موقع 24:
2024-10-22@07:22:01 GMT

القرن التالي

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

القرن التالي

كان مصطلح «اليوم التالي» حتى وقت قريب جزءاً من أدبيات الحرب الدائرة في غزة، وقُصد به ترتيبات إدارة القطاع بعد هزيمة مفترضة لحركة «حماس».

قبل أن تبلغ الحرب عامها الأول بشهور، راج المصطلح، خاصة مع كل تبشير بانفراجة في أفق المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»، وبدا أن ما بعد الحركة شاغل رئيسي للأطراف المعنية، وظهرت سيناريوهات عدة لذلك تأرجحت بين دور للسلطة الفلسطينية، أو آخر عربي، أو وجود دولي بشكل أو بآخر.

وسعت إسرائيل في توريط أطراف عربية في هذه السيناريوهات المفترضة لإدارة غزة من دون أن تلتزم من جانبها بأي حقوق عربية أو صيغ يمكن الاتفاق عليها بشأن مسارات القضية الفلسطينية.
كان بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يراهن على أن هدف القضاء على «حماس» وإخراجها من المعادلة الفلسطينية متحقق لا محالة، وهو أمر لم يتيقن منه أحد حتى الآن رغم كل الخسائر التي وقعت في صفوف الحركة، وتوسع رقعة الحرب لتشمل الجبهة اللبنانية، وربما يكون في جعبة المستقبل ما هو أخطر.
رغم أيّ مؤاخذات لحركة «حماس» و«حزب الله» وبقية مكونات هذا المحور، ورغم كل الأسئلة التي تطارده منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والخلاف حول إجاباتها، فإن ما لا يمكن تجاوزه حجم ما لحق بغزة، أرضاً وسكاناً، من دمار، وهو ما يتكرر في لبنان بلا نهاية واضحة حتى الآن.
إن الأمر أصبح أكبر من الانشغال بفكرة «اليوم التالي»، والنتائج، حتى الآن، أفدح مما كان ينتظر نتنياهو بلوغه لإعلان نصره. وتطورات الحرب بعد عامها الأول تشي بأن فصولاً أخرى في الانتظار، وأن ما لم ينجح فيه الوسطاء والمعنيون بالملف خلال عام، لن يتحقق بزيادة انشغال الجانب الأمريكي بقرب انتخاباته الرئاسية.
يبدو أن الأمر أصبح أكثر تعقيداً بعد أن تجاوزت النيران حدود لبنان، وأن خرائط جديدة تتجهز للمنطقة تتجاوز مفهوم «اليوم التالي» في غزة، أي فلسطين، وحدها إلى عقود طويلة، خاصة أن ما حققه الجانب الإسرائيلي خلال الأسبوعين الماضيين من اختراقات في مسار الحرب يفتح شهيته على ما هو أكبر من ثمارها القريبة.
إننا، فيما يبدو، أمام ترتيبات أو سيناريوهات قرن كامل تفسح الطريق لحدود، وشخصيات، وكيانات، وأفكار جديدة تنبت فوق الدمار المتواصل في غزة ولبنان، وربما ما بعدهما. وهو دمار يحتاج، فيما يخص غزة وحدها، إلى 80 عاماً للتغلب عليه حسب تقديرات بالاكريشنان راغاغوبال، محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بالحق في السكن الملائم.
ومع استمرار الضربات الإسرائيلية في القطاع بلا حل قريب، ربما تحتاح غزة إلى قرن كامل، لا 80 عاماً فقط، لاستعادة عافيتها، وهو زمن لا يمكن الآن تصور شكل المنطقة وخرائطها فيه ولا إن كان الصراع حُسم أم لا.
ما نرتجيه ألّا يصل لبنان إلى وضع مماثل، ولا أن تفتح ساحات جديدة بعده ومعها يبدأ الحديث رسمياً عن ترتيبات القرن التالي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

دعوات إسرائيلية لإنهاء الحرب بعد استشهاد السنوار.. قرار نتنياهو

دعا خبير اقتصادي إسرائيلي، اليوم الأحد، إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وتجنب تدمير الاقتصاد، وذلك بعد أيام من استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، عقب اشتباكه مع الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وقال الخبير الإسرائيلي ناتي توكر في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "مقتل يحيى السنوار وفر للحكومة فرصة للتصرف بمسؤولية والعمل على إعادة المختطفين وإعادة الحرب"، مؤكدا أن "مواصلة الحرب سيكون لها ثمن اقتصادي باهظ".

