قال الدكتور السيد عبد الباري، العالم بالأزهر الشريف، إن العارف بالله سبحانه وتعالى يكون فى حالة استتار وليس تباهى بالبركات.

7 أعمال ترفع البلاء وتبارك في الأموال وذكر واحد يحفظ الرزق.. فهل تعرفها؟ ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم أسرار العارف بالله 

وأوضح “ عبد الباري” ، أن إيمان المقلد مقبول، ولكن يجب أن نتأمل في مفهوم إيمان العارف بالله عز وجل ، مشيرًا إلى أن أول درجات الولاية تتطلب أن يكون الإنسان عارفًا بالله، لأن العارف بالله يمتلك ميزات خاصة.

وأضاف أن العلاقة مع الله سبحانه وتعالى تتطلب خشية وتقوى، مستشهدًا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"، فمن يعرف هذه الحقيقة يكون على دراية بحقيقة الله سبحانه وتعالى.

وتابع: حتى وإن كان مقصرًا في بعض الشعائر أو دخل في بعض المنهيات، إلا أنه يظل يتقي الله ويخافه جل جلاله، منوهًا بأن المسلمين يعرفون أن الله يحب التوبة والمغفرة، وأن الله سبحانه وتعالى يحب العبد اللحوح في الدعاء.

على دراية بحقيقة الله 

وأشار إلى أن هذه المعرفة تأتي من الفهم الحقيقي لربهم، وهو ما يتجلى من خلال أسماء الله الحسنى، وتطرق إلى أهمية توعية الناس بما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى.

وأكد أن هذه المعرفة تجعلهم يدخلون في طاعة الله في حالة من الانكسار والاستتار، مستدلاً بسيدنا إبراهيم النخعي رضي الله عنه وأرضاه، الذي كان يقرأ القرآن ويغطي نفسه إذا دخل عليه أحد، فهذا  الأمر بينه وبين ربه، دون الحاجة لإثارة ضجة حوله.

ونبه إلى أن الذكر من شعائر الإسلام ويجب أن يكون خفيًا بين العبد وربه، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ"، مشددًا على أهمية هذا النوع من الذكر في حياة المسلم.

من هو العارف بالله

ورد أن العارف بالله لا يطالب و لا يخاصم ولا يعاتب ولا يرى له على أحد فضلاً ولا يرى له على أحد حقاً .
- العارف بالله من أَنِسَ بالله فأوحشه عن الخلق وافتقر إليه فأغناه عنهم وذل فأعزه فيهم وتواضع له فرفعه بينهم واستغنى بالله فأحوجهم إليه .قال صلى الله عليه وسلم :{أنا أعرفكم بالله وأشدكم خشية}
- العارف يتلون بألوان العبودية فهو من عبودية وإلى عبودية في حين أنه مقيم على معبود واحد لا ينتقل إلى غيره ولذلك فهو ابن وقته همه عمارة وقته بالطاعات لأنها كل حياته الباقية
- العارف بالله كالسحاب يظل كل شيء و كالمطر يسقي ما يحب وما لا يحب أي أن خيره واصل إلى الجميع
- العارف بالله لا يأسف على فائت ولا يفرح بما هو آت لأنه ينظر إلى الأشياء بالفناء والزوال لأنها في الحقيقة كالظلال و الخيال .
- العارف بالله لا يعصي الله حتى ولو كتب لذلك كتاب الأمان من النار حملته معرفته للقيام بحق العبودية والشكر وذلك لعظيم أمر الله عنده
- العارف بالله قلبه مرآه فإذا نظر فيه رؤى الإيمان بالله واليوم الأخر والجنة والنار....... وهذا لصفاء ونقاء سريرته وطهارتها .
- العارف بالله صابر محتسب راض بقضاء الله فبذلك "يحلو مذاق المر عنده " لما رضي بالقدر مع علمه بالمصلحة بعد يقينه بالحكمة وثقته بحسن التدبير قال تعالى:{ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
- العارف بالله : تضيق عليه الدنيا بسعتها حيث أنه يضيق عليه كل مكان لا يجد فيه مطلبه ( هو ذكر الله ) وهذه في بداية المعرفة. اما من عرف الله اتسع عليه كل ضيق لأنه ليس في قلبه ساكن إلا الله ( أي هانت عليه الدنيا بما فيها وبمن فيها إلا فيما يرضي الله لأنه ليس في قلبه إلا الله ، بل حتى الابتلاء قد يجد فيه السعادة لأنه يقربه من الله ) وهذا في نهاية المعرفة ، ولا تنافي أو تناقض بين الحالتين .
معرفة الله تعالى على لها ثلاثة أركان وهى :-- الهيْبة، والحياء، والأُنس.

