ألقت السلطات السعودية القبض على باحث سعودي بارز ومؤثر في "سناب شات"، فيما وصفه الخبراء بأنه دليل على الحملة الصارمة التي تمارسها المملكة على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.

جاء توقيف محمد الحاجي، خبير الصحة العامة الذي أكمل رسالته في الولايات المتحدة، في أعقاب اختفاء واعتقال مؤثرين بارزين آخرين، بسبب "جرائم" تشمل انتقاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ونقل تقرير لصحيفة "الجارديان"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن مصدرين مطلعين على الأمر، اعتقال الحاجي.

لم يكن هناك ما يشير إلى سبب اعتقال الحاجي، الذي كان يُنظر إليه على أنه غير سياسي وداعم للحكومة السعودية.

وكان من المقرر أن يتحدث الحاجي في حدث في الرياض الأحد، لكن المراقبين لاحظوا أنه تم حذف تغريدة تصف الحدث في الأيام الأخيرة.

جاء ذلك في أعقاب الأنباء الأخيرة عن اعتقال مناهل العتيبي، مدربة لياقة وفنانة معتمدة تبلغ من العمر 29 عامًا، والتي كثيرًا ما روجت لتمكين المرأة على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً

السعودية.. حملة اعتقالات تطال رموزا بالمنطقة الشرقية

من بين التهم الأخرى، اتهمت السلطات السعودية العتيبي باستخدام وسم "societyisready"، يمكن ترجمته إلى (الدعوة إلى إنهاء قواعد ولاية الرجل).

كما تم اعتقال مؤثر آخر على "سناب شات"، وهو منصور الرقيبة، الذي كان لديه أكثر من 2 مليون متابع، قبل أن يحُكم عليه بالسجن لمدة 27 عامًا بسبب انتقاده الشخصي لولي العهد.

وسبق أن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بطريقة وحشية، في 2018، بعد سلسلة من الانتقادات التي كتبها في عموده بصحيفة "واشنطن بوست".

وسبق ذلك حملة اعتقالات من قبل حكومة ولي العهد لمثقفين ودعاة تجرؤا على التعبير عن آراء مخالفة لآراء بن سلمان.

ونقلت الصحيفة عن يحيى عسيري، المعارض السعودي المقيم في المملكة المتحدة ومؤسس منظمة "القسط" لحقوق الإنسان، القول إن السعودية لم تعد تشهد "اعتقالات جماعية" كما وصفها "خاشقجي" قبل خمس سنوات.

ويضيف: "ولكن السجون ممتلئة والمجتمع مهدد بشكل كامل".

اقرأ أيضاً

فرانس برس: الإعدامات والاعتقالات تفسد الإصلاحات القانونية بالسعودية

ويشير عسيري إلى أنه "لا أحد يستطيع انتقاد الانتهاكات أو الفساد"، مضيفة أنها "لا تزال السلطات تبحث عن المزيد من الضحايا ولا تزال تستهدف أي شخص تشعر أنه يمكنه التعبير عن آرائه في أي وقت".

وتلفت "الجارديان" إلى أن الحاجي لا ينتقد السلطات، ويحاول أن يكون في الجانب الآمن، "لكن تم اعتقاله بشكل غير عادل، مثل الكثير من الناس".

والحاجي لديه حساب "سناب شات" معتمد و385 ألف متابع على "تويتر".

وفي المقابلات التي سلطت الضوء على نجاحه الأكاديمي في الولايات المتحدة، حيث التحق بالدراسات العليا والجامعية، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة تمبل عام 2020.

والحاجي هو ناشط معروف في مواقع التواصل الاجتماعي، وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السلوكية والاجتماعية، كما أراد استخدام منصته لشرح قضايا الصحة العامة للجمهور السعودي.

أكسبته أبحاثه حول انتشار مرض فقر الدم المنجلي، وهو مرض وراثي شائع في المملكة العربية السعودية ، جائزة من منتدى الجينوم التابع لجمعية الصحة العامة الأمريكية وجمعية الطب السلوكي.

اقرأ أيضاً

أنباء عن اعتقالات نسائية جديدة في السعودية بسبب مواقع التواصل

ويقدم الحاجي "بودكاست" بعنوان "آدم" على منصة "ثمانية" الشهيرة عبر "يوتيوب".

وفي وصف عودته الأخيرة إلى السعودية، أشار إلى أنه بنى ما يكفي من المتابعين ليتم التعرف عليه، مضيفا: "إنهم ينادونني بالدكتور محمد".

