موقع النيلين:
2025-04-25@17:05:02 GMT

عيد جيشنا

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

عيد جيشنا


في الثالث من أبريل الماضي أنطلقت شرارة الحرب اللعينة و المستمرة إلي اليوم . إشتعلت الحرب منطلقة من خيانة كبري قادها الرجل الثاني في الدولة و خيانة منه و من قواته التي إؤتمنت علي مواقع إستراتيجية في الخرطوم و غيرها و قبل أن توجه بنادق التمرد علي المواطنين و الاحياء وجهت إلي القوات المسلحة و إلي صدور أبنائها في قياداتهم العسكرية و حامياتهم .

و لم يتاخر جيشنا العظيم في صد العدوان و بدأ مواجهته بتطهير المنازل و الاحياء و المستشفيات و كافة المرافق الوطنية . أنطلق الجيش من إيمان راسخ و عمل قوي لحماية السودان كله مواصلا ما عرف عنه من حفاظ علي البلاد كلها و مكملا لجهوده التي بدأها من حروبات جنوب السودان و دارفور و جبال النوبة و شرق السودان و حيثما وجد تمرد علي البلاد . كان كالعهد به قويا و قائما بحق الدفاع عن الانفس و الاعراض . في كل هذه المواقع خاض معاركه بشرف الوطنية الحقة . و عندما سالم من حاربهم فقد قام بهذا بشرف الجندي السوداني الاصيل لم يتنكر و لم يخن قوة وقع معها آتفاقا .

ظل الجيش قويا متماسكا صلدا في كل المؤامرات التي وجهت ضده ليست العسكرية فقط بل تلكم المؤمرات السياسية التي أرادت إضعافه و تفكيكه . و مضي الجيش خلف قيادته و بضباطه و جنوده يبني مؤسساته القوية ليسجل ملاحم من البناء عبر معاهده العسكرية و في كل مجالات المعارف التي يعزز بها منعته و جدارته فكانت الجامعات العسكرية و إلي جانبها التقنية و العلمية الراسخة و كانت لجيشنا القوي جامعة كرري و الكلية الحربية و معهد المشاة بجبيت و معاهد التدريب و التأهيل و في التصنيع اقام صرحا شامخا للصناعات الحربية حتي أصبح قادرا علي أن يفيض بمعارفه علي جيران السودان . يخرج العشرات من الضباط من العالم العربي و الخليج و أفريقيا . و لم يتأخر عن المشاركة في التدريب المشترك مع كل الدول في كل العالم من مصر و إلي الولايات المتحدة . بعث أفراده إلي كل أنحاء العالم ليدربهم علي الاخذ بالعلم و الجديد و المعارف بالاحتكاك المباشر .

و لجيشنا العظيم مشاركات عظيمة أقليمية و عالمية و منذ نشأته التي سبقت إستقلالنا .
شارك في الحرب العالمية الثانية و حرب المكسيك و ضد الايطاليين في أريتريا و كسلا و معركة كرن و هي المعارك التي دفعت القائد البريطاني

تشرشل ليعدل بها عن الاستسلام للالمان عندما كان السودان و مصر دولة واحدة أسهم في حروب محمد علي باشا في القرم و تركيا ثم المكسيك و بعد الحرب العالمية الثانية في جيبوتي و في الكفرة و جالو في الصحراءالليبيةو في العلمين لوقف تقدم القائد الالماني ثعلب الصحراء روميل . كما شارك و أسهم في الحروب العربية في
حرب فلسطين عام ١٩٤٨ م و عام ١٩٧٣ م في حرب أكتوبر وفي قوات حفظ السلام في الكنغو البلجيكي ١٩٦٠ م و في تشاد ١٩٧٩ و في نامبيا عام ١٩٨٩ و في لبنان في قوة حفظ السلام ضمن قوات الردع العربية و في جزر القمر في في عمليات إعادة الحكومة الشرعية حيث استعادت قوات المظلات جزبرة أنجوان و تم تسليمها لحكومةجزر القمر ٢٠٠٨ م .

سجل حافل للجيش السوداني العظيم الذي ظل طوال تأريخه المشرف قويا متماسكا و حواليه و في جواره القريب شهدنا الحروب التي تدمر الحكومات الدول و الجيوش .

في كل هذا السجل المشرف ظلت عقيدة الجيش السوداني الراسخة هي الحفاظ علي الوطن و المواطن داخل السودان و باسم السودان حيثما كانت دواعي الانسانية و الوطنيةو الجوار و الإخاء تتطلب وجوده و مشاركته .

و سيظل جيشنا الشامخ حائطا يصد كل من يريد شرا بالسودان .
تحية عظيمة واجبة لهذا الجيش العظيم و هو يحتفل اليوم بعيده التاسع و الستين .

و تحية لشعب السودان الذي يقف مساندا لجيشه بالانفس و الأرواح و بكل ما يملك في الحرب و في السلم .

