الجزيرة:
2024-10-22@10:47:18 GMT

جسر بريكس.. كيف يخطط بوتين لهزيمة الدولار؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

جسر بريكس.. كيف يخطط بوتين لهزيمة الدولار؟

يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة بريكس المرتقبة غدًا في بناء نظام عالمي جديد للمدفوعات المالية لمهاجمة هيمنة الولايات المتحدة على المالية العالمية وحماية روسيا وأصدقائها من العقوبات، وفق تقرير لصحيفة إيكونومست البريطانية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، "الجميع يدركون أن أي شخص قد يواجه عقوبات أميركية أو غربية أخرى"، مضيفًا أن من شأن نظام مدفوعات بريكس أن يسمح "بالعمليات الاقتصادية من دون الاعتماد على من قرروا تحويل الدولار واليورو إلى سلاح".

ومن المقرر أن يتم بناء هذا النظام، الذي تطلق عليه روسيا اسم "جسر بريكس"، في غضون عام، وسيسمح للدول بإجراء تسوية عبر الحدود باستخدام منصات رقمية تديرها بنوكها المركزية، وفق إيكونومست.

ومن المثير للجدل أن هذا النظام قد يستعير مفاهيم من مشروع مختلف يسمى "إم بريدج"، الذي يدار جزئيًا من قبل بنك التسويات الدولية الذي يتخذ من سويسرا مقرًا، وهي أحد معاقل النظام الذي يقوده الغرب.

وحسب الصحيفة البريطانية، فإن المناقشات ستركز خلال القمة على السباق لإعادة تشكيل مسارات نقل الأموال؛ فلطالما راهنت الصين على أن تكنولوجيا المدفوعات من شأنها أن تقلل من قوة أميركا لكونها في مركز التمويل العالمي (عبر السيطرة على أنظمة تحويل الأموال)، وقد توفر خطة مجموعة بريكس معاملات أرخص وأسرع، وقد تكون هذه الفوائد كافية لإغراء الاقتصادات الناشئة، وفق الصحيفة.

وفي إشارة إلى أن الخطة تنطوي على إمكانات حقيقية، يخشى المسؤولون الغربيون أن يكون النظام المزمع استحداثه مصممًا للتهرب من العقوبات، في حين يشعر البعض بالإحباط إزاء الدور غير المقصود الذي يلعبه بنك التسويات الدولية، وهي منظمة مقرها سويسرا والمعروفة باسم البنك المركزي للبنوك المركزية.

أساس الهيمنة الأميركية

وكانت هيمنة أميركا على النظام المالي العالمي أساسًا لنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهي تعكس ثقلها الاقتصادي والعسكري، ولكنها تعكس كذلك حقيقة مفادها أن الأصول المقومة بالدولار -مثل سندات الخزانة الأميركية- تعد آمنة من مصادرة الحكومات والتضخم ويسهل شراؤها وبيعها، حسب الصحيفة.

ورغم أن البنوك المركزية عملت على تنويع حيازاتها بما في ذلك الذهب، فإن نحو 58% من احتياطات النقد الأجنبي موجودة بالدولار، كما أن تأثيرات شبكة الدولار تضع البنوك الأميركية في مركز أنظمة المدفوعات العالمية.

ووفق الصحيفة، يشبه إرسال الأموال حول العالم إلى حد ما السفر في رحلة طيران طويلة؛ فإذا لم يكن ثمة ارتباط مباشر بين مطار الإقلاع والوصول فسوف يحتاج الركاب إلى تغيير الرحلات (ترانزيت)، ويفضّل أن يكون ذلك عبر مركز مزدحم يتصل بالكثير من الطائرات الأخرى.

وفي عالم المدفوعات الدولية، فإن أكبر مركز هو أميركا، حيث تقوم العديد من بنوك العالم بمبادلة العملات الأجنبية من أولئك الذين يدفعون بالدولار، ثم بالعملات التي يتم بها استلام المدفوعات.

وبالنظر إلى أن جميع البنوك التي تتعامل بالدولار تقريبًا يجب أن تفعل ذلك من خلال بنك مراسلة في أميركا، فإنها قادرة على مراقبة التدفقات بحثًا عن علامات تمويل الإرهاب والتهرب من العقوبات، مما يوفر لقادة أميركا قوة كبيرة كانوا حريصين على استخدامها كبديل للذهاب إلى الحرب، حسب الصحيفة.

