مؤتمر النساء العربيات بالقدس 1929.. تجمع أسس أول جمعية نسائية فلسطينية
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
مؤتمر النساء العربيات عقد في مدينة القدس عام 1929 بحضور 300 امرأة من مختلف المحافظات الفلسطينية، وكان هدفه معارضة السياسات الاستعمارية البريطانية والهجرة اليهودية.
نتج عن هذا المؤتمر إنشاء جمعية النساء العربيات، التي كان لها دور بارز في النضال الوطني والقومي.
الظروف التاريخيةبدأت النساء الفلسطينيات بالمبادرة إلى تنظيمات سياسية خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، الذي تزامن مع تصاعد النضال القومي ضد الاستعمار.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول 1929، اجتمعت مجموعة من النساء في بيت السيدة طرب عبد الهادي بالقدس، وقررن تنظيم مؤتمر للنساء لمواجهة سياسات حكومة فلسطين ووعد بلفور، وتصرفات القضاة البريطانيين في البلاد.
وفي اليوم التالي عقد اجتماع آخر في بيت السيدة متيل مغنم، وهي من رائدات الحركة النسائية في فلسطين، نوقشت فيه قضايا داخلية وخارجية واتخذت قرارات بشأن السبل لمواصلة النشاطات الوطنية، من خلال ترتيب فتح مكتب اللجنة التنفيذية للنساء.
الرسالة والأهدافكان الهدف الرئيس للمؤتمر هو الاحتجاج على السياسات الاستعمارية البريطانية، بما في ذلك وعد بلفور، وركز أيضا على تعزيز النضال من أجل استقلال فلسطين، والتعاون مع الجمعيات النسوية العربية، وإقامة حركات أخرى، وتأسيس مدارس للبنات في سوريا ومصر والعراق.
التنظيمعقد مؤتمر النساء العربيات في فلسطين في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1929 في القدس، وشاركت فيه حوالي 300 امرأة من مدن فلسطينية مختلفة، خصوصا من يافا وحيفا واللد ونابلس والرملة وعكا وصفد ورام الله. وناقش مسائل قومية واجتماعية واقتصادية.
وكان المؤتمر الأول من نوعه في العالمين العربي والإسلامي، وأثناءه أسست اللجنة التنفيذية للمرأة العربية جمعية المرأة العربية في فلسطين، وحددت لها الأهداف التالية:
العمل من أجل تطوير الشؤون الاجتماعية والاقتصادية للمرأة العربية في فلسطين. السعي إلى تأمين توسيع المرافق التعليمية للفتيات. استخدام كل الوسائل الممكنة والقانونية للارتقاء بمكانة المرأة. مؤسسات الجمعيةأما مؤسسات الجمعية فهن: وحيدة الخالدي (رئيسة)، ومتيل مغنم وكاترين ديب (أمينة سر)، وشاهندة دزدار (أمينة صندوق).
ومن المؤسسات أيضا نعمتي الحسيني وطرب عبد الهادي (زوجة الناشط السياسي ورئيس حزب الاستقلال الفلسطيني عوني عبد الهادي، ووالدها هو سليم الأحمد عبد الهادي أحد أقطاب حزب اللامركزية الإدارية في فلسطين) والصحفية الفلسطينية ماري شحادة (وهي زوجة بولص شحادة مؤسس صحيفة مرآة الشرق).
وشاركت في التأسيس كذلك كل من أنيسة الخضراء وخديجة الحسيني ووديعة النشاشيبي وميليا السكاكيني وزليخة الشهابي وزكية البديري وفاطمة الحسيني وزهية النشاشيبي وسعدية العلمي، وكلهن من رائدات الحركة النسائية الفلسطينية.
بعد المؤتمر، قررت النساء تنظيم مظاهرات أمام القنصليات لتسليم مطالبهن المتمثلة في إنهاء الاحتلال البريطاني ومعارضة هجرة اليهود والعقوبات الجماعية المفروضة على الفلسطينيين.
عارض المندوب السامي البريطاني تنظيم المظاهرات، وضغط على وجهاء فلسطينيين لمنعها، وفي النهاية توصلت النساء إلى تسوية وقبلن بتنظيم مظاهرة على شاكلة قافلة سيارات.
الإنجازاتحقق المؤتمر نجاحا كبيرا في لفت الأنظار إلى قضايا النساء والنضال الوطني الفلسطيني، وفي أعقابه تأسست جمعية السيدات الفلسطينيات العربيات في القدس، وتقرر أن تقوم اللجنة التنفيذية للمؤتمر بإدارة الجمعية وأن تكون المرجعية العليا لسائر الجمعيات.
هدفت الجمعية إلى دعم المطالب القومية وتعزيز مكانة المرأة العربية، وتقرر أيضا عقد لقاء للجمعية مرتين في الشهر وتنظيم محاضرات سياسية مرة في الشهر.
وشجعت اللجنة التنفيذية أثناء سنوات عملها على إقامة فروع للجمعية في مدن وبلدات مختلفة بفلسطين، ومع مرور الوقت حظيت جمعية النساء المقدسية بهالة من المرجعية السياسية، وانشغلت بالمسائل الدبلوماسية والسياسية، وأقامت علاقات دولية مع ممثلات للحركة النسائية في الخارج.
هناك خطابان مهمان للجمعية، أحدهما ألقته المسيحية متيل مغنم في قبة الصخرة المشرفة، والثاني ألقته المسلمة طرب عبد الهادي في كنيسة القيامة.