راشد عبد الرحيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019

رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
عبد الرحمن نجدي**
المسرح موطن لأيامي الجميلة

تقديم وعرض حامد فضل الله /برلين

صدر في عام 2025 كتاب لعبد الرحمن نجدي بالعنوان أعلاه. قام بتصميم الغلاف الفنان التشكيلي حسن موسى (فرنسا).
تبدأ الصفحة الأولى بعنوان: "تجديد الذاكرة"، "دعوني ابدأ باعتراف شخصي، لقد أخذتني السينما معظم سنوات حياتي رغم إنني درست علوم وفنون المسرح أولا قبل أن اتجه للسينما. لكنني ظللت وفيا للمسرح وأهله، وهذه شهادة مني بذلك".
" على مدي ثلاثة عقود عجاف من عمر حكومة "الاِنقاذ" لم تنج خشبة المسرح ... ومجمل الأنشطة الانسانية الأخرى التي تتصل بالهم الثقافي من قبضة واحد من أكثر الأنظمة عنفاً وقبحاً في تاريخ السودان!!.
وينشد:
خربت الديار يا سوبا أصلك خاينة،
وليَ الأوان يافتنة قط ما تايبة،
أضحي الجيشو خراب والدولة أضحت سايبة،
وكل التابعوك يا سوبا ناسا خايبة.
(خراب سوبا" خالد أبو الروس 1908 ــ 2014 ).

