كيف تدخل الجنة بغير حساب؟.. نصائح وتوجيهات من دار الإفتاء
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
سُئل الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن كيفية دخول الجنة بغير حساب، وذلك خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية.
وأوضح شلبي أن دخول الجنة بلا حساب يتطلب استعدادًا مسبقًا، حيث إن طريق الجنة ليس سهلاً، بل محفوفًا بالمكاره، بينما يبدو طريق النار سهلاً في ظاهره لأنه محفوف بالشهوات، مشيرًا إلى أن الإنسان لا بد أن يقدم الأعمال الصالحة لآخرته، مستشهدًا بالآية القرآنية: "وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ" (البقرة: 223).
وأضاف شلبي أنه على الإنسان أن يتوب عن ذنوبه الماضية، ويستغفر الله منها، ويكثر من الطاعات والنوافل، مع الالتزام بحسن الخلق. واستشهد بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ"، مشيرًا إلى أن هذه الصفات تساهم في فوز الإنسان بالجنة في الآخرة.
وتابع شلبي أن التوبة الصادقة تكون بالإكثار من الاستغفار، كما جاء في قول النبي صالح -عليه السلام- لقومه: "لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، والندم على فعل المعاصي، بالإضافة إلى الإكثار من الأعمال الصالحة التي توافق هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وأكد على أهمية أن يكون لدى المسلم حسن الظن بالله وعدم اليأس من رحمته، مستشهداً بأحاديث كثيرة تشير إلى عفو الله ورحمته بعباده التائبين.
كيف يدخل الإنسان الجنة بدون حساب
ومن جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على أهمية الصدق في حياة المسلم، مشيرًا إلى العديد من الأحاديث النبوية التي تحث على الصدق وتنهى عن الكذب.
وأوضح جمعة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث صحيح: "إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابا.
وعليكم بالصدق فإن الصدق بر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا" (رواه البخاري ومسلم).
وأشار جمعة إلى حديث آخر ورد في صحيح ابن حبان، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اضمنوا لي ستًا أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم".
كما ذكر حديثًا من موطأ الإمام مالك، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون بخيلًا؟ قال: نعم. قيل: أفيكون كذابًا؟ قال: لا".
واختتم جمعة حديثه بالتأكيد على أن الصدق هو سمة الأنبياء والصالحين، مستشهدًا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري: "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء علي جمعة صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم أداء قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة.. أمين الإفتاء يجيب
أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين دار الإفتاء المصرية، أن أداء قيام الليل يجوز بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة، ويستمر وقتها حتى قبيل دخول وقت الفجر، مشيرًا إلى أن الأفضل أن تُؤدى في الثلث الأخير من الليل لما في هذا الوقت من بركة وأجر عظيم.
وقيام الليل من العبادات العظيمة التي حثّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهي سنة مؤكدة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولها أثر بالغ في تثبيت الإيمان والتقرب من الله تعالى. يقول الله عز وجل في سورة المزمل: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا...»، وهي دعوة مباشرة لإحياء الليل بالعبادة وقراءة القرآن.
وقد مدح الله تعالى أهل الإيمان الذين يتقربون إليه بقيام الليل فقال: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...»، وهو وصف يدل على مدى إخلاصهم وإقبالهم على ربهم في ساعات السكون.
وفي شهر رمضان، يتضاعف أجر قيام الليل، وخصوصًا في ليلة القدر، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، لما في هذه الليلة من خير كثير وخلوة بين العبد وربه لا يراها أحد سواه.
أما وقت قيام الليل، فيمتد من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وأفضل أوقاته هو الثلث الأخير من الليل، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ويقول: «هل من سائل فيُعطى؟ هل من داعٍ فيُستجاب له؟ هل من مستغفر فيُغفر له؟».
وفيما يخص عدد ركعات قيام الليل، فلا حد لها، ويجوز أن يُصلي المسلم ما يشاء من الركعات، ولكن الأفضل أن تكون إحدى عشرة ركعة مع الوتر، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتُصلّى مثنى مثنى، كما جاء في الحديث الشريف: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى».
ويُستحب في هذه الصلاة الخشوع والطمأنينة، فالقليل مع الإخلاص والخشية خير من كثير بلا تدبر، فقيام الليل عبادة لا تُقاس بعدد الركعات بل بحضور القلب والإخلاص في القرب من الله.