لماذا يساعد ماسك الجمهوريين قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
سلطت صحيفة "كوميرسانت" الروسية الضوء على استماتة الملياردير الأمريكي صاحب شركة تسلا موتورز و"سبيس إكس" إيلون ماسك في دعم مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في الفترة الممتدة بين تموز/يوليو وأيلول/سبتمبر ضخ إيلون ماسك مبلغا قدره 75 مليون دولار في حملة انتخابات المرشح عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
المحرض الملياردير
وأضافت الصحيفة أن الأموال حولت إلى لجنة العمل السياسي الخارقة، التي أنشأها ماسك نفسه. ومن الناحية الرسمية، لا ترتبط اللجنة بدونالد ترامب أو الحزب الجمهوري، بل تدافع عن قيم مماثلة.
وخلافاً لأغلب لجان العمل السياسي الأخرى، التي تنفق أغلب أموالها على الإعلانات التلفزيونية، تركز لجنة العمل السياسي الخارقة على العمل الميداني، بحيث يتوجه القائمون على جمع الأصوات إلى الولايات المتأرجحة لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح مرشح الحزب الجمهوري.
ويمارس ماسك أنشطة مماثلة؛ ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن اعتزامه زيارة جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا، كونها ولاية فاصلة من حيث نتائج الانتخابات، للقاء الناخبين. ورغم أن الدخول إلى الاجتماعات مجاني، غير أن الناخبين مطالبين بالتوقيع على عريضة لدعم التعديل الدستوري بشأن حرية التعبير وحق حمل السلاح.
ويلفت الخبراء إلى أن هذه واحدة من أكبر المحاولات لجمع المعلومات الشخصية وبيانات الناخبين. وتهدف المبادرة إلى جمع معلومات عن مليون ناخب على الأقل في ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان ونورث كارولينا، حيث نتائج كامالا هاريس ودونالد ترامب تكاد تكون متساوية في التصنيفات.
وفي دعمه لدونالد ترامب، يعتمد إيلون ماسك نفس الإستراتيجيات التي يستخدمها في مجال الأعمال. وفي إشارة إلى العلاقة التي تدهورت في ظل إدارة جو بايدن، قال ماسك إنها لن تكون أفضل حالًا مع كامالا هاريس.
من جانبه؛ وعد دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات تعيين الملياردير على رأس لجنة جديدة تدعى لجنة الكفاءة الحكومية مهمتها مراجعة عمل الحكومة والمؤسسات المالية بشكل شامل وتقديم توصيات بشأن "التغييرات الأساسية".
تجاهل كامل
وبحسب الصحيفة؛ لم يكن ماسك من المؤيدين المتحمسين للجمهوريين أو مهتما بالشأن السياسي من الأساس. فقبل انتخابات سنة 2004، تبرع رجل الأعمال بألفي دولار لمرشحين في وقت واحد وهما الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي جون كيري. في سنة 2015، أشار إيلون ماسك إلى اضطراره للانخراط في الشأن السياسي من أجل عمله.
وبفضل العلاقة الودية التي جمعته مع إدارة باراك أوباما طيلة الفترة الفاصلة بين عامي 2009 و2017، صرح ماسك في ذروة المعركة الانتخابية بين دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون في سنة 2016، أن ترامب ليس الشخص الذي تحتاجه الولايات المتحدة.
لكن بدءًا من سنة 2017 تغير الوضع؛ حيث بدأ إيلون ماسك في الإنفاق على حملات الحزب الجمهوري سبعة أضعاف المبلغ المخصص لحملات الحزب الديمقراطي. وبدأ يتفاعل بنشاط مع البيت الأبيض في المواضيع التي تهمه. في الوقت نفسه، لم يكن هناك أي بوادر تعاطف شخصي. في سنة 2020، وصف ماسك دونالد ترامب ب "الخاسر بدم بارد". وبعد تنصيب جو بايدن في كانون الثاني/يناير 2021، أعرب الملياردير عن سعادته بهذا الحدث كاشفا عن خططه للعمل بشكل وثيق مع الإدارة في مكافحة تغير المناخ.
