سرايا - رصد خاص - يوسف الطورة - وسعت "إسرائيل" موجة هجومها من خلال شن غارات جوية في أنحاء لبنان، تبررها قواتها إستهدافاً للمؤسسات المالية التابعة لحزب الله، ما وسع هجومها ضد الجماعة المسلحة قبل ساعات من وصول المبعوث الأمريكي "آموس هوكستاين" إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وتبرر الرواية الإسرائيلية الضربات لمهاجمة "النظام ومعاقل الحزب الاقتصادية"، مع التركيز على فروع مؤسسة القرض الحسن.



ونفذت "إسرائيل"، الأثنين، 11 غارة على الضواحي الجنوبية لبيروت، والتي تعرضت سابقا لقصف مكثف وتضم مقر حزب الله، بالإضافة إلى مناطق أخرى في البلاد، وفقا لوسائل إعلام لبنانية رسمية.

وجاءت الضربات قُبيل زيارة المبعوث الأمريكي للبيت الأبيض، آموس هوكستين، إلى بيروت، الأثنين، في إطار الدفع باتجاه وقف لإطلاق النار على قاعدة تعديل القرار الدولي "1701".

وقال هوكستين، الذي من المقرر أن يلتقي بالقادة اللبنانيين، إن الهدف هو اتفاق شامل ينفذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويضمن أن يكون هذا الصراع هو الأخير لأجيال كثيرة.

وهو القرار الذي أنهى الحرب السابقة عام 2006، كان من المفترض أن ينسحب حزب الله من منطقة الحدود، التي كان من المقرر أن تصبح منزوعة السلاح باستثناء قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، والجيش اللبناني الرسمي.

ودعا القرار حينها إلى وقف تهريب الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، وإلى توقف الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق الأراضي اللبنانية، لكن لم يلتزم أي من الطرفين بالاتفاق بالكامل.

وقال هوكستين في مؤتمر صحفي: "يجب أن نكون صريحين، لم يفعل أحد أي شيء لتنفيذه"، وأضاف "إن عدم التنفيذ خلال تلك السنوات ساهم في الصراع الذي نحن فيه اليوم، ويجب أن يتغير ذلك".

وأصدرت إسرائيل "ورقة عمل" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تطالب فيها بالسماح لها في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بتطبيق القرار "1701" بالقوة إذا رأت انتهاكات من حزب الله، وفقا لتسريبات إعلامية غربية، الأثنين، كشفت لأول مرة تفاصيل الرسالة الإسرائيلية.

وتتضمن الرسالة، "إذا رأت إسرائيل خطراً على مدنييها، فإنها تطالب بالسماح لها بالتدخل ومعالجة الأمر، لأن أحداً آخر لن يفعل ذلك"، وفق مضمونها.

وتؤكد الهجمات الأخيرة المخاوف اللبنانية من أن إسرائيل توسع هجومها ضد حزب الله ليشمل البنية التحتية غير العسكرية، وتعتبر الحركة المدعومة من إيران أيضاً القوة السياسية المهيمنة في لبنان وتمتلك شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في جميع أنحاء البلاد.

وأصدرت إسرائيل أوامر للبنانيين بإخلاء مناطق في بيروت، وأجزاء أخرى من البلاد قريبة من المؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله.

واقر المتحدث العسكري الإسرائيلي ضرب عدة أهداف قبل تنفيذها بساعات، وأهداف إضافية استمرت طوال الليل.

وبالتزامن قال مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي، إن إسرائيل ستهاجم فروعا مختلفة لمؤسسة القرض الحسن في جميع أنحاء لبنان، لكنه ألمح إلى أن إسرائيل قد توسع حملتها ضد الشبكة المالية لحزب الله، مشيراً إلى أن الجماعة تتلقى تمويلاً من إيران عبر سوريا ومن شركات لبنانية مرتبطة بها، بالإضافة إلى تبرعات الأفراد.

مبررا الغرض من هذه الضربات استهداف قدرة حزب الله على العمل خلال الحرب، وأيضا بعدها لإعادة بناء وإعادة تسليح الجماعة في اليوم التالي، واستهداف سيطرة حزب الله على أجزاء كبيرة من المجتمع اللبناني.