وتقول سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لـ"ديوان"، وهي جماعة لحقوق الإنسان أسسها خاشقجي، إن السعودية تعتقل الآن على وجه الخصوص الأصوات البارزة التي "لا علاقة لها بالسياسة"، لأن أي صوت مستقل كان يُنظر إليه على أنه تهديد في ذهن بن سلمان.

وتضيف أن اختفاء أشخاص مثل الحاجي، دون سبب معروف، كان أحد أساليب "الإرهاب" التي استخدمها ولي العهد.

ويعرف بن سلمان أيضًا أنه حر في فعل ما يشاء في البلاد، لأنه آمن في ظل الإفلات من العقاب، حيث وقع أمثال الرؤساء الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على أنفسهم، لجذبهم لشراء الأسلحة، وسعداء بالنظر إلى الاتجاه الآخر تجاه أي شيء آخر.

فيما يقول عمر عبدالعزيز، المعارض السعودي المقيم في كندا والذي كان مقربًا من خاشقجي، إنها "أخبار صادمة" بالنظر إلى أن الحاجي كان يُنظر إليه إلى حد كبير على أنه داعم للحكومة الحالية.

اقرأ أيضاً

ضرب وابتزاز.. الجارديان تكشف أسرار جديدة عن اعتقالات ريتز كارلتون بالسعودية

ورفضت شبكات التواصل الاجتماعي التعليق على حالات اختفاء واعتقال أبرز مستخدميها في المملكة، بما في ذلك الأحكام الصادرة بحق امرأتين وهما نورة القحطاني وسلمى الشهاب، بسبب تغريدات وإعجابات على موقع "تويتر"، اعتُبرت ناقدة للحكومة السعودية.

وكان إيفان شبيجل، الرئيس التنفيذي ومؤسس "سناب شات" في السعودية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

ورفضت الشركة، التي لديها أكثر من 20 مليون مستخدم في المملكة، بما في ذلك ما يقدر بنسبة 90% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و34 عامًا، التعليق على اعتقال الحاجي.

كما لم ترد السفارة السعودية في الولايات المتحدة على طلب للتعليق.

ولا تصدر السلطات السعودية عادة أي تعليق عن أسباب إيقاف النشطاء، وإنزال أشد العقوبات بالسجن ضدهم.

وتعتقل السعودية مئات المغردين والنشطاء، إضافة إلى الدعاة منذ وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة قبل نحو 6 سنوات.

اقرأ أيضاً

أبرزهن ابنة الأميرة بسمة.. "سعوديات معتقلات" ينشر قائمة اعتقالات انتقامية

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية اعتقالات مؤثر سناب شات بن سلمان التواصل الاجتماعی فی المملکة ولی العهد اقرأ أیضا سناب شات بن سلمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

منظمات حقوقية ومدنية عالمية تدعو السعودية للإفراج عن جميع المحتجزين تعسفيا

دعت 40 منظمة حقوقية ومنظمة مجتمع مدني، السلطات السعودية إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيًا على خلفية التعبير عن آرائهم على الإنترنت، وذلك قبيل انعقاد منتدى حوكمة الإنترنت في الرياض.

وأكدت هذه المنظمات، من بينها منظمة العفو الدولية، في بيان مشترك أصدرته اليوم، أن حقوق الإنسان وتعزيزها في العصر الرقمي تُعدّ من أبرز الموضوعات التي سيتناولها المنتدى السنوي المختص بالسياسات العامة الرقمية، والذي سيُعقد في الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وسلطت المنظمات الضوء على ما وصفته بـ "النفاق" المتمثل في استضافة السعودية لمثل هذا الحدث بينما تواصل اعتقال الأفراد، وإخفاءهم قسرًا، وترهيبهم لإسكاتهم.

وقالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "أمام السلطات السعودية 100 يوم قبل بداية منتدى حوكمة الإنترنت لتثبت جديتها في التخفيف من حملتها القمعية ضد حرية التعبير، وعليها أن تستغل هذا الحدث كفرصة لتنفيذ إصلاحات حقيقية، بدلًا من استخدامه كجزء من حملة دعائية لتلميع صورتها".

وأضافت: "لتبرهن أن استضافتها للمؤتمر حول مستقبل الإنترنت ليست مجرد عملة دعائية فارغة، يتعين على السلطات السعودية الإفراج عن جميع المحتجزين تعسفيًا لمجرد ممارستهم حقهم في حرية التعبير على الإنترنت، قبل بدء منتدى حوكمة الإنترنت".

