إلى أين يريد أن يصل قاليباف بـ عاطفته تجاه لبنان؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
قد يبدو لبعض الذين يحلو لهم التنظير على اللبنانيين من بعيد ألا ينسوا تذكيرهم بأن ما يتعرّضون له من مجازر متنقلة على أيدي أحفاد الذين ساهموا في قتل أطفال بيت لحم قبل 2024 سنة من الآن لا يُقاس بما يمكن أن ينزل بهم من مصائب نتيجة بعض المواقف، التي تتوالى فصولًا من قِبل بعض الذين لا يوفرون أي فرصة ليقولوا للبنانيين بأنهم لا يزالون قصّارًا ويحتاجون دائمًا إلى من يقرّر عنهم، ويمسك بأيديهم ليدّلهم على الطريق أو لاجتيازها بأمان خوفًا من أن تدهسهم سيارة يقودها مجنون.
بالطبع عندما نتحدّث عن بعض الذين لا يتركون فرصة إلا ويحشرون أنوفهم في ما لا علاقة لهم به لا نقصد الأخوة العرب، وبالأخص منهم أهل الخليج، الذين لم يتوانوا ولا مرّة كان فيها اللبنانيون في حاجة إلى مساعدتهم للخروج من أزماتهم الشديدة التعقيد إلا ومدّوا لهم يد العون والمساعدة. وقد لا يكون مؤتمرا الطائف أو الدوحة الوحيدين من بين المبادرات العربية الكثيرة في التخفيف عمّا عانوه في الماضي وما يعانونه اليوم.
أمّا المقصود بالمباشر فهو تحديدًا رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف الذي لم يكتفِ بأن كلف نفسه عناء التفاوض مع فرنسا نيابة عن لبنان، بل ذهب هذه المرة إلى أبعد من البعيد عندما قال إنّ "الركيزة الأساسية للشعب اللبناني هي إيران وقائدها المرشد علي خامنئي". وهذا الكلام الجديد الذي طفا على سطح العلاقات اللبنانية – الإيرانية هو كلام قديم، ولكنه لم يكن يُقال بهذه الحدّية وبتلك الوقاحة، التي جعلت من لبنان بأسره وليس الجنوب فقط، تابعاً للجمهورية الإسلامية ومرشدها. وهذا الكلام المؤذي لم يكن ليقال لو كان السيد حسن نصرالله لا يزال على قيد الحياة، ولو لم تمتد إليه يد الغدر...
عندما تولّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الردّ على قاليباف يوم الجمعة الماضي سارعت الدوائر الرسمية الإيرانية إلى نفي ما ورد في مجلة "لوفيغارو"، معتبرة أن الحديث قد حُرّف. فأعتبر لبنان الرسمي هذا التوضيح بمثابة اعتذار، ولو غير مباشر. ولكن أن يتمادى السيد قاليباف في تحدّي اللبنانيين بهذا الشكل، الذي أقّل ما يمكن أن يُقال عنه هو أنه في منتهى الوقاحة. ولم يكتفِ رئيس الحكومة بهذا الموقف العلني، الذي وصفه كثيرون بأنه "سيادي" بامتياز، بل زاد عليه موقف آخر عندما قال إنه أبلغ القيادات الإيرانية بأن "يخففوا العاطفة تجاه لبنان"، كما راجع حوار قاليباف بنفسه وأبلغ اعتراضه "والرسالة وصلت".
فعلى السيد قاليباف أن يفهم أن لبنان ليس طائرة ليقودها بنفسه كما فعل عندما قاد الطائرة، التي أتت به إلى لبنان في آخر زيارة له، وأن لبنان ليس ولاية إيرانية، إذ لا يزال حتى اشعار آخر بلدًا سيدًا بكل ما لكلمة سيادة من مفاهيم لا يمكن أن يختلف على تفسيراتها اثنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یمکن أن ی
إقرأ أيضاً:
غارات للاحتلال تجاه بلدات جنوبي لبنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد مراسل فضائية القاهرة الإخبارية، بوجود قصف مدفعي للاحتلال على سهل بلدة القليلة جنوبي لبنان، اليوم الثلاثاء.
كما شن الاحتلال الإسرائيلي غارة على بلدة مجدل زون في قضاء صور جنوبي لبنان.
ووقعت غارة أخرى لجيش الاحتلال على بلدة دير قانون رأس العين جنوبي لبنان.