بلينكن يصل إلى إسرائيل وإيران تهدد بالرد على أي هجوم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل اليوم الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يلتقي برئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، ورئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوج.
ويأتي وصول بلينكن إلى إسرائيل في ظل تقارير تتحدث عن محاولات أمريكية لتهدئة التوترات على جميع الجبهات في المنطقة، وفي ظل انتظار إيران وإسرائيل للرد على الهجوم الصاروخي الباليستي.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة بلينكن إلى إسرائيل تأتي أيضًا على خلفية الضجة في واشنطن بعد تسرب وثائق البنتاجون السرية التي تتناول المعلومات الاستخبارية حول الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على إيران - وقد اعتذرت الولايات المتحدة بالفعل لإسرائيل عن التسريب.
وفي هذه الأثناء، تواصل طهران التهديد بأن التبادل المباشر لإطلاق النار مع إسرائيل لن يتوقف بعد الرد على الهجوم الصاروخي بداية الشهر الجاري، أي قبل ثلاثة أسابيع بالضبط.
وزار الرئيس الإيراني مسعود بازشكيان مكتب حماس في طهران، وقدم تعازيه في أعقاب اغتيال الزعيم يحيى السنوار، وهدد إسرائيل: "سنرد على أي هجوم إسرائيلي بالرد المناسب".
كما أشار وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي إلى التوترات في الشرق الأوسط وقال خلال زيارة دبلوماسية للكويت: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لخفض التصعيد، لكننا مستعدون لجميع السيناريوهات"، وبحسب قوله: "إذا واصلت إسرائيل عدوانها - فسنرد عليها، وإيران لا تريد حربا في المنطقة، لكنها مستعدة لها ولأي سيناريو آخر".
ولم تبحث الحكومة التي اجتمعت قبل بضعة أيام مسألة الهجوم على إيران، ولم تسمح لنتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ قرارات في هذا الشأن في الوقت الحالي، والسبب في ذلك بحسب التقديرات، أن الموافقة الجوهرية لن تتم في نقاش سيتم تحديده مسبقًا، بل سيتم في اللحظة الأخيرة.
وفي المناقشة، دعا بعض الوزراء إلى شن هجوم على إيران ردًا على غارة الطائرات بدون طيار في قيسارية، والتي استهدفت المقر الخاص لرئيس وزراء الاحتلال.
وفي ظل انتظار الخطوة التالية ضد إيران، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس، أن الولايات المتحدة نشرت بالفعل نظام الدفاع الجوي «ثاد» في إسرائيل، والذي أرسلته إلى إسرائيل في إطار الاستعداد لاحتمال شن هجوم إيراني كبير آخر على إسرائيل – إذا ردت كما وعدت بهجوم بالصواريخ الباليستية مطلع الشهر الجاري.
وقال أوستن للصحفيين وهو في طريقه إلى كييف، إن النظام الأمريكي تم نشره في إسرائيل، لكنه رفض القول ما إذا كان نشطًا بالفعل، لافتًا إلى " أنه لدينا القدرة على تفعيلها بسرعة كبيرة والوتيرة تلبي توقعاتنا".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل أنتوني بلينكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إيران وإسرائيل زيارة بلينكن إلى إسرائيل الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على إيران إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إنقاذ اقتصاد أمريكا من ترامب
في مقابلة بودكاست أجرتها مؤخرا مع عزرا كلاين من صحيفة نيويورك تايمز، انزلقت جيليان تيت من صحيفة فاينانشيال تايمز إلى ما أصبح فخا شائعا: محاولة «عَـقـلَـنة» السياسات الاقتصادية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية.
أوضحت قائلة: «من ناحية، يريدون ضمان احتفاظ الدولار بمكانته المتفوقة كَـعُـملة احتياطية عالمية وأن يستمر النظام المالي القائم على الدولار في الهيمنة، لكنهم في الوقت ذاته، يعتقدون أيضًا أن الدولار مقوّم بأعلى من قيمته بحكم كونه عملة الاحتياطي العالمي، وهذا يعني أن الناس يواصلون شراء الدولار، وهذا ما يدفع قيمته إلى الارتفاع»، وبالتالي، يريد أنصار ترامب «اتفاق مار-أ-لاجو» الذي بموجبه تساعد دول أخرى في إضعاف الدولار مقابل تخفيف الرسوم الجمركية، والحماية العسكرية، وما إلى ذلك. في نهاية المطاف، ستندرج الدول ضمن واحدة من ثلاث مجموعات: الخضراء (الأصدقاء)، أو الحمراء (الأعداء)، أو الصفراء (المنحازون جزئيا). تقول لنا تيت: «إنها جرأة غير عادية. فلا يمكنك أن تغفل عن حقيقة مفادها أن هناك أشخاصا يريدون بالفعل إعادة هندسة النظام المالي والاقتصادي العالمي، ويعملون وفقًا لخطة متماسكة تماما».
