هذه الساحة، فلابد من تجنب أي إجراءات استفزازية تفاقم معاناة فلسطينيي الضفة الغربية، خاصة تحركات وزير المالية لسحق الاقتصاد الفلسطيني، وعودة 150 ألف عامل فلسطيني لأعمالهم في الداخل المحتل، والحدّ من إرهاب المستوطنين الذين يزرعون اليأس والكراهية، لأنه إذا اشتعلت النار في الضفة الغربية، فستلحق أضرارا سياسية وعسكرية واقتصادية فادحة بالاحتلال تجعله غائباً عن قطاعات القتال الأخرى، خاصة حدود الأردن، ولعل هجوم البحر الميت الأخير هو تحذير في الوقت المناسب".

إلياكيم روبنشتاين رئيس المحكمة العليا الأسبق، وأحد عرّابي اتفاق السلام مع الأردن، ذكر أن "هذه المناسبة فرصة لتذكّر أن الاحتلال علّق آمالا كثيرة على هذا الاتفاق مع ثاني دولة عربية بعد مصر، حيث أبدى الملك حسين التزاما كبيرا، وحاول الجانبان استخلاص الدروس من اتفاق السلام مع مصر قبل 15 عاما، حتى جاء هذا الاتفاق تتويجا لثماني سنوات من المشاركة المكثفة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، في اجتماعات سرية منذ 1986، واستمرت في مؤتمر مدريد 1991".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وترجمته "عربي21"، أنه "بعد ثلاثين عاما على توقيع ذلك الاتفاق فإن العلاقات الأمنية تم التوافق أن تكون مباشرة، دون تدخل طرف ثالث، وهذا أمر ناجح، وأحد الجوانب الإيجابية في الاتفاق، رغم حصول بعض المناوشات حول الحدود المشتركة، وهي الأطول في من إيلات إلى مفترق الأردن – اليرموك في الشمال".

وأشار إلى أن "الصورة اليوم في العلاقة مع الأردن ليست كما تأملنا، صحيح أن العلاقات الأمنية جيدة، ولكل منهما مصلحة استراتيجية في السلام، لكن القضايا الأخرى متعثرة، والأجواء السياسية بعيدة عن أن تكون جيدة، لأن الاحتلال له دور مهم في المشكلة، رغم تصريحات وزير خارجية المملكة المعادية له، لكن الحقيقة تتطلب الاعتراف أن قادة الاحتلال لم يحترموا الأردن، رغم أن الاحترام يجلب الثقة، وهو شرط لازدهار العلاقة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الضفة الغربية الاردن الضفة الغربية الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الأردن

إقرأ أيضاً:

نقطة تحول في سياسات "حماس"| هل يؤدي اغتيـ.ال السنوار إلى تصعيد؟ أم فرص جديدة للتفاوض؟

اغتيال يحيى السنوار يعد نقطة تحول كبيرة في استراتيجية حماس، فقد كان السنوار من أبرز القيادات العسكرية والسياسية في الحركة، واعتباره في هذه المرحلة يشير إلى أن حماس تواجه تحديات كبرى في إعادة ترتيب أوراقها وقوتها.

اغتيال يحيى السنوار

في ظل هذا الاغتيال، لن تدخل حماس في أي مفاوضات وهي في وضع ضعف، بل ستحاول أولاً إثبات قدرتها على الصمود والاستمرار، وتعزيز موقفها العسكري والسياسي عبر تشديد عملياتها ضد إسرائيل، ومن المتوقع أن اغتيال السنوار قد يؤخر التفاوض بشأن الأسرى.

من جانبه، قال محمد سعيد الرز، المحلل السياسي، إنه في ظل الظروف الراهنة، من غير المرجح إتمام صفقة تبادل المحتجزين في الوقت الحالي، والسبب وراء ذلك هو أن حركة حماس، بعد اغتيال قائدها يحيى السنوار، تحتاج إلى تعزيز أوراق القوة التي ستتمكن من استخدامها في المفاوضات، فالحركة لا تدخل في مفاوضات دون امتلاك أوراق ضغط قوية، ولذلك تحتاج حماس إلى بعض الوقت لإثبات وجودها واستمرارها في الساحة، مما قد يؤدي إلى تشدد في موقفها بشأن الأسرى.

وأضاف الرز لـ "صدى البلد"، أن محمد مشعل تولى قيادة حماس مؤقتًا حتى يتم اختيار قائد جديد، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تشديداً في العمليات العسكرية التي تستهدف إلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، وبعد الانتخابات الأمريكية، من المحتمل أن يعود الطرفان إلى مسار المفاوضات.

