صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-27@12:10:48 GMT

كارتيلات إخوانية وشعب في محنة!

تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT

كارتيلات إخوانية وشعب في محنة!

كارتيلات إخوانية وشعب في محنة!

بثينة تروس

كتب أحد الإخوان المسلمون بخصوص تسليم القائد العام لقوات درع السودان سابقاً أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، والذي انضم لفريق الدعم السريع في الحرب الحالية، ثم عاد للجيش مجدداً وسلم نفسه في سهل البطانة (مثل كيكل كمثل أبي سفيان بن حرب، عزيز في الجاهلية وعزيز في الإسلام)! كما رشحت أخبار عن تفاوض استمر شهور بين استخبارات الجيش وكيكل ليسلم نفسه.

. بل ظهرت اتهامات له بدور يلعبه في إغتيال بعض قادة الدعم السريع أو فتح ثغرات عسكرية لمتحركاتهم في منطقة الفاو حتى يتمكن الجيش والمليشيات التي تتبع له من هزيمتهم..

الشاهد في كل حادثة تستجد في هذه الحرب اللعينة تؤكد أنه لا ضحية غير الشعب الممحون، الذي تمت معاقبته لأنه حلم بالمدنية ودولة القانون والعدالة، وهي غايات تسلب هؤلاء اللصوص جميع مكتسباتهم، تعرضهم للمحاسبات، وتحرمهم من غايتهم في العودة للسلطة، فهو مسلسل متواصل من التآمر والسقوط في هاوية الاسترزاق بين تلك الفصائل المتقاتلة، وبنفس الشخصيات، من ضباط مليشيات إخوانية طامعة في أن تنال ما نالته قوات الدعم السريع من خصوصية سابقة، كما اشتهى كيكل أن يكون حاكماً على الجزيرة!! متملصاً من دعاوى دولة 56 وتهميشها وحماية الديموقراطية! وطلب كيكل هو من نسيج تربية لا تستحي من طلب السلطة وقتل الأنفس البريئة (لأتفه الأسباب) وهي اَمنة من العقوبة عن جرائم الحروب والفساد، بل حتى جرائم العبث بالشريعة الإسلامية التي أطلقوا عليها (شريعة مدغمسة)، هم طلقاء بلا حسيب أو رقيب، كما أكد كيكل بتصريحاته أنه (أكملت مهمتي بنجاح رغم ألم شعبي الذي لم يفارق مخيلتي يوماً)! على التحقيق لكل منهم باع طويل في الخيانة والغدر المركوز في ساس دولتهم برواية (إذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً)، فالشعوب آخر همهم.

فحين فرح الإخوانيون وطربوا لرجعة كيكل للبيت القديم ووصفوها بالشجاعة، صرحت القيادة العامة للقوات المسلحة (أنه انحاز لجانب الحق والوطن.. كما نجدد عفو السيد رئيس مجلس السيادة لأي متمرد ينحاز لجانب الوطن) ذلك العفو الذي يبدو أنه رهين فقط بالانتماء لمليشيات الإخوان المسلمين، ومحرم على المدنيين، الذين تم دمغهم بالخيانة الوطنية فقط لمناداتهم بوقف الحرب.

وفي حرب الكرامة المزعومة هذه والتي تلتهم نيرانها الأخضر واليابس، وتزهق أرواح شباب الوطن، لم نسمع بمطالب القصاص من أبو عاقلة كيكل وجنوده، لهتك العروض والاغتصابات، والدم المسفوح، وترويع المساكين وإخراجهم من بيوتهم، وهم يهيمون على وجوههم ما بين مذهول، ومريض وجريح ومفقود! والناجي منهم نازح ولاجئ. بل لاتزال الجزيرة ومواطنوها رهينة الجنجويد، تلك الجزيرة التي أذاقها (المتمرد) كيكل الأمرين من الهوان والمذلة، بعد تركها الجيش مسرحاً للانتهاكات الإنسانية وهرب.

وللأسف سوف ينال الشرفاء فيها في مقبل الأيام مزيد من التنكيل والتقتيل بسنة (الوجوه الغريبة) وشبهة الخيانة! وكذلك سوف تجتهد مليشيات الجيش في ترويع المواطنين في مناطقها (المحررة) بنفس الدعاوي، إذ الشعب بين ناري الخضوع، أو تقديم أبنائهم أكباش فداء لعودة الحركة الإسلامية.

وما حدث في قرية تمبول التي كانت وادعة قبل تلك الحرب، نموذج لخيبات الحرب التي لا تقع إلا على كاهل المواطنين، إعلام مضلل من الطرفين المتقاتلين، لا يهمه حال الناس، فقد شهدنا فرح أهالي تمبول بدخول الجيش الاستعراضي، الذي لم يلبث أن انسحب وتركهم للمليشيات المجرمة التي روعتهم بتهمة الفرح بدخول الجيش! لقد عزت الأفراح على المواطنين، إذ هم في محنة حقيقة لم يجابهوا مثيلاً لها من قبل فهم في بداية الحرب حين تمت مداهمة قراهم تصالحوا مع الدعم السريع طلباً للأمان والسلامة، حين لم يجدوا الجيش، وهم اليوم يفرحون عقب كل انتصار للجيش طلباً للأمان والسلامة كذلك، وهذا ما يؤكد أنهم لا يطلبون غير وقف الحرب.

