مناقشة دوافع استخدام الأطفال لتطبيقات الألعاب الإلكترونية والتأثيرات الإيجابية والسلبية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
مسقط- الرؤية
نظمت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة الدراسات الاجتماعية الجلسة الحوارية حول "الألعاب الإلكترونية في حياة الطفل"، وذلك تحت رعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وبحضور عدد من المختصين من شرطة عمان السلطانية، ووزارات التنمية الاجتماعية والتربية والتعليم والصحة والأوقاف والشؤون الدينية والنقل والاتصالات وتقنية المعلومات، ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وعدد من طلبة المدارس الحكومية، وأولياء الأمور من مجالس أولياء الأمور، بمقر ديوان عام الوزارة.
ويأتي تنظيم الجلسة الحوارية بهدف مناقشة دوافع الاستخدام لتطبيقات الألعاب الإلكترونية عند الطفل، وتحليل التأثيرات النفسية والتربوية والاجتماعية والدينية والسلوكية لاستخدام تطبيقات الألعاب الإلكترونية عن الطفل، إلى جانب وضع رؤية متكاملة للحد من التأثيرات لاستخدام تطبيقات الألعاب الالكترونية عند الطفل.
وخلال الجلسة، قدمت نورة بنت حمد الصبحية مديرة دائرة الدراسات الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية قراءة رقمية للمؤشرات البحثية لواقع تطبيقات الألعاب الإلكترونية في حياة الطفل، تلا ذلك مناظرة طلابية بعنوان "يعتقد المجلس أن نفع الألعاب الإلكترونية على الأطفال أكثر من ضررها"، أبدع في تقديمها فريقين من طلبة المدارس بين مؤيّد ومعارض لهذا القرار، وجاءت آراء الفريق المؤيّد لهذا القرار والمكوّن من الطلاب المعتز الغافري ونهى الكلبانية وسارة الذهلية كالتالي: تعلّم اللغة الإنجليزية، وكسب مهارات جديدة في الحياة اليومية، وتطوير مهارات التواصل مع الآخرين، وأن هذه الألعاب تفاعلية، إلى جانب أن هذه الألعاب الإلكترونية تُعتبر متنفس من ضغوط الحياة، والعمل الجماعي في اتخاذ القرارات المشتركة.
ومن جانب آخر، تحدث فريق الطلبة المعارضين للقرار المكوّن من الطلاب هيثم الخضوري وولاء الذهلية وشفاء الخروصية عن أن الألعاب الإلكترونية ضررها أكبر من نفعها، وتؤدي إلى ضياع الأوقات وإدمانها، والتأثير على السلوك الاجتماعي، والعيش في الواقع الافتراضي ما يقود الطفل إلى "العزلة"، وأن الأثر الكبير على الصحة النفسية للطفل ومهارات التواصل الاجتماعي تأتي من الواقع الاجتماعي وليس الواقع الافتراضي، كما تزيد هذه الألعاب من شعور الطفل بالتوتر والغضب تجاه والديه في حال تقليل وقت اللعب، وتقليد المحتوى الذي يشاهده في هذه الألعاب، والتخلي عن المبادئ ما يسهل استغلال الطفل من حيث الابتزاز الإلكتروني وغيرها من القضايا في المجال الإلكتروني، والأضرار الصحية كالسمنة، وآلام المفاصل، والآلام الجسدية وغيرها، بالإضافة إلى أن هذه الألعاب حلّت محل الهوايات لدى الطفل.
عقب ذلك، أدارت نادية بنت راشد المكتومية أخصائية استشارات أسرية وتربوية، جلسة حوارية لطلبة المدارس حول "الألعاب الإلكترونية في حياة الطفل"؛ إذ انطلقت الجلسة بسؤال الطلبة عن أسباب لعب الألعاب الإلكترونية من عدمه؟ وجاءت إجابات الطلبة بأن لعب هذه الألعاب لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية.
.
وتضمنت الجلسة تقديم 3 أوراق عمل؛ حيث قدم ورقة العمل الأولى الشيخ إبراهيم الصوافي أمين الفتوى في مكتب مفتي عام سلطنة عمان بعنوان "المسؤولية الدينية للتعامل مع التأثيرات لتطبيقات الألعاب الإلكترونية على الطفل". أما الثانية حول "الواقع النفسي للطفل المستخدم لتطبيقات الألعاب الإلكترونية" قدمتها الدكتورة هدى أنور خميس استشاري طب الأسرة والمجتمع مهتمة بالصحة النفسية، فيما اختتمت أوراق العمل باستعراض نيلاء بنت محمد البلوشية استشارية تربوية ومدربة معتمدة في التنمية البشرية، أدوار المؤسسات التربوية في آليات التعامل مع واقع استخدام التطبيقات الألعاب الإلكترونية عند الأطفال.
