لماذا فشل القرار 1701 في حماية لبنان؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أنهى القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 الحرب السابقة بين إسرائيل وحزب الله، ولكنه فشل في الحفاظ على السلام، والآن يخوض الدبلوماسيون معركة شاقة لإحياء هذا الإجراء وسحب الشرق الأوسط من شفا حرب شاملة.
ليس هناك طريق سهل لإقناع إسرائيل وحزب الله بالموافقة على نسخة معدلة من القرار 1701
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن القرار رقم 1701، الذي سعى إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب لبنان، لم يمنع القتال بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف التقرير أن كلفة فشل القرار 1701 واضحة للعيان، إذ فر عشرات الآلاف من الناس من منازلهم في شمال إسرائيل هرباً من نيران صواريخ حزب الله. كما تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله في إحداث أزمة إنسانية في لبنان، حيث أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص ومقتل أكثر من 2400 خلال العام الماضي، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
المنطقة الآمنةوفي الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، غزت إسرائيل لبنان مرة أخرى، في محاولة لإنشاء المنطقة العازلة الآمنة التي وعد القرار 1701 بضمانها، عبر تقليص نفوذ حزب الله.
“UN Security Council resolution 1559 states Hezbollah must be disarmed. Resolution 1701 states it cannot be present in southern Lebanon. UN and Lebanon ignore these resolutions. So Israel has no choice but to invade Lebanon to enforce them.”
From my interview with @visegrad24 pic.twitter.com/ntceD0QCDE
وفي الأول من أكتوبر، وبعد وقت قصير من إعلان الغزو البري، قال الأدميرال البحري دانييل هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "إذا لم تتمكن دولة لبنان والعالم من إبعاد حزب الله عن حدودنا، فلا خيار أمامنا سوى القيام بذلك بأنفسنا".
وشرحت الصحيفة سبب فشل القرار، والطريق الصعب لإنهاء الصراع الحالي في لبنان.
كان القرار 1701 الذي أصدرته الأمم المتحدة، والذي أنهى حرب 2006، يهدف إلى نزع السلاح في جنوب لبنان وحماية إسرائيل من الهجمات عبر الحدود التي يشنها حزب الله.
وقد دعا القرار القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من جنوب لبنان، كما دعا حزب الله إلى الانسحاب شمال نهر الليطاني.
وكانت المنطقة الواقعة بين الليطاني والحدود، حيث دارت أغلب المعارك، ستصبح منطقة عازلة تسيطر عليها القوات العسكرية اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
“UN Security Council resolution 1559 states Hezbollah must be disarmed. Resolution 1701 states it cannot be present in southern Lebanon. UN and Lebanon ignore these resolutions. So Israel has no choice but to invade Lebanon to enforce them.”
From my interview with @visegrad24 pic.twitter.com/ntceD0QCDE
وفي أغسطس (آب) 2006، تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع القرار رقم 1701.
ودعا إلى "إقامة منطقة خالية من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة" بخلاف تلك التي تنتمي إلى الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والمعروفة باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".
ولم يتم تنفيذ القرار بالكامل، ولم تكن قوات اليونيفيل مخولة باستخدام القوة ضد حزب الله، ولم يكن الجيش اللبناني راغباً أو قادراً على فرض إرادته على حزب الله، وهو حزب سياسي يتمتع أيضاً بقوة كبيرة في الحكومة اللبنانية.
وعلى مدى سنوات، وقفت قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني متفرجة إلى حد كبير بينما كان حزب الله يبني وجوداً كبيراً بالقرب من حدود إسرائيل، وهو الوجود الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه عازم على تطهيره.
وسمح ذلك لحزب الله بتجميع المقاتلين والذخائر في نطاق ضرب شمال إسرائيل - ومكنه من إطلاق آلاف الهجمات الصاروخية على إسرائيل على مدار العام الماضي تضامناً مع حماس منذ أن قادت تلك المجموعة هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل وأطلقت حرباً انتقامية في غزة.
وفر أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم في شمال إسرائيل هرباً من الصواريخ.
وقال حزب الله إن وجوده في المنطقة منزوعة السلاح مبرر لأن إسرائيل لم تنسحب من الأراضي المتنازع عليها المعروفة باسم مزارع شبعا.
وتزعم إسرائيل أن المنطقة كانت جزءاً من مرتفعات الجولان التي استولت عليها من سوريا في عام 1967.
