صدى البلد:
2025-05-03@00:25:57 GMT

حكم عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، مضمونة:" ما حكم عدة المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول؟ فقد عقد رجل على امرأة، ومات عنها قبل الدخول بها، وقبل حصول خلوة شرعية معتبرة، فهل يجب عليها أن تعتد؟ وكيف تكون عدتها؟".

لترد دار الإفتاء موضحة: أنه الواجبُ على المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول بها هو أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام بالتاريخ الهجري؛ لعموم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234]، وتبدأ في حساب هذه العدة من يوم وفاة زوجها، والحكمة من ذلك أن تظهر الحزن بفوت نعمة النكاح.

حكم عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول

الأصل في عقد النكاح أنْ يُعقد للعُمر، فإذا انتهى عمر أحد الزوجين بالموت، انتهى معه عقد النكاح، والشيء إذا انتهى تقررت أحكامه، كتقرُّر أحكام الصيام بدخول الليل، وأحكام الإجارة بانقضائها، والعدَّةُ من أحكام عقد النكاح فتتقرَّر بانتهائه، ويقصد بها: المدة التي تتربص فيها المرأة عند حصول أحد أسباب زوال النكاح، سواء كان السبب طلاقًا، أو فسخًا، أو موتًا. ينظر: "المبسوط" للعلامة السرخسي (6/ 30، ط. دار المعرفة)، و"المغني" للعلامة ابن قدامة (8/ 115، ط. مكتبة القاهرة)، و"كنز الدقائق" للعلامة أبي البركات النسفي (ص: 304، ط. دار البشائر الإسلامية).

وأوجب الشرع الشريف على المرأة التي توفي عنها زوجها إن كانت من غير ذوات الحمل أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام، يستوي في ذلك المدخول بها وغير المدخول، والصغيرة والكبيرة، ومن تحيض ومن لا تحيض، فكلهنَّ داخلات في عموم قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾ [البقرة: 234].

قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (3/ 183، ط. دار الكتب المصرية) عند قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾: [عدة الوفاة تلزم الحرة والأمة والصغيرة والكبيرة والتي لم تبلغ المحيض، والتي حاضت واليائسة من المحيض والكتابية دخل بها أو لم يدخل بها إذا كانت غير حامل، وعدة جميعهن إلا الأمة أربعة أشهر وعشرة أيام، لعموم الآية في قوله تعالى: ﴿يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا﴾] اهـ.

وقد ثبت حكم العدة أيضًا بالسُّنَّة المطهرة، ففي حديث زينب بنت أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» متفقٌ عليه.

وعلى ذلك تواردت نصوص فقهاء المذاهب الأربعة، وحُكي إجماعًا. ينظر: "المبسوط" للعلَّامة السرخسي الحنفي (6/ 30)، و"مِنَح الجليل" للعلَّامة عليش المالكي (4/ 311، ط. دار الفكر)، و"منهاج الطالبين" للعلَّامة النووي الشَّافعي (ص: 255، ط. دار الفكر)، و"المغني" للعلَّامة ابن قُدامة الحنبلي (8/ 115)، و"الإقناع في مسائل الإجماع" للعلَّامة ابن القطان (2/ 44، ط. الفاروق الحديثة).

عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول أمر تعبدي محض
اتفق الفقهاء على أن المغلب في عدة المتوفى عنها زوجها عمومًا: التعبد، وفي عدة المتوفى عنها زوجها ولم يدخل بها زوجها خصوصًا: التعبد المحض.

قال العلامة ابنُ عابدين في حاشيته على "البحر الرائق" (4/ 146، ط. دار الكتاب الإسلامي) في خصوص معتدة الوفاة: [لا يُعقل تأثير كون المرأة متوفى عنها زوجها في تربُّصها أربعة أشهر وعشرًا، وإنما هو تعبُّدي] اهـ.

وقال الإمام الماوردي في "الحاوي الكبير" (11/ 163، ط. دار الكتب العلمية): [.. وإن كانت في غير مدخول بها من وفاة كانت تعبدًا محضًا] اهـ.

وقال الإمام السيوطي في "الأشباه والنظائر" (2/ 815، ط. دار السلام) عند ذكره لأقسام العدد: [الثاني: تعبد محض، وهي عدة المتوفى عنها زوجها ولم يدخل بها] اهـ.

ومن الحكم التي ذكرها الفقهاء لهذا النوع من العدة: أنَّها تظهر الحزن بفوت نعمة النكاح؛ إذ النكاح كان نعمة عظيمة في حقها، فإنَّ الزوج كان سبب صيانتها، وعفافها، وإيفائها بالنفقة، والكسوة، والمسكن، فوجب عليها العدة إظهارًا للحزن بفوت النعمة، وتعريفًا لقدرها. يُنظر: "بدائع الصنائع" للإمام الكاساني الحنفي (3/ 192، ط. دار الكتب العلمية).

وقت ابتداء عدة المرأة التي مات عنها زوجها قبل الدخول
هذا وتبدأ عدة من توفي عنها زوجها عقيب الوفاة مباشرة؛ لأنَّ سبب وجوب العدة الوفاة، فيُعتبر ابتداؤها من وقت وجود السبب، فإن لم تعلم بالوفاة حتى مضت العدة فقد انقضت عدتها.