لكن على مدى ثلاث سنوات ونصف، وبسبب السياسة التي انتهجتها إدارة جو بايدن تجاه شركة تسلا تدهورت العلاقات بشكل حاد.
وأفادت الصحيفة أنه في آب/أغسطس 2021، بدأت تظهر بوادر خلاف حقيقي بين ماسك وبايدن بعد تجاهل الأخير دعوة ماسك باعتباره صاحب شركة تسلا إلى حدث مخصص للسيارات الكهربائية في البيت الأبيض، على الرغم من أن تسلا الشركة الرائدة بلا منازع في هذا المجال. في الوقت نفسه، حضر الاجتماع جميع منافسي تسلا، مما أثار غضب ماسك الذي أعلن حربًا حقيقية على تويتر ضد إدارة البيت الأبيض. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، وفي حدث آخر بشأن قانون الاستثمار في البنية التحتية وفرص العمل، تجاهل بايدن مرة أخرى إنجازات الشركة.
وبعد مرور عام وفي خضم خطابه عن وضع الدولة، أشاد بايدن مرة أخرى باستثمارات شركة فورد وجنرال موتورز في السيارات الكهربائية دون ذكر شركة تسلا.
من جانبه في كانون الأول/ديسمبر 2021، انتقد ماسك برنامج جو بايدن الشامل تحت مسمى"إعادة البناء بشكل أفضل" الذي يهدف إلى استعادة التصنيع في الولايات المتحدة. واعترض ماسك على التشريع الذي ينص على توفير ائتمانًا ضريبيًا يصل إلى 12500 دولار للأمريكيين الذين يشترون السيارات الكهربائية المصنعة من قبل العمال المنتمين الى النقابات لأن شركة تسلا لم تكن خاضعة لهذا القانون. في المقابل، استفادت شركتا فورد وجنرال موتورز، اللتان يعتبر موظفوها أعضاء في نقابة عمال السيارات من هذا المقترح.
أكثر تحفظًا من العديد من المحافظين
ولفتت الصحيفة إلى أنه في البداية، اختار ماسك دعم حاكم فلوريدا رون دي سانتيس. ولكن بعد انسحابه من السباق ودعوته لدعم الرئيس السابق، أعلن ماسك دعمه لترامب. منذ ذلك الحين، يقف ماسك إلى جانب الجمهوريين. وقد تجلى ذلك في تدخله في النزاعات المتعلقة بمكافحة الهجرة غير الشرعية وزيارته الحدود بين تكساس والمكسيك للقاء سياسيين محليين ومسؤولين عن إنفاذ القانون وتقييم الوضع من عين المكان.
ومثل معظم الجمهوريين، انتقد إيلون ماسك الإدارة نفسها ونائبة الرئيس كامالا هاريس شخصيًا بسبب سياسات الهجرة غير الفعالة. كما جادل ماسك بأن جذب المهاجرين إلى الولايات المتحدة جزء من إستراتيجية الديمقراطيين الانتخابية، مشيرًا إلى أن الحزب الديمقراطي الأمريكي يضفي الشرعية على المهاجرين غير الشرعيين لأن أغلبهم يصوتون لصالح الديمقراطيين.
ملك منصة "إكس"
ويستخدم ماسك عند مهاجمة الديمقراطيين الموارد المتاحة له، وعلى وجه الخصوص، حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس". فمنذ إعلانه عن دعمه لدونالد ترامب في تموز/يوليو، نشر إيلون ماسك ما لا يقل عن 109 منشورًا حول ترامب والانتخابات، مشيرا في إحدى منشوراته إلى أن فوز كامالا هاريس يهدد بـ"نهاية أمريكا"، لأن البلاد ستتحول إلى "دولة اشتراكية ذات حزب واحد". إلى جانب ذلك وصف ماسك حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز المرشح لمنصب نائب الرئيس في السباق الانتخابي بالمهرج والمريض النفسي.
في السياق ذاته، يعتقد المحللون الأمريكيون أن تحالف المحافظين مع ماسك أداة مهمة للغاية في الحرب ضد الديمقراطيين.
