وجهت لجنة التنسيق اللبنانية - الكندية (CCLC) رسالة إلى وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في اطار متابعتها للأحداث في لبنان وحرصا منها على الدفاع عن القضية اللبنانية، طالبت فيها بـ "استرجاع لبنان من خاطفيه والعمل من اجل فك الارتباط بالحرب في غزة، ذلك أن استمراره يشكل قمة التعدي على سيادة لبنان، وهذا يؤكد ما اعتبرناه احتلالا له"، وعددت الشروط اللازمة لهذه الغاية، داعية الى "تطبيق الدستور عبر فتح البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية".



وقالت:"الفراغ في سدة الرئاسة مستمر منذ أكثر من عامين بضغوط من ذراع ايران العسكرية، وهو ما جعل الحكومة من دون شرعية دستورية لأنها بحكم المستقيلة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون بحسب الدستور. عدا عن انها تنازلت عن صلاحياتها للاحتلال، وبالكاد تقوم بإدارة العمل الإغاثي فقط. وهي عاجزة عن المطالبة بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان".

وانتهت الى اعتبار أن "كندا تستطيع، ومع حلفائها أيضا، أن تساعد لبنان على استعادة دولته وديموقراطيته، عبر الضغط على المنظومة الحاكمة الفاسدة المستسلمة لحزب الله".

وفي ما يلي نص الرسالة التي عممتها في أوتاوا وبيروت في توقيت موحد:"إنطلاقا من كوننا كنديين من أصل لبناني، وانطلاقا من مبادئ الحرية والعدالة والمساواة التي نحمل في ثقافتنا، والتي كانت العامل الأساس في اندماج أجيالنا المتعاقبة بالمجتمع الكندي الذي كان، وسيبقى، ملاذا للأحرار وللعيش الكريم في العالم، وانطلاقا من الدور التاريخي لكندا في الدفاع عن الديمقراطية في العالم، وشهداؤها لما يزالون فخرا للكنديين وللعالم الحر".

وأضافت: "نحن، وإذ نرى لبنان تسحقه الآلة العسكرية الإسرائيلية، ويرزح تحت الحرب الإيرانية الإسرائيلية على أرضه، وحيث يقتل الأبرياء، وتدمر المدن والقرى، والمهجرون يفوق عددهم المليون،آن الأوان، يا صاحبة المعالي، لاسترجاع لبنان من خاطفيه، فما الوجود العسكري لحزب الله الإرهابي إلا احتلال إيراني مقنع للبنان، وتصريح وزير الخارجية الإيراني الوقح بعد الاجتماع برئيس مجلس الوزراء اللبناني برفض وقف إطلاق النار، وباستمرار ربط حرب لبنان بالحرب في غزة، وعلى مقربة من ضاحية بيروت المهدمة، لهو قمة التعدي على سيادة لبنان، وهذا يؤكد ما اعتبرناه احتلالا للبنان".

واضافت إن " تحرير لبنان يبدأ بتحرير السلطات الشرعية فيه:

- إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، حليف حزب الله الإرهابي، يرفض تطبيق الدستور عبر فتح البرلمان وانتخاب رئيس للجمهورية، فالفراغ في سدة الرئاسة يستمر منذ أكثر من سنتين، فبضغط من ذراع إيران العسكرية، أي حزب الله، لا يتم فتح البرلمان إلا لانتخاب رئيس ينصاع لأوامر إيران والحرس الثوري الإيراني، كما حصل مع انتخاب ميشال عون حليف حزب الله الذي انتهت ولايته منذ أكثر من سنتين.

-هذا الفراغ الدستوري فرغ السلطات كافة، وجعل الحكومة بدون شرعية دستورية لأنها بحكم المستقيلة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون بحسب الدستور، فتهاوت السطات كافة: التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، والمستفيد الوحيد من هذا الفراغ هو الذراع الإيراني حزب الله.

-إن الحكومة اللبنانية متنازلة عن صلاحياتها للاحتلال، بالكاد تقوم بإدارة العمل الإغاثي فقط.

- إن قرار الحرب والسلم منوط، وبحسب الدستور، بمجلس الوزراء مجتمعا، ففي تموز سنة 2006 حزب الله وحده فتح الحرب مع إسرائيل، وفي 8 تشرين الأول 2023 حسن نصرالله، "الحاكم العسكري للاحتلال الإيراني" هو من أعلن الدخول في الحرب، والحكومة اللبنانية تتفرج.

- المفاوضات حول الحرب تستمر، والحكومة تحاول استرضاء حزب الله عبر طروحات غير بريئة لوقف النار، وحيث تحاول إيران تمثيل اللبنانيين في هذه المفاوضات كما أعلن رئيس المجلس التشريعي الإيراني قاليباف، وبوقاحة، للفياغارو الفرنسية في 17 تشرين الأول 2024.

- الحكومة عاجزة عن المطالبة بتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان من قرار الهدنة، مرورا بالقرارات 425، 1559، 1680 و 1701، بل تحاول، تحت ضغط حزب الله، الحصول على وقف لإطلاق النار، وتطبيق تحايل على القرار 1701، كما حصل سنة 2006 ، فيستمر السلاح بيد الذراع الإيراني في لبنان، حيث أضحت قوات اليونيفيل شاهد زور، تحفر الخنادق ويدجج السلاح تحت أقدامها، وتهاجم من قبل حزب الله ويقتل عناصرها بدم بارد، كما حصل مع جنود الكتيبة الإيرلندية".