وارتفع عدد الأشخاص الخاضعين للعقوبات الأميركية بنسبة تزيد عن 900% (إلى نحو 9400 شخص) في العقدين حتى عام 2021، وطالبت أميركا بفصل بعض البنوك الأجنبية عن "سويفت" (SWIFT)، وهو نظام مراسلة مقره في لجيكا يستخدمه حوالي 11 ألف بنك في 200 دولة لتحويل الأموال عبر الحدود، وفي عام 2018 قُطع سويفت عن إيران.

شعار قمة بريكس في روسيا (موقع القمة) تسونامي روسيا

لكن هذا لا يقارَن بشراسة الهجوم المالي على روسيا بعد اندلاع الحرب مع أوكرانيا في عام 2022، فقد جمّد الغرب 282 مليار دولار من الأصول الروسية المحتفظ بها في الخارج، وفصل البنوك الروسية عن نظام السويفت ومنعها من معالجة المدفوعات من خلال البنوك الأميركية، كما هددت واشنطن بفرض "عقوبات ثانوية" على البنوك في البلدان الأخرى التي تدعم المجهود الحربي الروسي، وحتى صناع السياسات الأوروبيين الذين يؤيدون العقوبات شعروا بالفزع إزاء السرعة التي أغلقت بها "فيزا" و"ماستركارد" أبوابهما في روسيا (وهما شركتان أميركيتان تعتمد عليهما منطقة اليورو في المدفوعات بالتجزئة).

ودفع "التسونامي" الذي ضرب روسيا خصوم أميركا إلى تسريع جهودهم للابتعاد عن الدولار، كما دفع العديد من الحكومات الأخرى إلى النظر في اعتمادها على التمويل الأميركي، وتعتبر الصين هذا الاعتماد إحدى كبرى نقاط ضعفها، وفق إيكونومست.

ويأمل بوتين في الاستفادة من هذا الاستياء من الدولار في قمة بريكس، وبالنسبة له فإن إنشاء خطة جديدة يشكل أولوية عملية ملحة، فضلاً عن كونه إستراتيجية جيوسياسية، والآن تتعامل أسواق الصرف الأجنبي في روسيا باليوان حصريا تقريبا، ولأنها لا تستطيع الحصول على ما يكفي من العملة الصينية لدفع ثمن كل وارداتها، تقلصت إلى المقايضة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الجاري وافقت روسيا على شراء فاكهة اليوسفي من باكستان مقابل الحمص والعدس، ووفقا لبعض التقارير فإن هذه الضغوط على السيولة تتزايد.

ويأمل بوتين في جعل الحياة خارج النظام الأميركي أكثر احتمالاً من خلال السيطرة على بعض وسائل تحويل الأموال، وقد عقد مسؤولو مجموعة بريكس سلسلة من الاجتماعات قبل القمة في قازان، وناقشوا إنشاء وكالة تصنيف ائتماني لمنافسة الوكالات الغربية الرئيسية التي ترى روسيا أنها "عُرضة للتسييس"، كما درسوا إنشاء شركة إعادة تأمين لتجنب الوكالات الغربية التي تُمنع من إعادة التأمين بعض الناقلات التي تنقل النفط الروسي، ونظام مدفوعات ليحل محل فيزا وماستركارد.

ودفع بوتين نحو إنشاء عملة مشتركة لمجموعة بريكس ترتكز على سلة من الذهب وغيره من العملات غير الدولار، لكن المسؤولين الهنود اعترضوا على هذا في الأسابيع الأخيرة.

الأمول الرقمية

وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة الأكثر جدية على الإطلاق هي خطة لاستخدام الأموال الرقمية المدعومة بالعملات الورقية، ما من شأنه أن يضع البنوك المركزية -وليس البنوك المراسلة التي لديها القدرة على الوصول إلى نظام المقاصة بالدولار في أميركا- كوسيط في المعاملات عبر الحدود.

ومن خلال اللامركزية في النظام المالي، فإن الاقتراح يعني أنه لا يمكن لأي دولة أن تقطع الاتصال بدول أخرى، وبما أن البنوك التجارية ستتعامل من خلال بنوكها المركزية، فلن تحتاج إلى الحفاظ على علاقات ثنائية مع البنوك الأجنبية، وتتجاوز التأثيرات الشبكية لنظام المراسلة المصرفية الحالي.

