انطلاق أعمال المرحلة الرابعة لمشروع مسح أنواع الثدييات البحرية بمحافظة مسندم
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
العُمانية/ انطلقت اليوم في ولاية خصب أعمال المرحلة الرابعة لمشروع مسح أنواع الثدييات البحرية بمحافظة مسندم، الذي تنفذه هيئة البيئة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات الاختصاص ويستمر حتى 31 من أكتوبر الجاري.
ويهدف المشروع إلى إنشاء قاعدة بيانات شاملة عن الثدييات البحرية بمحمية المنتزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم وعمل خارطة انتشار للأنواع ضمن نطاق المحمية.
وقالت المهندسة عايدة بنت خلف الجابرية رئيسة فريق المشروع من هيئة البيئة: يأتي هذا المشروع تنفيذًا لبرامج المسوحات والرقابة المدرجة ضمن خطة إدارة محمية المنتزه الوطني الطبيعي بمحافظة مسندم، والذي تشمل أعماله الميدانية عددًا من المهام الأساسية موزعة على فريق المشروع، ومنها المراقبة للبحث عن الثدييات البحرية والتي تعتمد على المسح بالعين المجردة أو باستخدام المنظار.
وأضافت: أنه يتم البحث عن البقع والاضطرابات على السطح والأجسام المظلمة والطيور التي تحوم في مكان محدد نتيجة لتواجد الأسماك التي بدورها تجذب الثدييات البحرية، بالإضافة إلى قيادة القارب نحو المسار الصحيح، وتصوير وتوثيق المشاهدات، وتسجيل البيانات باستخدام تقنية تم إعدادها خصيصًا لهذا المشروع.
وأوضحت أنه عند رصد المشاهدات يتم تسجيل البيانات الأساسية إلكترونيًّا والتي تشمل موقع المشاهدة والتاريخ والوقت والنوع وحجم المجموعة والسلوك، وتصوير المشاهدات باستخدام كاميرات ذات جودة عالية وكاميرات الدرون والجوبرو، كما يتم تحديد مسافة واتجاه العبور والعمق وسرعة الرياح وتسجيل أصوات الثدييات البحرية باستخدام معدّات وتقنيات حديثة ذات كفاءة عالية، بالإضافة إلى استحداث عدد من الأجهزة لقياس العوامل الفيزيائية وكشف الأعماق.
من جانبه قال حماد بن سالم الحسيني فني نظم بيئية بالمديرية العامة لصون الطبيعة: إن سلطنة عُمان تضم أنواعًا عديدة من الثدييات البحرية نظرًا لموقعها الجغرافي المطل على ثلاثة بحار، وهي الخليج العربي وبحر عُمان وبحر العرب، حيث تسهم الثدييات البحرية في الحفاظ على صحة النظم الإيكولوجية للبيئة البحرية.
وأوضح أن هيئة البيئة عكفت على تسخير كافة الإمكانات والجهود اللازمة لدراسة وتحليل البيانات التي تسهم في معرفة تواجد وتكاثر الثدييات البحرية للحفاظ عليها من المخاطر المحتملة. مشيرًا إلى أن أعمال المسح الميداني للثدييات البحرية لم تقتصر على أعضاء الفريق وحسب بل شهدت مشاركة واسعة من صيادي المحافظة من خلال توثيق الثدييات البحرية بالصور والفيديوهات ومواقع المشاهدة؛ حيث أظهرت نتائج المراحل السابقة للمشروع رصد أعداد كبيرة ومتنوعة من الثدييات البحرية في مواقع مختلفة داخل المحمية، ما يشير إلى وجود بيئة غنية بالغذاء تسهم في جذب أنواع مختلفة من الثدييات البحرية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثدییات البحریة بمحافظة مسندم
إقرأ أيضاً:
الإخوان المسلمون في مواجهة الحملة الصهيونية.. أبعاد المؤامرة وواجبات المرحلة
منذ نشأتها في عام 1928، لم تكن جماعة الإخوان المسلمين حركة دعوية تقليدية فقط، بل حملت مشروعا نهضويا شاملا، جمع بين الفكر الإسلامي الأصيل، والبعد الاجتماعي، والسياسي، والمقاوم. هذه الخصوصية جعلت الجماعة هدفا دائما للقوى العالمية المناهضة لأي مشروع تحرري في العالم الإسلامي. وفي مقدمة هذه القوى: الصهيونية المسيحية التي ترى في الإخوان تهديدا مباشرا لمشروعها في المنطقة، خصوصا لارتباط الجماعة التاريخي بالمقاومة، ورفض التطبيع، واحتضانها للقضية الفلسطينية، وروحها الشعبية العابرة للحدود.