علامات العارف بالله

العلامة الأولى: تعظيم الله سبحانه وتعالى
العلامة الثانية: سكينة القلب
العلامة الثالثة: محو العلائق... ( عدم تعلق القلب بشيء )
العلامة الرابعة: التبرَّؤ والتفويض ( تفويض الامر لله سبحانه )
العلامة الخامسة: شدة الخوف
العلامة السادسة: ضيق الدنيــا بسعتها
العلامة السابعة: صفاء العيش وطيب الحيــــــاة
العلامة الثامنة: الحيـــــاء
العلامة التاسعة: تتبدى عليه أنوار الصفــات
العلامة العاشرة: جمع الشمل والهم
العلامة الحادية عشر: المبادرة للطـــاعـــات
العلامة الثانية عشر: لذة التعبُّد
العلامة الثالثة عشر: دوام الثنــاء والمحاسبة
العلامة الرابعة عشر: التخلُّص من حظ النفس
وأخيرًا: الأنس والوحشة
قال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) . وقال تعالى ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾ . وقال تعالى ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ﴾

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العارف بالله الله سبحانه وتعالى العارف بالله

إقرأ أيضاً:

ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق

يسأل العديد من الناس عن كيفية الاستعانة بالله تعالى لقضاء الديون والوفاء بالالتزامات المالية، هل هناك ذكر نبوي يمكن أن يساعد في هذا الشأن؟

 

قال  الدكتور مختار مرزوق ستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر أنه لقضاء الديون والاستعانة بتوفيق الله تعالى، يجب عليك أن تقوم بأمرين مهمين:

أن تكون صادقاً في أداء حقوق العباد:

فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله تعالى عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله". هذا الحديث يوضح أهمية النية الصادقة في سداد الديون، لأن الله سبحانه وتعالى ييسر الأمور لمن يريد أن يؤدي ما عليه من حقوق.

الاستعانة بالدعاء النبوي: 

عن أبي وائل عن علي رضي الله عنه قال: "جاءني مكاتب فقال: إني عجزت عن كتابي فأعني". فقال علي رضي الله عنه: "ألا أعلمك كلمات علمنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كان عليك مثل جبل صير دينا لأداه الله عنك".

 ثم علمه دعاءً عظيماً:


"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عن من سواك".
رواه الترمذي وقال: "حديث حسن غريب"، وحسنه في "صحيح الترغيب" رقم 1820.

"المكاتب" هو العبد الذي كان قد اتفق مع سيده على دفع مال معين مقابل عتقه.عندما أخبر العبد سيدنا علي رضي الله عنه بحاجته، علمه هذا الدعاء ليعينه الله سبحانه وتعالى على سداد دينه، حيث كان سيدنا علي يعلم أن الدعاء هو الطريق الأمثل للتيسير."جبل صير" هو جبل كان يُذكر في تلك الفترة كمثال على الديون الكبيرة التي يصعب سدادها.

 

ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على تلاوة هذا الدعاء، سواء كان مديناً أو غير مدين، لأنه دعاء يحصن الشخص بالله تعالى ويشعره بالراحة في جميع الأحوال. كما أنه يمثل تضرعاً لله عز وجل ليفرج الهموم وييسر الأمور.

الدعاء الوارد في الحديث النبوي الشريف هو ذكر عظيم ينبغي أن يستعين به كل من يعاني من الديون أو أي نوع من الضائقات المالية، مع الإيمان الصادق بالله والإلتزام بالوفاء بالحقوق.

مقالات مشابهة

  • حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
  • ذكر نبوي لقضاء الديون: دعاء يعينك على التوفيق
  • كيف تواجه الظلم؟.. أزهري يوضح طرق العفو والجزاء الحسن
  • الرقيب جل جلاله
  • حكم خدمة المرأة لزوجها بين الشريعة والعرف.. عالم أزهري يوضح الحقائق
  • لـمـاذا أنـا هـنـا؟
  • معنى الأهلة قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ﴾
  • رد عالم أزهري على سيدة خلعت زوجها 3 مرات وتريد العودة بعقد جديد
  • حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة
  • أوقاف الفيوم تنظم أمسية دعوية بعنوان "فضائل القرآن الكريم"