وحسب إيكونومست، يبدو أن خطة بريكس الجديدة، التي تركز على العملات الرقمية التي تديرها البنوك المركزية، مستوحاة جزئيًا على الأقل من منصة مدفوعات تجريبية تسمى "إم بريدج" (mBridge)، التي طوّرها بنك التسويات الدولية جنبًا إلى جنب مع البنوك المركزية في الصين وهونغ كونغ وتايلند والإمارات والسعودية، بالإضافة إلى 31 عضوًا مراقبا آخر.

وتقول وسائل الإعلام الحكومية الصينية إن خطة بريكس الجديدة "من المرجح أن تبنى على الدروس المستفادة" من مشروع إم بريدج.

وأشارت الصحيفة إلى أن اقتحام مجموعة بريكس سباق شبكات المدفوعات يكشف عن التحديات الجيوسياسية الجديدة التي تواجه المنظمات المتعددة الأطراف، ففي اجتماع مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في عام 2020، أوكل إلى بنك التسويات الدولية تحسين النظام الحالي، وتجربة العملات الرقمية بناءً على مقترح الصين.

وفي وقت سابق من هذا العام، دعا رئيس البنك أوغستين كارستينز إلى "هياكل جديدة تمامًا" و"إعادة التفكير الجذري في النظام المالي". لكن مع وجود أهداف متنافسة لأعضاء مختلفين في المنظمة، أصبح البقاء فوق المعركة أكثر صعوبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بنک التسویات الدولیة البنوک المرکزیة مجموعة بریکس من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي ‘مفاجأة أكتوبر التي يخشاها جميع رؤساء أميركا في الشهر الأخير قبل الانتخابات؟

تدخل الانتخابات الرئاسية الأميركية فترتَها الحرجة قبيل إقامتها في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، حيث تتوجّس الحملات الانتخابية الرئاسية مما يحمله شهر أكتوبر/ تشرين الأول من مفاجآت لا تتوقعها في ظل منافسات انتخابية حامية الوطيس.

تُعرّف "مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول" في قاموس الانتخابات الرئاسية الأميركية بأنها حدث سياسي أو اقتصادي جلل أو فضيحة سياسية أو أخلاقية تنال من شخصية أحد المرشحين للرئاسة الأميركية، تحدث غالبًا في شهر أكتوبر/ تشرين الأوَّل، حين تبلغ الحملات الانتخابية ذروتها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما صلاحيات نائب الرئيس في أميركا.. وهل هو منصب ثانوي؟list 2 of 2ترامب يلجأ إلى حيل جديدة للرد على هاريسend of list

وفي عصر التغطيات الإخبارية الأميركية المستمرّة، الباحثة عن الإثارة الإعلامية طوال ساعات اليوم الأربع والعشرين، قد تؤدي مثل هذه المفاجآت غير المتوقعة إلى ترجيح كفة الانتخابات لصالح أحد المرشحين ترجيحًا يعتلي فيه سدة البيت الأبيض الأميركي.

ومن أشهر مفاجآت أكتوبر/ تشرين الأول في الانتخابات الرئاسية الأميركية السابقة، ما عُرِف بشريط أسامة بن لادن، زعيم القاعدة، قبيل إجراء انتخابات عام 2004، الذي نقلته للعالم قناة الجزيرة الإخبارية في سباق صحفي كسر هيمنة الإعلام الغربي للأخبار العالمية لأول مرة في التاريخ الحديث.

في هذه الرسالة، أشار بن لادن إلى أن تلك الهجمات جاءت كنتيجة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولكنه لم يهدد بمزيد من الهجمات. رغم أن التوقيت جاء مفاجئًا قبل أيام من الانتخابات، فإن الفيديو اعتُبر تعزيزًا لموقف الرئيس جورج بوش الابن، الذي كان يعتمد على صورة القائد الحازم في محاربة الإرهاب.

تلك الرسالة عزَّزت مخاوف الناخبين الأميركيين من تهديد الإرهاب، مما ساهم في تعزيز دعم بوش على حساب منافسه جون كيري، الذي كان يُنظر إليه على أنه أقلّ حزمًا في هذا المجال.

