سكاي نيوز عربية:
2024-11-24@07:04:45 GMT

بريكس.. من فكرة إلى عملاق اقتصادي

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

بدأت فكرة تأسيس مجموعة بريكس في سبتمبر من العام 2006 وذلك في خضم أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية روسيا والبرازيل والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لكن سرعان ما تبلورت الفكرة بشكل سريع وإنضمت دول أخرى إلى التكتل الاقتصادي منها جنوب إفريقيا.

وفي يونيو 2009 عقد رؤساء هذه الدول اجتماعهم الأول في روسيا ورفعوا تعاون دول بريك إلى مستوى القمة قبل أن تنضم دولة خامسة إلى هذه التكتل وهي جنوب إفريقيا لتتغير بذلك تسمية التكتل إلى بريكس.

القوة الاقتصادية

تشكل دول مجموعة البريكس الخمسة مجتمعة نحو 40 بالمئة من مساحة العالم ونحو 42 بالمئة من عدد سكان العالم بنحو 3.2 مليار نسمة في حين يصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى نحو 26 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتسيطر على نحو 18 بالمئة من التجارة العالمية.

يحتوي التكتل على مجموعة من عمالقة الاقتصاد العالمي مثل الصين التي تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر اقتصادات العالم إلى جانب الهند التي تحقق معدلات نمو كبيرة وفي طريقها لتكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتجاوز حجم الاقتصاد الهندي نحو 6 تريليونات دولار بحلول 2028.

كما تعتبر روسيا واحدا من نقاط قوة هذا التكتل بسبب متانة اقتصادها واحتياطيات الضخمة من النفط والغاز.

إضافة إلى هذه الدول يبرز اقتصاد البرازيل أيضا كقوة اقتصادية مشكلة لمجموعة بريكس بناتج محلي يصل إلى 2.2 تريليون دولار وبفائض قياسي في الميزان التجاري يقارب الـــ 100 مليار دولار بنهاية العام الماضي. كما تحتوي المجموعة على اقتصاد جنوب إفريقيا المتنوع والذي أثبت قدرته على الصمود في وجه أزمات الاقتصاد العالمي بناتج محلي يصل إلى 381 مليار دولار.

تمثل الدول الخمسة بما تمتلكها من مقومات اقتصادية تكتلا لا يقل أهمية عن التكتلات الاقتصادية العالمية، لكن بعد الحرب الروسية الأوكرانية كثر الحديث عن تكوين نظام عالمي جديد ومدى حاجة الدول إلى نظام اقتصادي أكثر توازنا كما ازداد الاهتمام العالمي بتحالف بريكس.

لكن قبل ذلك وتحديدا في عام 2017 ناقشت الدول الأعضاء في مجموعة بريكس ما أصطلح على تسميته "بريكس بلس" وهي خطة تسعى من خلالها المجموعة إلى إضافة دول جديدة للتكتل.

 بريكس بلس.. مزيد من القوة

في أغسطس من العام الماضي أعلنت مجموعة بريكس عن انضمام أربع دول جديدة وهي الإمارات ومصر وإيران وإثيوبيا. أضافت هذه الدول بمجرد انضمامها ما يقارب من تريليون ونصف دولار من الناتج المحلي الإجمالي لاقتصاد المجموعة.

وخلال منتدى أعمال البريكس قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مجموعة السبع استحوذت على 45.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 1992 في مقابل 16.7% لدول البريكس". مشيرا إلى أن حصة بريكس من الاقتصاد العالمي بلغت 37.4% في عام 2023، مقارنة بحصة مجموعة السبع البالغة 29.3%، مؤكدا أن الفجوة "تتسع وستتسع" لا محالة.

بنك وعملة جديدة

قررت دول بريكس خلال قمة فورتاليزا التي عقدت بالبرازيل عام 2014  إنشاء بنك تنمية سمي "بنك التنمية الجديد "إن دي بي" (NDB)، إضافة إلى تأسيس مؤسسة "صندوق الاحتياطي النقدي" "سي آر إيه" (CRA) والتي تهدف إلى توفير الحماية ضد ضغوط السيولة العالمية وهذا يشمل قضايا العملة حيث تتأثر العملات الوطنية للدول الأعضاء سلبًا بالضغوط المالية العالمية.

يضطلع بنك التنمية بدور أساسي وهو منح قروض بمليارات الدولارات لتمويل مشاريع البنيات الأساسية والصحة والتعليم، وما إلى ذلك، في البلدان الأعضاء بالمجموعة، وكذلك البلدان الناشئة الأخرى.

ويبدو أن فكرة إنشاء مؤسسات دولية موازية لمؤسسات بريتنس وودز مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم النمو والتنمية على المستوى الدولي، دون قيود أو اشتراطات سياسية واجتماعية، يشكل الخطوة الأولى في مخطط المجموعة لإنشاء نظام عالمي جديد.

استراتيجيا تسعى دول المجموعة لتخفيف هيمنة الدولار على التجارة البينية فيما بينها من خلال اعتماد عملة موحدة تجمع دول المجموعة أو من خلال اعتماد العملات الوطنية لهذه الدول.
متى سيتم إصدار عملة البريكس؟ لا يوجد تاريخ إطلاق محدد حتى الآن، لكن قادة دول المجموعة ناقشوا بالفعل الاحتمال خلال قمة البريكس الرابعة عشرة، التي عقدت في منتصف عام 2022، كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن دول البريكس تخطط لإصدار "عملة احتياطية عالمية جديدة"، وهي مستعدة للعمل بشكل مفتوح مع جميع شركاء التجارة العادلة.

أصبحت اقتصادات دول بريكس مكملة لبعضها حيث تسيطر على احتياطيات ضخمة من الغاز والنفط والمعادن إضافة إلى التكنولوجيا والكفاءات البشرية والثروات الزراعية، وباتت المجموعة تمتلك بنكا للتنمية وصندوق احتياطات نقدية مغريًا للدول النامية التي تحتاج مساعدات وقروضا. لكن هذا العملاق الاقتصادي يواجه تحديات كبيرة من شأنها أن تعيق نموه.

تحديات تواجهها بريكس

ربما تمكنت مجموعة بريكس وخلال وقت وجيز من تحقيق مجموعة من الأهداف إلا أن الطريق لا يخلو من التحديات، فرغم عوامل القوة المتوفرة لا تعد مجموعة بريكس حتى الآن تكتلا عالميا فاعلا في الأزمات الدولية.

كما أن دول المجموعة لا تتبنى مواقف موحدة من قضية التخلي عن الدول أو المواجهة مع الغرب والولايات المتحدة كما هو الحال بالنسبة لإيران وروسيا وبدرجة أقل الصين. 
كما تبرز المنافسة الاقتصادية بين الصين والهند كتحد مهم للمجموعة حيث تسعى نيودلهي للاستفادة من الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وتقدم نفسها على أن بديل الغرب الجديد عن الصين.

إضافة إلى ذلك يبرز الفارق الكبير في القوة الاقتصادية لدول المجموعة كمصدر قلق من تأثيره على حجم التأثير الداخلي حيث تبرز إثيوبيا أفقر دول المجموعة في مواجهة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مجموعة البريكس الناتج المحلي الإجمالي العالمي الصين الهند روسيا النفط الغاز البرازيل الدولار دول البريكس الإمارات الصين الاقتصاد العالمي روسيا مجموعة البريكس الناتج المحلي الإجمالي العالمي الصين الهند روسيا النفط الغاز البرازيل أخبار الصين المحلی الإجمالی مجموعة بریکس دول المجموعة هذه الدول بالمئة من إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في اجتماع “مينافاتف” بالرياض وتتولى منصب نائب رئيس المجموعة لعام 2025

شارك الوفد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الأمين العام، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة لدولة الإمارات سعادة حامد سيف الزعابي، في الاجتماع العام الـ39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENAFATF) والذي استضافته العاصمة الرياض. شهد الاجتماع العام حضور الدول الأعضاء وخبراء في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح وعدد من المراقبين من دول ومنظمات إقليمية ودولية، وبمشاركة السيدة اليزا ميدراسو، رئيس مجموعة العمل المالي(فاتف). وناقش الاجتماع العام موضوعات عدة متعلقة بمجالات عمل المجموعة الإقليمية وأنشطتها واتخذ العديد من القرارات في هذا الصدد، ومن أهمها تولّي دولة الإمارات منصب نائب رئيس للمجموعة لعام 2025. وتم اعتماد ترشيح المنصب لسعادة حامد سيف الزعابي الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة لدولة الإمارات وبمباركة من رئيس مجموعة العمل المالي (فاتف). كما تم اعتماد الأولويات المشتركة للرئاسة بين مملكة الأردن الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات متعددة لمواصلة دعم وتحقيق أهداف المجموعة والسير على خطى ونهج الرؤساء السابقين. وتشمل هذه الأولويات تعزيز التعاون والتواصل ورفع درجة التنسيق مع الشركاء الدوليين والإقليميين والمجموعات الإقليمية النظيرة بما يتماشى مع الخطة الاستراتيجية وخطة العمل الإقليمية لمجموعة المينافاتف. شارك وفد دولة الإمارات في جلسات العمل والأنشطة المصاحبة للاجتماع العام، حيث قدم الوفد الوطني عرضا في لجنة المخاطر حول تأثير الجرائم الإلكترونية ودور سلطات إنفاذ القانون في مواجهة هذه التحديات، كما شارك بعرض آخر حول إساءة استخدام الأصول الافتراضية في تمويل الإرهاب. بالإضافة إلى المشاركة في جلسة عمل حول تنظيم الأصول الافتراضية، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الإقليمي لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والذي انعقد يوم 19 نوفمبر 2024 بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيس مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. بصفتها عضو سبّاق في مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تظل دولة الإمارات ملتزمة بتعزيز مكانتها كمركزٍ عالمي للعمليات المالية الآمنة والشفافة. وتعكس مشاركة الدولة في الاجتماع العام تركيزها الاستراتيجي على التعاون الدولي بما يتماشى مع أولوية الرئاسة المكسيكية لمجموعة العمل المالي بتعزيز صوت الهيئات الإقليمية على غرار الفاتف.وام


مقالات مشابهة

  • أربع ورديات.. واقع الإنسان المعاصر في مجموعة مروة غزاوي
  • اتهامات أميركية لمجموعة أداني الهندية بالرشوة تفقدها 27 مليار دولار
  • مجموعة هاكرز يسرقون ملايين الدولارات عبر هجمات عبقرية بـ LinkedIn
  • قرعة نهائيات كأس أفريقيا للسيدات تضع لبؤات الأطلس في مجموعة قوية بجانب زامبيا والسينغال
  • مجموعة السلام العربي تدعم قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وجالانت وتطالب بتوسيع الاتهامات ضدهما
  • الإمارات تشارك في اجتماع «مينافاتف» بالرياض وتتولى منصب نائب رئيس المجموعة لعام 2025
  • إيران تقدم طلب انضمام إلى بنك مجموعة بريكس
  • الإمارات تشارك في اجتماع “مينافاتف” بالرياض وتتولى منصب نائب رئيس المجموعة لعام 2025
  • إحذروا بروميدييشن الفرنسية.. مجموعة خطرة على الأمن والاستقرار ومستقبل السودان
  • خبير اقتصادي: الدولة تسعى لتحسين ظروف معيشة المواطنين والقضاء على الفقر