لبنان ٢٤:
2024-10-22@06:30:23 GMT

لبنان غزة ثانية

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

لبنان غزة ثانية

كتب طوني عيسى في" الجمهورية":  في لبنان، حافظت الجبهة طوال 11 شهراً على مقدار من الهدوءتحت سقف حرب الاستنزاف التي فرضها «حزب الله ». وعندمانضجت الظروف، وسّعت إسرائيل حربها على لبنان، حيث بدأتعلى ما يبدو تكرار سيناريو غزة. 
ففي 17 أيلول الفائت، أطلق الإسرائيليون عمليتهم العسكرية ضدّ«حزب الله »، بدءاً بضربات «البايجر » واللاسلكي والتصفياتالصادمة والسريعة الوتيرة على مستوى الكوادر والقيادات العليا،ووصلوا إلى السيد حسن نصرالله بعد 10 أيام، وهم يلاحقون الكوادر على كل مساحة لبنان، وخصوصاً في البقاع والضاحيةالجنوبية.

كما يقومون باستهداف
ممنهج لمستودعات السلاح والصواريخ والذخائر، حتى داخلالأراضي السورية، وفي المعابر والأنفاق. ونتيجة لهذه الضربات،أظهر «الحزب » إرباكاً في المواجهة لأيام، لكنه سرعان ما استعادجزءاً من قدراته ومرونته على 3 مستويات:  
-1 عودة قيادته الموقتة إلى المناورة السياسية، من خلال ما يعلنهالشيخ نعيم قاسم، حول وقف النار ومدى القبول بالقرار 1701 .
-2 إثبات القدرة على إيلام إسرائيل في حرب الشوارع التيتخوضها في الكيلومترات الأولى شمال الخط الأزرق.
-3 تحسن الأداء في مجال استخدام الصواريخ الموجّهة، ما أوقعبالداخل الإسرائيلي والمواقع العسكرية هناك خسائر جسيمة.
ويبدو المشهد اللبناني الحالي شبيهاً إلى حدّ بعيد بمشهد غزة: تصفية القيادات وضرب المستودعات والأنفاق وقطع الإمداداتوالتهجير بعد التدمير. لكن الأشدّ خطراً هو أيضاً تنفيذ ما يشبه«خطة الجنرالات » الغزّية في جنوب لبنان، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي إنشاء منطقة بعمق 5 كيلومترات مهدّمة ومحروقةوخالية من السكان تماماً، وفيها ستقوم إسرائيل بفرض قوانينها،فتطلق النار على «كل شيء يتحرك ،» على غرار ما ستفعل فيالمناطق المشابهة في غزة.
هذا التشابه في الواقع الميداني يوازيه تشابه في الواقعالسياسي الداخلي بين لبنان وفلسطين، حيث هناك انشقاق أهليحادّ حول مفاهيم «المقاومة » وأساليب عملها ومشروعية حيازتهاللسلاح وإمساكها بقرار الحرب والسلم على حساب السلطة المركزية. إذاً، بناءً على هذه المعطيات، يمكن استشراف المرحلةالآتية من حرب لبنان. وكما فقدت «حماس » نفوذها في غزة، حيثباتت إسرائيل تسيطر عسكرياً، بالاجتياحات البرية حيناًوبالغارات الخاطفة أحياناً، فالسيناريو مرشح للتكرار في لبنان. وفي الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، على الأرجح ستتكرّسالمناطق المحروقة والعازلة في لبنان، بعد أن تعلن إسرائيلانتصارها عسكرياً وسياسياً هنا، على غرار انتصارها في غزة.
وستكون لذلك انعكاسات سياسية عميقة في كل دول الشرقالأوسط، خصوصاً إذا نجحت إسرائيل في جرّ الولايات المتحدةإلى ساحة الحرب، كي تقاتل عنها على جبهة إيران. وهذا الأمرمرجح، أياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية.
فهل سينقذ لبنان رأسه بالاستجابة إلى كل متطلبات الشرعيةالدولية؟ ثمة من يخشى أن يكون الأوان قد فات على تجنّب الكارثة،وأن يكون لبنان متجهاً إلى المصير الذي انتهت إليه غزة، فيغضون أسابيع أو أشهر قليلة، إذ لا يبدو أحد قادراً على مساعدته لإنقاذ نفسه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