ماذا سيحصل؟وصرح آموس هوكشتاين، المبعوث الخاص للرئيس جو بايدن بشأن الصراع بين إسرائيل وحزب الله، في بيروت هذا الأسبوع إن القرار 1701 هو الحل الوحيد للصراع بين إسرائيل وحزب الله، مبرزاً الحاجة إلى تدابير إضافية لضمان تنفيذه "بشكل عادل ودقيق وشفاف".
وأكد هوكشتاين الاثنين بعد اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو محاور رئيسي بين الولايات المتحدة وحزب الله، أن قرار الأمم المتحدة "نجح في إنهاء الحرب في عام 2006، ولكن يجب أن نكون صادقين في أن أحداً لم يفعل أي شيء لتنفيذه. والافتقار إلى التنفيذ على مدى تلك السنوات ساهم في الصراع الذي نحن فيه اليوم".
وقال ماثيو ليفيت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن الولايات المتحدة وحلفاءها: "يجب أن يوضحوا أنهم سيدعمون بقوة حكومة لبنان إذا نشرت قوات عسكرية ذات مغزى في المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة".
ولكن ليس هناك طريق سهل لإقناع إسرائيل وحزب الله بالموافقة على نسخة معدلة من القرار 1701 أو الانسحاب من جنوب لبنان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله إيران وإسرائيل عام على حرب غزة بین إسرائیل وحزب الله الأمم المتحدة للأمم المتحدة جنوب لبنان القرار 1701 حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسابق مهلة الـ60 يوما لفرض أمر واقع على الأرض اللبنانية
#سواليف
مع اقتراب انتهاء مهلة الـ60 يوماً لإنهاء انتشار #الجيش_الإسرائيلي في #لبنان، وفق المرحلة الأولى من خطة وقف النار، يكثف الجيش نشاطاته بالتنسيق مع الاستخبارات العسكرية والمستوى السياسي في محاولة لفرض واقع على الأرض اللبنانية يتيح له استمرار الهيمنة عليها. وعشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة وعقد جلسات عشية انتهاء فترة الـ60 يوماً، وضعت إسرائيل أكثر من خطة تحت ذريعة “ضمان أمن سكان الحدود والشمال”.
وبعدما كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن الجيش يعد لنقل الجدار على طول خط الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى “الخط الأزرق” الدولي، قرر الجيش اليوم الجمعة نصب 12 موقعاً عسكرياً على طول الحدود بحيث يكون كل موقع أمام بلدة إسرائيلية محاذية للحدود وتطل على البلدات اللبنانية، أي إن بعد بعضها عن الأخرى لا يتجاوز خمسة كيلومترات.
ووفق الخطة، توضع القواعد العسكرية والمراقبة أمام رأس الناقورة وشلومي وحانيتا والمستوطنات التابعة لمجلس “معاليه يوسيف” الإقليمي حتى نهاريا.
مقالات ذات صلة أولهم بشار الأسد.. الشعب السوري يتطلع لمحاسبة مجرمي الحرب 2025/01/04وهذا القرار لم يوقف الاحتجاج المتصاعد لرؤساء وسكان بلدات الشمال الذين يعدون اتفاق وقف النار خطـأ وخطراً على حياتهم، ويدعون إسرائيل إلى إقامة منطقة عازلة في عمق لبنان قبل انسحاب الجيش من هناك.
وبحسب ما نقل عن مسؤول أمني فإن المنطقة بين “الخط الأزرق” والحدود الحالية ضرورية لضمان أمن الحدود وعدم التسلل، على أن يعمل الجيش خلال ذلك على تعزيز الجدار وتكثيف العوائق على طول الحدود لمنع أية عملية تسلل، على رغم نشر القواعد العسكرية هناك.
ومن جهته كشف رئيس مجلس شلومي، غابي نوعمان أن قائد منطقة الشمال أوري غوردين عرض أمامه خريطة تشير إلى مخطط لإقامة غلاف أمني لحماية السكان، وفهم رؤساء البلدات أن الجيش ينوي إقامة منطقة عازلة تضمن أمن السكان. وقال نوعمان “جلسنا معاً وعرض أمامي غوردين بالضبط كيف سيحمي الجيش سكان شلومي وبقية البلدات، بإقامة غلاف أمني ليس فقط يراه السكان بل يشعرون به. ومن جهتنا نُصر على إقامة منطقة عازلة، فطالما إسرائيل تقيم مثل هذه المنطقة في #سوريا فلماذا لا تقيمها في لبنان أيضاً؟ هناك يوجد علينا خطر وهنا يوجد خطر أكبر”.