طبيعة الحملة الصهيونية ضد الإخوان
لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية، وذلك عبر محاور متعددة:
لم تعد الحملة الموجهة ضد جماعة الإخوان المسلمين مقتصرة على التحريض المحلي أو الإقليمي، بل تحولت إلى حملة عالمية منظمة، متعددة الأدوات، تقوم بها أجهزة استخبارات، ومراكز أبحاث، ووسائل إعلام دولية، وحتى مؤسسات تشريعية غربية،
- الشيطنة الإعلامية: تشويه صورة الجماعة واتهامها بالإرهاب، بالرغم من التزامها بالنهج السلمي والمشاركة السياسية في الدول التي سمحت بها، مستغلين بعض النزاعات في المنطقة لتقديم الجماعة كغطاء للتطرف.
- الحصار السياسي والقانوني: ممارسة الضغوط على الحكومات الغربية لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، كما حصل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في بعض الفترات، وسَنّ قوانين تقيّد أنشطتهم في أوروبا، ومراقبة الجمعيات المرتبطة بالفكر الإسلامي الوسطي.
- دعم الانقلابات والأنظمة القمعية: دعم مباشر أو غير مباشر للانقلابات التي تستهدف الإخوان، كما حدث في مصر عام 2013، وتمويل أنظمة استبدادية تعتبر الجماعة تهديدا لبقائها.
- تفكيك الجماعة من الداخل: محاولات الوقيعة والتشكيك في القيادات، والعمل على خلق انشقاقات داخلية، ودفع الشباب إلى الانحراف عن المنهج الوسطي إما إلى التطرف أو الاحباط.
لماذا تُستهدف الجماعة؟
السبب الحقيقي وراء هذا الاستهداف العالمي لا يكمن في الأخطاء أو المواقف السياسية المرحلية، بل في الأسس التي قامت عليها الجماعة:
- مشروع مقاومة حقيقي: ارتبط اسم الإخوان بالمقاومة، لا سيما في فلسطين (حماس مثالا)، ورفض الاحتلال والغزو الثقافي والسياسي.
- شبكة عالمية ممتدة: للجماعة حضور وتأثير في مختلف الدول الإسلامية، بل وفي الجاليات المسلمة في الغرب، ما جعلها قوة شعبية لا يمكن احتواؤها بسهولة.
- البديل الأخلاقي والسياسي: تمثل الجماعة في نظر الشعوب بديلا عن الأنظمة الفاسدة والتابعة، وهو ما يهدد مصالح القوى العالمية.
ما الذي يجب على الإخوان فعله لمواجهة هذه الحملة؟
أولا، تعزيز البناء الداخلي ووحدة الصف:
1- تجاوز الخلافات الداخلية والانقسامات التنظيمية.
2- بناء مؤسسات قوية قادرة على التواصل مع قواعدها وشبابها.
3- تدريب الكوادر على التفكير النقدي والالتزام المنهجي.
ثانيا: خطاب إعلامي جديد ومنفتح:
1- التحول من خطاب دفاعي إلى خطاب مبادر يوضح رسالة الجماعة وأهدافها.
2- استخدام وسائل الإعلام الجديدة بفعالية للتواصل مع الجماهير، خصوصا الشباب.
3- الانخراط في حملات إعلامية لفضح جرائم الاحتلال والأنظمة القمعية.
ثالثا: الانفتاح السياسي والمدني:
1- بناء تحالفات مع القوى السياسية والمدنية في الدول المختلفة على أرضية مشتركة (الديمقراطية، العدالة، مقاومة الاستبداد).
2- تجاوز فكرة العمل الحزبي الضيق والانخراط في هموم الشعوب.
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع
رابعا: التواجد الفعّال في الغرب:
1- تطوير الخطاب الدعوي والفكري ليتناسب مع بيئة الجاليات المسلمة في الغرب.
2- تأسيس مراكز أبحاث ومؤسسات قانونية تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين.
3- المساهمة في النقاشات العامة حول الإسلام والاندماج والهوية.
خامسا: دعم المقاومة والتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية:
1- الاستمرار في دعم خيار المقاومة الشعبية ضد الاحتلال.
2- فضح جرائم الكيان الصهيوني أمام الرأي العام العالمي.
3- التنسيق مع حركات التضامن العالمية لبناء جبهة أخلاقية وإنسانية.
سادسا: التوثيق والتأريخ:
1- توثيق جرائم الاستهداف التي طالت الجماعة، من اغتيالات، واعتقالات، وتشريد.
2- كتابة الرواية الذاتية التاريخية التي توضح دور الإخوان في مقاومة الاستعمار والاستبداد.
خاتمة:
المعركة مع المشروع الصهيوني ليست وليدة اللحظة، وإنما هي معركة وجود بين مشروع تحرري إسلامي شعبي، ومشروع استعماري قهري يعمل على تفتيت الأمة وتهميشها. الإخوان المسلمون بما يمثلونه من امتداد شعبي وروحي وتاريخي هم أحد الأهداف الأساسية لهذا المشروع، لكنهم كذلك من أهم أدوات مقاومته. إن التحديات كبيرة، ولكنها ليست مستحيلة، والمطلوب اليوم ليس فقط الدفاع، بل المبادرة، والتجديد، والاتحاد.