تفاقم الأوضاع بشرق الجزيرة واتهامات للدعم السريع بممارسة تطهير عرقي
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
تفاقم الوضع في مناطق شرق ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش من تمبول حيث ارتكبت قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة بحق المدنيين- بحسب ناشطين.
مدني: التغيير
قالت لجان مقاومة مدني بولاية الجزيرة- وسط السودان، إن قوات الدعم السريع اجتاحت شرق الولاية بأعداد ضخمة، وارتكبت مجازر بعدد من المدن والقرى.
فيما اتهمت “منصة نداء الوسط”، قوات “المليشيا” بارتكاب جرائم تطهير عرقي بشعة بحق سكان الإقليم الأوسط.
وكان ناشطون أكداوا أن القوات شنت هجمات انتقامية على مدن وقرى شرق الولاية منذ مساء الأحد، بعد محاولة الجيش السوداني التوغل في محلية شرق الجزيرة قبل انسحابه من مدينة تمبول.
وقالت لجان مقاومة مدني، إن القوات ارتكبت مجازر بمدينتي تمبول ورفاعة، وقرى الجنيد الحلة، البويضاء، العزيبة، الشرفة، صفيته تيراب وعدد من القرى الأخرى، وقتلت أكثر من عشرة مدنيين وسقط عدد من الجرحى.
بدورها، أدانت “منصة نداء الوسط”، ما أسمته جرائم التطهير العرقي البشعة، وقالت في بيان، إنه تواترت إليها إفادات من مسؤولين بالمليشيا نفسها تؤكد نيتهم في تصفية سكان الإقليم على أساس قبلي، في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان والقوانين الدولية.
وأضافت أنها رصدت ارتكاب عمليات تصفية جماعية للمواطنين الأبرياء، وتم التنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم على أساس عرقي بحت.
واعتبرت أن هذه الجرائم المروعة تؤكد أن ما يجري ليس مجرد صراع مسلح، “بل هو حرب إبادة وتطهير عرقي تهدف إلى القضاء على مكونات سكانية بأكملها”.
وقالت إن الوضع كارثي، ووجهت نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية للتحرك الفوري وإدانة هذه الجرائم، والعمل على تقديم الجناة إلى العدالة.
وناشدت القوات المسلحة السودانية بالتحرك العاجل للدفاع عن المدنيين وحمايتهم من هذه الانتهاكات المروعة التي ترتكب بحقهم.
وقالت المنصة إن الشهداء والجرحى يتساقطون بالعشرات في ظل انقطاع كامل لوسائل الاتصال والتواصل، مما يزيد من عزلة الضحايا ويمنع إيصال أصواتهم للعالم.
وكانت المنصة أكدت ارتكاب الدعم السريع مجزرة مروعة بحق المواطنين في تمبول راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى واختطفت آخرين بحجة موالاتهم للمتمرد السابق أبو عاقلة كيكل.
الوسومأبو عاقلة كيكل الجيش الدعم السريع تمبول حقوق الإنسان رفاعة منصة نداء الوسط ولاية الجزيرة
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو عاقلة كيكل الجيش الدعم السريع تمبول حقوق الإنسان رفاعة ولاية الجزيرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
عمار: الحديث عن المساس بالدعم نوعاً من «الغباء الاقتصادي»
قال فوزي عمار خبير اقتصادي:” لا يُنكر عاقل أن للدعم وجهاً آخر قد يتحول من أداة حماية اجتماعية إلى عبء اقتصادي إذا أُسيء تطبيقه،لكن الفرق بين “الغباء الاقتصادي” و”الحكمة الاجتماعية” يكمن في كيفية إدارة هذا الدعم”.
وأضاف عمار، عبر حسابه على “فيسبوك” :” يعتقد البعض أن الدعم على بعض السلع هو خسارة اقتصادية، متناسيا أن كبار الدول مثل بريطانيا تدعم الصحة مثلا 188.5 مليار باوند سنويا”.
ولفت إلى أن بعض الدول تخسر لشراء السلم المجتمعي، فليس كل خسارة هي خسارة بل أن الاقتصاد ليس أرقام فقط، بل أحيانا تخسر الدولة من أجل كرامة المواطن صاحب المال، فالاقتصاد الجزيء الذي يٌنبى على الربح يختلف عن الاقتصاد الكلي للدولة”.
