نشر موقع "بيزنس ستاندرد" تقريرا يسلط الضوء على العوائق التي تواجه الاقتصاد العالمي؛ حيث تواجه الاقتصادات المتقدمة في أمريكا وأوروبا والصين مشاكل أبرزها ضعف ثقة المستهلكين وضعف الإنتاجية وتراكم الديون، مما يؤكد ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة المشكلات الاقتصادية من خلال تحسين أداء الأسواق المالية وأسواق العمل.



وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن آخر تحديث لمؤشرات بروكينغز-فاينانشيال تايمز للتعافي الاقتصادي العالمي تُظهر أنه رغم النمو العالمي المتزايد، إلا أنه لا يزال ضعيفًا وقائمًا بشكل كبير على الأداء القوي لاقتصاد الولايات المتحدة.



وضع الاقتصاد الأمريكي
وفي ظل عدم وضوح آفاق الاقتصاد العالمي، وحالة عدم اليقين السياسي التي تسيطر على العديد من البلدان، والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يقول إن انخفاض ثقة الشركات والمستهلكين ليست أمرًا مفاجئًا. لكن هناك في الآن ذاته ارتفاعا في أداء أسواق الأسهم، والذي كان قوياً نسبيا، حتى في بعض البلدان ذات آفاق النمو الضعيفة.

وبحسب الموقع، يبدو هذا الأمر واضحًا في الولايات المتحدة؛ حيث ينخفض التضخم تدريجيًا بالتوازي مع انخفاض البطالة وزيادة الاستهلاك المحلي، ويؤشر النمو القوي للأجور مع ارتفاع سوق الأسهم إلى نمو مستدام.

مع ذلك، فقد تدهورت ثقة المستهلكين، مما يعكس عدم الرضا العام عن حالة الاقتصاد الأمريكي، وهو شعور سيلعب دورًا رئيسيًا في الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، كما أن مخاطر ارتفاع الدين العام الأمريكي تلوح في الأفق، مهددة بزعزعة استقرار الاقتصاد الكلي.

أزمة في ألمانيا وفرنسا
وأشار الموقع إلى أن الاقتصادات المتقدمة الأخرى تمر بوضع أصعب، فبينما تمكنت بعض دول جنوب أوروبا، مثل إسبانيا واليونان، من تحقيق بعض التحسن، إلا أن اقتصادات منطقة اليورو الكبرى تعاني أزمات حادة.

وتعاني ألمانيا من ارتفاع تكاليف الطاقة، وتهالك البنية التحتية الصناعية، وركود الإنتاج، والمنافسة التصديرية المتزايدة مع الصين، بينما تواجه فرنسا مشاكل مالية حادة تنذر بمزيد من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وفي خضم النمو الباهت وتراجع التضخم، لم يكن أمام البنك المركزي الأوروبي خيار سوى الاستمرار في خفض أسعار الفائدة.

أما المملكة المتحدة فيبدو أنها اكتسبت بعض الزخم الاقتصادي، وذلك بفضل سياسة المرونة النقدية، لكن الاستثمارات التجارية تستمر في التراجع، ولا تزال الإنتاجية ضعيفة، كما أن المخاطر المالية تلوح في الأفق.



إصلاحات هيكلية في الصين
بالنسبة لليابان، خالف البنك المركزي الياباني نظراءه وقام برفع أسعار الفائدة لدعم الين وكبح التضخم، لكن هذا لن يشجع العائلات اليابانية على الاستهلاك.

وأضاف الموقع أن الاقتصاد الصيني يتخبط رغم الجولة الجديدة من التحفيز المالي والتدابير الرامية إلى تعزيز أسعار العقارات وتقوية الميزانيات العمومية للبنوك التجارية، حيث أن هذه السياسات غير كافية للتغلب على الانكماش الناتج عن ضعف الطلب المحلي؛ فقد تعرضت الثقة في القطاع الخاص لضربات قوية في السنوات الأخيرة، ما أدى بدوره إلى تقويض الاستهلاك والاستثمار في الأعمال التجارية.

ويتعين على الصين اعتماد مجموعة جديدة من التدابير المالية لإعادة إنعاش اقتصادها، بما في ذلك دعم الدخل الفردي وفرض تخفيضات ضريبية وإعادة هيكلة العلاقات المالية بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية، كما يجب على الحكومة أن تواصل القيام بإصلاحات هيكلية تهدف إلى إنعاش نمو الإنتاجية واستعادة الثقة في قطاع الأعمال.

وذكر الموقع أن الهند من بين الدول الأقوى أداء على مستوى الاقتصاد العالمي؛ حيث شهدت نموًا قويًا بفضل الاستثمار في البنية التحتية والتوسع السريع في قطاعي التصنيع والخدمات.

وتستفيد الهند من اتجاهين عالميين؛ حيث يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الفائدة العالمية إلى تحفيز تدفقات رأس المال إلى البلاد، كما أن توجه العديد من الاقتصادات الكبرى إلى تحويل سلاسل التوريد بعيدًا عن الصين قد يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في الهند.



صمود الاقتصاد الروسي
أما في أمريكا اللاتينية، فقد سجلت كل من البرازيل والمكسيك نموًا جيدا، بينما تعاني العديد من اقتصادات البلدان الأخرى عجزًا كبيرًا في الميزانية، وفوائد ديون لا يمكن تحملها، وتقلبًا في أسعار الصرف.

وبالنسبة لروسيا، صمد الاقتصاد والأسواق المالية إلى حد كبير في وجه العقوبات الغربية، لكن الحرب ضد أوكرانيا ستقلل من إمكانات النمو على المدى الطويل.

