"باربنهايمر" (Barbenheimer) مصطلح سينمائي نحته صحفيون ونقاد أجانب مؤخرا، قبيل العرض المزدوج لكل من فيلمي "باربي" (Barbie) و"أوبنهايمر" (Oppenheimer) في نهاية أسبوع واحدة، في حدث غير مألوف، لأن شركات الإنتاج على الأغلب تتجنب عرض أفلامها المهمة مع أفلام أخرى تماثلها في القوة سعيًا للاستحواذ على شباك التذاكر.

أحدث العرض المزدوج رجة كبيرة في شباك التذاكر العالمي بإيرادات لم تشهدها السينما منذ حدوث وباء كورونا (كوفيد-19)، ورابع أكبر نهاية أسبوع في تاريخ السينما، ولكن هذه اللحظة التي تبدو سعيدة للغاية عكرها اشتعال إضراب كتاب وممثلي هوليود في نهاية الأسبوع ذاته، فهل تصبح هذه أهم وآخر نهاية أسبوع سينمائي كبيرة في 2023؟

أخبار سعيدة وحزينة

مع الافتتاح المزدوج لفيلم "باربي"، كوميديا المخرجة غريتا جيرويغ، والمستوحاة من دمية "باربي" الشهيرة، وفيلم كريستوفر نولان المعنون "أوبنهايمر"، وهو فيلم سيرة ذاتية عن العقل العبقري وراء القنبلة الذرية، أصبحت ظاهرة "باربنهايمر" على لسان الجميع.

على الرغم من أنهما فيلمان يختلفان بصورة جذرية من حيث الأسلوب أو حتى الجمهور المستهدف، فإنه من خلال العرض في اليوم نفسه، استحوذت الثنائية على اهتمام الجمهور وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لدرجة أن العديد من محبي الأفلام، الذين تكاسلوا في العودة إلى دور السينما، أصبحوا يتوقون لمشاهدة الفيلمين معا وفي بعض الأحيان في يوم واحد.

حقق فيلم "باربي" إيرادات تجاوزت مليار دولار في إنجاز لفيلم ميزانيته لم تتجاوز  150 مليون دولار  (المصدر: إي إم دي بي)

توقع المحللون قبل العرض عطلة نهاية أسبوع محطمة للأرقام القياسية في شباك التذاكر، وبالنسبة لقطاع العرض السينمائي الذي لا يزال يعاني من الوباء والتقلص في الإيرادات بسبب صعود منصات البث، فإن هذا الفوز المزدوج الفعال من شأنه أن يسعد الجميع في هوليود، لكن أي احتفالات بهذا النصر لن تكون ممتلئة بالبهجة، حيث تم افتتاح الفيلمين خلال إضراب مزدوج أدى إلى توقف الصناعة.

ففي يوم العرض نفسه تقريبًا بدأ إضراب ممثلي هوليود بعد أن انضم 160 ألف عضو من نقابة "ساج أفترا" إلى أعضاء نقابة الكتاب الأميركية، الذين كانوا في إضراب منذ مايو/أيار الماضي.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الإضراب لأشهر، مما يفسد خطط عرض أفلام باقي العام، لأن النقابة أصدرت أوامر بعدم الترويج لأي فيلم من أي ممثل طوال فترة الإضراب.

بهذا الصدد، قال مايكل موسى، الذي أشرف على إطلاق فيلم "أوبنهايمر" بصفته مدير التسويق لشركة يونيفرسال، إنها "أفضل الأوقات وأسوأ الأوقات". وأشار إلى أنه في الأسابيع القليلة الماضية، مع تزايد الضجيج حول "باربنهايمر"، ازداد العداء بين النقابات، ويتوقع استمرار الإضرابات حتى الخريف.

ماذا سيحدث في الثلث الأخير من 2023؟

أوشك الثلث الثاني من عام 2023 على الانقضاء، وبسبب الإضراب تغيرت الكثير من المواعيد المسبقة التي تم تحديدها قبل شهور عديدة لعرض الأفلام، سواء العرض التجاري أو في المهرجانات السينمائية، وبالفعل، تم تعديل خطط إطلاق بعض الأفلام المنتظرة.

فقد كان من المفترض أن يتم إطلاق فيلم "الطائر الأبيض" (White Bird) بطولة هيلين ميرين في أغسطس/آب الجاري، ولكنه الآن من دون تاريخ رسمي للإصدار، في حين تنازل فيلم "المتنافسون" (Challengers) -وهو فيلم رومانسي من بطولة زندايا- عن موقعه كفيلم افتتاح مهرجان البندقية السينمائي الدولي، الذي يبدأ في 30 أغسطس/آب الجاري.

