بدأ الجيش الصيني -صباح اليوم الثلاثاء- مناورات بالذخيرة الحية قرب تايوان، مواصلا بذلك ضغوطه على الجزيرة التي أعلن رئيس حكومتها أن بلاده تراقب من كثب ما وصفه بـ"التهديد" للاستقرار الإقليمي. يأتي ذلك بعد أيام من دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ الجيش للاستعداد للحرب. كما جاءت بعد أسبوع من تنفيذ مناورات بحرية وجوية ضخمة اعتبرتها بكين عقوبة لرئيس تايوان بسبب رفضه مطالب الصين بالسيادة على تايوان.

وتجرى التدريبات الصينية قبالة سواحل مقاطعة فوجيان الجنوبية الشرقية المواجهة لتايوان، وكانت إدارة الأمن البحري في منطقة بينغتان الواقعة في مقاطعة فوجيان أعلنت أمس الاثنين أنّه "سيتم إطلاق ذخيرة حية"، اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي في منطقة بحرية تبلغ مساحتها نحو 150 كيلومترا مربعا. وتم تحذير السفن من الاقتراب من المنطقة.

وتعتبر بينغتان أقرب نقطة في برّ الصين الرئيسي إلى تايوان وتبعد عنها نحو 126 كيلومترا. وتقع المنطقة التي سيتم فيها إطلاق النار على بُعد نحو 100 كيلومتر من الجزيرة.

ولم توضح إدارة الأمن البحري الصيني القوات التي ستطلق النيران ولا طبيعة الذخائر التي سيتمّ إطلاقها خلال هذه التدريبات ولا هدفها.

ترقب في تايوان بعد بدء المناورات الصينية بالذخيرة الحية قبالة الجزيرة (الفرنسية)

وردّا على هذه التدريبات، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الثلاثاء أنّها تتابع من كثب "الأنشطة والنيات العسكرية" الصينية.

وقالت تايبيه إنّ هذه التدريبات قد تندرج في إطار "تكتيكات بكين لتصعيد ترهيبها" عبر مضيق تايوان.

وحذّر رئيس الوزراء التايواني تشو جونغ-تاي من أنّ هذه المناورات الصينية تشكّل "تهديدا يقوّض السلم والاستقرار الإقليميين".

ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أجرت بكين مناورات واسعة النطاق حول الجزيرة شاركت فيها أعداد قياسية من الطائرات والسفن العسكرية.

وتعبر سفن تابعة للولايات المتحدة وحلفائها مضيق تايوان بشكل منتظم للتأكيد على ما يعتبرونه مبدأ حرية الملاحة، في حين تعتبر بكين عمليات العبور هذه استفزازا يهدف إلى الطعن في مطالباتها بالجزيرة.

وفي ما يبدو ردا على تحركات الصين، واصلت الولايات المتحدة ممارسة ما تسميه "العبور الحر" عبر مضيق تايوان، إذ عبرت أول أمس الأحد الماضي المدمرة الأميركية "يو إس إس هيغينز" والفرقاطة الكندية "إتش إم سي إس فانكوفر" الممر الضيق من المحيط الذي يفصل بين الصين وتايوان.

كما أرسلت ألمانيا سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان الشهر الماضي، في إطار سعيها لزيادة مشاركتها الدفاعية في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

استعداد للحرب

والسبت الماضي، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الصيني دعا قوات بلاده إلى تعزيز استعدادها للحرب، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام رسمية.

وقال شي، في أثناء زيارته لواء من قوة الصواريخ في الجيش الصيني الخميس، إن على الجيش "تعزيز التدريب، والاستعداد الشامل للحرب، وضمان أن للقوات قدرات قتالية صلبة"، وأضاف شي أن على الجنود أن "يعززوا قدراتهم الإستراتيجية على الردع والقتال".

وقال إن على الجيش الصيني أن "يحمي بقوة الأمن الإستراتيجي للبلاد ومصالحها الأساسية"، وفقا لقناة "سي سي تي في" الحكومية.

وتعدّ الصين جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي جزءا لا يتجزأ من أراضيها، مؤكدة عزمها على استعادتها ولو بالقوة إن لزم الأمر.

وتعود الخلافات بين بكين وتايبيه إلى الحرب الأهلية الطويلة الدامية التي خاضها الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ ضد قوميي حزب كومينتانغ بزعامة تشانغ كاي شيك.

وبعد هزيمتهم على يد الشيوعيين الذين أسسوا جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1949، لجأ القوميون إلى تايوان التي تحظى منذ ذلك الحين بحكومتها وجيشها وعملتها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مضیق تایوان

إقرأ أيضاً:

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً أثناء زيارة بلينكن إلى سول

أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً نحو البحر قبالة ساحلها الشرقي، الإثنين، تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية وسط فترة من الاضطرابات السياسية تشهدها سيؤول.

وأكد الجيش الكوري الجنوبي عملية الإطلاق فيما قال خفر السواحل الياباني أيضاً إن مقذوفاً يعتقد أنه صاروخ أطلقته كوريا الشمالية سقط.

هيئة الأركان المشتركة: كوريا الشمالية تطلق صاروخا باليستيا باتجاه البحر الشرقي https://t.co/A40jErcqdZ

— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) January 6, 2025

وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، التقى بلينكن مع القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية تشوي سانغ موك وأكد على التزام واشنطن الدفاعي "الراسخ" تجاه البلاد، وورد في بيان رسمي أنه دعا إلى التواصل الدبلوماسي والأمني الوثيق لردع الاستفزازات المحتملة من كوريا الشمالية.

ويتولى تشوي منصب الرئيس المعزول يون سوك يول الذي فاجأ البلاد بإعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) مما أدى إلى منعه من أداء مهام عمله في الرابع عشر من ديسمبر (كانون الأول).

وكان الإطلاق الذي جرى، اليوم الإثنين، هو الأول الذي تنفذه بيونغ يانغ منذ الخامس من نوفمبر(تشرين الثاني) عندما أطلقت ما لا يقل عن 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى قبالة ساحلها الشرقي.

مقالات مشابهة

  • الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة تحت الماء قبالة شاطئ حنوش – البترون
  • مساعد نتنياهو يطالب بوقف فوري للحرب في غزة.. اقترح حلاً لإنهائها
  • مدير “الصحة العالمية”: أطفال غزة يدفعون حياتهم ثمنا للحرب
  • رئيس لجنة وقف النار: الجيش هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان
  • إبادة دون قتال.. مسؤول إسرائيلي سابق يعرض حلا للحرب على غزة
  • "الأرصاد": رياح شديدة قبالة سواحل مدينة جيزان وجزر فرسان
  • تايوان تنضم لفرنسا وكندا في حظر الهواتف للطلاب!
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية
  • تسرب نفطي في مضيق كيرتش يتسبب بنفوق عشرات الدلافين ويتسبب بأزمة بيئية
  • كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً أثناء زيارة بلينكن إلى سول