ويستخدم العديد من اللبنانيين، خاصة من المجتمع الشيعي، شبكة القرض الحسن المالية، من خلال شبكة فروعها المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.

وتعرضت القرض الحسن، التي تعتبر رسمياً مؤسسة غير ربحية، للعقوبات من قبل الولايات المتحدة في عام 2007، لارتباطها بحزب الله الذي أتاح للجماعة التي تصنفها واشنطن كإرهابية الوصول إلى النظام المصرفي الدولي.

وتصنف المؤسسة واحدة من أكبر المؤسسات المالية في لبنان من حيث قاعدة عملائها وانتشارها، تصنفها واشنطن وإسرائيل احد ابرز اذرع الحزب المالية.

في عام 2021، قال زعيم حزب الله حينها حسن نصر الله، إن نحو 300 ألف شخص لديهم قروض مع المؤسسة، وأنها قدمت قروضاً بقيمة 3.7 مليار دولار إلى 1.8 مليون شخص منذ تأسيسها مطلع ثمانينات القرن الماضي.

وتقدم المؤسسة قروضا صغيرة بدون فوائد بالدولار الأمريكي، مدعومة بضمان شخصي أو ودائع ذهبية، يستخدمها المجتمع الشيعي وانصار الحزب لدفع رسوم المدارس والجامعات، وحفلات الزفاف، والأعمال التجارية الصغيرة.

وتعتبر القرض الحسن واحدة من الأدوات الرئيسية لحزب الله في شبكاته الرعوية والخدمات الاجتماعية التي تساعد في تعزيز شعبيته، وزادت الشعبية بعد أن تركت الأزمة الاقتصادية في لبنان العديد من البنوك مفلسة.

وكثفت إسرائيل هجومها ضد حزب الله الشهر الماضي، قائلة في البداية إن هدفها هو دفع الجماعة بعيداً عن الحدود اللبنانية لضمان عودة نحو 60 ألف شخص نزحوا من شمال إسرائيل بسبب إطلاق الصواريخ.

ووسعت إسرائيل أهدافها، في اعقاب اغتيال نصر الله وعدد من كبار مسؤولي الحزب مؤخرا، حيث شنت غارات جوية في جميع أنحاء البلاد وبدأت غزواً برياً للجنوب.

وأقرت إسرائيل، الأحد، بقتل ثلاثة جنود لبنانيين عن طريق الخطأ بعد إطلاق النار على مركبة للجيش اللبناني في منطقة حانين جنوبي لبنان.

وبررت القوات الإسرائيلية الحادثة، إنها أخطأت في التعرف على الشاحنة، بعد حادثة سابقة في المنطقة نفسها تتعلق بما قالت انها مركبة تابعة لحزب الله، واعتذرت عن ما وصفته " الظروف غير المرغوب فيها".

الجدير ذكره قتل خمسة جنود لبنانيين على يد الجيش الإسرائيلي في الأيام العشرة الماضية.

واندلعت المواجهة مع حزب الله بعد أن أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ باتجاه إسرائيل بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وكان القتال محصورا في منطقة الحدود قبل أن تصعد إسرائيل هجومها الشهر الماضي.

وقتل الهجوم الإسرائيلي في لبنان 2483 لبنانيا و 11628 جريحاً اغلبهم مدنيين ونساء وأطفال، وأجبر أكثر من 1.2 مليون لبناني على الفرار من منازلهم في مناطق الجنوب، معظمهم في الأسابيع الثلاثة الماضية.

في المقابل قتل نحو 80 مدنياً وجندياً إسرائيلياً بنيران حزب الله في شمال إسرائيل وخلال الهجوم البري على جنوب لبنان.