قال العلامة أكمل الدين البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (4/ 329، ط. دار الفكر): [ابتداء العدة في الطلاق عقيب الطلاق (وفي الوفاة عقيب الوفاة)؛ لأن سبب وجوب العدة الطلاق أو الوفاة (فيعتبر ابتداؤها من وقت وجود السبب)، فإن لم تعلم بالطلاق أو الوفاة حتى مضت مدة العدة فقد انقضت عدتها] اهـ.

وقال الشيخ محمد عليش المالكي في "منح الجليل" (1/ 174): [وأما عدة الوفاة فتحسب من يوم الموت] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "منهاج الطالبين" (ص: 256): [وعدة الوفاة: من الموت] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (8/ 106) في عدة الوفاة: [فصل: وتحسب العدة من الساعة التي فارقها زوجها فيها، فلو فارقها نصف الليل، أو نصف النهار، اعتدت من ذلك الوقت إلى مثله، في قول أكثر أهل العلم] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ما سبق، وفي واقعة السؤال: فالواجبُ على المرأة التي توفي عنها زوجها قبل الدخول بها هو أن تعتد أربعة أشهر وعشرة أيام بالتاريخ الهجري، وتبدأ في حساب هذه العدة من يوم وفاة زوجها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اهـ وقال الإمام قوله تعالى عدة الوفاة قال الإمام عدة من

إقرأ أيضاً:

سور وآيات قرآنية تقضي الحاجات.. الإفتاء تكشف عنها

قالت دار الإفتاء المصرية إن قراءة القرآن الكريم بنية قضاء الحاجة أمرٌ مشروع، استنادًا إلى أدلة عامة من القرآن والسنة، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر: 29]، وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ»، رواه مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، إلى جانب نصوص أخرى تدل على فضل التلاوة عمومًا.

وبيّن العلّامة محمد بن علان الصديقي الشافعي في كتابه دليل الفالحين أثناء شرحه لحديث ابن عباس عن فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، أن هاتين السورتين تُعدّان من أعظم ما أُعطي للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال إن من قرأ بحرفٍ منهما بنيّة قضاء غرض، أُعطيه، مؤكدًا على أن الفاتحة كافية، وخواتيم البقرة كافية لمن قرأها ليلًا.

كما جاء عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، أنها قالت إن من قرأ بعد صلاة الجمعة الفاتحة، وسورة الإخلاص، والفلق، والناس، حُفظ حتى الجمعة التالية، وذلك كما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه.

ونقل ابن مفلح الحنبلي في كتابه الآداب الشرعية عن المروذي أن امرأة اشتكت للإمام أحمد بن حنبل من الوحشة في منزلها، فكتب لها آيات لتقرأها تضمنت الفاتحة، والمعوذتين، وآية الكرسي.

وأشار العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في الفتاوى الفقهية الكبرى إلى أن الفاتحة تُستحب قراءتها عند وقوع الطاعون، لأنها شفاء من كل داء.

دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسبدعاء الستر من الفضيحة.. تقرب إلى الله بهذه الكلمات وكررها بيقين

وفي السياق ذاته، أكّد الشيخ أبو اليزيد سلامة، الباحث في الأزهر الشريف، أن قراءة القرآن بنية تفريج الكروب أمر جائز شرعًا، شريطة ألا تخالف نصوص الشرع، مشيرًا إلى أن سورة يس من السور التي جُرّبت في ذلك الغرض ووجد فيها الناس خيرًا كثيرًا.

دعاء فك الكرب 

أما الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، فقد أجاب عن سؤال حول دعاء فك الكرب، موضحًا أن هناك أربعة أمور تُعين على تفريج الهم وهي: تكرار دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن..."، ودعاء سيدنا يونس: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، بالإضافة إلى الإكثار من الاستغفار، وكثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أن الالتزام بأيٍّ من هذه الأمور كفيل بإزالة الكرب والرضا بقضاء الله.

طباعة شارك آيات قرآنية سور وآيات قرآنية قضاء الحاجات دعاء فك الكرب

مقالات مشابهة

  • لا غنى عنها.. 4 فوائد تجعل بطاقة نسك ضرورية خلال الحج
  • وزارة الداخلية تباشر مهامها لمنع مخالفي تعليمات الحج التي تقضي بالحصول على تصريح لأداء الحج من الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وضبط المخالفين وتطبيق العقوبات بحقهم
  • الحُكم المدني الخيار الحتمي الأول والأخير
  • سور وآيات قرآنية تقضي الحاجات.. الإفتاء تكشف عنها
  • كفوا ضجيجكم فلن تجنوا إلا سراباً
  • هل لحم الدجاج يقتل الرجال؟: مختص يخرج عن صمته ويفجر الحقيقة
  • التصريح بدفن طفل بعد غرقه بترعة جانبية في ديرمواس بالمنيا
  • الخضيري: تناول الدجاج بكثرة يسبب الوفاة إشاعة غير صحيحة
  • هل يجوز للأب كتابة ممتلكاته لبناته قبل الوفاة؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • بندقية شنو البتكلم عنها الجبان..!!