ألقى مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون باللوم على الحلفاء الغربيين والرئيس جو بايدن شخصيا في إخفاقات كييف في شن "هجومها المضاد".

جاء ذلك في مقال لبولتون في صحيفة "وول ستريت جورنال"، حيث تابع أن "عدم قدرة الأوكرانيين على تحقيق نجاح جاد هو نتيجة طبيعية للاستراتيجية الأمريكية"، التي تهدف فقط إلى ردع القوات الروسية على الجبهة.

في الوقت نفسه، بحسب بولتون، "تستمر النقاشات في الغرب حول صواب تزويد أوكرانيا بالأسلحة"، إلى جانب "الحذر الشديد" للقادة الأوروبيين أمام القوة النووية الروسية.

إقرأ المزيد مصدر: من المخطط عرض معدات الناتو المغتنمة في منتدى "الجيش 2023"

وقال بولتون إن على واشنطن أن تعيد التفكير "جذريا" في سياسة العقوبات من أجل ممارسة الضغط على روسيا.

وتابع: "لقد فشلت نظريات الحد من أسعار النفط الروسية، وتميل العقوبات الغربية إلى أن تظل مجزأة وغير منفذة بشكل كبير، فيما تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إجراء إعادة تنظيم واسعة النطاق، وتحديث أدوات تنفيذ العقوبات والإجراءات والأفراد".

وأضاف المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي أنه يتعين على البيت الأبيض، كجزء من بناء استراتيجية لأوكرانيا، أن يأخذ العامل الصيني بجدية أكبر، حيث أنه من الضروري، من وجهة نظره، فرض عدد من العقوبات على بكين لدعمها موسكو.

وكان الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ في 4 يونيو الماضي، حيث نشرت كييف ألوية مدربة من "الناتو" وتحمل أسلحة غربية، بما في ذلك دبابات "ليوبارد" التي نشرت على نطاق واسع في أرض المعركة، ثم أحدثت لقطات لعدد من الآليات العسكرية محترقة في ساحة المعركة صدى واسعا في الغرب.

من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 21 يوليو الماضي، بأنه لا توجد نتائج بالنسبة للقوات الأوكرانية، و"القيمون الغربيون محبطون بشكل واضح" من مسار الهجوم المضاد، حيث لم تساعد أوكرانيا الموارد الهائلة التي تم ضخها هناك، ولا توريد الأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ، ولا إرسال آلاف المرتزقة والمستشارين.

المصدر: وول ستريت جورنال

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا واشنطن العقوبات الغربية الهجوم الأوكراني المضاد الناتو ليوبارد فلاديمير بوتين الهجوم المضاد الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (4)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتابع عالم السياسة الشهير ألكسندر جليبوفيتش رار في كتاب (روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟)، والذى نقله إلى العربية محمد نصر الدين الجبالى، بقوله: وبعد انهيار الاتحاد السوفيتى مباشرة قام يلتسين بكل ما هو ممكن للإبقاء على أوكرانيا وروسيا البيضاء في كونفدرالية تضم الدول السلافية. 

وكانت تلك الفكرة هى النواة الأولى لتأسيس رابطة الدول المستقلة لاحقًا. غير أن النموذج "السلافى" للاتحاد لم ينجح لأسباب ثلاثة: أولا، أن الجمهوريات الإسلامية لن ترغب فى الانضمام إلى تحالف كهذا. وثانيًا أن أوكرانيا كانت تسعى إلى الخروج بأى شكل من عباءة موسكو ونفوذها. وثالثا، أن الغرب الذى يؤثر بشكل كبير على تطورات الأحداث في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي يرفض هو الآخر فكرة تأسيس اتحاد سلافي ويرى فيه خطرا يهدد بميلاد إمبراطورية جديدة. 

وقد أثار الاستقلال الوطني لأوكرانيا ومولدوفيا وروسيا البيضاء قلق النخبة الحاكمة فى روسيا. 

وأدت مساعي هذه الجمهوريات إلى الاندماج في المؤسسات الاقتصادية والسياسية الغربية سواء الاتحاد الأوروبي أو الناتو إلى إثارة الكثير من المشكلات بينها وبين روسيا. 

ومن ناحية أخرى كانت النخبة الحاكمة في موسكو تتفهم أن علاقات روسيا بالدول الغربية الأعضاء في رابطة الدول المستقلة لا يمكن تسويتها خارج الإطار الأوروبي. 

ووضعت الحكومة الروسية من بين أهدافها على الأقل عدم السماح بتحول هذه الدول إلى منطقة عازلة بين روسيا والغرب. 

وفى ظل تمسكها الفعلى بمسار التقارب مع حلف الأطلسي حاولت موسكو بكل قوتها إظهار أنها لا تمثل أى تهديد للغرب.وحدد يلتسين الأولوية الأهم فى السياسة الخارجية الروسية فى التسعينيات وتتمثل فى الانضمام إلى النظام الاقتصادى العالمى والتكامل السياسى مع الغرب وتأسيس منظومة للأمن الجماعى فى أوروبا. 

وفى السنوات الأولى من التسعينيات قامت روسيا بتنفيذ كافة التزاماتها الدولية، حيث قامت خلال ثلاث سنوات بسحب كل قواتها من شرق أوروبا وقامت بالتخلى عن حلفائها الشيوعيين القدامى فى العالم الثالث وحرصت على تنفيذ كل توصيات صندوق النقد الدولى والبنك الدولى. 

غير أنه سرعان ما خاب أملها فى إحداث تقارب سريع مع الغرب. وفشلت محاولات تأسيس "البيت الأوروبى المشترك"، سواء فى المجال الاقتصادى أو السياسى أو حتى فى مجال الأمن. كان هناك تباين كبير فى الرؤى والمبادئ حول النظام الأوروبى الجديد. 