الفيلم نفسه بالإضافة إلى الفيلم الكوميدي من بطولة إيما ستون "أشياء سيئة" (Poor Things)، كان من المقرر طرحهما في دور العرض في سبتمبر/أيلول المقبل من أجل الاستفادة من الزخم الإعلامي خلال المهرجان، والآن انتقل فيلم "المتنافسون" إلى أبريل/نيسان 2024.

تجاوزت إيرادات فيلم "أوبنهايمر" نصف مليار دولار أميركي (الجزيرة)

على الجانب الآخر، هناك بعض الأفلام التي ربما نشاهدها في مواعيد عرضها الرسمية، منها فيلم "قتلة زهرة القمر" (Killers of the Flower Moon) الذي أخرجه مارتن سكورسيزي، وبطولة ليوناردو دي كابريو وليلي غلادستون وروبرت دي نيرو، والذي من المقرر أن تطرحه شركة "باراماونت" في جميع أنحاء العالم يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول القادم بعد إصدار أولي محدود في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

ومن المحتمل كذلك أن يتغير هذا الموعد، في وقت أن عرضه في موعده الأصلي لن يضره بصورة كبيرة، لأنه بالأساس حظي بعرض أول ناجح للغاية خلال فعاليات مهرجان "كان" السينمائي الدولي في مايو/أيار الماضي، بالإضافة لذلك فإن الفيلم من المتوقع عرضه سينمائيًا بشكل محدود، ثم عرضه على منصة آبل، لذلك فهو يبدو مضمون النجاح، ولا يعتمد بشكل كبير على إيرادات السينما.

ينطبق ذلك على فيلم "نابليون" (Napoleon)، إخراج ريدلي سكوت وبطولة خواكين فينكس، والذي سيصدر على آبل أيضًا يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

تواجه الأفلام التي سيتم افتتاحها في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين تحديًا أكبر بكثير إذا استمر الإضراب، فقد لا تتمكن بعضها من الانتهاء إذا كانت هناك حاجة إلى عمل تعليق صوتي في اللحظة الأخيرة أو عمليات إعادة تصوير بسيطة، ثم هناك التحدي المتمثل في عدم قدرة النجوم على القيام بأي دعاية.

لدى استوديو "وارنر" -منتج فيلم باربي- عدد كبير من الأفلام المهمة التي من المنتظر عرضها، من أهمها الجزء الثاني من "كثيب" (Dune)، الذي يضم فريقه العديد من النجوم منهم تيموثي تشالاميت وزندايا وأوستن بتلر.

حقق مؤخرًا فيلم "باربي" إيرادات تجاوزت مليار دولار، في إنجاز كبير لفيلم لم تتجاوز ميزانيته 150 مليون دولار، وأخرجته امرأة، ولا ينتمي لأفلام الأبطال الخارقين، ولم يكن جزءا ثانيا لفيلم ناجح، وتجاوز فيلم "أوبنهايمر" نصف مليار دولار، وكلاهما مستمر في العرض لأسابيع قادمة، ليصبحا على الأغلب أهم ظاهرة فنية في هذا العام، وربما الظاهرة الأخيرة كذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: نهایة أسبوع ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

ظاهرة الفانشيستات والمشبوهات في توزيع المساعدات على العوائل الفقيرة

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في السنوات الأخيرة، برزت في العراق ظاهرة اجتماعية مثيرة للجدل، تتعلق بمجموعات من النساء، يُطلق عليهن في الأوساط الشعبية مصطلح الفانشيستات، وهنَّ غالبًا ناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرن بمظهر الفاعلات الخيريات، ويدعين العمل الإنساني من خلال توزيع المساعدات على العوائل الفقيرة. إلا أن هذه الظاهرة، رغم أنها قد تبدو نبيلة في ظاهرها، تحمل في طياتها الكثير من الشبهات والمخاوف بشأن النوايا الحقيقية وراءها، وطرق تمويلها، ومدى شفافيتها.

يستخدم مصطلح الفانشيستات للإشارة إلى مجموعة من النساء اللواتي يقدمن أنفسهن كناشطات اجتماعيات عبر منصات التواصل، ويركزن على استعراض حياتهن الشخصية ومظاهر الرفاهية، ثم يقمن بحملات خيرية تتضمن توزيع المساعدات على العوائل المحتاجة. اللافت في الأمر أن معظم هذه المساعدات تُوثق عبر بث مباشر أو تصوير فيديوهات تُنشر على نطاق واسع، مما يثير الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الأنشطة.

العديد من هذه الناشطات يجذبن اهتمام الجمهور من خلال الظهور بأسلوب لافت ومثير للجدل، سواء من حيث المظهر أو طريقة الخطاب، مما جعل البعض يشكك في كون الهدف الأساسي هو تحقيق الشهرة وزيادة عدد المتابعين أكثر من كونه عملًا إنسانيًا خالصًا.

