البوابة نيوز:
2025-04-07@16:28:45 GMT

نظام عالمي جديد بلا «فيتو»

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم أتوقع أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى وبتلك السرعة، فما أشبه اليوم بالبارحة.. خلال شهرى فبراير ومارس ٢٠٠٣ كرست الولايات المتحدة جهدها داخل أروقة الأمم المتحدة للحصول على قرار من مجلس الأمن يقنن شرعية النوايا الأمريكية لغزو العراق، لكنها اصطدمت بالاتحاد الروسى والصين، واضطرت إلى تشكيل تحالف دولى والهجوم على العراق.

آنذاك كان الأمين العام للأمم المتحدة كوفى عنان يرفض بشدة خوض حرب ضد العراق دون قرار أممي، أبدت معظم بلدان العالم رفضها، حتى الفئران أبت أن تسكن بيوتها ليخرج فأر يصول ويجول فى قاعة مجلس الأمن فى شكل "ثائر يرفض الظلم" أثناء تقديم كولن بأول وزير الخارجية الأمريكي في مجلس الأمن عرضًا مسرحيًا هزيلًا حينما كان  يرفع أنبوبة صغيرة يدعي أنها تحتوي على الجمرة الخبيثة القاتلة إلى جانب عرض صور الأقمار الصناعية لمصانع أسلحة الدمار الشامل المزعومة والتسجيلات الصوتية المسجلة بهدف دعم ادعاءات أمريكا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.. وهنا خرج الفأر متجولًا داخل القاعة التى ضجت  بضحكات مندوبى الدول الأعضاء الرافضة لغزو العراق.

بعد دخول القوات الأمريكية العراق جمعنى بالأمين العام كوفى عنان لقاء خلال احتفالات بعثة مصر بالأمم المتحدة بذكرى ثورة يوليو، تبادلنا خلاله أطراف الحديث وما ينبغى أن يكون، وسألته هل توافق على تأسيس منظمة أممية جديدة، فابتسم ونحن نتقاسم قطع من "الفلافل مع طبق بصارة" دعانا إليه سفير مصر الأسبق بالأمم المتحدة والأمين العام الحالى للجامعة العربية أحمد أبو الغيط. ورد عنان قائلًا: فكرة جيدة لكنها ستحارب بكل قوة.

مضت السنوات ليصطدم العالم بالصلف الإسرائيلى الذى قوض كل الأعراف والقرارات الدولية من خلال هجومه المستمر على الشعب الفلسطينى الذى ما زال يعانى الضنك منذ عام ١٩٤٨ حتى الآن، فى صراع راح ضحيته مئات الآلاف فى سلسلة حروب لا تتوقف، تخللتها قرارات متتالية من الجمعية العامه للأمم المتحدة ومجالس الأمن وحقوق الإنسان والاقتصادى والاجتماعى بالأمم المتحدة إلى أن وصل الأمر إلى محكمة العدل والجنائية الدوليتين، لكن كل ما يصدر من قرارات ضد إسرائيل يظل قابعا داخل الأدراج لا يرى النور بسبب الانحياز الأمريكى لإسرائيل.

باتت كل المؤشرات تؤكد تورط واشنطن كطرف أصيل فى صراعات الشرق وأنها المستفيد الأكبر من استمرار الصراع، وأن كل التلويحات بعملية سلام تؤدى إلى اعتراف بالدولية الفلسطينية، قد باءت بالفشل، فمنذ عام ١٩٤٩ حينما صدر القرار ١٩٤ الذى أقر الحق الفلسطيني وكانت الولايات المتحدة إحدى الدول التى تبنت القرار ومرورا بمؤتمرات أوسلو ومدريد ومفاوضات القاهرة ووادى عربه ومعبر اريتز وواشنطن إلى آخر القائمة وكنت قد شهدتها جميعا، إلا أن واشنطن ما زالت تغض البصر عن حق الفلسطينيين فى الحياة، مع استمرار دعمها المطلق لإسرائيل عسكريا وتقنيا وسياسيا.

كشفت السنوات الثلاثة الماضية عورات النظام العالمى الحالى ومدى حاجة الأمم المتحدة  إلى تجديد شبابها بما يتناسب مع تعقيدات حالة السلم والأمن الدوليين، ومن هنا بدا لى أن حل القضية الفلسطينية أو الأوكرانية بات مستحيلا من خلال النظام العالمى الحالى طالما أن أحد أطراف الصراع يمتلك السلاح وحق النقض فى مجلس الأمن فهو يستطيع أن يعصف بإرادة الأسرة الدولية كاملة ويطيح بمطالبها من النافذة، وهو الأمر الذى دعانى إلى إطلاق دعوة على شاشة النيل للأخبار فى نوفمبر ٢٠٢٣ لتأسيس نظام عالمى جديد خال من الفيتو  عن طريق تغيير طريقة عمل مجلس الأمن فيما يخص صون السلم والأمن الدوليين على مسارين هما:

-      ضرورة إعلان نظام عالمى جديد خال من الفيتو.

