تقرير لـResponsible Statecraft: أحزاب المعارضة لم تتخل عن حزب الله حتى الآن
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أن "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أشارت إلى أنها ترى في تصعيد إسرائيل لحملتها على الجبهة اللبنانية فرصة ذهبية لتقليص دور حزب الله في لبنان. ولكن على الرغم من الضربات الثقيلة غير المسبوقة التي وجهتها إسرائيل للحزب، بما في ذلك اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارة جوية في 27 أيلول، فإن هذه المهمة قد تكون أكثر صعوبة مما يرغب صناع السياسات في واشنطن في الاعتراف به.
وبحسب الموقع، "إن إدارة بايدن تعمل على وضع خطة لتجاوز حزب الله في انتخاب رئيس لبناني جديد بعد قرابة عامين من الفراغ الرئاسي، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال". وفي الوقت نفسه، زعمت صحيفة الأخبار المؤيدة لحزب الله أن سفيرة واشنطن في بيروت ليزا جونسون دعت الفصائل السياسية اللبنانية إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد حزب الله. ونقلت الصحيفة عن جونسون قولها: "حزب الله أصبح ضعيفا للغاية بعد الضربات التي وجهت إليه، واستهدفت قياداته وقتلت أمينه العام، وبالتالي لم يعد بإمكانه فرض ما يريد، وهناك مرحلة سياسية جديدة ستشهدها البلاد قريبا لا مكان فيها للحزب". وبدا أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يؤكد أن واشنطن تسعى إلى تحقيق هدف تهميش حزب الله سياسيا. وقال ميلر للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر: "ما نريد أن نراه في نهاية المطاف من هذا الوضع هو أن يتمكن لبنان من كسر القبضة الخانقة التي فرضها حزب الله على البلاد وإزالة حق النقض الذي يتمتع به الحزب على رئيس البلاد"."
وتابع الموقع، "يدعم حزب الله وحركة أمل ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. ومن المعتقد أن المرشح المفضل لدى واشنطن هو قائد الجيش العماد جوزيف عون. وتنقسم الفصائل السياسية اللبنانية الرئيسية في البلاد بشكل أساسي على أسس طائفية، لذلك إن أي محاولة لتقليص مكانة حزب الله تتطلب تعاون أكثر من فصيل من هذه الفصائل. ولكن بصرف النظر عن زعيم حزب القوات اللبنانية ومنافس حزب الله سمير جعجع، يبدو أن هناك القليل من الحماس لخطط إدارة بايدن حتى الآن".
وأضاف الموقع، "انعكس ذلك في اجتماع نظمه جعجع تحت عنوان "دفاعاً عن لبنان" كشف فيه عن خارطة طريق جديدة تتضمن انتخاب رئيس يلتزم بتنفيذ القرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 1559، الذي يدعو، من بين أحكام أخرى، إلى نزع سلاح الحزب. وكان من اللافت غياب شخصيات بارزة من المعسكر التقليدي المناهض لحزب الله عن هذا الاجتماع، بما في ذلك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي لا يزال يقيم في الإمارات العربية المتحدة بعد إعلانه انسحابه من السياسة في أوائل عام 2022. كما لم يحضر اجتماع جعجع كبار المسؤولين من تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، مثل رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة".
وبحسب الموقع، "لكن هذا لا ينبغي أن يكون مفاجئاً، نظراً للتحولات الملموسة في الديناميكيات الطائفية السُنّية الشيعية في لبنان نتيجة لحرب غزة. فقد أكسب قرار حزب الله تنفيذ عمليات عبر الحدود ضد إسرائيل دعماً لشعب غزة وحركة حماس الفلسطينية دعماً كبيراً من أغلب السنة في لبنان. بل إن بعض الجماعات السُنّية في البلاد انضمت إلى حزب الله في شن هجمات ضد إسرائيل، كما نسقت الجماعة الإسلامية اللبنانية مع حزب الله في تنفيذ عمليات عبر الحدود. إن هذا الوضع يتناقض بشكل حاد مع الوضع الذي كان قائماً عندما أرسل حزب الله مقاتلين لدعم الحكومة السورية ضد التمرد المسلح الذي أطلقته مجموعات ذات أغلبية سنية قبل أكثر من عقد من الزمان. ولكن دعم حزب الله للسنة في غزة، إلى جانب الشراسة غير المسبوقة للهجوم الإسرائيلي على الجيب الساحلي، قد غير هذا الواقع".