وأوضح توكر أن "الثمن يتمثل في ارتفاع آخر في نفقات الدفاع، وعجز عميق، وارتفاع نسبة الدين، وهروب المستثمرين وانخفاض الأرباح الشخصية للإسرائيليين".

ولفت إلى أنه بعد "مقتل السنوار يوم الخميس الماضي، تأثر سعر الشيكل بشكل غريب، رغم أن الحادثة استدعت تهديدات من قبل حزب الله وغيره بتكثيف الهجمات ضد إسرائيل، إلا أن الشيكل تعززت قيمته".



وتابع قائلا: "الشيكل تعزز بعد نشر نبأ مقتل السنوار، من 3.75 شيكل للدولار إلى 3.70. المرة السابقة التي كان فيها الشيكل حول هذه النسبة كانت في 25 أيلول/ سبتمبر، عندما انتشرت الأنباء عن مبادرة أمريكية لوقف الحرب في لبنان، التي لم تتحقق في نهاية المطاف. الأسواق تحب وقف النار، والأموال في حينه تدفقت إلى العملة المحلية".

وذكر أنه "في الأسواق يظهرون حاليا التفاؤل ويأملون بأن مقتل السنوار يبشر بنهاية الحرب، أو على الأقل نهاية المرحلة الحالية فيها".

وأضاف أن "مقتل السنوار يبرز فقط الفهم الذي يقول إن اسرائيل استنفدت القدرة على استخدام القوة العسكرية الكثيفة من أجل تحقيق أي أهداف في المعركة الحالية، وقد أصبح من الواضح للجميع أن إعادة الـ101 مخطوف، الهدف الذي أهملته الحكومة الحالية حتى الآن، لن تتحقق بالوسائل العسكرية".

وأكد أن "موت السنوار هو انعطافة ولن يكون لإسرائيل صور نصر أخرى، ولم يبق لها أي أهداف عسكرية أخرى ذات أهمية معنوية"، مشيرا إلى أن "الأهداف السامية الآن هي إعادة الأسرى وإعادة الإسرائيليين في الشمال إلى بيوتهم، ومن الواضح للجميع أن هذا سيتم تحقيقه فقط بالاتفاق".



ولفت إلى أنه "إلى جانب المعركة العسكرية يجب عدم نسيان الساحة الاقتصادية"، مبينا أن "الأسواق تتوقع أن تسعى الحكومة الآن لإنهاء الحرب".

وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن الوضع الإسرائيلي تدهور بشكل حاد أثناء الحرب، ووصل العجز إلى أعلى ما هو متوقع، وقفز إلى 8.5 بالمئة في أيلول/ سبتمبر.

وذكر أن حكومة نتنياهو "حصلت الآن على حبل النجاة الأخيرة، والتصفية غير المخطط لها للسنوار تعطيها صورة النصر، وهذه الانعطافة يمكن أن تخرج الحكومة إلى الانتخابات وأن تطالب مرة أخرى بتأييد الشعب"، مستدركا: "هذا كما يبدو لن يحصل، لكن على الأقل يجب على الحكومة التصرف بمسؤولية وتعمل على إعادة المخطوفين وإنهاء الحرب".

وختم قائلا: "هذا مفترق طرق آخر لاتخاذ القرارات الحاسمة بالنسبة لرئيس الحكومة نتنياهو، ولكن من ناحيته يبدو أن الهدف الأكثر أهمية هو البدء في إدلاء شهادته في محاكمته الجنائية التي يمكن أن تستأنف في بداية كانون الأول المقبل".

مقالات مشابهة

  • وول ستريت جورنال: المفاوضون العرب عرضوا على السنوار مغادرة غزة.. فرد عليهم "انا على أرض فلسطينية"
  • جنرال إسرائيلي يحدد 3 معالم لليوم التالي لوقف الحرب الشاملة في المنطقة
  • صحيفة: خطة أميركية مُنتظرة يحملها "بلينكن" لـ "اليوم التالي" في غزة
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان.. لك الله يا مصر (١١)
  • دعوات إسرائيلية لإنهاء الحرب بعد استشهاد السنوار.. قرار نتنياهو
  • أين حماس الآن في لبنان؟ حزب الله حسم أمراً مهماً!
  • الآن ستواجه إسرائيل مقاومة لا يمكن السيطرة عليها أبدًا
  • عادل الباز: اقتصاديات الحرب (1/2)
  • وزير الخارجية التركي: لا ينبغي أبداً الاستهانة بمساعي إسرائيل لنشر الحرب في المنطقة بأكملها