وزير الخارجية التركي يبحث مع حماس تطورات مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار استشهد برفقة السنوار.. حماس تنعي قائد كتيبة حي السلطان محمود حمدان

وأكد أن إيران تتبع حالياً نهجين الأول هو التأكيد على دورها الإقليمي من خلال محاولة تصعيد دور حزب الله، وذلك لتحسين موقعه التفاوضي في المستقبل، أما النهج الثاني فيتعلق بتخفيف الضغوط العسكرية المباشرة على إيران نفسها، في إطار سعيها إلى الحفاظ على أوراق القوة إذا ما دخلت في مفاوضات لاحقة.

وواصلت وسائل الإعلام العبرية كشف تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال يحيى السنوار زعيم حركة حماس، وسط تأكيدات متتالية على لسان مصادر إسرائيلية أن سقوط السنوار تم "مصادفة" ودون ترتيبات استخباراتية.

واغتيال يحيى السنوار مساء الخميس، حيث أكدت إذاعة جيش الاحتلال إيجابية عينة الـ"DNA" الخاصة بزعيم حركة حماس ، والتي كانت بحوزة سلطات الاحتلال بجانب ملف طبي آخر منذ أن كان الشهيد أسيراً .

وجاء في بيان مشترك للمتحدث باسم جيش الاحتلال والشاباك أنه "خلال عملية قام بها مقاتلو الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، تم القضاء على ثلاثة وصفهم الاحتلال بـ"الإرهابيين".

وأضاف البيان أن "قوة من الجيش الإسرائيلي حددت مجموعة من الإرهابيين ـ بحسب البيان ـ في مبنى على الأرض، وأطلقت النار عليهم، ومن ثم بدأ تبادل إطلاق النار. ودخلت القوة إلى المبنى ووجدت أن من بينهم السنوار".

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن أبرز المطلوبين على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

قادة حركة حماس المطلوبين

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنّه بعد اغتيال يحيى السنوار في رفح الفلسطينية بقطاع غزة، تقلص ما تبقى من قادة حركة حماس المطلوبين، وتبقى 3 فقط من قادة حماس البارزين على قوائم الاغتيال الإسرائيلية.

يعد عز الدين حداد، والشهير بـ«أبو صهيب»، قائد لواء غزة في حركة حماس، وأحد المقاتلين القدامى في الذراع العسكرية لحماس، وملقب بـ«الشبح»، بسبب نجاته من عدة محاولات اغتيال، وعرضت إسرائيل منذ اندلاع الحرب على غزة مبلغ 75 ألف دولار مقابل رأسه.

محمد شبانة هو قائد لواء رفح في كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، حيث تعمل تحت قيادته 4 كتائب، بما في ذلك وحدة من النخبة في الجناح المسلح للحركة من الذين قادوا الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر.

ونجا شبانة من عدة محاولات اغتيال في الماضي، بما في ذلك خلال العملية البرية للجيش الإسرائيلي في رفح الفلسطينية، واستشهد خلال الحرب 3 من أبنائه.

محمد السنوار.. مرشح لخلافة شقيقه الراحل في قيادة حماس |من يكون؟ خسارته مؤلمة.. خامنئي: حماس ستبقى حية بعد استشهاد السنوار

وأصبح محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار في صدارة قائمة المطلوبين للاحتلال الإسرائيلي لأنه أحد أبرز المرشحين لرئاسة حركة حماس، وتعتقد إسرائيل أن محمد السنوار هو الأوفر حظا في قيادة الحركة مستقبلا، ويضع جيش الاحتلال الإسرائيلي 300 ألف دولار مقابل رأسه.

وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن السلام في الشرق الأوسط بات أكثر سهولة بعد اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار.

ونعت حركة فتح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وأكدت الحركة أن سياسة القتل والإرهاب التى تنتهجها حكومة الاحتلال لن تجدى فى كسر إرادة شعبنا لنيل حقوقه المشروعة.

مقالات مشابهة

  • 4 شهداء بضربة إسرائيلية قرب مستشفى حكومي في بيروت
  • إعلام سوري: غارة إسرائيلية تستهدف وادي الحرير على الحدود مع لبنان
  • إعلام لبناني: غارات إسرائيلية على مناطق تقع عند الحدود مع سوريا
  • مشاهد توثق استهداف حزب الله قوة إسرائيلية على الحدود
  • الأردن يحذر من استنساخ الفوضى والدمار..لن نكون ساحة للفتنة
  • فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف «هدف حيوي» في الجولان المحتلة
  • تصعيد إسرائيلي.. هجمات مسيرات الاحتلال تتوسع لشمال وشرق لبنان
  • التعادل الإيجابي ينهي مواجهة الرائد والوحدة ضمن الجولة الـ7 من دوري المحترفين
  • نقطة تحول في سياسات "حماس"| هل يؤدي اغتيـ.ال السنوار إلى تصعيد؟ أم فرص جديدة للتفاوض؟