تجريف الأراضي اللبنانية
ولم يطلق الجيش الإسرائيلي على أعماله تسمية ” #منطقة_عازلة ” لكنه كشف عن أنه يخوض سباقاً هندسياً مع الزمن لإنشاء منطقة مفتوحة خالية من كثافة المزروعات وما سماه “الغطاء النباتي”، وباشر بجرف مناطق لبنانية واسعة تشمل البساتين والحقول والغابات الطبيعية وحتى مناطق المراعي. ويدعي الجيش أن هذه المناطق تشكل مخبأً لنشاطات “حزب الله”، ومن هناك تسللت فرق مضادة للدبابات وفرق المراقبة وجمع المعلومات وغيرها، ونقل أسلحة أطلقت النار على إسرائيل”.
ووفق خطة الجيش سيُطبق ما فعله داخل قطاع غزة في جنوب لبنان، إذ أنشأ هناك منطقة أمنية بعرض ثمانية كيلومترات خالية من المباني وما سموه “الغطاء النباتي”. وفي لبنان فإن تجريد المنطقة وجعلها مفتوحة ومكشوفة سيسمح، بحسب تل أبيب، بمراقبة العمق اللبناني والرد على أية محاولة لتهريب أسلحة وتسلل واعتداء في كل وقت يتطلب الأمر ذلك.
بقاء طويل الأمد
وكلما اقترب موعد انتهاء الـ60 يوماً وفق اتفاق وقف النار يكثف الجيش الإسرائيلي استعداداته للبقاء داخل لبنان لفترة طويلة تتجاوز تلك المدة. وكانت آخر ذريعة لتبرير بقائه، عملية القصف التي نفذها أمس الخميس واستهدفت منصة قاذفات صواريخ في جنوب لبنان. وادعى الجيش الإسرائيلي أن جهاز الاستخبارات والمراقبة كشف وجود منصة قاذفات #صواريخ تابعة لـ” #حزب_الله ” وأبلغ اللجنة الدولية التي تتابع تنفيذ اتفاق وقف النار لنقل الأمر إلى الجيش اللبناني، ولكن وبحسب إسرائيل، فإن الجيش اللبناني لم ينفذ ما هو متفق عليه بتدمير منصة قاذفات الصواريخ، مما استدعى سلاح الجو الإسرائيلي إلى قصفها.
ورفض الجيش الإسرائيلي اتهامه بانتهاك الاتفاق بقصفه هذا، معلناً أنه سيكثف القصف وعملياته للقضاء على البنى التحتية والقدرات العسكرية لـ”حزب الله”.
وبحسب أكثر من مسؤول أمني وعسكري، فإنه وعلى رغم أن “حزب الله” لا يطلق صواريخ على إسرائيل حالياً لكن وضعية لبنان تحتم بقاء الجيش الإسرائيلي وعدم انسحابه. ودعا نقيب احتياط يارون بوسكيلا وهو مدير عام حركة “الأمنيين” الجيش الإسرائيلي إلى عدم الخضوع للضغوط، وعدم التنازل عن قرار بقائه في لبنان بسبب الوضعية الحالية هناك وعدم ضمان أمن الحدود والسكان. وقال إن “على الجيش مواصلة عملياته في لبنان بذات الوتيرة الحالية لعدم السماح لـ’حزب الله‘ بالعودة إلى نقاط القوة التي كان عليها قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وحتى قبل ستة أشهر عندما كثفنا القتال ضده”. وأضاف “كل هذا يتم في وقت تتزايد فيه الخشية من خطر وقوع هجمات من ’حزب الله‘ أو منظمات أخرى لديها مصالح مختلفة تبذل جهوداً للعمل ضد إسرائيل، مما قد ينعكس على استقرار المنطقة”.
أما خبيرة الشؤون الإيرانية في منتدى “دفورا” موران الوف فترى أن “انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان هو خطأ كبير وتهديد لأمن إسرائيل”. وأضافت أن الحزب “يواصل محاولاته للتعافي بعد أن تعرض ومعه إيران لضربات كبيرة، ومع هذا لم يتخل عن فكرته ويستعد جيداً للحظة القتال، كما يبذل جهداً لإعادة تأسيس هذا المحور والعمل بطرق استراتيجية عدة لخلق فوضى في إسرائيل، وفي هذا أيضاً هدف تحويل الأضواء عن المشروع النووي الإيراني ولذلك يجب استمرار توجيه الضربات ضد ’حزب الله‘ لأنهم أيضاً سيواصلون نشاطهم”.