لكن هل هم كذلك حقا؟ إذا كانت الفكرة تتلخص في تعزيز التصنيع الأمريكي من خلال اتفاقيات التلاعب بالدولار دون نسف مصادر أكثر أهمية للازدهار الأمريكي، فإن ذلك يتطلب بالفعل خطة متماسكة. سيكون لزاما على أنصار ترامب تذكير الناس بأن ترامب كان يكره اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وطالب بالفعل كندا والمكسيك بمساعدته في إصلاحها أثناء فترة ولايته الأولى. وتضع اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA) الناتجة عن ذلك هذه الدول في المجموعة الخضراء. تتمثل المهمة الآن في إقناع دول أخرى بأن تفعل الشيء ذاته: أن تأتي إلى مار-أ-لاجو، وتُـقَـبِّـل الخاتم، وتوافق على صفقات مماثلة. لكن هذا ليس ما يحدث. على العكس تماما، كان ترامب أشد ميلًا إلى الإساءة إلى المكسيك وكندا. فلا يكاد يمر يوم دون أن يطلق تهديدا جديدا، أو إهانة جديدة، أو إعلانا عن فرض رسوم جمركية أخرى. هذه هي المكافآت التي يمنحها لأولئك الذين يمتثلون ويضعون أنفسهم في الدلو الأخضر. حتى لو كان المدافعون عنه على حق في أنه يحاكي «نظرية الرجل المجنون» التي استعان بها ريتشارد نيكسون لإخافة الآخرين وإجبارهم على الامتثال، فإن سلوكه لا معنى له من الناحية الاستراتيجية. إذا كنت أي زعيم وطني آخر، ماذا ينبغي لك أن تفعل؟ قد لا يضيرك أن تتحدث مع ترامب، فَـتُـصـدِر أصواتا تبدو لطيفة على مسامعه، وتمتدح حنكته وتخلق مظهرا من الأُلفة والانسجام. ولكن ما لا يجوز لك أن تفعل مطلقا هو أن تغير سياستك -بشأن أي شيء- ما لم تحصل مقدما على فائدة ضخمة لا رجعة فيها.
وحتى في هذه الحالة، يجب أن تكون مستعدًا مسبقًا لجعل أي نقض لأي اتفاق يعلنه معك ترامب شديد الإيلام له.
لأن ترامب انتهك بالفعل شروط اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، فلن يكون لدى الدول الأخرى أي حافز لتلبية ما يطلبه. وإذا كنت عُـرضة لذلك النوع من العقاب الأحادي الجانب الذي يستطيع ترامب أن يوقعه بك، فأنت تواجه مشكلة. لكن الحل ليس العمل مع ترمب، بل إزالة المشكلة.
على هذا، ينبغي للمكسيك أن تسعى بالفعل إلى تعميق علاقاتها التجارية مع أوروبا والصين، اللتين تسيطران على بعض الأجزاء المتطورة تكنولوجيا من سلاسل القيمة الخاضعة للعولمة والتي يعتمد عليها الاقتصاد المكسيكي.
ينبغي لها أيضا أن تستكشف الطرق لفرض أقصى قدر من الألم على ترامب وناخبيه (ولكن ليس على أمريكا في المجمل) إذا لزم الأمر. على نحو مماثل، ينبغي لكندا أن تعمل على ربط الأجزاء الغنية بالموارد من اقتصادها بالصين وأوروبا.
وهذا يعني التخلي عن أي خطط لتشييد بنية أساسية جديدة لنقل الموارد إلى الجنوب، والخروج باستراتيجية تنمية جديدة لأونتاريو. على مدار 150 عاما، كانت الرقعة الجنوبية من المقاطعة جزءًا لا يتجزأ من مجمع التصنيع الأمريكي في الغرب الأوسط. وقد استفاد الجانبان بدرجة كبيرة. لكن الطلاق بات ضروريا الآن. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يُـقـدِم ترمب، الراغب بشدة دوما في الظهور على شاشات التلفزيون، على الإتيان بتصرف يسمح له بتحويل العلاقة إلى سلاح. وهو لا يبالي بحقيقة مفادها أن ذلك سيلحق بالأمريكيين ضررًا أشد من ذلك الذي قد يلحقه بالكنديين.
تَـدرُس بقية بلدان العالم بالفعل كيفية تقليص الخطر القادم من أمريكا ترامب، التي ستجد نفسها قريبا في وضع مماثل لبريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وتشير التقديرات إلى أن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي دون سبب وجيه جعل المملكة المتحدة أفقر بنحو 10% مما كانت لتصبح عليه - ولا تزال التكاليف في ارتفاع.
هل تواجه الولايات المتحدة مصيرا مماثلا؟ أيًا كانت الحال، فقد قُـضي الأمر. لقد انهار السد بالفعل وبدأ الطوفان. ولكن هل من الممكن عكس اتجاه التيار؟ يُـذَكِّرُنا هذا بولاية رونالد ريجان الثانية. بعد فضيحة إيران-كونترا، أعلن البيت الأبيض، في فبراير 1987، أن السيناتور السابق هوارد بيكر سيشغل منصب رئيس الأركان. وقد جلب بيكر «مصداقية فورية» باعتباره موظفا حكوميا «عادلا» و«نزيها» و«محترما». كان تعيينه مفيدا لريجان والولايات المتحدة. فمنذ ذلك الحين، كان ريجان يظهر على الملأ، ويصافح الناس، ويلقي الخطب، في حين كان بيكر يدير السلطة التنفيذية.
لقد أصبح، باختصار، الوصي على عرش أمريكا. قد يكون ترتيب مماثل أفضل ما يمكننا أن نأمل من رئاسة ترامب الثانية. المشكلة الوحيدة تتمثل في إيجاد شخص على استعداد للقيام بهذا الدور - والأهم من ذلك، قادر على الاضطلاع به.
ج. برادفورد ديلونج أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، باحث مشارك في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، ومؤلف كتاب «التراخي نحو اليوتوبيا: تاريخ اقتصادي للقرن العشرين» (دار نشر بيزك بوكس، ٢٠٢٢).
خدمة بروجيكت سنديكيت