تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.

ويوم القيامة يوم مشهود، يتمنى المرء حينها ألا يطيل وقوفه بين يدي الله، وألا يضيع عمله، ويتقبله عن آخره، ومن ثم يكون من أهل الجنة، لكن هناك من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وصدقة، إلا أنه يقف بين يدي الله عز وجل «عريانًا»، ليس من الملبس، وإنما من جميع أعماله مهما كانت.

وحذرنا النبي - صلى الله عليه وسلم- من الاعتداء على الآخرين؛ فصاحبه يأتي يوم القيامة ويُأخذ من جميع حسناته حتى يفلس، فإن تبقى عليه حقوقًا للغير طرح عليه من خطاياهم، ثم القى في النار.

وروى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، صحيح مسلم.

فاحذر من أن تقع في صغار الذنوب، فتكبر كل يوم جزءًا حتى تصير جبلًا لا تطيق حمله يوم القيامة، فهناك من يجلس بين أصحابه ويبدأ بالحديث عن هذا أو ذاك، ويخوض في أعراض الناس و يتصور أن الأمر هين، مجرد كلمتين للهزار لا أكثر، وينسى أنه عند الله أمر عظيم، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان جالسًا بين أصحابه رضوان الله عليهم وإذ به يسألهم فجأة: «أتدرون من المفلس .. قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام، وزكاة؛ ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا؛ وضرب هذا؛ فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار».

أنك لا ترضى أن يخوض أحدهم في عرضك، فالناس أيضًا يرفضون ذلك، واعلم أن الخائض في أعراض الناس مُفلس يوم القيامة، وإن صلى وصام وقام واعتمر، مستشهدًا بقول الله عز وجل فى كتابه الكريم «وَتَحْسَبُونَهُ هَيّنًا وَهُوَ عِندَ للَّهِ عَظِيمٌ».

أشخاص لا يحبهم الله
كشف مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف، عن 6 أشخاص لا ينالون حب الله، وذلك عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي «فيسبوك».

وقال « البحوث الإسلامية» إن أول الأشخاص الذين لا يحبهم الله - تعالى-: المفسدون، ثانيًا: المستكبرون، ثالثًا: الظالمون، رابعاَ: المسرفون، خامسًا: الخائنون، سادسًا: المعتدون.

وفي وقت سابق، أوضح مجمع البحوث الإسلامية أن النبي - صلى الله عليه وسلم- حذرنا من الاعتداء على الآخرين؛ فصاحبه يأتي يوم القيامة ويُأخذ من جميع حسناته حتي يفلس، فإن تبقى عليه حقوقًا للغير طرح عليه من خطاياهم، ثم القى في النار.

واستشهد  بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»، صحيح مسلم. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحسنات السيئات يوم القيامة صلى الله علیه وسلم یأتی یوم القیامة ح س ن ات ه ال م ف ل س ى الله ع

إقرأ أيضاً:

هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟.. الدليل من السنة النبوية

هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، سؤال ورد إلى صفحة دار الإفتاء المصرية من أحد متابعيها، إذا أن الصلاة من العبادات التي يتقرب بها العبد لله عز وجل، لذا يحرص المُسلم على أدائها في أوقاتها، ومعرفة فقه الصلاة، والواجبات والمُبطلات، ومن ضمن الأسئلة التي تشغل بال المٌسلم هو السؤال الوارد للدار.      

هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟

أجابت دار الإفتاء على سؤال بشأن هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، بأن كثير من الفقهاء قالوا إن صلاة الشروق هي نفسها صلاة الضحى، مُوضحين أن أقل عدد ركعات لصلاة الضحى هو ركعتان، ويمكن أربع وست وثماني ركعات كحد أقصى.

متى ينتهي وقت صلاة الشروق

وأشارت الدار في فيديو لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، للحديث عن هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، إلى ما روته أم هانئٍ ابنةِ أبي طالبٍ أنَّها قالت قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في فتحِ مَكَّةَ فنزلَ بأعلى مَكَّةَ فصلَّى ثمانيَ رَكَعاتٍ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ ما هذِهِ الصَّلاةُ قال صلاةُ الضُّحَى، قالت فما رأيت صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود.

وأوضحت الدار أن وقتها يبدأ من بعد شروق الشمس بحوالي 15 دقيقة، وممتد حتى قبل صلاة الظهر بـ 5 دقائق.

هل صلاة الشروق تكفي عن صلاة الضحى

وأوضحت دار الإفتاء في إطار حديثها بشأن سؤال هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟، أن الكثير من الفقهاء اتفقوا على أن صلاة الشروق هي صلاة الضحى، مُشيرًة إلى أن هناك قسم آخر من العلماء يرى أن هناك فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى.

وتابعت أن من يرى أن هناك فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى يستدل بقوله تعالى «إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ»، مٌشيرين إلى أن صلاة الشروق هي الصلاة لحظة شروق الشمس وهي عبارة عن ركعتين فقط.

صلاة الشروق كم ركعة

وأكدت الدار أن الرأي الذي يرى بأن صلاة الشروق تختلف عن صلاة الضحى يُصليها ركعتين فقط، ومن يرى أنها نفسها هي صلاة الضحى فيمكنه أن يصليها ركعتين أو أربع أو ست أوثماني ركعات، وذلك كما ورد في السنة النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

هل صلاة الشروق فرض

أوضحت دار الإفتاء في سياق الحديث عن صلاة الشروق وصلاة الضحى، أن صلاة الضحى هي الصلاة التي سَنَّها سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في وقتِ الضحى عند ارتفاع النهار فهي ليست بفرض ولكنها سنة، وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلم أنها مجزئةٌ عن جميع الصدقات المطلوبة على جميع سُلَامِيَّات بدن الإنسان أي: «عظامه» في كلِّ يومٍ شكرًا لله على نعمته وفضله.

الدليل على فضل صلاة الضحى 

واستشهدت الدار بما رواه أبي ذَرٍّ الغِفَارِي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

مقالات مشابهة

  • "الزهراء" سيدة نساء العالمين
  • دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق
  • حكم قول المسلم لأخيه يا كافر
  • هل صلاة الشروق ركعتان فقط؟.. الدليل من السنة النبوية
  • حريق مهول يأتي على قصبة بطريق أمزميز
  • 6 طرق لتترك أثر طيب في حياة الناس
  • أستاذ تفسير: الفقراء حسابهم يوم القيامة أسرع من الأغنياء
  • حذر منه النبي .. أمر يفعله الكثير إياك أن تقع فيه
  • محمد تُوفي متأثراً بإصابته... مجهولون أطلقوا النار عليه أثناء نومه