موقع 24:
2024-10-22@07:40:46 GMT

طريق السلام..أم الاستسلام؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

طريق السلام..أم الاستسلام؟

تمر منطقة الشرق الأوسط بمرحلة دقيقة وخطيرة للغاية، وتقطع بأحداث متسارعة نحو المجهول الذي فرضته حيثيات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والتي أفضت إلى حروب ودمار وتدمير وتهجير.

فغزة مدمرة ولا تزال تدك حتى اللحظة بعد أن دُمر 70% من مبانيها وتهجير قرابة مليوني نازح، ولبنان تُضرب بالصواريخ والمسيّرات التي بدأت بالضاحية الجنوبية ثم توغلت حتى شملت أغلب مناطقها وخرّبت الكثير من بنيتها ومؤسساتها ونزوح الكثير من سكانها، وسورية قد تكون هدفاً هي الأخرى، وبالتالي فاليمن والعراق ليستا استثناء في هذه الحرب الطاحنة والتي يبدو أن ليس لها نهاية قريبة بحسب معطيات الوعود الإسرائيلية بضرب مواقع ومنشآت حيوية في إيران وقد باتت قريبة، ما يعني أن العالم اليوم أمام مواجهة خطيرة بين قوتين إقليميتين (إيران وإسرائيل)، فإن خرجت عن السيطرة فذلك نذير بتداعيات أكبر وأشمل على المنطقة.


مع أي دعوة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، يجري الحديث عن القرار 1701 وضرورة العودة إليه وتطبيقه، وهذا القرار ليس وليد هذه الحرب؛ ففي 11 أغسطس (آب) 2006 تبنى مجلس الأمن بالإجماع استحداث قرار 1701 الذي وضع حداً لحرب سُميت بحرب تموز ودامت 34 يوماً، وتتضمن العناصر الرئيسية للقرار الذي يتألف من 19 فقرة دعوة مجلس الأمن إلى وقف كامل للأعمال العدائية بين الطرفين، ووقف إطلاق نار دائم وحل طويل الأجل يقوم على ترتيبات أمنية بإنشاء منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة أي «منطقة عازلة»، وكان حلاً عادلاً بوجود قوات اليونيفيل الدولية وصداً لأي انتهاكات من كلا الطرفين، ومع التصعيد الأخير وعدم الالتزام من قبل حزب الله بالتراجع إلى ما بعد الليطاني يبدو أن أمريكا اليوم تسعى لتعديل القرار 1701 بإصدار ملحق يتضمن بنوداً وإضافات جديدة حتماً لن تخدم الجانب اللبناني بقدر ضمانات أمنية للجانب الإسرائيلي سوى في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان، في الوقت الذي تتذرع فيه الحكومة اللبنانية «حتى اليوم» بصعوبة إجراء انتخاب رئيس جديد قبل وقف تام لإطلاق النار! 
قبل السابع من أكتوبر كانت منطقتنا على موعد مع سلام شامل وننتظر نتائج جهود دولية تتقدمها السعودية وأمريكا لطرح مبادرة شاملة للسلام تحفظ الحق الفلسطيني وتسهم في نشر الاستقرار في المنطقة، وكان هذا الأمر واقعاً ويسير بخطى ثابتة وحقيقية، ولكن الأمور تغيرت وتبدلت رأساً على عقب بعد ذلك التاريخ المرتبط بالأحداث الدامية في غزة التي يبدو أنها كانت مخططة لوقف وتراجع جهود السلام ونزع أي أمل لبسط الهدوء في المنطقة بعبثية يبدو أيضاً أنها انقلبت بشكل عكسي على المُخطط وأدواته وأذرعته. وهذا يجعلنا في تساؤل دائم: أليست خيارات السلام قيمة تترجم للكرامة وحقن الدماء وحفظ الأرواح والأوطان، أم أن الاستسلام للواقع المرير والمستقبل الذي يبدو أكثر مرارة هو أمر حتمي لجميع الميليشيات التي جرّت المنطقة والشعوب لهذا الأسى والتشتت؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

إتصالٌ بين بري ووزير الخارجية المصرية.. هذا ما تم بحثه

تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، حيث تم التباحث حول الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي والمخاطر الناجمة عنه.

ونقل الوزير عبد العاطي لرئيس المجلس تضامن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشعب المصري مع لبنان، مؤكدًا على المساعي المصرية وجهودها للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، وموضحًا دعم الموقف اللبناني الداعي إلى انتخاب رئيس توافقي للجمهورية.

كما أكد الوزير المصري لبري استمرار مصر في تسيير الجسر الجوي لتقديم المساعدات إلى لبنان بناءً على توجيهات الرئيس السيسي.


بدوره، شكر بري لمصر رئيسًا وحكومةً وشعبًا وقوفهم وتضامنهم مع لبنان في هذه المرحلة الراهنة، مؤكدًا على التطابق في الرؤى والمواقف بين البلدين حول العدوان الإسرائيلي وأبعاده على المنطقة وأمنها واستقرارها.

وضع بري عبد العاطي في أجواء استهداف إسرائيل المتعمد لجنود اليونيفل والجيش اللبناني، معتبرًا إياه اعتداءً على الشرعية الدولية وقراراتها، وفي مقدمتها القرار 1701.

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • ميقاتي لهوكشتاين: القرار 1701 ركيزة استقرار المنطقة
  • هوكشتاين في لبنان اليوم في المسعى الاخير لوقف الحرب وانجاز اتفاق إطار سياسي - أمني
  • بري يتحدث عن فرصة أخيرة لوقف الحرب في لبنان.. ما علاقة السعودية وإيران؟
  • إتصالٌ بين بري ووزير الخارجية المصرية.. هذا ما تم بحثه
  • القرار الجديد 1701 بلاس لوقف الحرب وإلّا استمرارها!
  • الموسيقار عاصم الطيب لـ«التغيير»: الدعوة إلى السلام أقصر طريق لاحتواء صراعات الوطن
  • برّي: ملتزمون بالقرار 1701 ورئاسة الجمهورية ضرورية
  • وزير الدفاع الأمريكي: "اليونيفيل" تؤدي دورا مهما في حفظ السلام وتنفيذ القرار الأممي 1701