في ختام التقرير نوه الموقع بأن الديمقراطييين لا يعيرون منصة إكس أي اهتمام. بحسب صحيفة واشنطن بوست، في الفترة بين السادس من آذار/ مارس والأول من تشرين الأول/أكتوبر، أنفق أصحاب الحسابات التي تروج للمرشح الجمهوري على منصة"إكس" ثلاثة أضعاف ما أنفقه أصحاب الحسابات الديمقراطية. في المقابل، يهيمن الديمقراطيين على المنصات المملوكة لشركة غوغل وميتا وكذلك على شاشات التلفزيون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماسك ترامب الانتخابات الرئاسية امريكا الانتخابات الرئاسية ترامب ماسك صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الجمهوری دونالد ترامب کامالا هاریس إیلون ماسک شرکة تسلا جو بایدن إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يصدم مستخدمي منصة X بزيادة جديدة في أسعار الاشتراك
مع اقتراب نهاية العام، تشهد العديد من المنصات الرقمية تعديلات على أسعار اشتراكها.
وبعد أن أعلنت يوتيوب عن رفع أسعارها مؤخرًا، جاء الدور على منصة X (تويتر سابقًا) التي يملكها إيلون ماسك، لتعلن عن أكبر زيادة في أسعار اشتراكاتها منذ استحواذ ماسك عليها في عام 2022.
إيلون ماسك يتيح روبوت الدردشة Grok-2 AI مجاناثروة لا تصدق.. إيلون ماسك يحطم الأرقام القياسيةإنتاج إيلون ماسك لـ هاتف تسلا Tesla Pi Phone.. حقيقة أم شائعات؟زيادة بنسبة 37.5% في اشتراك Premium+بحسب “phonearena”، رفعت منصة X تكلفة اشتراك Premium+ بنسبة 37.5%، ليقفز السعر الشهري من 16 دولارًا إلى 22 دولارًا في الولايات المتحدة، بينما ارتفع الاشتراك السنوي من 168 دولارًا إلى 229 دولارًا.
وتعتبر هذه التعديلات طالت أيضًا مستخدمي المنصة في أوروبا وكندا، حيث زاد السعر الشهري في الاتحاد الأوروبي من 16 يورو إلى 21 يورو، وفي كندا من 20 دولارًا إلى 29 دولارًا.
ما الذي يبرر هذه الزيادة؟.. بررت X هذه الزيادة بثلاث نقاط رئيسية:تصفح خالٍ تمامًا من الإعلانات:
يوفر الاشتراك تجربة استخدام خالية من أي إعلانات، مما يتيح للمستخدمين تصفح المنصة دون انقطاع.
مزايا إضافية جديدة:
يحصل مشتركو Premium+ على ميزات حصرية، مثل دعم أولوي من حساب @Premium، أداة Radar لمتابعة الكلمات المفتاحية والاتجاهات، وزيادة حدود استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي Grok.
دعم برامج المكافآت للمبدعين:
أشارت المنصة إلى أن إيرادات الاشتراكات تساهم في تمويل برنامجها لدعم صُنّاع المحتوى، الذي يهدف إلى تشجيع المستخدمين على إنتاج محتوى جذاب وعالي الجودة.
متى يبدأ تطبيق الأسعار الجديدة؟ستسري الأسعار الجديدة على المشتركين الجدد فورًا، بينما سيبدأ تطبيقها على المشتركين الحاليين اعتبارًا من 20 يناير 2025 أو عند بدء دورة الفوترة التالية بعد هذا التاريخ.
المنافسة تحتدمتواجه منصة X منافسة شرسة مع منصات مثل Threads التابعة لشركة ميتا، وBluesky، اللتين لا تزالان توفران خدماتهما بشكل مجاني تمامًا وبدون إعلانات.
ومع ارتفاع رسوم الاشتراك في منصة X، قد تشهد المنصات البديلة تدفق المزيد من المستخدمين الباحثين عن تجارب استخدام أقل تكلفة.
هل تستحق الخدمة هذا السعر؟الزيادة الكبيرة في أسعار الاشتراك تطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الميزات المضافة تستحق التكلفة المرتفعة.
وفي ظل المنافسة القوية وتوفر خيارات مجانية، يبقى على المستخدمين أن يقرروا ما إذا كانت تجربة منصة X تبرر هذه النفقات الإضافية.