إقرأ أيضاً : سقوط صواريخ على تل أبيب وسماع دوي انفجارات مرعبةإقرأ أيضاً : شهداء وجرحى في اليوم 382 من العدوان على غزةإقرأ أيضاً : إعلام عبري يكشف آخر التطورات بشأن تفاصيل الرد الإسرائيلي على إيران

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: مجلس الله سوريا الرئيس الله إيران لبنان إيران سوريا الله العمل اليوم الله الله لبنان الله الله لبنان الله الله القوات المنطقة الله لبنان الله إيران المنطقة لبنان مجلس سوريا اليوم الله العمل بايدن الرئيس القوات فی جمیع أنحاء القرض الحسن لحزب الله حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

ليست هدفا شرعياً..الأمم المتحدة تندد بقصف إسرائيل للقرض الحسن في لبنان

أدانت الأمم المتحدة الإثنين "التدمير واسع النطاق" لأهداف مدنية في غارات اسرائيلية استهدفت ليلاً فروعاً لمؤسسة القرض الحسن في مناطق مختلفة من لبنان، سببت دماراً واسعاً.

وقال مكتب حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للأمم المتحدة في بيان: "ندين القصف الإسرائيلي العنيف لمختلف المناطق الحضرية والسكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب لبنان، والبقاع في الساعات الـ 24 الماضية، والذي يقول جيش الدفاع الإسرائيلي إنه استهدف بها مرافق مختلفة لجمعية القرض الحسن المالية".
واعتبرت أن الهجمات تسببت "في تدمير واسع النطاق للممتلكات السكنية والبنية التحتية المدنية والمباني التجارية، بالإضافة إلى الذعر الذي لا يوصف، وموجة أخرى من النزوح بين سكان تلك المناطق". إسرائيل تقصف الذراع المالية لحزب الله - موقع 24ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية، أن أربع غارات إسرائيلية شنت على ضاحية بيروت الجنوبية، وواحدة على الهرمل، شرقاً، الأحد، استهدف بعضها جمعية "مؤسسة القرض الحسن" التابعة لحزب الله؛ بعدما حذر الجيش من أنه سيضرب فروعها طالباً من السكان الابتعاد عنها.

وأضافت أنه "بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجوز اعتبار المؤسسات التي تساهم اقتصادياً أو مالياً في المجهود الحربي لطرف في نزاع، هدفاً قانونياً للهجوم على هذا الأساس وحده لأنها لا تفي بتعريف الهدف العسكري". وشدّدت على أنه "يجب احترام القانون الإنساني الدولي. المدنيون، والبنية التحتية المدنية ليست هدفاً".
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية، إن الطيران الإسرائيلي شنّ ليل الأحد الإثنين أكثر من 10 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، استهدفت واحدة منها على الأقل فرعاً لـ"القرض الحسن" قرب مطار رفيق الحريري الدولي، على أطراف الضاحية الجنوبية.
وذكرت الوكالة أيضاً أن ضربات استهدفت فروعا لهذه المؤسسة لحزب الله في بعلبك، والهرمل، ورياق في شرق لبنان.
ومؤسسة القرض الحسن، هي جمعية مالية لحزب الله تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات.
وأكّد الجيش الإسرائيلي الإثنين أنه شنّ سلسلة ضربات "ضد عشرات المنشآت والمواقع التي تستخدمها منظمة حزب الله".
وأعلن ليل الأحد أنه سيستهدف مقرات للجمعية التي قال إنها "تموّل بشكل مباشر أنشطة حزب الله الإرهابية، بما في ذلك شراء الأسلحة والمدفوعات لعملاء في الجناح العسكري لحزب الله".

مقالات مشابهة

  • ما تأثيرات استهداف إسرائيل لـمؤسسة القرض الحسن على حزب الله؟
  • بعد مزاعم إسرائيل عن أنفاق تحت مستشفى الساحل.. نائب يعلن: الأمر غير صحيح
  • ليست هدفا شرعياً..الأمم المتحدة تندد بقصف إسرائيل للقرض الحسن في لبنان
  • «القرض الحسن».. معلومات عن المؤسسة المالية التي استهدفها الاحتلال في لبنان
  • "فاينانشيال تايمز": إسرائيل تستهدف المؤسسات المالية المرتبطة بحزب الله في لبنان
  • لماذا قصفت إسرائيل فروع مؤسسة القرض الحسن في لبنان؟
  • عمرو أديب: إسرائيل تستهدف البنية الأساسية المالية لحزب الله
  • في عدة مناطق من لبنان.. إسرائيل تقصف "الدرع المالي" لحزب الله
  • إسرائيل تقصف الذراع المالية لحزب الله