ويقول، لقد عانى المسرح طويلاً من وطأة عدم الرضي الرسمي، ومن طبقات طفيلية من أهل الدراما، فالمسرح يجب ان يكون( أو ينبغي أن يكون أبو الفنون) في بلادنا، كما هو في غيرها، ومصدر إشعاعها. وكان للمسرح في السودان، منذ مطلع عشرينات القرن الماضي، دوراً رائداً في تكوين الثقافة الجماهيرية وقيم الاستنارة والنضال الوطني المعادي للاستعمار. بدأ تاريخ المسرح في السودان عام 1902 حسب ما جاء في كتاب بابكر بدري (حياتي)، وظهر المسرح بشكله الأرسطي في مدينة رفاعة. كما سعى معهد تدريب المعلمين بخت الرضا منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، ليجعل من المسرح أداة من وسائل التعليم. كما جاءت سنوات الستينيات حافلة بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، فقد كانت فترة تحول سياسي وإيجابي هائلة تم فيها الاِعلان عن ميلاد أول حركة جادة ومنظمة للمسرح، عندما قدمت مسرحية إبراهيم العبادي "المك نمر" وإخراج الفكي عبد الرحمن.
تم في عام 1976 إنشاء مسرح (للطفل والعرائس)، ولعل أكثر المسرحيات ارتبطا بالجماهير وأكثرها شهرة مسرحية "نبتة حبيبتي).
بدور الحق يسود في الناس،
ونبته تقيف تعاند الليل،
وما تسجد عشان تنداس،
وما تحكمنا عادة الكهنة،
والبحكمنا حقو الرأس.
أنشودة من أجل العدالة
(هاشم صديق، مسرحية "نبتة حبيبتي.")
كما سعى المسرحيون السودانيون، في هذا الجو المشحون بالإبداع إلى اقتحام طرق جديدة للعرض، فكان التغريب. ثم لا ينسى كلية الدراما " المعهد العالي للموسيقى والمسرح (1969)، والمسرح الجامعي مشاركاً المسرح القومي نهضته. ويرسل تحية وإجلال للمبدعات السودانيات اللواتي اقتحمن مجالاً عصياً تماماً على النساء في ذلك الزمان.
ولعل الفقرة التالية تلخص مضمون هذا الكتاب الصغير في الحجم والعميق في محتواه.
" لقد نشأ المسرح في السودان بوصفه ثمرة جهد من العمل الدؤوب قام به العيد من الرواد، وأصبح منذ مطلع القرن الماضي محطة مضيئة من محطات الحياة الثقافية والفكرية في السودان، وكان جزءا من نسيج الحياة الأدبية والفنية، ورغم أن تجربتنا المسرحية حديثة نسبية، فقد أستطاع كتابنا أن يتعرضوا لكل أنواع الصراع. هذا البحث محاولة لاستحضار تلك اللحظات الخالدة في تاريخ المسرح في السودان، ومحاولة للاقتراب من التجربة المسرحية خاصة تلك المرتبطة بالخشبة، وبفنان المسرح، وأولئك الذين شاركوا في نهضته، وأحيوا فينا شعلة الأمل لعقود طويلة، واليوم طواهم النسيان، وهذه المراجعات لاستكمال الصورة، ملء الفراغ، ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات التي عرضت وشكلت منعطفاً منطقياً في ذاكرة المسرح السوداني في مستواها التاريخي والاِنساني، وأقول أن هناك الكثير جدا من القصص في ذاكرة المسرح السوداني تنتظر ما يسردها. والدعوة إلى فتح حوار جاد حول الدور الذي نتوقع أن يلعبه المسرح في تثبيت قيم الحرية واستشراف مستقبل واعد لبلد قتلته الأطماع والأيديولوجيات البليدة والخبيثة ".
كُتب واُخرج الكتاب بطريقة فنية، تقوم على سرد الراوي ( المؤلف) وكأنه على خشبة المسرح، ويعقبه إضاءة بصوت خارجي يضيف ويعلق، وهكذا دواليك، بهذا يشعر القارئ وكأنه داخل المسرح.
ويُختتم الكتاب بشهادات من عدد كبير من الفنانين والمبدعين والكتاب والسياسيين.
أرسل لي عبد الرحمن مسودة كتابه، وارسلت له السطور أدنها، فكرمني أبن الخال، فزين بها صفحة الغلاف الخلفي:
الأخ العزيز عبد الرحمن،
قرأت بكثير من المتعة والاِعجاب كتابك الموسوم "رحلة في ذاكرة المسرح في السودان (1909ــ 2019)".
تكتب يا العزيز بتواضع جم " ما سجلته مجرد خطوط عامة لهذا التطور الخلاق والمنطقي لخشبة المسرح في السودان، وإبراز قيمة المسرحيات ..."
يا العزيز،هذا نص رائع ووسيم وباهي، وزاخر بمعلومات قيمة وسرد تاريخي، بقلم كاتب وناقد معايشاً ومتابعاً من الداخل، لتطور المسرح في السودان.
لقد أعاد لي نصك البديع الكثير من الذكريات الحميمية. فخالد أبو الروس كان معلمنا في مدرسة الهداية الأولية، لصاحبها الشيخ الشبلي، الفاضل سعيد كان زميلي في المرحلة الثانوية، وكنا نلاحظ ونندهش ونعجب لمقدرته في المحاكاة، وكذلك زميل المهنة الدكتور الطبيب علي البدوي المبارك، وخالد المبارك كان زميلي لفترة قصيرة في ألمانيا الديمقراطية، قبل أن يتوجه إلى بريطانيا لمواصلة دراسته الأكاديمية العليا في مجال الفن المسرحي، ولا تزال تربطني به صداقة حميمة. لم تذكر حسن عبد المجيد فكان يقدم مسرحيات في الإذاعة (هنا أم درمان). وكذلك لم تتعرض للبروفيسور عبد الله الطيب، الذي كان يترجم بعض النصوص المسرحية الاِنجليزية، وكانت تُقدم أيضا من الاِذاعة". وكان يشارك في التمثيل والإخراج الصديق " ود المسلمية" قمرالدين علي قرنبع، و قتها كان طالباً في كلية الآداب، ثم أستاذا في معهد الدراسات الاضافية التابع لجامعة الخرطوم لاحقاً.
نعمل الآن في برلين لعقد ندوة كبيرة عن تاريخ المسرح والسينما في السودان، ويساعدنا في التحضير الصديق والمخرج السينمائي العراقي المعروف قيس الزبيدي*** وهو يعرفك ويعرف إبراهيم شداد، وكتب من قبل دراسة تعريفية ونقدية عن أفلام إبراهيم شداد.
لك عظيم الشكر "يا ود نجدي"، لهذا الرحيق ونحن نعيش في هذا الزمن الرديء.
حامد فضل الله
برلين، 27 أكتوبر 2024
أرسل لي العزيز عبد الرحمن عدد من نسخ كتابه الصغير، فقلت له: لماذا ضاق صدرك ولديك الكثير من ما تقوله.
فرد قائلاً:
هذا الكتاب مقدمة (قدومة) لثلاث كتب:
ــ الرقابة والسينما السودانية.
ــ رحلة في ذاكرة السينما السودانية
ــ الأماني المعلقة.
يا لها من بشارة عظيمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عبد الرحمن نجدي، رحلة في ذاكرة المسرح السوداني، دار باركود للنشر والترجمة والتوزيع، الخرطوم 2025
** عبد الرحمن عبد الرازق نجدي، كاتب وناقد ومخرج سينمائي، درس السينما والمسرح في الخرطوم ولندن، مؤسس لمجلات السينما والمسرح في السودان، وشارك في العديد من مهرجانات السينما العربية والدولية، ويعمل مديراً لشركة قطر للسينما وتوزيع الأفلام منذ 2006.
*** تُوفىً قيس الزبيدي في برلين وقبل صدور الكتاب، ودُفن في العراق.

hamidfadlalla1936@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • الإعلام السوداني والتحديات التي تواجهه في ظل النزاع .. خسائر المؤسسات الاعلامية البشرية والمادية
  • الجيش السوداني يطلق تنبيهات عاجلة لسكان مروي
  • رئيس اتحاد الصناعات السوداني للجزيرة نت: القطاع الخاص يقود التعافي
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في الفاشر
  • قصف كثيف وتوغل بري… هل اقترب سقوط الفاشر؟ .. خبير عسكري يؤكد أن الجيش السوداني جهز قوات كبيرة لفك الحصار عن المدينة
  • الجيش السوداني: مقتل 60 عنصرا من "الدعم السريع" بهجوم على الفاشر  
  • دارفور التي سيحررها أبناء الشعب السوداني من الجيش والبراءون والدراعة ستكون (..)
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب مفاجئ لقوة تتبع  لـ”الدعم السريع” من الفاشر 
  • رحلة في ذاكرة المسرح السوداني* 1909 ــ 2019
  • الجيش السوداني يعلن مقتل 47 مدنيا في قصف للدعم السريع استهدف الفاشر‎