العميد حنا: حزب الله حقق إنجازا عسكريا برمزية الهدف

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن المتقاعد إلياس حنا أن حزب الله اللبناني حقق إنجازا عسكريا في الأعداد وفي الأهداف، من خلال الصواريخ والمسيّرات التي أطلقها باتجاه إسرائيل.

وقال إنه في عام 2006 كان معدل إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله على إسرائيل ما بين 115 إلى 120 في اليوم الواحد، ولكن لم يستهدف الحزب العمق الإسرائيلي كما يحدث اليوم.

ويضيف العميد حنا أن الشيء الجديد في عمليات حزب الله حاليا هو استهداف قاعدة بنيامينا جنوب حيفا وقيساريا، وهو استهداف يدخل ضمن ما سماه مبدأ الإيلام الذي تحدث عنه نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله في آخر كلمة له.

وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "طائرة مسيرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا". وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المسيّرة هي من طراز تلك التي أصابت معسكر لواء غولاني ويصعب اعتراضها.

وكانت مسيرة أطلقها حزب الله اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية وسقطت وسط قاعة الطعام في معسكر تابع للواء غولاني، ما أسفر عن مقتل وجرح جنود إسرائيليين.

والمختلف في الضربة التي تلقتها إسرائيل اليوم تتعلق برمزية الهدف، حيث وصلت مسيّرة حزب الله -وفق العميد حنا- إلى أهم مركز في إسرائيل، وهو بيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعن كيفية وصول المسيّرة إلى الهدف، يوضح العميد حنا أن هناك عدة أنواع من المسيّرات، ويتردد أن "مرصاد 1" استهدفت قاعدة بنيامينا التي قتل فيها 6 جنود إسرائيليين. مع العلم أن منطقة قيساريا لا تبعد كثيرا عن القاعدة العسكرية.

وكانت مسيّرة من العراق قد استهدفت مركزا عسكريا في الجولان المحتل، ما يعني أن هناك مرحلة جديدة من المواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة.

وحول ما إذا كانت الدفاعات الإسرائيلية ستطور من نفسها من أجل التصدي للمسيّرات، قال العميد حنا إن إسرائيل تستفيد من تجربة أوكرانيا، وبدأ التبادل بين الجانبين في هذا المجال، كما استدعت تل أبيب أهم الشركات التكنولوجية المتعلقة بتصنيع الأسلحة لإيجاد الحل لها.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتهم ماكرون بقيادة الضغط الدولي على إسرائيل والأخير يطالب بوقف إطلاق النار في لبنان
  • نتنياهو يتهم ماكرون بحشد ضغط دولي على إسرائيل
  • شاهد.. القسام تفجر ناقلة جند إسرائيلية وتقنص عسكريا شمال غزة
  • أبوالغيط: نؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل بشكل فوري من لبنان
  • ‏وزير الخارجية الإسرائيلي: حزب الله دفع وسيدفع ثمنا باهظا بسبب اعتداءاته على سكان الشمال وإطلاق النار تجاه إسرائيل
  • أكسيوس: إسرائيل قدمت للبيت الأبيض وثيقة شروط لوقف إطلاق النار في لبنان
  • أكسيوس يكشف خطة إسرائيل لوقف إطلاق النار في لبنان
  • العميد حنا: حزب الله حقق إنجازا عسكريا برمزية الهدف
  • المقاومة العراقية تدك هدفاً عسكرياً للعدو الصهيوني شمال فلسطين المحتلة