واختتم الموقع بأن الهدوء النسبي الذي سيطر على الاقتصاد العالمي يمنح صانعي السياسات في جميع أنحاء العالم فرصة لمعالجة العقبات التي تعيق النمو، من خلال التحكم في عجز الميزانيات الحكومية وتعزيز ثقة الأفراد والشركات التجارية، ووضع سياسات واضحة لتعزيز نمو الإنتاجية، واتخاذ خطوات ملموسة لتحسين أداء أسواق العمل والأسواق المالية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاقتصاد الولايات المتحدة الصين اقتصاد الولايات المتحدة الصين ركود صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاقتصاد العالمی

إقرأ أيضاً:

الإمارات تواجه كوريا الشمالية في الرياض بتصفيات كأس العالم 2026

يلتقي منتخب الإمارات مساء غد الثلاثاء مع نظيره كوريا الشمالية في الجولة الثامنة لمنافسات المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026.

تقام المباراة على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض بالسعودية، ويحتل المنتخب الإماراتي المركز الثالث في الترتيب برصيد 10 نقاط، فيما يأتي منتخب إيران في الصدارة بـ 19 نقطة، وأوزبكستان وصيفا برصيد 16 نقطة، وقطر رابعا 10 نقاط، وقيرغيزستان 3 نقاط، بينما يتذيل المنتخب الكوري الترتيب برصيد نقطتين.

ويتأهل المنتخبان الأول والثاني من المجموعات الثلاث للتصفيات الآسيوية مباشرة إلى كأس العالم، بينما ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع في كل مجموعة من أجل خوض المرحلة الرابعة للتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم، وبطاقة إلى الملحق العالمي الذي سيقام بمشاركة 6 منتخبات من مختلف القارات باستثناء أوروبا.

وسيعود إلى تشكيلة منتخب الإمارات أمام كوريا اللاعب لوان بيريرا بعد شفائه من الإصابة التي حرمته من المشاركة أمام إيران، ويتمسك المدرب البرتغالي باولو بينتو بالفرصة التي ما زالت قائمة في التأهل إلى كأس العالم، ولكنها تتطلب ضرورة فوز "الأبيض" في المباريات الثلاث المتبقية، حيث يلعب المنتخب الإماراتي أمام كوريا الشمالية وأوزبكستان وقيرغيزستان في ختام المرحلة الثالثة للتصفيات.

ويحتاج منتخب الإمارات إلى حصد 9 نقاط لكي تعزز فرصته في التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026، لاسيما في حال فوزه بأكثر من هدفين على أوزبكستان ليصب فارق الأهداف في مصلحة المنتخب الاماراتي، فيما يلعب أوزبكستان أيضاً أمام إيران غدا، وفي حال خسارته وفوز الإمارات على كوريا الشمالية، يتقلص الفارق في النقاط إلى 3 نقاط فقط، ما يعني عمليا، وجود فرصة سانحة للإمارات.

وأدى المنتخب الإماراتي آخر تدريباته، أمس الأحد، في منطقة جبل علي، بمشاركة جميع اللاعبين، حسبما أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم على موقعه الإلكتروني الرسمي.

وتضم قائمة منتخب الإمارات 27 لاعبا، وهم.. خالد عيسى، وحمد المقبالي، وخالد توحيد، وعلي خصيف، ومحمد العطاس، ولوكاس بيمنتا، وكوامي كويدو، وخليفة الحمادي، وعلاء الدين زهير، وزايد سلطان، وخالد الظنحاني، وماركوس ميلوني، وعبد الله إدريس، ويحيى نادر، وماكينزي هانت، وعبد الله رمضان، وطحنون الزعابي، وعصام فايز، ويحيى الغساني، وحارب عبد الله، وفابيو دي ليما، وجوناتاس سانتوس، ولوان بيرارا، وبرونو أوليفيرا، وكايو لوكاس، وسلطان عادل، وكايو كانيدو.

وأسند الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إدارة المباراة لطاقم تحكيم من السعودية، بقيادة محمد الهويش "حكم ساحة"، ويساعده الثنائي خلف الشمري وياسر السلطان، ومعهما فيصل البلوي حكما رابعا، ويتواجد في غرفة تقنية الفيديو المساعد "فار" الحكم عبد الله الشهري، ويساعده الحكم إبراهيم الدخيل.

مقالات مشابهة

  • البساط: النمو يخفف من انخفاض القدرة الشرائية للمستهلك
  • الصين ترحب بالشركات من جميع الدول لتعزيز استقرار النمو الاقتصادي العالمي
  • مجموعة Seviora الآسيوية تؤسّس مكتباً إقليمياً في «أبوظبي العالمي»
  • الصحة العالمية: جهود مكافحة مرض السل تواجه تحديات
  • الإمارات تواجه كوريا الشمالية في الرياض بتصفيات كأس العالم 2026
  • الأوراق المالية تسترد 4.1 مليون درهم للمستثمرين عبر التسويات الودية خلال 2024
  • "الأوراق المالية" تسترد 4.1 مليون درهم للمستثمرين عبر التسويات الودية
  • تراجع الدولار عالميا من أعلى مستوى له في 3 أسابيع
  • «الوطني»: البنوك المركزية العالمية تواصل حذرها للموازنة بين النمو والتضخم وتقلبات الأسواق
  • الدكتور نظير عياد: الفتاوى تواجه تحديات غير مسبوقة فى ظل الثورة الرقمية