واختُتمت الجلسة الحوارية بجلسة حواريها مختصة أدارتها نورة بنت حمد الصبحية مديرة دائرة الدراسات الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية، بمشاركة الشيخ إبراهيم الصوافي، والدكتورة خولة الوهيبية استشاري أسري بمستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتورة هدى أنور خميس، ونادية بنت راشد المكتومية، ونيلاء بنت محمد البلوشية استشارية تربوية ومدربة معتمدة في التنمية البشرية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: التنمیة الاجتماعیة هذه الألعاب
إقرأ أيضاً:
جلسة حوارية تتناول أدب الطفل الرمزي بين العفوية والرسالة الإنسانية
في فضاء من الفكر والإبداع، احتضن ركن بيت الزبير والنادي الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان "مدخل إلى أدب الطفل الرمزي"، جمعت بين الكتابة والتجربة والرسالة، بحضور لفيف من المثقفين والنقاد وزوار المعرض. أدار الجلسة الكاتبة والروائية فوزية الفهدية، التي استضافت الكاتب العراقي قاسم سعودي، والكاتبة العمانية عائشة الحارثية المتخصصة في أدب الطفل.
وافتتحت "الفهدية" الجلسة بمداخلة تعريفية حول مفهوم الرمزية في قصص الأطفال، مركّزة على أثرها في تنمية الخيال وتعزيز البنية الإدراكية لدى الطفل، قبل أن تنطلق إلى حوار معمّق مع الضيفين حول تجاربهما الشخصية في الكتابة الرمزية.
بعدها تحدثت الكاتبة عائشة الحارثية عن نشأتها مع الكتابة، مشيرة إلى أنها بدأت تلمس الرمزية في أعمالها من خلال تفاعل القراء، مستشهدة بقصتها "أنا والوحش" التي ترمز إلى الحزن وتسلط الضوء على رحلة طفل فقد والده، يلازمه شعور ثقيل يتجسد في هيئة وحش، لا يتلاشى إلا عندما يواجهه. وأكدت أن الكتابة لديها تنطلق من فطرة وعفوية، لكنها تتطور مع التراكم المعرفي وتغيرات المحيط.
أما الكاتب قاسم سعودي، فأكد أن أدب الطفل ليس مساحة للتجريب بل هو مسؤولية إنسانية كبرى، قائلاً: "الكتابة للطفل تصقل الكاتب، وتمنحه طمأنينة ونقاءً نادرًا. لقد غيرتني هذه التجربة جذريًا، فصرت أهدأ وأقرب للطفولة"، مشددًا على أن الطفل لا يبحث عن درس مباشر، بل عن قصة تدهشه وتمسّه وتحاكي خياله. وبيّن أن الخيال يتشكل في سن مبكرة، وأن للبيئة المحيطة – المنزلية والمجتمعية – دورًا حاسمًا في بناء علاقة الطفل بالكتاب.
ومن أبرز صور الرمزية التي عرضها "سعودي" في تجربته، كانت "أنسنة الأشياء" في أدب الطفل، أي منح الجمادات والحيوانات خصائص إنسانية لتقريب المفاهيم للقارئ الصغير وتوصيل القيم بطريقة مرنة وعاطفية.
وعند سؤال مضيفة الجلسة عن قدرة الطفل على استيعاب الرمزية، أوضحت "الحارثية" أن الطفل الذي ينشأ في بيئة قارئة ومدعومة من الوالدين قادر على التقاط الرموز واستخلاص الحكم، بينما يواجه الطفل المحروم من هذه البيئة تحديات أكبر في التلقي. بينما أكد قاسم سعودي هذا الطرح مضيفًا أن تكوين مكتبة منزلية ومبادرات مجتمعية مشجعة يمكن أن تصنع فرقًا جوهريًا في علاقة الطفل بالقراءة.
وأجاب "سعودي" عن سؤال حول تأثير الأحداث في العراق على أعماله قائلاً: "الضحايا الحقيقيون هم من بقوا خلف الشهداء. حزني لم يدفعني للكتابة عن العنف، بل حاولت أن أزرع البهجة، وإن تسللت بعض قصصي إليها طاقة من الحزن، فإن قوارب الأمل والفرح هي ما يحملها للقارئ."
واختتمت الجلسة بنقاش تفاعلي مع الجمهور، حيث قدمت الكاتبة السورية ابتسام شاكوش مداخلة حول الرمزية، مشيرة إلى أن "الأنسنة" وسيلة لإيصال الحقيقة عندما لا نستطيع التعبير عنها بوضوح مباشر، مؤكدة أن الرمزية في أدب الطفل تظل وسيلة راقية للتعبير عن التجربة الإنسانية بلغة يفهمها الصغار ويتأملها الكبار.