نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرًا يناقش التحديات التي تواجهها صناعة السيارات الأوروبية، خاصة في ظل المخاوف من تأثير السيارات الكهربائية الرخيصة الصينية على الصناعة الأوروبية، حيث إنها قد تؤدي  زيادة واردات هذه السيارات إلى إغلاق مصانع السيارات الأوروبية.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ إن ألمانيا كانت تتمتع على مدار عقود بسمعة طيبة كعاصمة السيارات في أوروبا؛ حيث كانت شعارات مثل "التقدم من خلال التكنولوجيا" رمزًا لبراعتها السياسية والصناعية.



ولكن المشاكل التي تلوح في الأفق حول فولكس فاغن، حيث تكافح النقابات تهديدات بتسريح العمال وإغلاق المصانع، تثير تساؤلات ليس فقط حول مستقبلها ولكن حول صناعة السيارات الأوروبية الأوسع نطاقًا.

وقد تأججت هذه المخاوف بسبب تغلغل الصين في الاتحاد الأوروبي بسياراتها الكهربائية الأرخص ثمناً، والموت البطيء لمحركات الاحتراق الداخلي.

وقد كان الضغط الذي تتعرض له الصناعة الأوروبية واضحًا في معرض باريس للسيارات؛ حيث أكد المصنعون الصينيون تصميمهم على اكتساح السوق الأوروبية، وهي أكبر سوق مفتوحة أمامهم بعد أن فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية بنسبة 100 بالمئة على واردات السيارات الكهربائية.

فقد كشفت تسع شركات صينية في هذا المعرض النقاب عن سيارات جديدة وخطط استراتيجية لتحقيق المزيد من التقدم في أوروبا.

وأشارت الصحيفة إلى أن التعريفات الجمركية قوبلت بردود فعل متباينة من رؤساء شركات السيارات في القارة؛ حيث قال كارلوس تافاريس، رئيس شركة ستيلانتيس، مالكة ستروين وفيات وجيب، إن التأثير التراكمي للتعريفات الجمركية الأوروبية سيؤدي إلى تآكل الصناعة الأوروبية بشكل متزايد.

وأشار إلى أن شركات تصنيع السيارات الصينية مثل "بي واي دي" تكثف خططها لبناء سياراتها في أوروبا من أجل التحايل على التعريفات الجمركية.


وتوقع تافاريس أن العلامات التجارية الصينية لن تذهب إلى ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا، موطن أقدم شركات صناعة السيارات في أوروبا، ولكنها ستبحث عن خيارات أرخص في بلدان شرق أوروبا مثل المجر؛ حيث تكاليف العمالة أرخص.

وأضاف أن هذا سيعني تسريع إغلاق المصانع في أماكن أخرى في أوروبا، وبالتالي إفشال الغرض من الرسوم الجمركية الحمائية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وتسلط تعليقاته الضوء على اتساع الخلافات في قلب الاتحاد الأوروبي حول هذه السياسة؛ فقد كانت فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون، الذي افتتح معرض باريس، مؤيدين بقوة للتعريفات الجمركية.

وعلى النقيض من ذلك؛ كانت ألمانيا من بين أقلية من الدول التي صوتت ضد الرسوم الجمركية قبل أسبوعين. في السنوات الماضية؛ كان بمقدور أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي أن يقنع الآخرين بما في ذلك فرنسا باتخاذ موقف موحد، لكن قيادة الاتحاد الأوروبي لم تكن نقطة قوة لدى المستشار الألماني، أولاف شولتس.

اضطرت صناعة السيارات إلى أن تتولى مسؤولية المعركة بنفسها، ولكن مع ما تعانيه من مشاكلها الاقتصادية الخاصة، ذهب قادة الصناعة الألمانية إلى أبعد مما ذهب إليه شولتس.

فبدلاً من استغلال الحماية التي يوفرها الاتحاد الأوروبي من خلال التعريفات الجمركية، فيبدو أن الصناعة تأكل نفسها بنفسها، وتطلب المزيد من الوقت للتكيف مع العالم الكهربائي الجديد.

وأضافت الصحيفة أن شركة "بي واي دي" الصينية أثارت المزيد من الذعر في قطاع السيارات الأوروبية؛ حيث إنها أعلنت أنها تخطط لتصنيع جميع السيارات التي تبيعها في أوروبا محليًا وستقوم بتجميع البطاريات، وهي أغلى جزء في السيارة الكهربائية، في المجر وتركيا.

وفي الوقت نفسه؛ تسارع بعض شركات السيارات الأوروبية الآن للعمل مع المنافسين الصينيين الذين يهددون مستقبلهم.

وتستعد شركة ليب موتور، التي تتعاون مع شركة ستيلانتيس، للبدء في تلقي طلبات شراء سيارة يتم تجميعها في بولندا، ووفقًا للتقارير الواردة من باريس يوم الخميس، فإن شركتي جيلي وسبوتلايت أوتوموتيف تحاولان أيضًا إبرام صفقات استثمارية في الاتحاد الأوروبي.