جاء شريط بن لادن بينما كان المرشح الديمقراطي جون كيري على وشك إحراز نصر انتخابي ضد خصمه الرئيس وقتها جورج بوش الابن، مما رجّح كفة الفوز لصالح الأخير، معيدًا إلى ذاكرة وذهن الناخب الأميركي الأحداث الجسيمة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في مدينتي نيويورك وواشنطن دي سي، وأهمية الاستمرار في الحرب على الإرهاب التي أعقبتها.

خسر كيري سباق الرئاسية بسبب شريط فيديو لم يحسب له حسابه، أصدره رجلٌ مطاردٌ يقبع في كهفٍ من كهوف جبال تورا بورا بأفغانستان.

خسارة هيلاري كلينتون الانتخابات بسبب رسالة

ما تزال هيلاري كلينتون ترمي بلائحة الاتهام ضد مدير المباحث الفدرالية السابق جيمس كومي في خسارتها لانتخابات عام 2016، حينما تعجّل بإرسال رسالة لزعماء الكونغرس قبيل أيام من إجراء الانتخابات يحيطهم علمًا بالعثور على أعداد كبيرة من الإيميلات الخاصة المفقودة لهيلاري كلينتون إبان توليها منصب وزيرة الخارجية.

جاءت مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول ذلك العام لتعيد إلى أذهان الناخبين الأميركيين شكوكًا أثارها المرشح الجمهوري حينئذ دونالد ترامب بأن هيلاري كلينتون شخص غير موثوق به للحفاظ على أسرار الدولة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون كتبت في هذه الأسابيع مقالًا محذرةً فيه حملة هاريس الانتخابية من خطورة تأثير مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول الانتخابية على نتائج الانتخابات.

لم تنسَ هيلاري كلينتون أبدًا مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول التي حرمتها من الوصول إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، بعد أن كانت على بُعد خطوة واحدة من أعتابه. والغريب في الأمر أن الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون عام 2016، قد سبقت وسرّبت، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، فيديو شهيرًا يفضح دونالد ترامب، معترفًا الأخير فيه بقدرته الفائقة على نيل أي امرأة يرغب فيها طالما هو نجمٌ من نجوم المجتمع الأميركي.

ولكن فشل هذا التسريب الإعلامي ضد ترامب قبيل الانتخابات في إحداث تغيير في نتائجها، وذلك لما يتمتع به ترامب من قاعدة انتخابية صلبة لا يضيرها أو يثنيها عن دعمه مزاعم انحرافاته الأخلاقية أو صدور إدانات قضائية بحقه كما حدث لاحقًا.

ولطالما تباهى ترامب بهذه القاعدة الانتخابية التي لا تتزحزح قِيد أنملة عن تأييده حتى ولو رأته – كما زعم سابقًا في خطاب شهير له – يقوم بقتل شخص ما في رابعة النهار في أحد شوارع نيويورك العريقة.

ويظلّ كذلك حدوث هجوم إرهابي محدود أو عمليّة عنف سياسي واسع النّطاق داخل الولايات المتحدة، قبيل أو أثناء الانتخابات، إحدى المفاجآت الانتخابية التي ستؤثر بلا شك في ميل كفة الفوز لصالح أحد المرشحين.

لقد استفاد ترامب كثيرًا من عملية اغتياله الفاشلة في شهر يوليو/ تموز الماضي، معززًا فرص فوزه الانتخابية كثيرًا لولا انسحاب الرئيس بايدن المفاجئ من حلبة المنافسة، تاركًا المجال لنائبته هاريس لخوض غمارها في حدثٍ نادر التكرار في التاريخ السياسي الأميركي.

بيدَ أنه في بعض الأحيان تشكل الأزمات الاقتصادية العميقة – مثل الكساد الاقتصادي لعام 2008، وما أوشكت أن تسببه أزمة الرهن العقاري بانهيار النظام المالي لكبريات الشركات المالية الاستثمارية في العالم، وكذلك تفاقم الأزمة الاقتصادية جراء كوفيد-19 – مسار الانتخابات الأميركية الرئاسية بعيدًا عن مفاجآت شهر أكتوبر/ تشرين الأول.

استفاد كل من المرشحين الرئاسيين حينئذ أوباما وبايدن من هاتين الأزمتين العالميتين في تحقيق فوز انتخابي ضد خصومهما الجمهوريين في وقت كان الحزب الجمهوري مسيطرًا فيه على البيت الأبيض في انتخابات عام 2008 و2020 على التوالي.