وتابع الموقع، "لا يقل أهمية عن ذلك الدعم الكامل الذي تقدمه إدارة بايدن لإسرائيل في جهودها الحربية. ومع قيام الإدارة بإلقاء ثقلها خلف الحملة العسكرية الإسرائيلية، فإن النخبة السياسية السنية اللبنانية لا تريد ربط أسمائها بأي مبادرة تقودها الولايات المتحدة لإعادة تشكيل السياسة اللبنانية، وخاصة تلك التي تسعى إلى تهميش الحزب الذي حافظ على دعمه الثابت لغزة. من جانبه، انتقد التيار الوطني الحر قرار حزب الله بشن هجمات على إسرائيل دعماً لغزة، لكنه أكد أيضاً أن انتخاب رئيس يجب أن يتم من خلال التوصل إلى إجماع لبناني محلي وليس نتيجة ضغوط خارجية".
وبحسب الموقع، "هناك أسباب أخرى تجعل الانضمام إلى مبادرة مناهضة لحزب الله خيارًا غير مرغوب فيه بالنسبة لغالبية النخبة السياسية في لبنان على نطاق أوسع، أهمها أن أهداف الولايات المتحدة تتوافق بشكل وثيق مع الرواية الصادرة عن إسرائيل. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات موجهة إلى الشعب اللبناني بعد اغتيال نصر الله: "حرروا بلادكم من حزب الله حتى تنتهي هذه الحرب". ومع تصنيف الدولة اللبنانية لإسرائيل باعتبارها عدواً، وتصعيد قصفها للبلاد، بما في ذلك وسط بيروت، فإن قِلة قليلة من الناس قد يرغبون في الارتباط بأي جهد يمكن ربطه بوضوح بالأهداف الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، فإن سلوك إسرائيل في حربها ضد حزب الله لا يخدم إلا لتعزيز فكرة إسرائيل باعتبارها عدواً للدولة اللبنانية". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إدارة بایدن حزب الله فی بما فی ذلک فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
علّق عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ على كلمة الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر قناة "الحدث"، قائلا:" اليوم نرى مشهدية بعيدة كل البعد من معركة تحرير لبنان، فما سبّب باحتلال بعض الأراضي اللبنانية هي حرب الإسناد التي أطلقها حزب الله لدعم غزة وبعد سنة هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان ودمّر ما دمّر واحتل ما احتل، ونتج عن ذلك وقف اطلاق النار المعروف والذي فاوض عليه وفيه أو عبره حزب الله والذي هو وثيقة استسلام، بحيث أن الحزب اعترف بفك البنية التحتية العسكرية وضمنا التحول إلى حزب سياسي".
ولفت إلى أنه "علينا أن نسمع ما يقوله حزب الله منذ مدة طويلة ونستنتج العكس تمامًا على الأرض"، مشيرًا إلى أنهم "يتقنون الدعاية الحربية وغيرها إنما اليوم نحن أمام مشهدية تريد أن تنكر ما حصل واقعًا على الأرض".
أضاف: "أهالينا لهم الحق بالعودة الآمنة إلى قراهم لكن لا يمكن أن يستعملهم الحزب أكياس رمل ليحتمي وراءهم". وقال: "حزب الله تحطّم في معركته ضد إسرائيل في حرب الإسناد، واندثرت قواه العسكرية ويريد إعادة بناء قواته معنويًا أقله لربما يستطيع أن يستعيد بعض الوهج ويبرّر الاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني، ونحن على قاب قوسين من تأليف حكومة لا تعطي الحزب ما اعتاد عليه من مغانم وهو يسعى للإنجازات الوهمية على الأرض ليرفع سعره في المفاوضات"، معتبرًا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة".