كانت الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ترغب فى بناء أوروبا المستقبل انطلاقًا من قيم ديمقراطية مثل دولة القانون والديمقراطية واقتصاد السوق. وهى نفس القيم التى دافع عنها الغرب على مدى النصف الثانى من القرن العشرين ضد الاتحاد السوفيتى والتهديد الشيوعى. 

أما روسيا بتقاليدها الدبلوماسية الممتدة لقرون، والقائمة على مبدأ " توازن القوى" فلم تستطيع قبول نظرية "القيم الديمقراطية المشتركة" والتى تعد أساسا لخارطة باريس حول مستقبل أوروبا. لم تكن روسيا مستعدة للعمل وفق مبدأ "التعددية الديمقراطية" فيما يتعلق بقضايا الأمن بل أرادت لعب دور مهيمن يتفق ووضعها كدولة عظمى. 

أدى هذا الاختلاف الجوهرى إلى مشكلات كبيرة بين الغرب وروسيا رأت روسيا فى نفسها دولة عظمى عالمية وسعت إلى اقتسام النظام العالمى مع الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى الأخرى، وتمثل أوروبا أهمية جيوسياسية استثنائية بالنسبة لروسيا. 

واستعصى على فهم القادة فى روسيا ما يقوم به الاتحاد الأوروبى من ضمن البلدان التى تعترف بالديمقراطية وحدها إلى عضويته. 

ولكن روسيا التى ترغب فى العودة إلى السياسة الأوروبية بوضعها ومكانتها القديمة لا تلقى القبول من الغرب، فقد شهدت فترة ما بعد الحرب قيام أوروبا الغربية بتأسيس نظام فريد يضمن الاستقرار والسلام والتعاون والأمن للحضارة الغربية. 

ويرى هؤلاء فى ضم روسيا تهديدًا، كون الأخيرة تسعى إلى الهيمنة مرة أخرى انطلاقا من تفوقها وقدراتها العسكرية فى الوقت الذى تتصرف فيه باقى دول القارة وفق مصالحها الاقتصادية. 

ومع حلول عام 1994 تكون انطباع لدى النخب الشيوعية أنه لا أحد فى أوروبا يفهمهم أو يقبل بهم. كان العالم يعيش ثورة من الاندماجات والتحالفات. قام الاتحاد الأوروبى بضم ثلاث دول جديدة وهى النمسا والسويد وفنلندا وتم توقيع معاهدة تاريخية للتعاون الاقتصادى بين دول النافتا (اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية) وبين النمور الآسيوية. 

كما تم توسيع واستكمال أطر وهيكل منظمة التجارة العالمية وبقيت روسيا معزولة عن الأسواق الأوروبية وعن التحالفات الجارية فى منطقة آسيا والمحيط الهادى. 

وفى عام 1994 حدث تحول فى السياسة الروسية. فإذا كان هدف يلتسين المعلن فى بداية التسعينيات هو إنشاء منطقة آمنة من فلاديفوستوك إلى فانهوفر، فإن عام 1994 قد شهد توجه يلتسين إلى الابتعاد عن فكرة التعاون غير المشروط مع الغرب. 

وعكست الأولويات الجديدة فى السياسة الخارجية الروسية أزمة الهوية. وبعد الانتخابات البرلمانية فى ديسمبر1993 وفشل القوى الليبرالية وتنامى قوة الحزب اليمينى بزعامة فلاديمير جيرينوفسكى وصل يلتسين إلى نتيجة مفادها أن الاعتماد على المبادئ الغربية فى بناء روسيا الحديثة سيؤدى إلى فشل ذريع. لم يرفض يلتسين التعاون مع الغرب في المجال الاقتصادي ولم يوقف إصلاحات السوق ولكنه ابتعد عن حلفائها الليبراليين واقترب من الجناح المحافظ بحثا عن دعم إضافي. 

ومن بين أسباب هذا التحول فى سياسة يلتسين الخارجية خيبة أمله فى الغرب الذى يعارض كل خطط استعادة روسيا مكانتها كدولة عظمى وفى عام 1992 أكد وزير الخارجية الروسى أندرية كوزيريف أن روسيا يمكن أن تستعيد مكانتها كقوة عظمى فى حال التعاون مع الغرب. 

غير أن خطط روسيا لاستعادة مكانتها أدت إلى خلق جو من التنافس مع الغرب وليس التعايش المتوازن معه. ونتيجة لذلك قررت النخبة الروسية زيادة نفوذ روسيا فى الدول المجاورة والبحث عن حلفاء فى آسيا والعالم العربى والعودة إلى القاعدة التقليدية بخلق مناطق للنفوذ.

                                              وللحديث بقية

مقالات مشابهة

  • تراجع اهتمام الروس بكرة القدم بعد العقوبات المفروضة على الرياضة الروسية
  • الناتو مستمر.. بلينكن عن اتفاق الانسحاب: نرتب مع بغداد للحفاظ على شراكتنا
  • وزير الخارجية السوري: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض عربية بما فيها الجولان شاهد على إخفاق الأمم المتحدة
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • هجوم روسي بالمسيرات على كييف.. والجيش الأوكراني يتصدى
  • شـواطئ.. روسيا والغرب.. لمن الغلبة؟ (4)
  • ذخيرة غامضة.. معلومات مثيرة عن القنبلة التي اغتالت نصرالله!
  • إسرائيل والغرب الاستعماري فاتورة جنون العشاء الأخير
  • الدواء الأميركية تجيز استخدام دوبيكسنت المضاد لالتهاب الشعب الهوائية لدى المدخنين
  • الكشف عن المعلومات الذهبية التي أدت إلى اكتشاف حسن نصر الله