تثار العديد من التساؤلات حول كيفية حصول هؤلاء النساء على الأموال التي يوزعنها، خاصة وأن بعضهن لا يملكن مصادر دخل واضحة. هناك شبهات تدور حول احتمال تلقي تمويل من جهات مجهولة لأغراض غير واضحة، أو استغلال هذه الأنشطة كواجهة لغسيل الأموال أو الدعاية لأشخاص وجهات معينة.

في بعض الحالات، تظهر مؤشرات على أن جزءًا من هذه المساعدات قد يكون ممولًا من قبل شخصيات متنفذة أو رجال أعمال يسعون إلى تحسين صورتهم الاجتماعية، أو حتى جهات ذات أجندات خفية تحاول كسب نفوذ في الأوساط الفقيرة من خلال هذه الحملات.

من أبرز الانتقادات التي تواجه هذه الظاهرة هي الطريقة التي يتم بها استغلال الفقراء والمحتاجين كأداة لزيادة شهرة الفانشيستات. يتم تصوير العوائل الفقيرة أثناء تلقي المساعدات، وغالبًا بطريقة تنتهك خصوصيتهم وكرامتهم، حيث يُجبر البعض على الظهور أمام الكاميرا وشكر المتبرعات علنًا.

هذا الأسلوب يُنظر إليه باعتباره نوعًا من “الاستعراض الخيري”، الذي يعتمد على إذلال المحتاجين بدلًا من مساعدتهم بكرامة. كما أن بعض الحالات كشفت عن استغلال الأطفال والنساء تحديدًا في هذه الفيديوهات، مما يزيد من الجدل حول أخلاقية هذا النوع من النشاطات.

بعيدًا عن الجانب الإنساني، يعتقد البعض أن هناك أجندات خفية وراء هذه الحملات، حيث يُستغل العمل الخيري كغطاء لأغراض أخرى، مثل بناء قاعدة جماهيرية استعدادًا لنشاط سياسي مستقبلي، أو استخدامه كوسيلة لجمع التبرعات التي لا يُعرف أين تذهب في النهاية.

كما أن بعض التقارير أشارت إلى أن بعض الفانشيستات يتعاونَّ مع شبكات مشبوهة، وقد يكنَّ واجهات لمجموعات تعمل في مجالات غير قانونية، مما يزيد من تعقيد المشهد.

لمواجهة هذه الظاهرة، يجب على الجهات المختصة التدخل لضبط عمليات توزيع المساعدات الخيرية، من خلال:

تنظيم العمل الخيري: يجب أن تكون هناك ضوابط قانونية تلزم أي شخص أو جهة تريد توزيع المساعدات بالحصول على موافقات رسمية، والتأكد من مصادر التمويل وشفافية الإنفاق.

حماية كرامة المحتاجين: منع تصوير العوائل المستفيدة من المساعدات إلا بإذنهم، وإصدار تشريعات تمنع استغلال الفقراء لأغراض دعائية أو شخصية.

مكافحة غسيل الأموال: يجب التحقيق في مصادر الأموال التي تُستخدم في هذه الحملات، والتأكد من أنها لا تأتي من جهات غير قانونية.

التوعية المجتمعية: على المجتمع أن يكون أكثر وعيًا بمخاطر هذه الظاهرة، وعدم التفاعل العاطفي معها دون التحقق من مصداقيتها.

ختاما رغم أن العمل الخيري أمرٌ محمودٌ وضروري، فإن استغلاله لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، أو كواجهة لأنشطة غير مشروعة، يمثل خطرًا على المجتمع. ظاهرة “الفانشيستات” والمشبوهات في توزيع المساعدات تحتاج إلى وقفة جادة، ليس فقط من الجهات الرسمية، بل أيضًا من المجتمع نفسه، لحماية الفقراء من الاستغلال، وضمان أن يكون العمل الإنساني قائمًا على النزاهة والشفافية، وليس مجرد وسيلة للشهرة أو لأغراض أخرى في الخفاء.

user

مقالات مشابهة

  • مهرجان الجونة السينمائي يفتح باب التقديم لدورته الثامنة
  • مھرجان الجونة السینمائي یفتح باب التقدیم لدورته الثامنة
  • العراق خامساً بين الدول الأكثر استيراداً من تركيا خلال شهر
  • ظاهرة الفانشيستات والمشبوهات في توزيع المساعدات على العوائل الفقيرة
  • ظاهرة كونية مثيرة قبل نهاية رمضان.. ماذا سيحدث في عصر يوم السبت؟
  • مالمو للسينما العربية يعلن عن لجان تحكيم دورته الـ 15
  • الإحصاء: 37.6 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر وسيراليون خلال عام 2024
  • وزارة الداخلية تقرّ بتصاعد ظاهرة العنف في إقليم كوردستان
  • الـفيفا يكشف عن قيمة الجائزة المالية التي سينالها الفائز بلقب مونديال الأندية
  • هل تبطل مشاهدة الأفلام والمسلسلات الصيام؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي