الذهب يحقق طفرة تاريخية وسط ضغوط اقتصادية وتوترات جيوسياسية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
أكتوبر 22, 2024آخر تحديث: أكتوبر 22, 2024
المستقلة/- يشهد الذهب طفرة غير مسبوقة، حيث قفزت أسعاره إلى مستويات قياسية جديدة، مدفوعاً بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة. وارتفعت أسعار الذهب الفورية لتصل إلى 2729 دولاراً للأونصة، فيما بلغت العقود الأميركية الآجلة 2741 دولاراً. ويتوقع عدد من المحللين أن يستمر المعدن الأصفر في هذا الصعود ليصل إلى 3000 دولار للأونصة قريباً.
في مذكرة لشركة “سبروت أسيت مانجمنت”، أوضح بول وونغ أن الذهب دخل مرحلة صعودية جديدة، مشيراً إلى أن العوامل الرئيسية وراء هذا الارتفاع هي مشتريات البنوك المركزية وارتفاع مستويات الديون الأميركية واحتمال تراجع قوة الدولار. وتشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب بلغت 483 طناً في النصف الأول من 2024، بزيادة 5% عن الفترة ذاتها في 2023، مما يعكس تزايد الاتجاه نحو الاستثمار في الأصول الآمنة.
تعد زيادة الديون الأميركية من أبرز التحديات الاقتصادية. ويتوقع مكتب الميزانية بالكونغرس الأميركي أن ترتفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من 98% في 2023 إلى 181% بحلول 2053. ومع تصاعد هذه الديون، قد تلجأ الحكومات إلى تسييل الديون وطباعة النقود لمعالجة العجز، مما يؤدي إلى ضعف قيمة العملة ويدفع المستثمرين نحو الذهب باعتباره مخزناً موثوقاً للقيمة.
دور التوترات الجيوسياسية في تعزيز الطلب على الذهبالتوترات الجيوسياسية المتزايدة، سواء في الحرب بين أوكرانيا وروسيا أو النزاع في الشرق الأوسط، تدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة. ومع تعثر الحلول الدبلوماسية في تلك النزاعات، تتزايد التوقعات باستمرار الطلب على الذهب، خاصة في ظل توقعات بارتفاع أسعار النفط بسبب تصعيد محتمل في المنطقة.
توقعات بارتفاعات قياسية خلال الأشهر المقبلةتتفق بنوك مثل “بنك أوف أميركا” و”سيتي” على أن الذهب يقترب من حاجز 3000 دولار للأونصة. ويشير مايكل ويدمر، استراتيجي السلع في بنك أوف أميركا، إلى أن الظروف الاقتصادية الحالية تجعل الذهب في وضع “أفضل من أي وقت مضى”. كما أشار محللو بنك سيتي إلى أنه في حال ارتفاع أسعار النفط، فإن ذلك سيعزز من تسارع صعود الذهب إلى مستويات قياسية.
تحديات قادمة رغم الأداء القويورغم الأداء القوي للذهب، إلا أن بعض العقبات قد تحد من الطلب عليه، مثل انخفاض الطلب الصيني على مستوى التجزئة في الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، يواصل المشترون دفع الأسعار إلى مستويات أعلى، ما يعكس الثقة الكبيرة بالمعدن الأصفر وسط الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة.
في ظل هذه التطورات، تبدو التوقعات متفائلة باستمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الربع الأخير من العام الجاري وحتى العام المقبل، ليظل الذهب هو الملاذ الآمن الأول في ظل أجواء عدم اليقين العالمي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
النفط يتراجع مدفوعاً بمخاوف حيال الطلب وقوة الدولار
انخفضت أسعار النفط، اليوم الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025 خاصة في الصين، أكبر مستورد للخام، مما يقرب الخامين القياسيين العالميين من إنهاء الأسبوع على تراجع بنحو 3%.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 33 سنتاً، أو 0.45%، إلى 72.55 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتاً، أو 0.46%، إلى 69.06 دولار للبرميل.
وقالت شركة سينوبك الصينية للتكرير المملوكة للدولة، في توقعاتها السنوية للطاقة، التي أصدرتها أمس الخميس، إن واردات الصين قد تبلغ ذروتها في عام 2025، وإن استهلاك البلاد من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027، مع ضعف الطلب على الديزل والبنزين.
Oil falls on demand growth concerns, robust dollar https://t.co/E4pQVdhQHK pic.twitter.com/olX3nj7NwT
— Reuters U.S. News (@ReutersUS) December 20, 2024وقال إمريل جميل الباحث في مجموعة بورصات لندن "أسعار النفط الخام القياسي تمر بمرحلة استقرار طويلة، وسط ضبابية بشأن نمو الطلب مع قرب نهاية العام".
وأضاف أن "تحالف أوبك+، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، سيحتاج لضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلب السوق جراء المراجعات المستمرة لتوقعاته لنمو الطلب. وخفض تحالف أوبك+ مؤخراً توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي".
كما أثر ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في عامين على أسعار النفط، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، إلى أنه سيكون حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل. ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة قد يضعف النمو الاقتصادي ويقلص الطلب على الخام.
وتوقع بنك جي.بي. مورغان أن سوق النفط ستنتقل من التوازن في عام 2024، إلى تحقيق فائض قدره 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2025، كما يتوقع البنك زيادة الإمدادات من خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025، وبقاء إنتاج أوبك عند مستوياته الحالية.
وفي خطوة قد تؤدي إلى تقليص العرض، ذكرت بلومبرغ أمس الخميس، أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد فرض سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف السعر.
وتجاوزت روسيا سقف 60 دولاراً للبرميل الذي فرض عليها في عام 2022، بواسطة "أسطول الظل" من السفن، والذي استهدفه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بمزيد من العقوبات في الأيام القليلة الماضية.