ونوه بأن الفلسفة التي تدعوا لخلق طبقتين هما عمال ورأس مال لخلق دولة صراع ديمقراطي مازلنا بعيدين عنها”.
وأكد ان الدعم متواجد في مختلف الهويات الاقتصادية، وهذه نماذج لبعض الدول التي لديها دعم: فبريطانيا ليس وحدها من الدول الكبرى التي تلجأ للدعم بل فنلندا والسويد والنرويج تدعم التعليم والصحة فهي مجانية، وكندا تدعم التعليم العالي بمنح كبيرة، وفرنسا تدعم التأمين الصحي الإلزامي، والإمارات تدعم المشروعات الصغرى والمتوسطة والبرازيل تدعم الفقراء للارتقاء بحياة كريمة.
وأفاد بأن الجدل حول الدعم هو في الحقيقة جدل حول أولويات الحكومات ورؤيتها للمواطن، فالدولة التي ترى شعبها مجرد أرقام في جداول الميزانيات ستسارع إلى قطع الدعم باسم “الترشيد المالي”، أما الدولة التي تعتبر الإنسان ركيزة التنفس فستسعى إلى
عدم المساس بالدعم”.
وتابع عمار:” القضية ليست “دعم أم لا دعم”، بل “كيف نُحسن الدعم” لنصنع اقتصاداً يُحقق التوازن بين العقل والقلب، والأهم من ذلك، أن الدعم يجب أن يكون جسراً للإصلاح، لا بديلاً عنه، وقبل كل هذا يبقى السؤال الأهم هو كيف نوزع الثروة على الناس حتى لا يضطرون للدعم”.
وتابع:” لم يعد السؤال “هل نلغي الدعم؟”، بل “كيف نعيد اختراعه؟”، فالدعم في القرن الحادي والعشرين يجب أن يكون نظاماً ذكياً مرتبطا بالتنمية”.
واستطرد عمار قائلا:” في خضم الجدل حول الدعم الحكومي للسلع الأساسية، يغفل الكثيرون عن الحكمة العميقة الكامنة وراء هذه السياسات، فالدعم ليس مجرد إنفاق عشوائي يُثقل كاهل الموازنة العامة، بل هو استثمار حقيقي في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي”
وقال عمار:” عندما تتدخل الدولة لضمان أسعار معقولة للخبز أو الوقود أو الكهرباء، فإنها لا تحمي فقط الفئات الهشة من الغلاء، بل تحافظ أيضًا على تماسك المجتمع وتجنبه موجات الغضب والاضطرابات التي قد تكبد الاقتصاد خسائر أكبر بكثير من تكلفة الدعم نفسه.
وأشار إلى أن الحديث عن المساس بالدعم في ظل غياب الدولة مثل ليبيا يعتبر نوعا من “الغباء الاقتصادي” أو ما يمكن أن نطلق عليه (الغباء المدعوم).
ولفت إلى أن رفع الدعم أو استبداله في هذه الظروف تبسيط يفتقر إلى الرؤية الشمولية في ظل دولة لا تملك مواصلات عامة ولا طيران اقتصادي ولا سكك حديد.
وشدد على أن أن تحويل الدعم إلى نقدا سيزيد من حجم التضخم فكل شيء مرتبط بالوقود من الخبز إلى نقل الدواء إلى تذاكر السفر، كما أن الحكومة غير قادرة على توفير المرتبات في موعدها فلا بالك باظافة الدعم النقدي.
وأضاف أن المواطن لم يعد يثق في الحكومة التي وعدته بدفع نقدا للدعم على المواد الغذائية ولم يرَ ذلك نهائيا.
وأوضح أن الحل في جودة العملية الظبطية لأن مهما رفعنا السعر سيظل يهرب الوقود، فمثلا في السودان سعر اللتر يصل إلى 6 دينانير ليبية مهما رفعت الدعم ستظل هنالك فرصة للتهريب”.
واختتم عمار قائلا:” إن الاقتصاد الناجح ليس ذلك الذي يحقق فائضاً مالياً على الورق فقط، بل الذي يضمن حياة كريمة لمواطنيه ويبني مجتمعاً متوازناً قادراً على النمو المستدام، لذلك، قبل إطلاق الأحكام، علينا أن نسأل: هل نريد اقتصاداً يخدم البشر، أم بشراً يُضحَّى بهم في سبيل اقتصاد وهمي؟”.