ورأى أن "حزب الله يريد أن يقبض على القرار المالي للدولة اللبنانية فهناك 3 أو 4 مواقع مالية في الدولة، ديوان المحاسبة، المدعي العام المالي ووزير المالية وهو الذي يراقب عمل بقية الوزراء ويقرر أن يصرف لهم الاعتمادات، وبهذه الطريقة يسعى الحزب إلى السيطرة على مفاصل بقية الوزارات وهذا ما حصل في السابق وليس تكهنًا فهي هي التجربة في آخر 3 حكومات"، مضيفا: "من هنا يسعى الى النفاذ عبر القرار المالي ليعطل أكثر وأن يكون في المعادلة اللبنانية وكأنه لا يزال يتمتع بكامل قوته العسكرية والأمنية على الأرض وهذا ما يرفضه اللبنانيون بعد المآسي التي عانينا منها". وقال: "على الحزب أن يتوجه للإسرائيلي الذي حاربه لا إلى أخيه في الوطن المفترض أن يكون شريكهم وأخاهم في الوطن الذي احتضنهم".
ورأى الصايغ أن "حزب الله لا يعرف أن يحفظ جميلًا للناس الذين احتضنوه"، مشيرًا إلى ان"ما قام به أمس من استباحة لشوارع طويلة عريضة في وسط العاصمة بيروت وعمليات ترهيب وكما حصل الليلة في جبل لبنان في منطقة الجديدة أكثر من 200 دراجة وإطلاق النار في الهواء"، سائلًا: "على من هذه العراضات؟ على شريككم في الوطن الذي احتضنكم عندما كان الإسرائيلي يهجّر أبناءكم من الجنوب ويستهدف مراكزكم ويدمّر الضاحية الجنوبية فهل هكذا تردون المعروف؟".
وأكد " ان لا حاضنة شعبية أبدًا للحزب، فقد أمضينا الليل نقوم بالاتصالات مع أبنائنا في المناطق التي تدخلها الدراجات النارية لكي لا يأتوا بردة فعل، لأننا لا نريد أن ننجرّ إلى مواجهة أهلية مع هذا السلاح غير الشرعي ونترك للجيش اللبناني أن يفعل ما يجب ان يفعله"، معتبرًا أن "حزب الله يريد أن يضرب هيبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهيبة رئاسة الجمهورية، فالشيخ نعيم قاسم يقول غير ما يُضمر فهو يقول إنه يعوّل على رئيس الجمهورية الذي كان حتى الأمس القريب قائدًا للجيش ولكن في الوقت نفسه حصل أمس اعتداء على الجيش اللبناني من قبل جماعة حزب الله واليوم هذه المشاكل الأمنية في جبل لبنان ووسط بيروت هي ضربة موجّهة إلى العهد الذي يرأسه العماد جوزاف عون".
وطمأن الصايغ حزب الله بأننا "لن نلعب لعبته مهما كلّف الأمر ولن ننجرّ إلى منطق الدويلة والممارسات الإرهابية التي مارسها ضد أهالي بيروت وجبل لبنان، نحن نواجه بمنطق الدولة والقانون والمعايير والجيش عمد إلى توقيف كثيرين من المرتكبين والقوى الأمنية في صدد ملاحقة والقبض على المرتكبين الذين أطلقوا النار ترهيبًا على الناس وهذا رهاننا، وهو السلطة الشرعية اللبنانية". وختم: "يريدون مواجهة إسرائيل فهي لا تواجَه في بيروت ولا في جبل لبنان، هم لا يستطيعون أن يعوّضوا عن خسارتهم المدوية بانتصارات على أبناء وطنهم في الداخل".