د.حماد عبدالله يكتب: كرامة المنافق ( المفقودة !! )
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
لايمكن أبدًا أن يبكي منافق علي فقد كرامته، فالمنافق، يترك كرامته وإرادته الحره علي باب المسئول الذي ينافقه !! هذه هي أهم شروط النفاق، حيث لا كرامة لمنافق !! فالمنافق حينما يشدو بقصيده مديح لرئيسة أو للمسئول عنه والراغب في إقتناص شيىء منه لا يحق له !! فهو يعلم تمامًا بأن المشاهدين للموقف !!عالمين تمامًا بأن القصيدة نفاق!! وأن الطلب بغير ذي حق !! وأن المسئول الطيب حينما يصمد أمام أول قصيده نفاق، فليس من المفترض أن يصمد أمام الثانية والثالثة فهناك مثل شعبي مصري يقول " الزن علي الودان أمرْ من السحر"!
والمنافق لا يعير شيئًا إهتمامًا قدر إهتمامه بتحقيق مأربه، وبالتالي الكرامه لا مكان لها ولا حساب ولا قيمة لدي المنافق !!
هذا المقال شدني إليه مايدور في برامج "التوك شو" والإستضافات لبعض ممن يدعون بأنهم من النخبة أو من السياسيون القدامى أو حتى هؤلاء المتخلصون من أذناب نظم سابقة، نجدهم فى الحديث مع صاحب البرنامج فى حالة من "التيهان"!!
حيث مرة يهاجموا النظام وما ترتب على مجىء فلان أو علان، ومرة أخرى منافقون للمسئول الكبير، وكأن الدنيا لا تسير ولا تتوجه إلى المشرق لإستقبال شمس النهار دون إرادة هذا /المسئول، الذى وهبته لنا السماء !!
ومن كثرة تفاهة المتحدث، ونفاقه الواضح للبيان، يخجل صاحب البرنامج فيحاول الخروج من هذا المأزق المكشوف للمشاهدين حتى لا يحولوا مؤشر الجهاز،
( تليفزيون ) أو (راديو ) !!
فالشيء الغير معقول أن يصدق المنافق نفسه، بل التناقض فى حديثه المباشر على الهواء، فمرة يسب المسئول ومرة يرفع من قيمته !! ومرات يدعوا لمحاسبته على إهداره للمال العام أو المساعدة على تربح الغير دون وجه حق من مال عام.
ومرة أخرى وبعد مداخلات على الهواء، ينقلب الضيف المهاجم إلى مطالب بالتصالح وأنه أى الضيف ( هميشى على العجين مش هيلخبطه ) مثل شعبى مصرى أصيل !!
أى أنه مستعد أن يكون ( قرد ) أو ( نسناس ) فى حديقة حيوان المسئول !!
ومع ذلك لا يستوعب هذا المنافق ( على الهواء مباشرة ) أن عشرات الألاف من المشاهدين، يرصدونه وهو يقوم بدور البهلوان.
إن النفاق فى العمل العام، يتطلب فى بعض الأحيان إستخدام مثلًا شعبيًا يقول ( إذا بليتم فإستتروا ) وفعلًا " اللى اختشوا ماتوا " !!
هذه السلبيات التى تمارس على الهواء مباشرة فى قنواتنا الفضائية والأرضية، تدعوا للأسف الشديد علنمى مستوى وضحالة ما يقدم للمصريين وخاصة الشباب والأطفال الذين فقدوا الأمل تقريبًا فى الغد !!