وختمت :" ربما تتساءلون: كيف يرضخ مسؤولون لبنانيون لهذا الواقع المهين للدولة، ولانتهاك السيادة اللبنانية الفادح؟الجواب واضح، وجميع اللبنانيين يعرفونه ويتحدثون به، تحالف المنظومة الحاكمة الفاسدة مع ميليشيا حزب الله هو سبب هذا الانصياع المشبوه! آن أوان تحرير لبنان عبر تحرير مؤسساته، والإفراج عن المؤسسات يبدأ بانتخاب رئيس جديد، وأن يكون له مجلس وزراء يجتمع، ويقرر، ويحكم بحرية بدءا من الأمور العادية للوطن والمواطن، وانتهاء بملكية قرار الحرب والسلم. ان كندا تستطيع، ومع حلفائها أيضا، أن تساعد لبنان على استعادة دولته وديموقراطيته، عبر الضغط على المنظومة الحاكمة الفاسدة المستسلمة لحزب الله، لا بل المتحالفة معه، ولذلك، نطلب من معاليكم، ومن حكومة كندا استعمال الآليات القانونية الدولية اللازمة لتكثيف الضغط على السيد نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، كي يفتح البرلمان لانتخاب رئيس، لكي تستقيم السلطات الدستورية، وعلى السيد نجيب ميقاتي، رئيس مجلس الوزراء، والذي ساهم بتسليم قرار السلم والحرب للاحتلال الإيراني المنتهك لسيادة لبنان.

لبنان، البلد الجميل بطبيعته، بأهله، بثقافته، بتعايشه الفريد، يستحق أن نحمي ديموقراطيته، لعلها آخر ديموقراطية تنازع في الشرق الأوسط الحزين الرازح تحت موجات الإيديولوجيات المتطرفة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فتح البرلمان حزب الله

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تدفع باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان.. ومواقف متشددة للجانبين الإيراني والإسرائيلي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الوقت الذي زار فيه المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين العاصمة اللبنانية بيروت لمناقشة إمكانية وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، واصلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية الترويج للهجمات التي تنفذها الميليشيات المدعومة من طهران ووصفتها بأنها "انتصارات". 

وتهدف زيارة هوكشتاين إلى إجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين حول شروط وقف إطلاق النار بين الجانبين، وسط تكثيف الحملة الجوية الإسرائيلية ضد حزب الله واستهداف مواقع مرتبطة به.

ووفقًا لمصدرين لبنانيين، قدمت إسرائيل وثيقة للولايات المتحدة تحدد شروطها لحل دبلوماسي للصراع في لبنان، تشمل تمكين قواتها من تنفيذ "إنفاذ نشط" لضمان عدم إعادة تسليح حزب الله أو إعادة بناء بنيته التحتية العسكرية قرب الحدود. 

إلا أن مسؤولا أميركيا أكد لوكالة أكسيوس أن هذه الشروط من غير المرجح أن تحظى بموافقة لبنان والمجتمع الدولي.

وفي تطور متصل، شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت فروعًا متعددة لمؤسسة "القرض الحسن" المرتبطة بحزب الله في بيروت وجنوب لبنان ووادي البقاع. 

وقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الهجمات تهدف إلى تقويض القدرة الاقتصادية لحزب الله على إعادة بناء قواته بعد انتهاء القتال.

من جهتها، أبرزت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية والمستقلة تقارير حول استعداد الميليشيات الموالية لإيران لـ"حرب المدن" ضد إسرائيل، وأشادت بما أسمته "انتصارات" حزب الله، مشيرة إلى هجمات صاروخية متعددة استهدفت مواقع إسرائيلية على طول الحدود.

ورغم الجهود الدبلوماسية، أشارت تقارير إيرانية إلى الصعوبة الكبيرة في التوصل إلى تهدئة بسبب التعقيدات الإقليمية والتوترات المستمرة. 

حيث أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة إقليمية مكثفة، ركزت على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، واستغلال نفوذ الدول العربية لتخفيف حدة التوترات والحد من أي رد انتقامي إسرائيلي محتمل ضد إيران.

وقالت إسرائيل إن هدف الهجمات على البنية التحتية التابعة لجمعية "القرض الحسن" هو تقليل قدرة حزب الله على الاستفادة الاقتصادية أثناء الحرب وبعدها لإعادة بناء قوته العسكرية.

مقالات مشابهة

  • سمو ولي العهد يتسلم رسالة خطية موجهة إلى سمو أمير البلاد من الرئيس الإيراني
  • نزع سيادته على أجوائه وحدوده..إسرائيل تعرض على واشنطن شروطها لوقف الحرب في لبنان
  • الولايات المتحدة تدفع باتجاه وقف إطلاق النار في لبنان.. ومواقف متشددة للجانبين الإيراني والإسرائيلي
  • رئيس تحرير “زمان” السابق يروي اللحظات الأخيرة في حياة فتح الله كولن
  • الحل الدبلوماسي على الطاولة.. رئيس الحكومة اللبنانية يعترف بتقصيره تجاه النازحين
  • وزيرة خارجية رومانيا: نشارك مصر في الشواغل الخاصة بالأمن والملاحة البحرية
  • ميقاتي يرفض التدخل الإيراني.. "أبو الغيط": لا وصاية على لبنان
  • رئيس البرلمان الإيراني: خامنئي هو الركيزة الأساسية للبنانيين
  • رسالة قوية لإسرائيل| حزب الله يقرر منع نتنياهو من التجوُّل بحرية.. ماذا يحدث؟