إن معركة الكارتيلات هذه لا مصلحة للشعب فيها، فشرها المستطير يزداد يوماً بعد يوم، ويزداد معه حجم الخسائر، وإزهاق الأرواح، وستظل نيرانها موقدة تزداد ضراوتها مع ازدياد جهالات قصار أحلام الحركة الإسلامية بجميع ميليشياتها، ومطامع الدعم السريع وميلشياته، ووقوع المكون المدني في توهان الصراعات المدنية.. إن الجميع يفتحون البلاد على مصراعيها للتدخلات الخارجية، ولن يجدي حينها التباكي، حيث ستصبح الدولة رهينة لإملاء القرارات الأجنبية ولشراء ذمم الساسة والحكام، ويظل المواطن في محنته.

الوسومأبو عاقلة كيكل الإخوان المسلمون الجزيرة الجيش الحرب الدعم السريع السودان المليشيات بثينة تروس تمبول

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أبو عاقلة كيكل الإخوان المسلمون الجزيرة الجيش الحرب الدعم السريع السودان المليشيات تمبول الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

سودانيون يوثقون فيضان النيل الأبيض وغمر البيوت في الجزيرة أبا

وثق مواطنون سودانيون، أمس الأحد واليوم الاثنين، مشاهد لغمر فيضان النيل الأبيض أحياء سكنية بمدينة الجزيرة أبا، وذلك بعد قيام قوات الدعم السريع بإغلاق خزان جبل أولياء جنوبي الخرطوم.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون على فيسبوك محاصرة مياه الفيضان للمنازل، وإخراج المواطنين مستلزماتهم خارج البيوت خوفًا من انهيارها فوق رؤوسهم.

وعبر وسم #الجزيرة_أبا_تغرق، أطلق رواد العالم الافتراضي في السودان حملة على منصات التواصل لتسليط الضوء على ما يعانيه الأهالي بسبب مياه الفيضانات.

الجزيرة ابا براها بحر ابيض كلها بتغرق
الفيديو ده مصورنوا اولاد عمي من حلتنا "الشوال" الناس بتعاين وهي بتموت بالبطيء https://t.co/itxHJo17c3 pic.twitter.com/1vauq5p9II

— Mohamed Ezzaldin (@Zal8o) December 25, 2024

وعلقوا على المشاهد من المنطقة بالقول "السودان المنسي يعاني بصمت"، وأضاف هؤلاء "أنقذوا أهلنا في ولاية النيل الأبيض منطقة الجزيرة أبا من الغرق، الوضع كارثي جدا، بسبب إغلاق خزان جبل أولياء من قبل قوات الدعم السريع .. البيوت تتهدم .. والأهالي ينزحون .. وآلاف الأسر والأطفال والنساء والشيوخ والرجال يحتاجون التدخل العاجل لإنقاذهم".

الجزيرة ابا انهيار كلي في حي الإنقاذ الغربي بسبب #فيضان_النيل_الابيض ونزوح الاهالي. pic.twitter.com/b5C2lG6cbF

— Mohamed Abdalrhman (@Mohamed05085067) December 25, 2024

إعلان

ونقلت مواقع محلية عن وزير البنى التحتية في ولاية النيل الأبيض محمد الحسن قوله إن إغلاق قوات الدعم السريع لخزان جبل أولياء أدى إلى ارتفاع منسوب النيل الأبيض. وأضاف الوزير أن الدعم السريع يسيطر على خزان جبل أولياء الواقع جنوب الخرطوم منذ اندلاع الاقتتال بين الجيش السوداني والدعم السريع قبل أكثر من سنتين.

وأشار إلى أن الوزارة أوفدت 4 فرق إلى مناطق الدويم وشبشبه وكرة والكوة وأبو شاتين والجزيرة أبا، فضلا عن العباشية بكوستي والطويلة وقلي والفشاشوية، لتأهيل التروس الواقية وحمايتها.

وفي المقابل، اتهم الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي -في بيان- الجيش بشن 70 غارة جوية منذ سيطرة قواته على المنطقة العسكرية بجبل أولياء، إضافة إلى القصف المدفعي المتواصل بقصد تدمير الخزان.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن الفيضانات أدت إلى نزوح 40 أسرة من 4 مدارس كانت تستضيف نازحين بالإضافة إلى نزوح آخرين من أحياء حمر وزغاوة والرحمانية وأرض الشريفة.

مقالات مشابهة

  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • انا بتفق مع الاستاذ يوسف عزت كبير مستشارى الدعم السريع (سابقا؟) لانه علي حق
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • سودانيون يوثقون فيضان النيل الأبيض وغمر البيوت في الجزيرة أبا
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة تستردان مناطق جديدة من الدعم السريع والإستيلاء على مخزون ذخائر وأسلحة ومركبات قتالية
  • كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»