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
صفوت عمارة يكتب: قوة العرب في وحدتهم
تواجه الأمة العربية خطر البلطجة والغطرسة الصهيوــ أمريكية عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع سواء بخلق ظروف جديدة على أرض الواقع بالقوة أو التحايل بدعوتهم الاستعمارية لإخلاء غزة بتهجير أهلها إلى مصر والأردن وسرقة القطاع مع إسرائيل وتحويله لملكية خاصة تحت مسمى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ويدرك الجميع أن التذرع بتهجير الفلسطينيين للاعتبارات الإنسانية خدعة لا تنطلى على أحد، ولا سبيل للنجاة من هذا المخطط سوى الاتحاد؛ فالتجمع والاتفاق سبيل إلى القوة والنصر، والتفرق والاختلاف طريق إلى الضعف والهزيمة، ولقد أمرنا الله بالاعتصام والاتحاد فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103]، وحذرنا من التنازع والاختلاف فقال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال :46].
وحدة الأمة بتوحيد الصف ولم الشمل لمواجهة التحديات والأخطار المعاصرة، والايمان بأننا أمة واحدة ومصيرنا مشترك، فإن قضية فلسطين والأقصى ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وإن كانوا أولى الناس بها، وليست قضية العرب وحدهم، وإن كانوا أحق الناس بالدفاع عنها، وإنما هي قضية كل مسلم في أي مكان كان في مشارق الأرض ومغاربها، وستظل القضية الفلسطينية قضية المسلمين والعرب الأولى، وليس هناك وقت نحن أحوج فيه إلى الوحدة مثل وقتنا هذا، فحزمة الأعواد لا يستطيع أحد كسرها، ولكن من السهل كسر العود تلو الآخر فرادى، وما ارتفعت أمة من الأمم وعلت رايتها إلا بالوحدة والتاريخ أعظم شاهد على ذلك، ويدرك أعداء الأمة خطر اتحاد العرب، حيث قال لورانس براون: “إذا اتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرًا، أما إذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذٍ بلا وزن ولا تأثير”.
العالم لا يحترم إلا الأقوياء، وقوة العرب في وحدتهم بالإيمان اليقيني بوحدة المصير، والابتعاد عن المصلحة الأحادية، وتغليب المصالح العليا للأمة العربية، ومن المؤسف أن جامعة الدول العربية التي مر على تأسيسها ثمانون عامًا لم تستطع الإجماع على رأي واحد أو تنفيذ قرارٍ بعينه، ولم تنجح في علاج قضية أو أزمة، بل إن شغلها الشاغل فقط ـ كان ولا يزال ـ يتمحور حول إشكالية دورية التنظيم، وعلى مدار ثمانية عقود، عُقدت قمم كثيرة «عادية، استثنائية، اقتصادية»، كان القاسم المشترك فيها جميعا بلا استثناء، «القضية الفلسطينية»، وتمخضت جميعها عن عبارات الشجب والتنديد والإدانة والأسف والاستنكار؛ فلا بدَّ من اتحاد قادة دولنا والمؤسسات العربية والمنظمات الإسلامية، والوقوف جنبًا إلى جنب في وجه المخططات الاستعمارية، وكما قال المؤرخ اليوناني ثيوسيديدز: «القويُّ يفعلُ ما يشاء، والضعيفُ يعاني مما يجب أن يعانيه»!
تتحقق القصة الشهيرة «أكُلت يوم أُكل الثور الأبيض» على أرض الواقع العربي، يوم أن ترك قادة الدول العربية العراق فريسة سهلة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بعد طرد صدام وقواته من الكويت، في حرب الخليج الثانية، وهذا ما حدث بعد ذلك في دول اليمن وليبيا والسودان وسوريا؛ فيجب على الأمة العربية أن تتوحد، لأن الفرقة والخلاف أخطر أعدائها، والتاريخ ينطق بذلك، وفلسطين قضية الأمة الإسلامية بأكملها، وما يحدث من محاولات لاختصارها في قضية عربية، ثم تحُجِّيمَها فأضحت قضية فلسطينية، ثم خُنِقَتْ فغدت قضية الأرض المحتلة، وكأن الأرض أرضان أرضٌ محتلة، وغير محتلة فهذا كله عبث وخداع بالقضية المصيرية الأولى لدى المسلمين.