نتنياهو وإيران ومفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول

لعل احتمالية حدوث مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول – في هذه الانتخابات الجارية – بحدث مرتبط بالشرق الأوسط والحرب في غزة تظل عالية في ظل تصاعد أحداث العنف في غزة ولبنان، ورغبة نتنياهو في تحقيق أهدافه الخاصة في المنطقة.

وربما يرغب نتنياهو كذلك في تقديم خدمة جليلة لترامب تساعده في الفوز بالانتخابات، وتحسين العلاقات الشخصية معه بعد فتورٍ صاحبها حينما هنّأ نتنياهو الرئيس بايدن بالفوز عقب الانتخابات الأميركية لعام 2020.

يدرك نتنياهو جيدًا أن الوقت ليس في صالحه لمهاجمة إيران بعد الانتخابات الأميركية، وذلك للضغوط العالمية والأميركية المتصاعدة، لذا من المحتمل جدًا أن يُقدم نتنياهو على مهاجمة أهداف إيرانية قبيل الانتخابات الأميركية.

لقد تجاهل نتنياهو كليًا في استعلاء متغطرس كل الخطوط شبه الحمراء التي رسمتها إدارة بايدن، بما فيها مهاجمة مدينة رفح والاستمرار في تجويع وانتهاك حقوق الفلسطينيين في غزة، وكلما خطا بايدن خطوات لخفض وتيرة التصعيد في المنطقة، قابل نتنياهو هذه الخطوات الأميركية بهجمات تزيد من نيران المنطقة المشتعلة.

تظل الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على منطقة الشرق الأوسط هدفًا إستراتيجيًا لحكومة نتنياهو، تعزّزه رؤية حكومته المتطرفة حول فرص الحرب الدائرة حاليًا.

وعلى الرغم من رسالة وزيرَي الدفاع والخارجية الأميركيين الموجهة قبل يومين لحكومة نتنياهو تدعوها فيها لإفساح المجال للعون الإنساني؛ كي يصل طريقه إلى أفواه الجائعين والمشردين في غزة، فإن حكومة نتنياهو لن تبالي بالنبرة التهديدية في هذه الرسالة الأخيرة وستقوم بتجاهلها والتقليل من شأنها كسابقاتها من التهديدات الأميركية.

ستقوم حكومة نتنياهو بمهاجمة إيران عاجلًا – ربما قبيل الانتخابات الرئاسية – حتى تسوق الإدارة الأميركية القادمة لحرب ضد إيران التي تنازع إسرائيل السيطرة على منطقة الشرق الأوسط.

لا ريب أن الأيام القادمة ستكشف مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول – حال حدوثها – في ظل انتخابات لم تشهد الولايات المتحدة مثلها من قبل، وفي ظل توترات إقليمية ودولية ستشكل ملامح العلاقات الدولية القادمة، حيث يشهد العالم تنافرًا قطبيًا مخيفًا وأزمات اقتصادية ومعدلات تضخم عالية جدًا.

ولعلّ الرئيس السابق ترامب سيكون المستفيد الأكبر من حدوث مفاجأة أكتوبر/ تشرين الأول، الأمر الذي تضع له حملة هاريس كل العدة اللازمة لمواجهته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بوتين يعقد لقاءات مع العديد من قادة العالم خلال قمة بريكس.. مساع لكسر العزلة
  • موسكو: قمة بريكس ليست موجهة ضد الدولار
  • روسيا تستعين بـ"بريكس" لهزيمة الدولار.. الحرب الأوكرانية تغير خارطة الاقتصاد العالمي
  • بوتين: التجارة بين روسيا والإمارات تضاعفت 3 مرات في 3 سنوات
  • سعر العملة الأوروبية خلال تعاملات اليوم 20 أكتوبر بجميع البنوك المصرية
  • ما هي ‘مفاجأة أكتوبر التي يخشاها جميع رؤساء أميركا في الشهر الأخير قبل الانتخابات؟
  • أميركا: لا تأكيد على إرسال كوريا الشمالية قوات إلى روسيا
  • بوتين: خطة روسيا خلال رئاسة “بريكس” نفذت معظمها
  • بوتين يعين ممثلاً خاصاً للتعاون مع دول «بريكس»