واختتمت الصحيفة بأن المفوضية الأوروبية ترى أن الاستثمار في أوروبا قد يكون أحد السبل لتجنب الرسوم الجمركية، لكن قادة صناعة السيارات يخشون من أن يؤدي ذلك إلى السماح باشتعال المنافسة في منطقتهم الخاصة.

ووفقًا لفيل دون، المدير الإداري في شركة الاستشارات الاستراتيجية "ستاكس"، فإن الأوروبيين يدركون الآن أنهم بحاجة إلى القيام بشيء جذري للغاية وليس لديهم سوى بضع سنوات للقيام بذلك. 

المصدر: الغارديان
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي السيارات الكهربائية الصينية أوروبا الصين أوروبا السيارات الكهربائية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الاتحاد الأوروبی السیارات الأوروبیة صناعة السیارات السیارات فی فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات يشارك في حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة تطوير برمجيات السيارات

شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حفل تخريج الدفعة الأولى لإحدى الأكاديميات التي توفر برنامجا تدريبيا رائدا بمنطقة الشرق الأوسط في مجال تطوير البرمجيات والتطبيقات على أنظمة تشغيل أندرويد للسيارات، وذلك بالتعاون بين معهد تكنولوجيا المعلومات (ITI)، وشركة لوكسوفت العالمية، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا).

وأثمر البرنامج عن تأهيل 28 شابًا مصريًا ليصبحوا روادًا فى هذا المجال الواعد، إذ جرى توظيفهم جميعًا في شركة لوكسوفت، ما يؤكد جودة البرنامج وقدرته على تلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة.

تخريج دفعة من المتخصصين في البرمجيات المدمجة للسيارات

وقال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنّ تخريج دفعة من المتخصصين في البرمجيات المدمجة للسيارات يأتي تجسيدا للشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أجل تأهيل الشباب لوظائف المستقبل من خلال توفير تدريب متخصص عالى المستوى وفقا لأحدث التقنيات ومقترن بالتطبيق العملي مع العمل بالتوازي على تمكينهم من الحصول على فرص عمل متميزة.

وأشار إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز قدرات مصر في مجال تصدير خدمات البحوث وتطوير برمجيات السيارات من خلال توفير كوادر شابة متخصصة في هذا المجال الذي يعد أحد التخصصات عالية القيمة بمجال تكنولوجيا المعلومات بما يسهم في جذب المزيد من الشركات المتخصصة في هذا المجال للسوق المصري وذلك في ضوء الجهود المبذولة لتنمية صناعة التعهيد وزيادة صادرات مصر الرقمية.

كوادر مدربة وتطوير المهارات

فيما أوضح المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، أن قطاع تكنولوجيا صناعة السيارات يشهد تغييرات جذرية وتحولات نحو المركبات المعرفة بالبرمجيات، ما يتطلب كوادر مدربة وتطوير المهارات بشكل مستمر لتلبية الاحتياجات التقنية المستقبلية.

وأشار إلى أن الهيئة تعمل مع الشركات العالمية والمحلية للتعرف على احتياجات السوق وتعزيز نمو أعمالها من خلال برامج مصممة خصيصًا، يجري تنفيذها بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص.

وأوضح أنّ تعاون الهيئة مع شركة لوكسوفت العالمية ومعهد تكنولوجيا المعلومات يستهدف خلق فرص عمل عالية القيمة للشباب المصري، بما يسهم في نمو قطاع برمجيات السيارات بمصر كأحد المحركات الرئيسية لصادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات ويأتى ذلك في ظل الطلب المتزايد عالميًا على حلول وتطبيقات أنظمة Android Automotive وهو ما حققه هذا البرنامج بجدارة.

مقالات مشابهة

  • ترامب مهددا دول الاتحاد الأوروبي: اشتروا المزيد من نفطنا وغازنا أو واجهوا التعريفات الجمركية
  • ترامب لـ أوروبا: شراء النفط والغاز الأمريكي أو مواجهة الرسوم الجمركية
  • شولتس يدعو الاتحاد الأوروبي لتنسيق استراتيجية لدعم السيارات الكهربائية
  • الاتحاد الأوروبي: لا قرارات بشأن أوكرانيا دون إشراكها
  • الاتحاد الأوروبي: لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أوكرانيا بدون علمها
  • إيتيدا: خلق فرص عمل يساهم في نمو قطاع برمجيات السيارات
  • تخريج أول دفعة من برنامج “Android Automotive” لتطوير برمجيات السيارات
  • وزير الاتصالات يشارك في حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة تطوير برمجيات السيارات
  • تخريج أول دفعة من برنامج Android Automotive لتطوير برمجيات السيارات
  • بوتين: لا نعرف ما الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها في غزة