وتابعت أنياس كالامار: "كشف مثل هذه القضايا عن الحقيقة المظلمة للقمع الشديد الذي تمارسه السلطات السعودية ضد حرية التعبير عبر الإنترنت. إذا كانت السلطات السعودية جادة في توليها دورًا قياديًا عالميًا في بلورة السياسات العامة الرقمية، فعليها أولًا أن تثبت التزامها باحترام حق الجميع في حرية التعبير. وذلك من خلال إصلاح القوانين المبهمة التي تجرّم التعبير عن الرأي، مثل نظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ووضع حد نهائي لحملتها القمعية ضد المعارضين، سواء عبر الإنترنت أو خارجه".

وأعرب العديد من نشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يشاركون عادةً في المؤتمر السنوي، عن قلقهم البالغ بشأن السفر إلى السعودية للمشاركة هذا العام، وذلك خشيةً من الاعتقال، أو المضايقة، أو المراقبة، نظرًا لتاريخ السعودية الطويل في قمع المعارضين واعتقالهم. وتدعو منظمة العفو الدولية اللجنة المنظمة لمنتدى حوكمة الإنترنت إلى مطالبة السلطات السعودية بتقديم ضمانات علنية بعدم منع أي شخص من دخول البلاد للمشاركة في المؤتمر. كما تطالب المنظمة بأن تكفل السلطات عدم تعرض المشاركين لأي مضايقات، بما في ذلك الاحتجاز والمراقبة، وضمان حرية التعبير لجميع المشاركين.

وأشارت منظمة العفو الدولية، إلى أنها وثقت في السنوات الأخيرة الماضية، الحملة القمعية الصارمة التي شنتها السلطات السعودية ضد الأشخاص الذين يبدون حتى أدنى مؤشرات المعارضة أو النقد على الإنترنت.

وذكرت أن سلمى الشهاب كانت من بين الذين تمت إدانتهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم على الإنترنت. فقد اعتُقلت سلمى في يناير/كانون الثاني 2021، وبعد محاكمة جائرة، حُكِم عليها في يناير/كانون الثاني 2023 بعقوبة سجنية صادمة مدتها 27 عامًا، تليها 27 عامًا من حظر السفر، بتهم الإرهاب الملفقة، لمجرد أنها غردت دعمًا لحقوق المرأة.

وفي قضية مقلقة أخرى، حكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية في يناير/كانون الثاني 2024 على مناهل العتيبي بالسجن 11 عامًا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم حقوق المرأة، ومشاركة صور لها عبر الإنترنت في مركز تجاري دون ارتداء العباءة.

وأشار البيان إلى أن قضية عبد الرحمن السدحان تعتبر من بين القضايا المقلقة أيضًا، حيث حُكم على العامل في الهلال الأحمر، في أبريل/نيسان 2020 بالسجن 20 عامًا، تليها 20 عامًا من حظر السفر، بعد محاكمة جائرة بسبب تغريداته الساخرة. وفي يوليو/تموز 2023، صدر حُكم بالإعدام على المدرس المتقاعد محمد بن ناصر الغامدي، لانتقاده السلطات على منصة إكس (تويتر سابقًا)، وبسبب نشاطه على اليوتيوب.

إقرأ أيضا: منظمات حقوقية: هكذا انتقمت السعودية من مواطن أمريكي رفع دعوى ضدها

مقالات مشابهة

  • وزارة الداخلية ترفع من مستوى التواصل بتعيين رشيد الخلفي في منصب الناطق الرسمي
  • علامة مضيئة لمصر.. الرئيس السيسي يهنئ أبطال دورة الألعاب البارالمبية باريس ٢٠٢٤
  • الكشف عن أهم الشخصيات في العالم التي من الممكن أن تصل إلى لقب ”تريليونير”.. تعرف عليها
  • راحة وأمان.. مميزات استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
  • بعد "اتهامات مشينة".. إقالة وزير حقوق الإنسان في البرازيل
  • الولايات المتحدة تتهم وسائل إعلام روسية بالتورط في مخطط للتأثير على مواقع التواصل
  • منظمات حقوقية ومدنية عالمية تدعو السعودية للإفراج عن جميع المحتجزين تعسفيا
  • إمام الحرم يحذر من سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • السويلم : أتمنى تكون مباراة السعودية أمام إندونيسيا درس لنا للقادم .. فيديو
  • السعودية.. رجل أمن يشعل تفاعلا بادعاء تظلم من مسؤوله والداخلية ترد