كان "السيد" شابًا بسيطًا في مقتبل العمر، لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره، عاش في قرية هادئة بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، يعمل سائق توك توك ليعين أسرته الفقيرة.

كل صباح، كان يستيقظ مبكرًا، يركب التوك توك الذي اشتراه بالكاد بعد سنوات من العمل الشاق، ويجوب الطرقات بحثًا عن زبائن، كان حلمه بسيطًا، أن يوفر قوت يومه ويؤمن حياة كريمة لأمه المسنة التي لم يتبق لها في الدنيا سواه.

في صباح ذلك اليوم المشؤوم، استوقفه شخصان في طريقه المعتاد، طلبا منه أن يوصلهما إلى بندر جرجا، لم يكن “السيد” يعرف أنه في طريقه إلى نهايته، سار بهم في الطريق الفرعي المؤدي إلى جرجا، كما طلبا، ولكن ما كان ينتظره هناك لم يكن سوى غدر بشع.

سوهاج .. رئيس شركة المياه يتفقد أعمال الإحلال والتجديد بمحطة الصرف الصحي تكربم 16 كادرا بجامعة سوهاج لاجتيازهم برنامج المدربين المعتمدين من الأعلى للجامعات من قوت يومه إلى كفنه

حين وصلا إلى منطقة مهجورة، باغته أحدهما، فاروق، بطعنة في صدره، جرح نافذ اخترق قلبه، تاركًا إياه يصارع الموت على الأرض.

لم يكن "السيد" يحمل الكثير من المال، لكن هؤلاء القتلة لم يبحثوا سوى عن سرقة التوك توك، الذي كان مصدر رزقه الوحيد، تركوه ينزف وحيدًا في هذا الطريق المهجور، بينما ابتعدا بالتوك توك تاركين خلفهما حياة شاب أزهقت دون ذنب.

عُثر على جثته بعد ساعات، ملقاة على ظهرها، وعيناه ما زالتا مفتوحتين وكأنهما تبحثان عن إجابة، كان حلمه أن يعود إلى أمه في ذلك اليوم، ليقدم لها الطعام ويمسح بيده على رأسها المتعب، لكن القدر لم يمهله.

في جنازته، لم يكن الحزن فقط على فقدانه، بل على الأحلام التي ماتت معه، وعلى القلب الطيب الذي اختفى فجأة من الحياة، تاركًا خلفه أمًا مكلومة لم تستطع سوى أن تبكي وتردد: "كان نفسه يعيش ويشوف الدنيا.. ليه خدوه مني؟"

الواقعة لم تكن مجرد حادثة قتل، بل كانت نهاية لحياة شاب لم يعرف من الحياة سوى الكفاح، وانطفاء لحلم كان من المفترض أن يكبر ويثمر، لكنه قُتل قبل أن يبدأ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوهاج توكتوك البلينا توک توک لم یکن

إقرأ أيضاً:

حان الوقت لمغادرة غزة | حماس ترد لأول مرة على تهديدات ترامب الأخيرة.. تفاصيل

في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) انتقادات حادة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي هدد فيها الحركة بلهجة شديدة، مطالِبًا بالإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

جاء هذا الهجوم من حماس بعد أن نشر ترامب تحذيرًا شديد اللهجة عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، قال فيه: "هذا هو التحذير الأخير لكم! بالنسبة للقيادة، حان الوقت لمغادرة غزة، إذ لا تزال لديكم فرصة.
 وأيضًا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، ولكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات".

حماس: تهديدات ترامب دعم مباشر لنتنياهو
في أول رد فعل رسمي، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن تهديدات ترامب تمثل دعمًا واضحًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمواصلة سياسته في غزة، قائلًا: "تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعمًا لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا"، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".

وأكد القانوع أن الموقف الأمريكي يعكس انحيازًا واضحًا لإسرائيل في وقت تحاول فيه حماس دفع الاحتلال للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية. وأضاف أن "المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين هو دخول الاحتلال في مفاوضات المرحلة الثانية، وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء".

تصريحات ترامب وتأثيرها على ملف التهدئة
تصريحات ترامب جاءت في توقيت حساس، حيث تتواصل الجهود الدولية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في غزة. 
ويرى مراقبون أن لغة التهديد التي استخدمها ترامب قد تزيد من تعقيد الموقف، لا سيما أن أي تصعيد في الخطاب السياسي قد يؤثر سلبًا على فرص التوصل إلى حلول دبلوماسية بين الأطراف المتصارعة.

في المقابل، يواصل نتنياهو سياساته المتشددة تجاه قطاع غزة، إذ يواجه ضغوطًا داخلية من اليمين الإسرائيلي لاتخاذ موقف صارم ضد حماس، ما يجعله أقل التزامًا بالاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية الوسطاء الدوليين.

مستقبل المفاوضات في ظل التصعيد
يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى تأثير تصريحات ترامب على مسار التفاوض القائم، خصوصًا أن الموقف الأمريكي يلعب دورًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة القادمة. 
فبينما تدعو بعض الأطراف إلى استمرار المفاوضات من أجل تحقيق تهدئة طويلة الأمد، يرى آخرون أن الخطاب التصعيدي قد يعقد الأمور أكثر ويؤدي إلى مزيد من التوتر.

وسط هذه التطورات المتسارعة، يظل مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل محل شك، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر للموقف الإسرائيلي.
 وبينما تصر حماس على إلزام الاحتلال بتعهداته، تواصل تل أبيب سياسة المماطلة وسط ضغوط دولية متفاوتة.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه التهديدات إلى تصعيد أكبر، أم أنها ستضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى حل يخفف من معاناة سكان غزة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل.

مقالات مشابهة

  • انهارت على الهوا.. بدرية طلبة تروي اللحظات الأخيرة لزوجها الراحل
  • من هو اللاعب محمد كنو ضحية رامز اليوم؟ .. تفاصيل
  • فيروس هانتا القاتل.. ما سر المرض النادر الذي أودى بحياة زوجة جين هاكمان؟
  • السيطرة على حريق نشب بشقة خالية دون إصابات بالبلينا سوهاج
  • العراقيون يترقبون بـقلق اللحظات الأخيرة.. ترامب يلوّح بالحرب ضد إيران
  • العراقيون يترقبون بـقلق اللحظات الأخيرة.. ترامب يلوّح بالحرب ضد إيران - عاجل
  • جريمة هزت الشرقية في نهار رمضان.. حقيقة وفاة ضحية محاولة الاعتداء بالعاشر
  • 83 محكوما بالإعدام بالمغرب في جرائم أودت بحياة 183 ضحية وفق أحدث تقرير لرئاسة النيابة العامة
  • حان الوقت لمغادرة غزة | حماس ترد لأول مرة على تهديدات ترامب الأخيرة.. تفاصيل
  • المطرب الحبيب.. حسام حبيب ضحية رامز جلال في رامز إيلون مصر | تفاصيل