ميقاتي خرج رابحاً من مواجهته العابرة مع الإيرانيين
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":نجحت الجهود الخفيّة للقيادة العميقة في "حزب الله"، والشخصية المرنة عند رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الساعات الأخيرة، في استيعاب تداعيات "الانتقاد الحاد" الذي وجهه ميقاتي إلى رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف ردا على موقف نسبته إليه صحيفة فرنسية وورد فيه أن بلاده مستعدة للعمل مع باريس بحثا عن سبل لإنفاذ القرار 1701 في الجنوب.
مع ذلك، ثمة ما يكشف أن الطرفين خرجا من هذا "التصادم" ببعض الآثار والتداعيات السلبية، وخصوصا من جانب الحزب الذي ذهب مباشرة في رحلة تقصّ واستقصاء عن الدوافع التي أملت على ميقاتي "افتعال مواجهة لا يجد لها مبررا أو حاجة".
والحال أن الأوساط المناوئة للحزب ولإيران أحسنت استغلال الحدث الطارئ، فجرّدت فورا حملة منظمة ضد "الهيمنة الإيرانية على القرار الوطني اللبناني". وهكذا وجد ميقاتي أن غالبية من كانوا يرمون حكومته بشبهة موالاتها للحزب ولطهران اصطفوا إلى جانبه، ولاسيما بعدما أطلقت مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على الحزب حملات حادة ضد ميقاتي
كان كلام ميقاتي مفاجئا ومزعجا في أوساط قيادة الحزب انطلاقا من هذه الاعتبارات:
- إن علاقة الحزب بميقاتي كانت إلى لحظة إطلاقه هذا التصريح طبيعية لا تشوبها شائبة.
- إن ميقاتي لم يترك فرصة لاستجلاء الأمر، إذ سارع إلى الطلب من وزير الخارجية استدعاء القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج.
التوتر الذي ساد العلاقة بين الطرفين ما لبث أن سحب وطوي بفعل
جهود الجهات المعنية بالتواصل مع ميقاتي عند الحزب. وثمة من أكد أن أوساط عين التينة كان لها أيضا دور في ضبط الوضع وسحب فتيل التوتر.
كما أن ميقاتي نفسه قد تأنّى وتمهّل عبر اكتفائه بما قاله وعدم رده على مهاجميه. ومع ذلك، ثمة من يقدّر أن ميقاتي قد خرج من هذه المواجهة رابحا.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيحدث؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
عند بدء مشاهدة فيلم، أول ما يشغل بال معظم الناس هو كيفية نهاية الفيلم. الشخصيات في القصة، سير الأحداث، السرد الداخلي يشغل عقولنا، ويقودنا إلى تخيل نهايات بديلة ومحاكاة التطورات الممكنة. الأدوار التي تلعبها الشخصيات في القصة، والقرارات التي تتخذها، تساعدنا على فهم هذا الموقف.
المرحلة التي نمر بها الآن، مثل العديد من النقاط المفصلية في تاريخ تركيا، تشبه إلى حد كبير فيلمًا. سأحاول في هذا السياق أن أتناول شخصيات هذا الفيلم بشكل عام، وأن أقيّم الأحداث من منظور اقتصادي، وأكشف عن بعض الإشارات التي يمكن أن توصلنا إلى نتيجة طويلة الأمد. فالتطورات السياسية التي نشهدها لها تأثير عميق على المجتمع، لا سيما على الصعيد النفسي. في هذه الحالة النفسية، يعد دور الفرد في اتخاذ القرارات الاقتصادية عاملاً مهمًا، وكذلك فإن تصور المستثمرين الخارجيين تجاه المخاطر سيكون من العوامل الأساسية التي تحدد مسار العملية.
لنبدأ بتعريف الشخصيات أولًا. صورة شائعة استخدمتها كثيرًا في عروضي التدريبية عند تناول الاقتصاد الكلي ستكون مفيدة جدًا لتحليل هذا الموضوع.
الصورة الكبيرة للاقتصاد الكلي
عند النظر إلى الاقتصاد من الداخل، يبرز ثلاثة لاعبين أساسيين: الأسرة، عالم الأعمال، والدولة. بالطبع، تتداخل أدوار هؤلاء اللاعبين في العديد من الأحيان. ويحدث هذا التداخل من خلال سوقين أساسيين: سوق الموارد وسوق السلع والخدمات.
من المفترض أن تقوم الدولة بدور تنظيمي في النظام المثالي، لكن وفقًا لأسلوب الحكومة، قد تتبنى أيضًا دورًا اقتصاديًا نشطًا. المجالات مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والدفاع، التي يتولى فيها الدولة مسؤوليات في إطار دولة الرفاه، تزيد من وزنها في الاقتصاد.
أساس هذا النظام هو توازن العرض والطلب. في سوق الموارد، تعرض الأسر القوة العاملة بينما يطلبها عالم الأعمال. تتحدد الأجور في النقطة التي يتقاطع فيها العرض مع الطلب. نفس التوازن ينطبق في سوق السلع والخدمات: المنتجات والخدمات التي تطلبها الأسر هي التي تحدد أسعارها في هذا السوق مقارنة بما يقدمه عالم الأعمال.
تعتبر الدولة لاعبًا حاسمًا في السوقين: فهي تشتري خدمات في سوق السلع والخدمات (مثل شراء الخدمات العامة)، كما هي أيضًا في سوق الموارد كمشغل (مثل الموظفين الحكوميين). تعتمد الدولة على الضرائب كمصدر رئيسي للإيرادات، مثل ضريبة الدخل وضريبة الشركات. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الدولة بإنفاقات انتقالية لتحقيق التوازن الاجتماعي، وتقدم حوافز للقطاع الخاص، وتدعم الاستثمارات الاقتصادية. يتم تمويل جميع هذه الأنشطة بما يتماشى مع مبدأ الميزانية المتوازنة. لكن عندما يتم اختلال التوازن، يصبح الاقتراض هو الحل.
الأنشطة الاقتصادية الكبرى
إذا بسّطنا الأنشطة الاقتصادية، نرى ثلاث فئات رئيسية من النفقات:
الأسرة → الاستهلاك
عالم الأعمال → الاستثمار
الدولة → الإنفاق الحكومي
في الاقتصاد المغلق، يمكن تعريف الناتج المحلي الإجمالي بالمعادلة التالية: الناتج المحلي الإجمالي = الاستهلاك + الاستثمار + الإنفاق الحكومي
رشوة بملايين الليرات لتعديل تراخيص البناء: تفاصيل جديدة في…