وتنحدر عضوات اللجنة التنفيذية من أصول اجتماعية واقتصادية مختلفة، بعضهن كُنّ من عائلات معروفة، وأخريات من عائلات أقل شهرة، وكُنّ مسلمات ومسيحيات، عازبات ومتزوجات، وبعضهن وصلن إلى مراتب رفيعة في القيادة مثل زليخة الشهابي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات اللجنة التنفیذیة عبد الهادی فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.. مؤتمر التعدين منصة بارزة تعكس مكانة المملكة عالمياً
البلاد ــ الرياض
أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أمس اختتام أعمال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي، الذي عُقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله-، خلال الفترة من 14 – 16 يناير 2025م، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض.
ورفع معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية، الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، في كلمته الختامية لمؤتمر التعدين الدولي، أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة – أيدها الله – على دعمها ورعايتها الكريمة للمؤتمر، الذي أصبح منصة عالمية بارزة تعكس مكانة المملكة في قطاع التعدين.
وأكد معاليه أن هذا الدعم المتواصل يعكس حرص القيادة على تحقيق نهضة قطاع التعدين واستدامته، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بأن يصبح التعدين الركيزة الثالثة للصناعة السعودية.
وأعرب الخريّف عن شكره العميق للوزراء المشاركين من مختلف دول العالم، وللشركاء والرعاة على إسهاماتهم القيمة التي أثرت جلسات وفعاليات المؤتمر، مشيرًا إلى أن النقاشات المثمرة التي شهدتها الجلسات، والاتفاق على حلول مبتكرة تدعم استفادة المجتمعات المحلية من القطاع بشكل مستدام، تعد إنجازًا كبيرًا يجعلنا فخورين بما حققه المؤتمر.
وأكد معاليه أن فكرة مؤتمر التعدين الدولي انطلقت بهدف جذب الانتباه إلى منطقة التعدين الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، لكن النجاح الذي تحقق تجاوز ذلك، ليصبح المؤتمر منصة ذات اهتمام عالمي، تجمع قادة القطاع لمناقشة أهم التحديات والفرص.
وختم الوزير الخريّف كلمته بالتأكيد على أهمية استمرار العمل بروح التعاون والشراكة لتحقيق مستقبل مستدام لقطاع التعدين، مشيرًا إلى أن مخرجات هذا المؤتمر ستكون نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التطور والنمو، تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى العالمي.
وأعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، في ختام النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين الدولي؛ بلوغ عدد المشاركين في حضور المؤتمر 18 ألف مشارك من قادة الاستثمار، ورؤساء كبرى شركات التعدين، وخبراء ومختصين تقنيين في هذا المجال من 165 دولة، بينما شارك في جلسات المؤتمر، التي بلغت 96 جلسة، 405 متحدثين من أصحاب المعالي الوزراء، وأصحاب السعادة السفراء، ورؤساء وفود الدول المشاركة في المؤتمر.
وتناولت جلسات المؤتمر، التي امتدت على مدار يومين، قضايا محورية تشمل إضافة القيمة، والتعاون عبر سلاسل إمداد المعادن، والاستثمارات الحيوية في البنية التحتية للقطاع، إلى جانب مناقشة الموارد غير المستغلة في قطاع التعدين في أفريقيا وغرب ووسط آسيا، وإستراتيجيات بناء سلاسل إمداد معادن مرنة.
كما تناولت جلسات المؤتمر، تعزيز الشراكات الاستثمارية في مشاريع التعدين ومعالجة المعادن، ومساهمة القطاع في تنمية المجتمعات، واستكشاف مناطق تعدينية جديدة لدعم قطاعات التصنيع، وتمكين القرارات المستقبلية من خلال ما تتيحه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كما تم تسليط الضوء على إستراتيجيات الاستفادة من الاستثمارات والشراكات المحلية لتعزيز نمو القطاع التعديني، مع تقديم رؤى جديدة حول كيفية دمج المجتمعات والاقتصادات المحلية في سلسلة القيمة للمعادن، مما يعزز التكامل بين الابتكار والاستدامة لتحقيق مستقبل تعديني مستدام.
وشهد المؤتمر، الإعلان عن توقيع 126 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة إجمالية بلغت 107 مليارات ريال، في مجالات متنوعة، منها الاستكشاف والتعدين والتمويل والبحث والتطوير والابتكار، بالإضافة إلى الاستدامة وسلاسل القيمة المضافة والصناعات التعدينية.
كما تم الإعلان خلال المؤتمر عن 4 مشاريع إستراتيجية هي إطلاق مشروع مشترك بين شركتي أرامكو ومعادن لاستكشاف المعادن الحرجة اللازمة لتحول الطاقة، حيث تجمع هذه الشراكة بين خبرات “أرامكو” في البيانات الجيولوجية والتقنيات الرقمية وقدرات “معادن” في مجالات الاستكشاف والتطوير، كما أعلنت شركة معادن عن اكتشافات جديدة تشمل توسعة محتملة لمنجم منصورة ومسرة واكتشافات بوادي الجو ورواسب شيبان. وفي قطاع الحديد والصلب، أعلنت شركة حديد عن استحواذها الكامل على شركة الراجحي للصناعات الحديدية، مع خطة استثمارات بـ 25 مليار ريال لتلبية احتياجات المشاريع العملاقة، فيما أعلنت شركة “باوستيل” الصينية عن بناء أول مصنع متكامل للصلب خارج الصين بالتعاون مع “أرامكو” وصندوق الاستثمارات العامة.