-      تشكيل قوة أممية جديدة تعمل بالتوازى مع قوات حفظ السلام، وتكون مهمتها "فرض السلام  PEACE TASK FORCE" فى شكل جيش أممى منظم يضم ٣ آلاف مقاتل من كل دولة من الدول الأعضاء على أن يقوم هذا الجيش بردع أى عضو يخرق حالة السلم والأمن الدوليين.

ملفات الشرق الأوسط أو كما يحلو لى أن أسميها الوجبة الدسمة للأسرة الدولية، دائما ما تجد الفيتو فى انتظارها سواء جاء من لندن أو من واشنطن، حتى الأمناء العموم للأمم المتحدة عادة ما يصطدمون بإرادة واشنطن وتل أبيب، فالأمين العام الأسبق بطرس غالى أطيح به لأنه تجرأ وسمح بإذاعة مقطع فيديو لاعتداء إسرائيل على قوات حفظ السلام فى قانا، وتلاه كوفى عنان الإفريقى الذى اعترض على غزو العراق وطالب بالإسراع بإعلان قيام الدولة الفلسطينية فنال سيلًا من الاتهامات والفضائح والحملات الإعلامية، أما الأمين العام الحالى أنطونيو جوتيرش ذلك الأوروبى العادل والذى طالب بسرعة وقف إطلاق النار وتضامن مع اللاجئين وثار لقتل عمال الإغاثة فنهروه وانهالوا عليه نقدا وتجريحا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نظام عالمي جديد الامم المتحده مجلس الأمن مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.. الاحتمال يتصاعد إلى 60%

رفع بنك الاستثمار جيه.بي مورجان احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم إلى 60% وسارعت شركات وساطة إلى مراجعة نماذج توقعاتها في الوقت الذي تهدد فيه التعريفات الجمركية بتقويض ثقة الشركات وإبطاء النمو العالمي.

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على عشرات الدول في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وردت الصين اليوم الجمعة بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية، مما زاد من مخاوف تصاعد الحرب التجارية وتسبب في حالة من الفوضى في الأسواق المالية العالمية.

ترامب يطالب بخفض الفائدة.. وباول يرد: التضخم قد يرتفع أكثر - موقع 24دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول إلى خفض أسعار الفائدة، قائلاً إن هذا هو "الوقت الأمثل" للقيام بذلك.

وقال بنك جيه.بي مورغان إنه يتوقع الآن فرصة بنسبة 60% لدخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 40% في السابق.

وأضاف في مذكرة أمس الخميس "السياسات الأمريكية المثيرة للارتباك هي أكبر خطر على التوقعات العالمية طوال العام"، مضيفاً أن السياسة التجارية للبلاد أصبحت أقل ملاءمة للأعمال مما هو متوقع.

وتابع "من المرجح أن يتزايد التأثير من خلال إجراءات الرد بالمثل (من خلال فرض رسوم جمركية)، وتراجع المعنويات في قطاع الأعمال بالولايات المتحدة، وتعطل سلاسل التوريد".

النفط يهوى ليسجل أدنى مستوى منذ جائحة كورونا - موقع 24هبطت أسعار النفط اليوم الجمعة إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2021 كما تراجعت السلع الأساسية ومنها الغاز الطبيعي وفول الصويا مع رد الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ورفعت ستاندرد آند بورز غلوبال أيضاً توقعاتها "الذاتية" لحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى ما بين 30% و35%، مقارنة بنسبة 25% في مارس (آذار).
وفي الأسبوع الماضي، قبل الإعلان عن التعريفات الجمركية الأمريكية في الثاني من أبريل (نيسان)، رفع بنك غولدمان ساكس أيضاً احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة إلى 35% ارتفاعاً من 20%، مشيراً إلى أن الأساسيات الاقتصادية ليست قوية كما كانت في السنوات السابقة.

وقالت مجموعة (إتش.إس.بي.سي) أمس الخميس إن رواية الركود ستكتسب زخماً، لكنها أضافت أن قدراً من هذه الرواية "موضوع في الاعتبار في التسعير" بالفعل.


مقالات مشابهة

  • الباعور يبحث مع تيته وستيفاني إحاطة البعثة الأممية المرتقبة أمام مجلس الأمن
  • «الصديق المفترس».. الرئيس الأمريكي يسعى لتقويض نظام عالمي حافظ على السلام في أوروبا لأكثر من 80 عامًا
  • ارتفاع أم انخفاض؟.. رئيس شعبة الذهب يكشف توقعاته للأسعار خلال هذا العام
  • "التعريفات الجمركية".. سقوط العولمة أم تدشين نظام عالمي جديد بمعطيات مختلفة
  • خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
  • لحظة سقوط العولمة أم تدشين نظام عالمي جديد؟!
  • اتحاد الكرة يستدعي مدرب زاخو بعد تصريحاته حول الأمن في العراق
  • الوقت الحالى بيع أم شراء للذهب.. خبير يجيب
  • اجتماع لقائد الجيش مع قادة الأجهزة الأمنية
  • تحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.. الاحتمال يتصاعد إلى 60%